تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 25

الموضوع: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2020
    المشاركات
    20

    افتراضي بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك


    السلام عليكم و رحمة الله
    بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك
    الحديث الاول
    قال ابن فورك روى أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ إِن الله تَعَالَى خلق آدم عَلَيْهِ السَّلَام من قَبْضَة قبضهَا من جَمِيع الأَرْض فجَاء بَنو آدم على قدر الأَرْض جَاءَ مِنْهُم الْأَحْمَر والأبيض وَالْأسود وَبَين ذَلِك والسهل والخشن والخبيث وَالطّيب وَبَين ذَلِك // أخرجه الإِمَام أَحْمد //
    وَرُوِيَ فِي بعض الْأَخْبَار أَن الْملك الَّذِي حمل إِلَى الله عز وَجل الطين هُوَ الْمُسَمّى ملك الْمَوْت وَلذَلِك سلط على قبض الْأَرْوَاح وَاعْلَم أَن تَأْوِيل القبضة على معنى الْجَارِحَة والعضو وَالْبَعْض مُسْتَحِيل كَونه جسما أَو أجساما على مَا تقدم ذكره وَبَيَانه من قبل فإمَّا أَن يحمل القبضة على معنى الْقُدْرَة كَقَوْل الْقَائِل مَا فلَان إِلَّا فِي قبضتي على معنى أَنِّي قَادر عَلَيْهِ وعَلى هَذَا تأولوا قَوْله عز وَجل {وَالْأَرْض جَمِيعًا قَبضته} أَي تَحت قدرته وَملكه وَقد قيل أَيْضا إِن معنى الْآيَة من قَوْله قَبضته أَن ذَلِك فِي حكم الفناء تَحْقِيقا للمعاد واستشهدوا بقول الْقَائِل قبض الله نَفسِي إِلَيْهِ أَي أفناه فَأَما المُرَاد بالقبضة فِي هَذَا الْخَبَر فَهُوَ اجْتِمَاع جملَة من أَجزَاء الْمَذْكُور فِيهِ من الطين شهت فِي إجتماعها بِالْجُمْلَةِ المجتمعة فِي قَبْضَة الْجَارِحَة وَأما تَأْوِيل قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبضهَا الرَّحْمَن فَيحْتَمل وُجُوهًا
    أَحدهَا أَن يكون طَرِيق ذَلِك وتأويله على معنى إِظْهَار فعل كَمَا قَالَ الله تَعَالَى {فطمسنا أَعينهم} وكما قَالَ تَعَالَى {الْيَوْم نختم على أَفْوَاههم} وَلَيْسَ ذَلِك طمسا وختما على تَأْوِيل مَعْنَاهُ ومباشرة ومعالجة وممارسة لما يحدث فِيهِ الْفِعْل بل ذَلِك على سَائِر مَا يظْهر من أَفعاله عز ذكره لِأَنَّهُ يفعل أَفعاله إبتداء اخْتِيَارا بقدرته وإرادته وَأمره لَهُ كن فَيكون وَيحْتَمل ذَلِك وَجها آخر وَهُوَ أَن يكون ذَلِك قبض جارحه وَلكنهَا لبَعض الْمَلَائِكَة وَلَا يمْتَنع وصف الْمَلَائِكَة بالجارحة فَقيل قبضهَا الرَّحْمَن على معنى أَن الْملك قبض على ذَلِك بِأَمْر الرَّحْمَن ومثاله فِي الْكَلَام الْجَارِي وَبَين النَّاس ضرب الْأَمِير اللص وَإِنَّمَا أمره لضربه وَالْأَصْل فِي ذَلِك إِضَافَة الْحَوَادِث إِلَى الْمَالِك لَهَا بِاللَّفْظِ الْأَعَمّ قد يُضَاف إِلَيْهِ بِاللَّفْظِ الْأَخَص فَإِن كَانَ متضمنة على التَّخْصِيص لَايصلح لَهُ على الْوَجْه الَّذِي يجْرِي على غَيره فَيحمل ذَلِك حِينَئِذٍ على المتعالم الْمَشْهُود بَين النَّاس وَأهل الْخطاب فِي نِسْبَة الْفِعْل بِاللَّفْظِ الْأَخَص إِلَى من أَمر بِهِ وَالْمرَاد بذلك أَنه حصل بِمَا أمره وَحدث بقدرته
    *يقول الكمال ابن شريف أخذا من كلام بعضهم المراد بالقبض هنا حقيقة لكن إنما قبضها عزرائيل عليه السلام ملك الموت فلما كان القبض بأمره تعالى نسب إليه ويشهد له ما رواه سعيد بن منصور وأبو حاتم عن أبي هريرة إن الله تعالى لما أراد أن يخلق آدم عليه الصلاة والسلام بعث ملكا من حملة العرش يأتي بتراب من الأرض فلما هوى ليأخذ منها قالت أسألك بالذي أرسلك لا تأخذ مني اليوم شيئا يكون منه للنار نصيب فتركها فلما رجع إلى ربه أخبره فأرسل آخر فقال مثل ذلك قال الذي أرسلني أحق بالطاعة فأخذ من وجهها ومن طيبها ومن خبيثها. وَقَوله من قَبْضَة قبضهَا الرَّحْمَن وكلا الْوَجْهَيْنِ من التَّأْوِيل سَائِغ فِيهِ إِن قُلْنَا إِن ذَلِك إِظْهَار فعل وَإِضَافَة إِلَيْهِ بِاللَّفْظِ الْخَاص من جِهَة الْملك وَالتَّقْدِير سَائِغ وَإِن قُلْنَا إِن ذَلِك على تَأْوِيل قَول الْقَائِل قتل الْأَمِير اللص على أَنه أَمر بِهِ وَإِن الْقَتْل حدث عَن ملكه وَحكمه كَانَ غير مُنكر أَيْضا​


    قال البيهقي وقوله من قبضة قبضها يريد به الملك الموكل به بأمره. وقد روينا عن السدي بأسانيده أن الذي قبضها ملك الموت عليه السلام بأمر الله تعالي


    حديث آخر
    قال ابن فورك روى أَبُو رَافع عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَقُول الله تبَارك وَتَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة يَا ابْن آدم مَرضت فَلم تعدني
    فَيَقُول أَي رب وَكَيف أعودك وَأَنت رب الْعَالمين
    فَيَقُول أما علمت أَن عَبدِي فلَانا مرض فَلم تعده أما علمت أَنه لوعدته لَوَجَدْتنِي عِنْده
    يَا ابْن آدم استطعمتك فَلم تطعمني قَالَ يَا رب وَكَيف أطعمك وَأَنت رب الْعَالمين
    قَالَ أما علمت أَنه استطعمك عَبدِي فلَان فَلم تطعمه أما علمت أَنَّك لَو أطعمته لوجدت ذَلِك عِنْدِي
    يَا ابْن آدم استسقيتك فَلم تَسْقِنِي قَالَ يَا رب كَيفَ أسقيك وَأَنت رب الْعَالمين
    قَالَ استسقاك عَبدِي فلَان فَلم تسقه أما إِنَّك لَو سقيته لوجدت ذَلِك عِنْدِي // أخرجه الإِمَام مُسلم //
    وَاعْلَم أَن الَّذِي يجب أَن يبين من هَذَا الْخَبَر قَوْله أما إِنَّك لوعدته لَوَجَدْتنِي عِنْده وَأما قَوْله مَرضت فقد فسره النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَين معنى ذَلِك إِشَارَة إِلَى مرض وليه فأضاف إِلَى نَفسه إِكْرَاما لوَلِيِّه ورفعا لقدره وَهَذِه طَريقَة مُعْتَادَة فِي الْخطاب عَرَبِيَّة وعجمية وَذَلِكَ أَن يخبر السَّيِّد عَن نَفسه وَيُرِيد عَبده إِكْرَاما لَهُ وتعظيما حَتَّى كَأَنَّهُ هُوَ توهم من جلالته وَعظم مَنْزِلَته مساواته لَهُ فِي الْمنزلَة وَالْجَلالَة أما قَوْله أما إِنَّك لوعدته لَوَجَدْتنِي عِنْده مَعْنَاهُ أَي وجدت رَحْمَتي وفضلي وثوابي وكرامتي فِي عيادتك لَهُ وَهَذَا أَيْضا كَالْأولِ فِي بَاب أَنه ذكر الشَّيْء بأسمه وأيد غَيره كَقَوْلِه تَعَالَى {واسأل الْقرْيَة} {وأشربوا فِي قُلُوبهم الْعجل}وَهَذِه طَريقَة مُعْتَادَة غير مستنكرة وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَالْأولى أَن يحمل الْخَبَر عَلَيْهِ وعَلى مثله يتَأَوَّل قَوْله عز وَجل {وَوجد الله عِنْده}على معنى أَنه وجد عِقَابه وحسابه فَذكر الله تَعَالَى وأضيف الْفِعْل إِلَيْهِ وَالْمرَاد فعله على النَّحْو الَّذِي بَيناهُ ونظائره فِي كَلَام الْعَرَب ومثاله أَيْضا قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي أحدهَذَا جبل يحبنا ونحبه // أخرجه البُخَارِيّ //
    وَمعنى ذَلِك أَهله أَي يحب الساكنون بفنائه والمقيمون فِي ساحته ونحبهم وَإِذا احْتمل الْخَبَر مَا ذَكرْنَاهُ وَلَا يجوز على الله تَعَالَى الْحُلُول فِي الْأَمَاكِن لإستحالة كَونه محدودا ومتناهيا وَذَلِكَ لإستحالة كَونه مُحدثا وَجب أَن يكون مَحْمُولا على مَا قُلْنَاهُ


