همسات في التدبر

سِـورة الفاتحه

يؤخذ من سورة الفاتحة إيجاز المقدمة مع بلاغتها؛ لئلا تمل نفوس السامعين بطول انتظار المقصود، وهذا سنة للخطباء ألا يطيلوا المقدمة فينسبوا إلى العي؛ فإنه بمقدار ما تطال المقدمة يقصر الغرض، ومن هذا يظهر وجه وضعها قبل السور الطوال مع أنها سورة قصيرة.

المصدر / ابن عاشور، التحرير و التنوير

ما أحسنها من تربية يربينا بها ربنا، لما أثبت في سوره الفاتحة أن الحمد كله له؛
علل ذلك بأنه (رَبِّ الْعَالَمِينَ) و (الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ) أو (مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)..!
وبهذا تطمئن القلوب، وتنقاد النفوس، ويزداد إقبالها على ما أمرت به.

المصدر / د. محمد الخضيري

كثيرًا ما يستعجل الإمام أو يغفل المأموم عن تدبُّر سورة الفاتحة، خاصة مع تكررها في مثل التراويح، طلبًا لتدبُّر ما بعدها من تلاوة وربما لتدبر قنوت مع أنَّ الفاتحة أولى السور بالتدبر؛ لأنها أعظم سورة، والله تعالى يقول: (وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ ) (الحجر)، والفاتحة هي السبع المثاني والقرآن العظيم.

المصدر / باسل الرشود


همسات في التدبر
سـ ورة الفاتحة.. الجزء الثاني

قال تعالى :
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }(سورة الفاتحة - 5)

(إِيَّاكَ نَعْبُدُ) الغاية، و (وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) الوسيلة،
فلن تستطيع أن تعبد الله إلا بالله، فالبداية من الله والنهاية إلى الله، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
▫️المصدر / ابن تيمية، العبودية▫️

قال تعالى :
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }(سورة الفاتحة - 5)

قدم العبادة على الاستعانة في قوله تعالى:
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)؛ لأن العبادة قسم الرب، وحقه، والاستعانة مراد العبد، ومن الطبيعي أن يقدم العبد ما يستوجب رضا الرب ويستدعي إجابته قبل أن يطلب منه شيئًا، وهو هنا التذلل لله والخضوع بين يديه بالعبادة؛ فكان القيام بالعبادة مظنة استجابة طلب الاستعانة.
▫️المصدر / ابن القيم، مدارج السالكين▫️

قال تعالى :
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }(سورة الفاتحة - 5)

قال ابن القيم في «المدارج»:
فأنفع الدعاء طلب العون على مرضاته، وأفضل المواهب إسعافه بهذا المطلوب، وجميع الأدعية المأثورة مدارها على هذا، وعلى دفع ما يضاده، وعلى تكميله وتيسير أسبابه.

وقد ذكر في موضع آخر أن قوله:
«اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك»
(رواه أبو داود ح 1522) من أجمع الدعاء.

▫️المصدر / ابن القيم، مدارج السالكين▫️
منقول