    قال النووي ( مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي قَالَ يَا رَبُّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِيَ فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتنِي عِنْدَهُ) قَالَ الْعُلَمَاءُ إِنَّمَا أَضَافَ الْمَرَضَ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَالْمُرَادُ الْعَبْدُ تَشْرِيفًا لِلْعَبْدِ وَتَقْرِيبًا لَهُ قَالُوا وَمَعْنَى وَجَدْتنِي عِنْدَهُ أَيْ وَجَدْتَ ثَوَابِي وَكَرَامَتِي وَيَدُلُّ عَلَيْهِ .قَوْلُهُ تَعَالَى فِي تَمَامِ الْحَدِيثِ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي لَوْ أَسْقَيْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي أَيْ ثَوَابَهُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ


    قال البيهقي أخرجه مسلمٌ في "الصّحيح" من حديث بهز بن أسدٍ، عن حمّادٍ، وفيه أنّ ذلك يقوله يوم القيامة وفي استفسار هذا العبد ما أشكل عليه دليلٌ على إباحة سؤال من لا يعلم من يعلم حتّى يقف على المشكل من الألفاظ إذا أمكن الوصول إلى معرفته، وفيه دليلٌ على أنّ اللّفظ قد يرد مطلقًا، والمراد به غير ما يدلّ عليه ظاهره، فإنّه أطلق المرض والاستسقاء والاستطعام على نفسه، والمراد به وليٌّ من أوليائه، وهو كما قال اللّه عزّ وجلّ: إنّما جزاء الّذين يحاربون اللّه ورسوله، وقوله: إنّ الّذين يؤذون اللّه ورسوله، وقوله: إن تنصروا اللّه ينصركم، والمراد بجميع ذلك أولياؤه وقوله: لوجدتني عنده أي وجدت رحمتي وثوابي عنده، ومثله قوله عزّ وجلّ: ووجد اللّه عنده فوفّاه حسابه أي وجد حسابه وعقابه​


    حديث اخر
    قال ابن فورك وَرُوِيَ فِي خبر آخر أَن يَمِين الله سُبْحَانَهُ سحاء لَا يغيضها شَيْء
    مَعْنَاهُ عطايا الله كَثِيرَة لَا ينقصها شَيْء وَإِلَى هَذَا الْمَعْنى ذهب المرار الشَّاعِر حَيْثُ يَقُول (وَإِن على الأوايد من عقيل ... فَهَل كلتا يَدَيْهِ لَهُ يَمِين) والعبر تعبر عَن النعم والأفضال بِالْيَدِ وَالْيَمِين كلتيهما
    وَرُوِيَ فِي هَذَا الْخَبَر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ذَات يَوْم لنسائه أَطْوَلكُنَّ يدا أَسْرَعكُنَّ موتا // أخرجه مُسلم
    فَكُن يتذارعن فَكَانَت سَوْدَة أَطْوَلهنَّ يدا فَلَمَّا توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَت زَيْنَب أولهنَّ موتا بعده فَقُلْنَ كَيفَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا قَالَ ثمَّ ذكرن أَنَّهَا كَانَت أَطْوَلهنَّ يدا فِي لْخَبر فَبَان الْخَيْر أَن الْعَرَب تعبر عَن النعم وَالْأَفْضَل بِالْيَدِ وَالْيَمِين وَمثل هَذَا الْخَبَر مَا رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ المقسطون عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة على مَنَابِر من نور عَن يَمِين الرَّحْمَن // أخرجه مُسلم
    وَقد تَأَول النَّاس ذَلِك على تأولين فَمنهمْ من قَالَ مَعْنَاهُ عَن يَمِين عرش الرَّحْمَن على طَريقَة الْعَرَب فِي الْحَذف والإضمار كَمَا قَالَ الْقَائِل(واستب بعْدك يَا كُلَيْب الْمجْلس ... )يَعْنِي أهل الْمجْلس وكما قَالَ عز وَجل{وأشربوا فِي قُلُوبهم الْعجل} أَي حبه وَقَالَ بَعضهم معنى قَوْله عَن يَمِين الرَّحْمَن أَرَادَ بِهِ الْمنزلَة الرفيعة وَالْمحل الْعَظِيم وَهَذَا سَائِغ فِي لُغَة الْعَرَب وَذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ كَانَ فلَان عندنَا بِالْيَمِينِ اي كَانَ لَهُ عندنَا الْمحل الْجَلِيل والرتبة الْعَظِيمَة
    وَلذَلِك قَالَ الشَّاعِر (أَقُول لناقتي إِذْ بلغتني ... لقد أَصبَحت عِنْدِي بِالْيَمِينِ) أَي الْمحل الْجَلِيل وَإِذا كَانَ هَذَا مَعْرُوفا فِي اللُّغَة فِيمَا بَينهم واستحال وصف الله تَعَالَى بِالْحَدِّ والجهة وَالْبَعْض والغاية والتأليف والممارسة وَجب أَن يكون مَحْمُولا على مَا قُلْنَا
    وَمثله أَيْضا مَا رُوِيَ فِي خبر آخر عَن ابْن عَبَّاس قَالَالْحجر الْأسود يَمِين الله فِي أرضه يُصَافح بهَا من شَاءَ من خلقه // رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ //
    وَقد تَأَول أهل الْعلم ذَلِك على وَجْهَيْن من التَّأْوِيل أَحدهمَا أَن المُرَاد بذلك الْحجر أَنه من نعم الله على عباده بِأَن جعله سَببا يثابون على التَّقَرُّب إِلَى الله تَعَالَى بمصافحته فيؤجرون على ذَلِك وَقد بَينا أَن الْعَرَب تعبر عَن النعم بِالْيَمِينِ وَالْيَد كَمَا ذكرنَا قبل وَزعم بَعضهم أَن هَذَا تَمْثِيل وَأَصله أَن الْملك إِذا صَافح رجلا قبل الرجل يَده فَكَأَن الْحجر لله تَعَالَى بِمَنْزِلَة الْيَمين لملك ليستلم ويلثم
    وَقد رُوِيَ فِي الْخَبَر أَن الله عز وَجل أَخذ الْمِيثَاق من بني آدم وأشهدهم على أنفسهمأَلَسْت بربكم قَالُوا بلَىجعل ذَلِك فِي الْحجر الْأسود فَلذَلِك يُقَال عِنْده إِيمَانًا بك ووفاء بعهدك
    وَيحْتَمل وَجها آخر وَهُوَ أَن يكون قَوْله الْحجر يَمِين الله فِي أرضه إِنَّمَا أَضَافَهُ إِلَيْهِ على طَرِيق التَّعْظِيم للحجر وَهُوَ فعل من أَفعَال الله عز وَجل سَمَّاهُ يَمِينا وَنسبه إِلَى نَفسه وَأمر النَّاس بإستلامه ومصافحته ليظْهر طاعتهم بالإئتمار وتقربهم إِلَى الله عز وَجل فَيحصل لَهُم بذلك الْبركَة والسعادة

    ​قال البيهقي وقوله : « يمين الله ملأى » . يريد كثرة نعمائه قال أبو سليمان رحمه الله : « وقوله : » لا يغيضها نفقة « . يريد : لا ينقصها ، وأصله من غاض الماء إذا ذهب في الأرض ، ومنه قولهم : هذا غيض من فيض ، أي : قليل من كثير » . وقوله : « سحاء » ، السح السيلان : يريد كأنها لامتلائها تسيل بالعطاء أبدا .

    قال النووي (يَمِينُ اللَّهِ مَلْأَى سَحَّاءُ لَا يَغِيضُهَا شَيْءٌ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) قال الْمَازِرِيُّ وَإِنَّمَا خَاطَبَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يَفْهَمُونَهُ وَأَرَادَ الْإِخْبَارَ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَنْقُصُهُ الْإِنْفَاقُ وَلَا يُمْسِكُ خَشْيَةَ الْإِمْلَاقِ جَلَّ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ وَعَبَّرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَوَالِي النِّعَمِ بِسَحِّ الْيَمِينِ لِأَنَّ الْبَاذِلَ مِنَّا يَفْعَلُ ذَلِكَ بِيَمِينِهِ قَالَ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ بِذَلِكَ أَنَّ قُدْرَةَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى الْأَشْيَاءِ عَلَى وَجْهٍ وَاحِدٍ لَا يَخْتَلِفُ ضَعْفًا وَقُوَّةً وَأَنَّ الْمَقْدُورَاتِ تَقَعُ بِهَا عَلَى جِهَةٍ وَاحِدَةٍ وَلَا تَخْتَلِفُ قُوَّةً وَضَعْفًا كَمَا يَخْتَلِفُ فِعْلُنَا بِالْيَمِينِ وَالشِّمَالِ تَعَالَى اللَّهُ عَنْ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ وَمُشَابَهَةِ الْمُحْدَثِينَ.
    قال النووي ( عن يمين الرحمن ) منهم من قال نؤمن بها ولا نتكلم في تأويله ، ولا نعرف معناه ، لكن نعتقد أن ظاهرها غير مراد ، وأن لها معنى يليق بالله تعالى ، وهذا مذهب جماهير السلف وطوائف من المتكلمين . والثاني أنها تئول على ما يليق بها ، وهذا قول أكثر المتكلمين ، وعلى هذا قال القاضي عياض رضي الله عنه المراد بكونهم عن اليمين الحالة الحسنة والمنزلة الرفيعة

    حديث اخر
    قال ابن فورك من تقرب مني شبْرًا تقربت مِنْهُ ذِرَاعا // أخرجه البُخَارِيّ //
    أَي تقرب بِالطَّاعَةِ ضعفت لَهُ الثَّوَاب وزدته كَرَامَة وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ لِلْفَاسِقِ فِي فسقه أَنه متباعد عَن الله يُرِيدُونَ بذلك التباعد من طَاعَته وعبادته وعَلى هَذَا الْمَعْنى يُقَال إِن الْكَافِر بعيد عَن الله وَالْمُؤمن قريب من الله وَالله قريب من الْمُؤمنِينَ بعيد عَن الْكَافرين وَمعنى ذَلِك قرب رَحمته وكرامته ولطفه وفضله من الْمُؤمنِينَ وَبعد جَمِيع ذَلِك من الْكَافِر
    فَأَما قرب الْمَكَان فَلَا يَلِيق بِوَصْف الله تَعَالَى وعَلى ذَلِك يتَأَوَّل جَمِيع مَا فِي الْقُرْآن مثل قَوْله تَعَالَى {وَنحن أقرب إِلَيْهِ من حَبل الوريد}وَقَوله {وَنحن أقرب إِلَيْهِ مِنْكُم}وَقَوله تَعَالَى {فَكَانَ قاب قوسين أَو أدنى}وَقَوله تَعَالَى {واسجد واقترب}إِن جَمِيع ذَلِك لَا يَخْلُو أَن يكون قربا بِالطَّاعَةِ من العَبْد أَو قربا بالكرامة وَإِظْهَار الرَّحْمَة من الله تَعَالَىفعلى ذَلِك جَمِيع مَا يُوصف بِهِ الله عز ذكره من قربه من الْخلق ويوصف بِهِ العَبْد من قربه من الله وَكَذَلِكَ القَوْل فِي الْبعد فَأَما معنى قَوْله من تقرب مني شبْرًا إقتربت مِنْهُ ذِرَاعا فَيحْتَمل أوجهاأَحدهَا أَن يكون مَعْنَاهُ الْإِخْبَار بِسُرْعَة الْإِجَابَة لمن أطاعه وَدعَاهُ وتقرب إِلَيْهِ وَأَرَادَ بالإقتراب قرب الْمنزلَة والخطوة لَدَيْهِ لَا قرب الْمسَافَة والمساحة وَيحْتَمل أَن يكون أَرَادَ بِهِ من أَتَانِي مسرعا بِالطَّاعَةِ أَتَيْته بالثواب أسْرع من إِتْيَانهوَيحْت َمل أَن يكون مَعْنَاهُ على معنى مَا قَالَ جلّ وَعز {من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ عشر أَمْثَالهَا}أَي من أَطَاعَنِي طَاعَة وَاحِدَة جازيته عَلَيْهَا عشرا وَيكون ذَلِك إِخْبَارًا عَن مَا يفعلهم من تَضْعِيف الثَّوَاب وَيحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ أَي أَزِيد إِلَى المتقرب إِلَى شكر نعمتي نعما كَمَا وعدت الشَّاكِرِينَ من الزِّيَادَةوَأم ا الْمَشْي والهرولة فتوسع وَهَذَا كَمَا قَالَت الْعَرَب فلَان مَوضِع فِي الضَّلَالَة والإيضاح الْإِسْرَاع فِي السّير وَلَيْسَ يُرَاد بِهِ هَهُنَا نفس السّير وَإِنَّمَا المُرَاد الْإِسْرَاع فِي الضَّلَالَة وعَلى ذَلِك معنى قَوْله سُبْحَانَهُ {وَالَّذين سعوا فِي آيَاتنَا معاجزين} و السعي هُوَ الْعَدو والإسراع فِي الْمَشْي وَلَيْسَ يُرَاد بذلك أَنهم مَشوا بل المُرَاد بذلك استعجالهم الْمعاصِي ومبادرتهم إِلَى فعلهَا

    قال النووي ومعناه من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه برحمتي والتوفيق والإعانة ، وإن زاد زدت ، فإن أتاني يمشي وأسرع في طاعتي أتيته هرولة ، أي صببت عليه الرحمة وسبقته بها ، ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود ، والمراد أن جزاءه يكون تضعيفه على حسب تقربه .


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2020
    المشاركات
    20

    افتراضي رد: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك


    حديث اخر
    قال ابن فورك رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن أَعْرَابِيًا جَاءَ إِلَيْهِ وَعَلِيهِ ثِيَاب رثَّة فَجعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصعد النّظر فِيهِ ويصوب ثمَّ قَالَ أَلَك مَال فَقَالَ نعم فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله سُبْحَانَهُ إِذا أنعم على عبد يحب أَن يرى أثر نعْمَته عَلَيْهِ ثمَّ جرا لَهُ حَدِيث طَوِيل إِلَى أَن وصف الْبحيرَة الَّتِي كَانَت الْعَرَب تجرها بشق آذانها فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ساعد الله أَشد من ساعدك وموساه أحد من موساك // رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم //
    أعلم أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا خَاطب الْعَرَب على لغاتها وَالْمَفْهُوم من خطابها على عاداتها الْجَارِيَة فِيمَا بَينهم وَالْعرب تَقول عِنْد وصف الرجل بِالْقُدْرَةِ وَالْقُوَّة عِنْد إِنْفَاذ الْأَمر فعلت ذَلِك بساعدي وبقوة ساعدي وَلَا يُرِيد بذلك إِثْبَات الساعد دون الْوَصْف بِالْقُدْرَةِ وَالْقُوَّة أَلا ترى أَن الرجل إِذا قَالَ أَجمعت هَذَا المَال بِقُوَّة ساعدي وَإِنَّمَا يُرِيد أَنه جمع المَال بِرَأْيهِ وتدبيره وقوته دون الْمُبَاشرَة بالساعد وَالْغَرَض من هَذَا الْكَلَام مَعْلُوم وَالْخطاب بِهِ مُسْتَقِيم وَالْمعْنَى مَفْهُوم وَكَذَلِكَ قصد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقوله ساعد الله أَشد من ساعدك أَي أمره أَشد من أَمرك وَقدرته أتم من قدرتك على الْعَادة الَّتِي عرفت الْعَرَب فِي خطابها إِذا تَكَلَّمت بِمثل هَذَا الْخطاب لَا على إِثْبَات الساعد الَّذِي هُوَ الْجَارِحَة وَهَذَا نَظِير مَا ذكرنَا فِيمَا قيل أَن الْعَرَب تسمى مَحل الشَّيْء بإسم مَا فِيهِ من طَرِيق الْقرب كَمَا سمت الْبَصَر عينا والسمع أذنا فَسمى الْقُدْرَة ساعدا وَإِن كَانَ الساعد محلا للقدرةفَأَما قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وموساه أحد من موساكفَهَذَا تَحْقِيق مَا ذكرنَا من التَّأْوِيل فِي أَن المُرَاد بِهِ التَّمْثِيل وَتَحْقِيق الْوَصْف بِالْقُدْرَةِ لَا إِثْبَات الْجَارِحَة لِأَن الموسى لما كَانَت آلَة للْقطع وَكَانَ مُرَاده عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَن قطعه أسْرع من قَطعك عبر عَن الْقطع بِالْمُوسَى إِذْ كَانَت سَببا لَهُ على مَذْهَب الْعَرَب فِي تَسْمِيَة الشَّيْء بإسم مَا يجاوره وَيقرب مِنْهُ

    قال البيهقي قَالَ بَعْضُ أَهْلِ النَّظَرِ فِي قَوْلِهِ : سَاعِدُ اللهِ أَشَدُّ مِنْ سَاعِدِكَ مَعْنَاهُ : أَمَرُهُ أَنْفَذُ مِنْ أَمْرِكَ ، وَقُدْرَتُهُ أَتَمُّ مِنْ قُدْرَتِكَ ، كَقَوْلِهِمْ : جَمَعْتُ هَذَا الْمَالَ بِقُوَّةِ سَاعِدِي ، يَعْنِي بِهِ رَأْيَهُ وَتَدْبِيرَهُ وَقُدْرَتَهُ ، فَإِنَّمَا عَبَّرَ عَنْهُ بِالسَّاعِدِ لِلتَّمْثِيلِ لأَنَّهُ مَحِلُّ الْقُوَّةِ ، يُوَضِّحُ ذَلِكَ قَوْلُهُ : وَمُوسَاهُ أَحَدُّ مِنْ مُوسَاكَ يَعْنِي قَطْعُهُ أَسْرَعُ مِنْ قَطْعِكَ ، فَعَبَّرَ عَنِ الْقَطْعِ بِالْمُوسَى لِمَا كَانَ سَبَبًا عَلَى مُذْهِبِ الْعَرَبِ فِي تَسْمِيَةِ الشَّيْءِ بِاسْمِ مَا يُجَاوِرُهُ ، وَيَقْرُبُ مِنْهُ ، وَيَتَعَلَّقُ بِهِ ، كَمَا سُمِّيتِ الْبَصَرُ عَيْنًا وَالسَّمْعُ أُذُنًا

    حديث اخر
    قال ابن فورك روى عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا فِي حَدِيثهأَنه يتجلى لِلْخلقِ فيلقاهم فَيَقُول من تَعْبدُونَ فَيَقُولُونَ رَبنَا فَيَقُول هَل تعرفُون ربكُم فَيَقُولُونَ سُبْحَانَهُ إِذا اعْترف لنا عَرفْنَاهُوَفِي بعض الْأَلْفَاظ إِذا عرفنَا بِنَفسِهِ عرفنَا قَالَ فَعِنْدَ ذَلِك يكْشف عَن سَاق وَلَا يبْقى مُؤمن إِلَّا خر لله سَاجِدا
    مَعْنَاهُ عَن شده لِأَن ثمل هَذَا الْكَلَام مُسْتَعْمل فِي اللُّغَة على معنى شدَّة الْأَمر كَمَا قَالَ الشَّاعِر ( وَقامت الْحَرْب بِنَا على سَاق ) قَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله عز وَجل {يَوْم يكْشف عَن سَاق} أَي شدَّة الْأَمروَقَالَ الْحسن فِي قَوْله {والتفت السَّاق بالساق} أَي الْتفت سَاق الدُّنْيَا بساق الْآخِرَة وَقَالَ الضَّحَّاك مَعْنَاهُ أَمر الدُّنْيَا من الْآخِرَة

    قال النووي وفسر ابن عباس وجمهور أهل اللغة وغريب الحديث الساق هنا بالشدة أي يكشف عن شدة وأمر مهول ، وهذا مثل تضربه العرب لشدة الأمر ، ولهذا يقولون : قامت الحرب على ساق ، وأصله أن الإنسان إذا وقع في أمر شديد شمر ساعده وكشف عن ساقه للاهتمام به .

    حديث اخر قال
    ابن فورك روى أَبُو صَالح عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن الرَّحِم شجنة معلقَة بمنكبي الرَّحْمَن يَقُول الله سُبْحَانَهُ لَهَا من وصلك وصلته وَمن قَطعك قطعته // أخرجه البُخَارِيّ //
    وَذكر فِي خبر آخر أَنه قَالَ أَنا الرَّحْمَن وَهَذِه الرَّحِم شققتها من إسمي من وَصلهَا وصلته وَمن قطعهَا قطعته
    أعلم أَن الشجنة فِي كَلَام الْعَرَب هُوَ الشعبة من الشَّيْء والقطعة مِنْهُ وَمِنْه يُقَال شَجَرَة متشجنة أَي متفرعة كَثِيرَة الأغصان وَمِنْه مَا حكى عَنهُ أَنه قَالَ لإياس بن مُعَاوِيَةالحَد ِيث ذُو شجون فَقَالَ شجونه خير مِنْهُ وَمعنى الشجون أَن ينشعب من الحَدِيث أَحَادِيث كالوادي الَّذِي تتشعب مِنْهُ المجاري وَيتَفَرَّع عَنهُ الْأَنْهَار من الْجِهَاتوَمعنى قَوْله تعلّقت بمنكبي الرَّحْمَن أَي اعتصمت بِاللَّه ولاذت بِهِ هَذِه كلمة تَقُولهَا الْعَرَب عِنْد الإستظهار والإستجارة يَقُولُونَ استظهرت بفلان واستجرت بِهِ وتعلقت بحبله وَقَالَ الشَّاعِر فِي مثل هَذَا الْمَعْنى(علقت بِحَبل من حبال مُحَمَّد ... أمنت بِهِ من طَارق الْحدثَان)(تغطيت من دهري بِظِل جنَاحه ... فعيني ترى دهري وَلَيْسَ يراني)أَي اعتصمت بِهِ وَالله جلّ ذكره يَقُول {مَا من دَابَّة إِلَّا هُوَ آخذ بناصيتها}أَي هُوَ قَادر على تصريفها كَيفَ شَاءَ والعربي يَقُول لصَاحبه إِذا أطاعه ناصيتي بِيَدِك وزمامي بِيَدِك وقيادي بِيَدِك وَلَيْسَ ثمَّ زِمَام وَلَا قياد وَلَا نَاصِيَة وَإِنَّمَا هُوَ مثل للمطيع والمطاعوَ كَذَلِكَ قَوْله فتعلقت بمنكبي الرَّحْمَن أَي استجارت واعتصمت فَالله تَعَالَى لَا يُوصف وَإِنَّمَا هُوَ مثل للمطيع والمطاع وَكَذَلِكَ قَوْله فتعلقت بمنكبي الرَّحْمَن أَي استجارت واعتصمت فَالله تَعَالَى لَا يُوصف بالمنكب تَعَالَى على ذَلِك علوا كَبِيرا وَأعلم أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا خاطبنا على لُغَة الْعَرَب فَإِذا ورد مِنْهُ الْخطاب حمل على مُقْتَضى حكم اللُّغَة فَإِذا كَانَ مُحْتملا لوَجْهَيْنِ أَحدهمَا لَهُ مخرج فِي اللُّغَة وَتَأْويل صَحِيح لَا يَقْتَضِي تَشْبِيها وَلَا يُؤَدِّي إِلَى محَال فِي وصف الله جلّ ذكره وَالثَّانِي يَقْتَضِي تَشْبِيها وتكييفا وتمثيلا كَانَ أولى مَا حمل عَلَيْهِ من الْوَجْهَيْنِ مَا لَا يُؤَدِّي إِلَى وصف الله جلّ ذكره بالجوارح والآلات على أَنه وَإِن حمل على مَا يتوهمه المشبهة من مَنْكِبي الْجَارِحَة لم يَصح مَعْنَاهُ من قبل ان الرَّحِم لَا يَصح عَلَيْهَا التَّعَلُّق وَإِنَّمَا هُوَ حق لِلْقَرَابَةِ من طَرِيق النّسَب فَعلم أَن ذَلِك مثل وَالْمرَاد بِهِ مَا ذكرنَا أَنه إِنَّمَا أَرَادَ تَأْكِيد أَمر الرَّحِم والحث على وَصلهَا والزجر عَن قطعهَا فَأخْبر عَن ذَلِك بأبلغ مَا يكون من التَّأْكِيدوَاع ْلَم أَن مِثَال هَذَا أَيْضا من آي الْكتاب قَوْله تَعَالَى {أَن تَقول نفس يَا حسرتى على مَا فرطت فِي جنب الله}وَذَلِكَ أَنه كَلَام مَحْمُول على نوع من التَّوَسُّع فِي عَادَة الْعَرَب فِي المخاطبة بِمثلِهِ يَقْتَضِي من مَعْنَاهُ أَن المُرَاد بِهِ بأَمْره وَقد انْتَشَر فِي كَلَامهم أَنهم يَقُولُونَكبر فلَان فِي جنب فلَان وهم يُرِيدُونَ بذلك فِي طَاعَته وخدمته والتقرب إِلَيْهِ كَذَلِك معنى هَذِه الْآيَة أَن النُّفُوس تظهر الحسرات يَوْم الْقِيَامَة على مَا وَقع من التَّفْرِيط مِنْهَا فِي طَاعَة الله وَالَّذِي يُؤَيّد هَذَا الْمَعْنى ويوضحه أَن التَّفْرِيط لَا يَقع فِي جنب الصّفة وَلَا فِي جنب الْجَارِحَة وَلما قرب بِذكرِهِ التَّفْرِيط علم أَن المُرَاد بِهِ مَا قُلْنَا أَن مَعْنَاهُ التَّقْصِير فِي طَاعَة الله والتفريط فِي عِبَادَته

    قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَمَعْنَاهُ عِنْد أهل النّظر أَنَّهَا استجارت واعتصمت بِاللَّه كَمَا تَقول الْعَرَب تعلّقت بِظِل جنَاحه أَي اعتصمت بِهِوَقَالَ بَعضهم قَوْله فَأخذت بحقو الرحمان مَعْنَاهُ فاستجارت بكنفي رَحمته وَالْأَصْل فِي الحقو معقد الْإِزَار وَلما كَانَ من شَأْن المستجير أَن يسْتَمْسك بحقوي المستجار بِهِ وهما جانباه الْأَيْمن والأيسر أستعير الْأَخْذ بالحقو فِي اللياذ بالشَّيْء تَقول الْعَرَب عذت بحقو فلَان أَي استجرت بِهِ واعتصمتوَقيل الحقو الْإِزَار وَإِزَاره سُبْحَانَهُ عزه بِمَعْنى أَنه مَوْصُوف بالعز فلاذت الرحمم بعزه من القطيعة وعاذت بِهِ

    حديث اخر
    قال ابن فورك رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لَا تسبو الرّيح فَإِنَّهَا من نفس الرَّحْمَن// أخرجه الإِمَام أَحْمد //
    وَرُوِيَ لفظ آخر وَهُوَ مَا رُوِيَ عَنهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَنه قَالَإِنِّي لأجد نفس ربكُم من قبل الْيمن
    وَرُوِيَ فِي خبر آخر أَنه قَالَهَذَا نفس رَبِّي أَجِدهُ بَين كَتِفي أَتَاكُم السَّاعَة
    أعلم أَن النَّفس فِي كَلَام الْعَرَب يسْتَعْمل على معنى النَّفس وَيسْتَعْمل أَيْضا على معنى التَّنْفِيس فَهُوَ من قَوْلهم نفس منفوسة إِذا كَانَ مجوفا يتنفس يخرج مِنْهُ النَّفس شَيْئا بعد شَيْء وَلَيْسَ المُرَاد بِالْخَيرِ ذَلِك لإستحالة التنفس على الله عز وَجل من قبل أَنه لَيْسَ بإجزاء متبعضة وَلَا أجسام متغيرة وَإِنَّمَا التنفس يَجِيء من أجوف فَإِذا لم يكن النَّفس بِمَعْنى التنفس فَهُوَ بِمَعْنى التَّنْفِيس وَذَلِكَ مَعْرُوف من قَوْلهم نفست عَن فلَان أَي فرجت عَنهُ وَكلمت زيدا فِي التَّنْفِيس عَن غَرِيمه وَيُقَال نفس الله عَن فلَان كربه أَي فرج عَنهُوَفِي الْخَبَر من نفس عَن مكروب كربَة من الْمُؤمنِينَ نفس الله عَنهُ كربَة يَوْم الْقِيَامَةفَأَ ما معنى قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام الرّيح من نفس الرَّحْمَن فَمَعْنَاه على هَذَا الْوَجْهأَن الرّيح مِمَّا يفرج الله عز وَجل بهَا عَن المكروب والمغموموَقد رُوِيَ فِي الْخَبَر أَن الله سُبْحَانَهُ فرج عَن نبيه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بِالرِّيحِ يَوْم الْأَحْزَاب فَقَالَ سُبْحَانَهُ {فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم ريحًا وجنودا لم تَرَوْهَا}وَمن الْكَلَام المتداول فِي الْعرف وَالْعَادَة بل تدافع بَين أهل اللِّسَان قَوْلهماعْمَلْ وَأَنت فِي نفس من أَمركوَأما قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلمهَذَا نفس رَبِّي أَجِدهُ بَين كَتِفي أَتَاكُم السَّاعَة فَمَعْنَاه أَن هَذَا هُوَ الَّذِي فرج الله رَبِّي عني بِمَا يوحيه إِلَيّ السَّاعَة فصرف بِهِ همومي وغمومي وكشف عَن قلبِي وستري عَن فُؤَادِي وَذَلِكَ مَا كَانَ يجده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مُسْتَقْبل أوقاته من زَوَائِد روح الْيَقِين وفوائد التَّعْرِيف والألطاف الَّتِي يجدد الله لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسُمي ذَلِك نفس الرب لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي نفس عَنهُ وَالْإِضَافَة من طَرِيق الْملك وَالتَّدْبِير وَأما قَوْله إِنِّي لأجد نفس ربكُم من قبل الْيمنفَمَعْنَا ه إِنِّي لأجد تفريج الله عني وتنفيسه عَن كربتي بنصرته إيَّايَ من قبل أهل الْيمن وَذَلِكَ لما نَصره الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار نفس الله عَن نبيه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام مَا كَانَ فِيهِ من أَذَى الْمُشْركين على أَيدي الْمُهَاجِرين من أهل الْيمن وَالْأَنْصَار وَكَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كثيرا مَا كَانَ يمدح أهل الْيمن وَرُوِيَ عَنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَالْإِيمَان وَالْحكمَة يَمَانِية

    قال البيهقي اي من تنفيس الله عن المكروبين

    حديث اخر
    قال ابن فورك رُوِيَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ
    لَا تسبوا الدَّهْر فَإِن الله هُوَ الدَّهْر // أخرجه مُسلم
    أعلم أَن الله تَعَالَى لَا يجوز أَن يُوصف بِأَنَّهُ دهر وَأَنه الدَّهْر على الْحَقِيقَة وَإِنَّمَا هَذَا مثل وَأَصله أَن الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة كَانَت تَقول أصابني الدَّهْر فِي مَالِي بِكَذَا ونالتني قوارع الدَّهْر ومصائبه فيضيفون كل حَادث يحدث مِمَّا هُوَ جَار بِقَضَاء الله وَقدره وخلقه وَتَقْدِيره من مرض أَو صِحَة أَو غنى أَو فقر أَن حَيَاة أَو موت إِلَى الدَّهْر وَيَقُولُونَ لعن الله هَذَا الدَّهْر وَالزَّمَان وَكَذَا قَالَ قَائِلهمْ
    (أَمن الْمنون وريبها يتوجع ... والدهر لَيْسَ بمتعب من يجزع)
    وَقد يُسمى الدَّهْر الْمنون وَالزَّمَان أَيْضا لِأَنَّهُ جالب الْمنون عِنْدهم والمنون الْمنية
    وروى بَعضهم هَذَا الْبَيْت
    (أَمن الْمنون وريبه تتوجع ... والدهر لَيْسَ بمتعب من يجزع)
    كَأَنَّهُ قَالَ أَمن الدَّهْر وريبه تتوجع
    وَقد قَالَ الله سُبْحَانَهُ {نتربص بِهِ ريب الْمنون} أَي ريب الدَّهْر وحوادثه
    وَكَانَت الْعَرَب تَقول لَا أَلْقَاك آخر الْمنون أَي آخر الدَّهْر
    وَقد أخبر سُبْحَانَهُ عَن أهل الْجَاهِلِيَّة بِمَا كَانُوا عَلَيْهِ من نِسْبَة أقدار الله وأفعاله إِلَى الدَّهْر فَقَالَ
    وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حياتنا نموت ونحيا وَمَا يُهْلِكنَا إِلَّا الدَّهْر
    فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تسبوا الدَّهْر
    أَي إِذا أَصَابَتْكُم المصائب لَا تنسبوها إِلَيْهِ فَإِن الله هُوَ الَّذِي أَصَابَكُم بهَا لَا الدَّهْر وَإِنَّكُمْ إِذا سببتم الدَّهْر وفاعل ذَلِك لَيْسَ هُوَ الدَّهْر وَقع السب على فَاعل ذَلِك وَهُوَ الله تَعَالَى أَلا ترى أَن الرجل مِنْهُم إِذا أَصَابَته جَائِحَة من مَال أَو ولد أَو بدن سبّ فَاعل ذَلِك وتوهمه الدَّهْر فَكَانَ المسبوب هُوَ الله جلّ ذكره
    ومثاله فِي الْكَلَام أَن يكون رجلا يُسمى زيدا وَله عبد يُسمى بكر فَأمر بكرا أَن يقتل رجلا فَقتله فسب النَّاس بكرا فَقَالَ لَهُم قَائِل لَا تسبوا بكرا فَإِن زيدا هُوَ بكر يُرِيد أَن زيدا هُوَ الْقَائِل لِأَن الَّذِي أمره كَأَنَّهُ هُوَ الْقَاتِل كَذَلِك الدَّهْر تكون المصائب فِيهِ والنوازل وَهِي بأقدار الله تَعَالَى فيسبه النَّاس لكَون المصائب فِيهِ وَلَيْسَ للدهر صنع فَيَقُول الْقَائِل لاتسبوا الدَّهْر فَإِن الله هُوَ الدَّهْر



    قال النووي أي لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى؛ لأنه هو فاعلها ومنزلها. وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى.


    حديث اخر
    قال ابن فورك رُوِيَ فِي الْخَبَر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ
    تكلفوا من الْعَمَل مَا تطيقون فَإِن الله لَا يمل حَتَّى تملوا // أخرجه البُخَارِيّ //
    أعلم أَن وصف الله تَعَالَى بالجلالة على معنى السَّآمَة والإستثقال للشَّيْء على معنى نفور نَفسه عَنهُ محَال لِأَن ذَلِك يَقْتَضِي تغيره وحلول الْحَوَادِث فِيهِ وَذَلِكَ غير جَائِز فِي وَصفه وَلِهَذَا الْخَبَر طَرِيقَانِ من التَّأْوِيل
    أَحدهمَا أَن يكون مَعْنَاهُ أَن الله سُبْحَانَهُ لَا يغْضب عَلَيْكُم وَلَا يقطع عَنْكُم ثَوَابه حَتَّى تتركوا الْعَمَل وتزهدوا فِي سُؤَاله وَالرَّغْبَة إِلَيْهِ فَسمى الفعلان مللا تَشْبِيها بالملل وليسا بملل على الْحَقِيقَة
    وَالْوَجْه الثَّانِي أَن يكون مَعْنَاهُ أَن الله لَا يمل إِذا مللتم وَمثل هَذَا قَوْلك فِي الْكَلَام أَن هَذَا الْفرس لَا يفتر حَتَّى تفتر الْخَيل وَلَيْسَ المُرَاد بذلك أَنه يفتر إِذا فترت الْخَيل وَلَو كَانَ المُرَاد هَذَا مَا كَانَ لَهُ فضل عَلَيْهَا لِأَنَّهُ يفتر مَعهَا وَأي فَضِيلَة لَهُ وَإِنَّمَا المُرَاد بِهَذَا الْمثل أَنه لَا يفتر وَإِن فتر الْخَيل وَكَذَلِكَ يَقُول الْقَائِل للرجل فِي كَلَامه الألد فِي خصومته
    فلَان لَا يَنْقَطِع حَتَّى يَنْقَطِع خصومه
    يُرِيد بذلك أَنه لَا يَنْقَطِع إِذا انْقَطع خصومه وَلَو أَرَادَ بِهِ أَن يَنْقَطِع إِذا انْقَطَعُوا لم يكن لَهُ فِي ذَلِك القَوْل فضل على غَيره وَلَا وَجب لَهُ مدحه وَقد جَاءَ مثل ذَلِك فِي كَلَامهم وَفِي الشّعْر أَيْضا كَمَا قَالَ قَائِلهمْ
    (صليت مني هُذَيْل بحرق ... لَا يمل الشَّرّ حَتَّى يملوا)
    لم يرد بِأَنَّهُم يملون الشَّرّ إِذا ملوه وَلَو أَرَادَ ذَلِك مَا كَانَ لَهُم فِيهِ مدح لأَنهم حِينَئِذٍ يكونُونَ فِيهِ مثلهم بل أَرَادَ أَنهم لَا يملون الشَّرّ وَإِن مله خصومهم فعلى هَذَا يكون الْخَبَر
    إِن الله عز وَجل لَا يُوصف بالملال على الْحَقِيقَة وَإِن تركُوا هم طَاعَته وَقصرُوا فِيهَا لِأَن الله عز وَجل لَا يُوصف بالملال على الْحَقِيقَة

    قال النووي قال العلماء : الملل والسآمة بالمعنى المتعارف في حقنا محال في حق الله تعالى ، فيجب تأويل الحديث . قال المحققون : معناه لا يعاملكم معاملة المال فيقطع عنكم ثوابه وجزاءه ، وبسط فضله ورحمته حتى تقطعوا عملكم ، وقيل : معناه لا يمل إذا مللتم
    وحكاه الخطابي وغيره ، وأنشدوا فيه شعرا . قالوا : ومثاله قولهم في البليغ : فلان لا ينقطع حتى يقطع خصومه . معناه : لا ينقطع إذا انقطع خصومه ، ولو كان معناه ينقطع إذا انقطع خصومه لم يكن له فضل على غيره



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك

    لاشك ان البيهقى تأثر بشيخه ابن فورك فى تأويل الصفات الخبرية
    قال الشيخ عبد العزيز الراجحى فى شرح الحموية لشيخ الاسلام
    الإمام البيهقي معلوم أنه ممن تأثر بمذهب الأشاعرة في تأويل بعض الصفات، فهو يعتبر من متقدمي الأشاعرة الذين أثبتوا الصفات التي يسمونها الصفات العقلية والصفات الخبرية التي جاءت في القرآن: كالوجه، واليدين، لكنه يؤول الصفات الخبرية التي جاءت في السنة، مثل النزول -على منهج الأشاعرة- الضحك... كثير من الصفات التي جاءت في السنة كالقدمين يؤولها، لكنه يورد أيضا كثيرا من كلام السلف في الصفات التي يثبتها فيستفاد منه في هذا الباب، ولهذا قال بعض العلماء: كتاب البيهقي يستفاد منه -الكتاب الذي هو الأسماء والصفات، ليس السنن، الكلام على كتاب الأسماء والصفات- يستفاد منه مما رواه لا مما تعقب وتكلم به -
    موقع حلقات جامع شيخ الاسلام ابن تيمية الرابط

    -https://halakat.taimiah.org/index

    - أما النووى -سئلت اللجنة الدائمة: بالنسبة للإمام النووي بعض الإخوة يقول: إنه أشعري في الأسماء والصفات، فهل يصح هذا؟ وما الدليل؟ وهل يصح التكلم في حق العلماء بهذه الصورة؟ ومنهم من قال: إن له كتابًا يسمى [بستان العارفين] وهو صوفي فيه، فهل يصح هذا الكلام؟ فأجابت: له أغلاط في الصفات سلك فيها مسلك المؤولين، وأخطأ في ذلك، فلا يقتدى به في ذلك، بل الواجب التمسك بقول أهل السنة: وهو إثبات الأسماء والصفات الواردة في الكتاب العزيز والسنة الصحيحة المطهرة، والإيمان بذلك على الوجه اللائق بالله جل وعلا من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل؛ عملًا بقوله سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} وما جاء في معناها من الآيات. اهـ.




  4. #4

    افتراضي رد: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك

    اولا البيهقى والنووى قد وافقا ابن فورك على بعض تأويلاته لكن هؤلاء من الخلف فلا عبرة بكلامهم إذا كان مخالفا لكلام السلف .

    ثانيا بعض الأحاديث التى ذكرها ابن فورك فى كتابه مشكل الحديث ليست من أحاديث الصفات وبعضها لا يصح كما بين ابن تيمية فى درء التعارض .

    قال شيخ الإسلام:" ﺃﻣﺎ اﻟﻨﺼﻮﺹ اﻟﺘﻲ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﻛﻔﺮ، ﻓﺈﺫا ﺗﺪﺑﺮﺕ اﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﻗﺪ ﺑﻴﻨﺖ اﻟﻤﺮاﺩ، ﻭﺃﺯاﻟﺖ اﻟﺸﺒﻬﺔ، ﻓﺈﻥ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻔﻈﻪ: «ﻋﺒﺪﻱ، ﻣﺮﺿﺖ ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺪﻧﻲ , ﻓﻴﻘﻮﻝ:ﻛﻴﻒ ﺃﻋﻮﺩﻙ ﻭﺃﻧﺖ ﺭﺏ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻋﺒﺪﻱ ﻓﻼﻧﺎ ﻣﺮﺽ، ﻓﻠﻮ ﻋﺪﺗﻪ ﻟﻮﺟﺪﺗﻨﻲ ﻋﻨﺪﻩ» ﻓﻨﻔﺲ ﺃﻟﻔﺎﻅ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻧﺼﻮﺹ ﻓﻲ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ﻳﻤﺮﺽ، ﻭﺇﻧﻤﺎ اﻟﺬﻱ ﻣﺮﺽ ﻋﺒﺪﻩ اﻟﻤﺆﻣﻦ. ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬا ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﻇﺎﻫﺮﻩ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﻤﺮﺽ، ﻓﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻷﻥ اﻟﻠﻔﻆ ﺇﺫا ﻗﺮﻥ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﺒﻴﻦ ﻣﻌﻨﺎﻩ، ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻛﺎﻟﻠﻔﻆ اﻟﻌﺎﻡ، ﺇﺫا ﻗﺮﻥ ﺑﻪ اﺳﺘﺜﻨﺎء ﺃﻭ ﻏﺎﻳﺔ ﺃﻭ ﺻﻔﺔ، ﻛﻘﻮﻟﻪ: {ﻓﻠﺒﺚ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺇﻻ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ} [ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ: 14] ﻭﻗﻮﻟﻪ: {ﻓﺼﻴﺎﻡ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﻴﻦ}[ اﻟﻨﺴﺎء: 92]، ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻥ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﺘﻔﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻟﻴﺲ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﺃﻟﻔﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﻻ ﺷﻬﺮﻳﻦ، ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺎ ﻣﺘﻔﺮﻗﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ، ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ: اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮﺩ ﻳﻤﻴﻦ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ، ﻓﻬﻮ ﺃﻭﻻ: ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻼ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﻧﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﺎﺏ. ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺆﻻء ﻳﻘﺮﻧﻮﻥ ﺑﺎﻷﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﺘﺄﻭﻝ اﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﺸﺮ اﻟﻤﺮﻳﺴﻲ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺷﺠﺎﻉ اﻟﺜﻠﺠﻲ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻓﻮﺭﻙ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺸﻜﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ ".


    ثالثا أن كانت تأويلات ابن فورك يلزم منها تأويل صفة اليد التى اتفق السلف على إثباتها لله ، ولم ينكرها إلا الجهمية ، فيلزمكم تأويل أحاديث الرؤية فالقول فى تأويل صفة اليد كالقول فى تأويل أحاديث الرؤية .


    رابعا أنت تارة تكتب موضوع من أجل تفويض صفة اليد , وتارة تكتب موضوع من أجل تأويل صفة اليد , وقد مر علينا هذا التناقض كثيرا من الاشاعرة .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2020
    المشاركات
    20

    افتراضي رد: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    لاشك ان البيهقى تأثر بشيخه ابن فورك فى تأويل الصفات الخبرية
    قال الشيخ عبد العزيز الراجحى فى شرح الحموية لشيخ الاسلام
    الإمام البيهقي معلوم أنه ممن تأثر بمذهب الأشاعرة في تأويل بعض الصفات، فهو يعتبر من متقدمي الأشاعرة الذين أثبتوا الصفات التي يسمونها الصفات العقلية والصفات الخبرية التي جاءت في القرآن: كالوجه، واليدين، لكنه يؤول الصفات الخبرية التي جاءت في السنة، مثل النزول -على منهج الأشاعرة- الضحك... كثير من الصفات التي جاءت في السنة كالقدمين يؤولها، لكنه يورد أيضا كثيرا من كلام السلف في الصفات التي يثبتها فيستفاد منه في هذا الباب، ولهذا قال بعض العلماء: كتاب البيهقي يستفاد منه -الكتاب الذي هو الأسماء والصفات، ليس السنن، الكلام على كتاب الأسماء والصفات- يستفاد منه مما رواه لا مما تعقب وتكلم به -
    موقع حلقات جامع شيخ الاسلام ابن تيمية الرابط

    -https://halakat.taimiah.org/index

    - أما النووى -سئلت اللجنة الدائمة: بالنسبة للإمام النووي بعض الإخوة يقول: إنه أشعري في الأسماء والصفات، فهل يصح هذا؟ وما الدليل؟ وهل يصح التكلم في حق العلماء بهذه الصورة؟ ومنهم من قال: إن له كتابًا يسمى [بستان العارفين] وهو صوفي فيه، فهل يصح هذا الكلام؟ فأجابت: له أغلاط في الصفات سلك فيها مسلك المؤولين، وأخطأ في ذلك، فلا يقتدى به في ذلك، بل الواجب التمسك بقول أهل السنة: وهو إثبات الأسماء والصفات الواردة في الكتاب العزيز والسنة الصحيحة المطهرة، والإيمان بذلك على الوجه اللائق بالله جل وعلا من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل؛ عملًا بقوله سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} وما جاء في معناها من الآيات. اهـ.



    من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ما يلي :
    ((س : هل لله صفة الهَرْوَلَة؟
    ج : نعم ؛ صفة الهَرْوَلَة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به ، قال تعالى : ((إذا تقرب إليَّ العبد شبراً ؛ تقربت إليه ذراعاً ، وإذا تقرب إليَّ ذراعاً ؛ تقربتمنه باعاً ، وإذا أتاني ماشياً ؛ أتيته هَرْوَلَة))

    سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء عن هذا الحديث (فإن الله لا يمل حتى تملوا)
    فأجابوا :"الواجب هو إمرار هذا الحديث كما جاء ، مع الإيمان بالصفة ، وأنها حق على الوجه الذي يليق بالله
    "فتاوى اللجنة الدائمة" (2/402) .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن العقلاء مشاهدة المشاركة
    من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ما يلي :
    ((س : هل لله صفة الهَرْوَلَة؟
    ج : نعم ؛ صفة الهَرْوَلَة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به ، قال تعالى : ((إذا تقرب إليَّ العبد شبراً ؛ تقربت إليه ذراعاً ، وإذا تقرب إليَّ ذراعاً ؛ تقربتمنه باعاً ، وإذا أتاني ماشياً ؛ أتيته هَرْوَلَة))

    سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء عن هذا الحديث (فإن الله لا يمل حتى تملوا)
    فأجابوا :"الواجب هو إمرار هذا الحديث كما جاء ، مع الإيمان بالصفة ، وأنها حق على الوجه الذي يليق بالله
    "فتاوى اللجنة الدائمة" (2/402) .
    ما السبب فى نقلك اخى الكريم - ابن العقلاء لكلام اللجنة الدائمة وأنت أشعرى جَلْد - - انقلته على سبيل التعجب؟-
    اليك البيان
    معتقد أهل السنة والجماعة إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم.
    وقد يقع خلاف في فهم نص من النصوص: هل هو من نصوص الصفات أم لا؟ أو يختلف في المراد باللفظة الواردة، بحسب السياق، فإن الظاهر هو ما دل عليه اللفظ بحسب السياق الوارد فيه.
    ومن ذلك: الهرولة، فهل هي هرولة حقيقية، أم معنوية بمعنى سرعة الإثابة؟
    ولعل الأقرب هو الثاني. لأن ظاهر اللفظ في حق المخلوق لا يفهم منه المشي الحقيقي، فكيف يفهم منه ذلك في حق الله؟
    ونص الحديث القدسي: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً رواه البخاري (7405) ، ومسلم (2675).
    فليس المراد مشي العبد على قدميه إلى الله، ولا التقرب شبرا أو ذراعا بالمسافة.
    هذا هو المتبادر من السياق، وهذا يعني أن التقرب هنا من العبد بالطاعة، والتقرب من الله بالإثابة.
    وهذا لا يُعد من التأويل الباطل المخالف لطريق السلف الصالح ؛ بصرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه ، لغير قرينة ودليل يوجبه ؛ بل هنا إعمال للظاهر المتبادر للذهن بحسب السياق.
    أو يقال هو تأويل صحيح لوجود القرينة الحسية العقلية الظاهرة ، وهي أن الطرف الآخر (الإنسان) لا يتقرب بالمسافة، وهو يعلم ذلك من نفسه.
    مع أن حمل الحديث على الهرولة الحقيقية ليس محالا، وقد قال به جماعة من أهل العلم، لكنه ليس ظاهر السياق .
    وسيأتي أن الله تعالى قد ثبت له المجيء والإتيان والنزول والدنو، فليس عدم إثبات الهرولة هنا على معناها الحقيقي لأن الحركة مستحيلة على الله كما يقوله المتكلمون، بل لأن السياق لا يدل عليها، فيما يظهر لنا.
    ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلام مهم في هذه المسألة، في رده على الرازي حيث أدرج هذا الحديث ضمن ما يؤول.
    قال رحمه الله: " فصل: قال الرازي: الثاني: قوله صلى الله عليه وسلم: (من أتاني يمشي أتيته هرولة) ولا يشك كل عاقل أن المراد منه التمثيل والتصوير.
    يقال له: هذا الحديث لفظه في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ومن تقرَّب إلي شبرًا ، تقربت إليه ذراعًا ، ومن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة).
    ولا ريب أن الله تعالى جعل تقربه من عبده ، جزاء لتقرب عبده إليه؛ لأن الثواب أبدًا من جنس العمل، كما قال في أوله: (من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)، وكما قال صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، وقال: (لا يرحم الله من لا يرحم الناس)، وقال تعالى: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ) [محمد 7]، وقال: (إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا) [النساء 149]، وقال: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) [النور 22].
    ....
    ومن المعلوم أنه ليس ظاهر الخطاب أن العبد يتقرب إلى الله بحركة بدنه شبرًا وذراعًا ومشيًا وهرولة .
    لكن قد يقال: عدم ظهور هذا هو للقرينة الحسية العقلية، وهو أن العبد يعلم أن تقربه ليس على هذا الوجه، وذلك لا يمنع أن يكون ظاهر اللفظ متروكًا.
    يقال: هذه القرينة الحسية الظاهرة لكل أحد، هي أبلغ من القرينة اللفظية، فيكون معنى الخطاب ما ظهر بها، لا ما ظهر بدونها.
    فقد تنازع الناس في مثل هذه القرينة المقترنة باللفظ العام ، هل هي من باب التخصيصات المتصلة أو المنفصلة .
    وعلى التقديرين فالمتكلَّم الذي ظهر معناه بها ، لم يُضِل المخاطب، ولم يلبس عليه المعنى، بل هو مخاطب له بأحسن البيان ..." انتهى من "بيان تلبيس الجهمية" (6/ 101- 105).
    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "، والقول بأن العقيدة ليس فيها خلاف على الإطلاق غير صحيح، فإنه يوجد من مسائل العقيدة ما يعمل فيه الإنسان بالظن.
    فمثلا في قوله تعالى في الحديث القدسي: (من تقرب إلى شبرا تقربت منه ذارعا)، لا يجزم الإنسان بان المراد بالقرب القرب الحسي، فإن الإنسان لا شك أنه ينقدح في ذهنه أن المراد بذلك القرب المعنوي.
    وقوله تعالى: (من أتاني يمشي أتيته هرولة) هذا أيضاً لا يجزم الإنسان بأن الله يمشي مشيا حقيقيا هرولة، فقد ينقدح في الذهن أن المراد الإسراع في إثابته، وأن الله تعالى إلى الإثابة أسرع من الإنسان إلى العمل .
    ولهذا اختلف علماء أهل السنة في هذه المسألة، بل إنك إذا قلت بهذا أو هذا ، فلست تتيقنه كما تتيقن نزول الله عز وجل، الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا) فهذا ليس عند الإنسان شك في أنه نزول حقيقي، وكما في قوله: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه: 5) فلا يشك إنسان أنه استواء حقيقي" انتهى من "شرح العقيدة السفارينية" (1/ 307).
    وقال رحمه الله بعد بسط للكلام على هذه المسألة وتقرير أن الهرولة صفة ثابتة: "وخلاصة القول: أن إبقاء النص على ظاهره أولى وأسلم فيما أراه، ولو ذهب ذاهب إلى تأويله لظهور القرينة عنده في ذلك لوسعه الأمر لاحتماله" انتهى من "مجموع فتاو ابن عثيمين" (1/ 193).
    فهذا الذي يظهر بشأن الهرولة، مع إثبات ما دلت عليه النصوص من النزول إلى السماء الدنيا كل ليلة، والدنو من الخلق يوم عرفة، والمجيء والإتيان يوم القيامة.
    قال شيخ الإسلام في شرح حديث النزول: " وأما دنوه نفسه وتقربه من بعض عباده؛ فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفسه ومجيئه يوم القيامة ونزوله واستوائه على العرش.
    وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة الإسلام المشهورين وأهل الحديث، والنقل عنهم بذلك متواتر. وأول من أنكر هذا في الإسلام " الجهمية " ومن وافقهم من المعتزلة" انتهى من "مجموع الفتاوى" (5/ 466).
    ثانيا:
    المراد بالظل الوارد يوم القيامة: هو ظل العرش.
    روى البخاري (1423) ، ومسلم (1031) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ : الْإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ ، فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ .
    وروى أحمد (16707) عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُتَحَابُّون َ بِجَلَالِي فِي ظِلِّ عَرْشِي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي ، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب " .
    فيحمل المطلق في الأحاديث على هذا المقيد، فيكون الظل هو ظل العرش، بل جاء هذا إحدى روايات حديث السبعة، كما سيأتي.
    وثبت أيضا ظل الأعمال.
    فقد روى أحمد (16882) عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " .
    قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : " صح عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) خرَّجه مسلم من حديث أبي اليسر الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وخرَّج الإمام أحمد والترمذي وصححه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من نفس عن غريمه ، أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة ) .
    وهذا يدل على أن المراد بظل الله : ظل عرشه " انتهى من " فتح الباري لابن رجب" ( 4 / 63).
    وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: ما المراد بالظل المذكور في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) الحديث .
    فأجابت : " المراد بالظل في الحديث : هو ظل عرش الرحمن تبارك وتعالى ، كما جاء مفسرا في حديث سلمان رضي الله عنه في " سنن سعيد بن منصور " ، وفيه : ( سبعة يظلهم الله في ظل عرشه ) الحديث . حسن إسناده الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في "الفتح" (2/ 144).
    وقد أشار ابن القيم رحمه الله تعالى في "الوابل الصيب" ، وفي آخر كتابه "روضة المحبين" إلى هذا المعنى. وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
    بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز " انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء – المجموعة الثانية - " ( 2 / 485 ) .
    وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : " قوله : ( لا ظل إلا ظله ) يعني : إلا الظل الذي يخلقه ، وليس كما توهم بعض الناس أنه ظل ذات الرب عز وجل ، فإن هذا باطل ؛ لأنه يستلزم أن تكون الشمس حينئذ فوق الله عز وجل " انتهى من " مجموع فتاوى " ( 8 / 497).
    فبين الشيخ رحمه الله وجه استحالة أن يكون لله ظل، وهو أنه يستلزم أن تكون الشمس فوقه، تعالى الله عن ذلك.[المصدر الاسلام سؤال وجواب]

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2020
    المشاركات
    20

    افتراضي رد: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    مع أن حمل الحديث على الهرولة الحقيقية ليس محالا، وقد قال به جماعة من أهل العلم، لكنه ليس ظاهر السياق .
    [المصدر الاسلام سؤال وجواب]
    السلام عليكم و رحمة الله
    اود ان اسأل من هي الجماعة التي قالت بذلك و ماذا يقصد بحمل الحديث علي الهروله الحقيقية
    أ يسكت عن الحديث و يقول آمنا بما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله فما لم يظهر معناه يفوض علمه إلى عالمه ام يقول نعرف معني الهروله لغة و لكن ليس كهرولة المخلوقين ثم يضيفها صفة
    و قد قرأت لهذا الموقع في حديث (خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ و في حديث (ساعد الله أَشد من ساعدك وموساه أحد من موساك) و في حديث (عَلَيْكُمْ مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَوَاللَّهِ لَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا)
    فوجدت عند صاحبه اي الموقع تناقضا

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن العقلاء مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم و رحمة الله
    اود ان اسأل من هي الجماعة التي قالت بذلك و ماذا يقصد بحمل الحديث علي الهروله الحقيقية
    أ يسكت عن الحديث و يقول آمنا بما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله فما لم يظهر معناه يفوض علمه إلى عالمه ام يقول نعرف معني الهروله لغة و لكن ليس كهرولة المخلوقين ثم يضيفها صفة
    وعليكم السلام ورحمة الله
    أثبتها الدارمي في رده على بشر المريسي، وأبو إسحق الحربي في غريب الحديث، وأبو موسى المديني في المجموع المغيث، وممن أثبتها القاضي أبو يعلى حيث قال معلقاً على هذا الحديث: لا يمتنع الاخذ بظاهر الاحاديث في إمرارها على ظواهرها من غير تأويل، وكذلك عبدالله بن محمد الهروي، في كتابه الأربعين في دلائل التوحيد، باب الهرولة لله عزوجل، وهو ظاهر صنيع البخاري رحمه الله حيث أورد الحديث في كتاب التوحيد من صحيحه وهذا الكتاب ذكره مقرراً صفات الباري سبحانه، ويؤكد هذا إيراده له في الرد على أهل التعطيل، وهو ظاهر صنيع ابن حبان في تبويبه على الحديث، وهو قول المباركفوري وغيرهم.

    قال الشيخ عبدالعزيز بن باز في معرض رده على سائل سأله عن الحديث: "ومن تقرب إلى باعا تقربت منه ذراعاً ومن أتاني يبمشي أتيته هرولة" وقد ذكر عبث بعض المحققين بتأويله: "ولا مانع من إجراء الحديث على ظاهره على طريق السلف الصالح، فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعوا هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعترضوه، ولم يسألوا عنه، ولم يتأولوه، وهم صفوة الأمة وخيرها، وهم أعلم الناس باللغة العربية، وأعلم الناس بما يليق بالله وما يليق نفيه عن الله سبحانه وتعالى.

    فالواجب في مثل هذا أن يتلقى بالقبول، وأن يحمل على خير المحامل، وأن هذه الصفة تليق بالله لا يشابه فيها خلقه فليس تقربه إلى عبده مثل تقرب العبد إلى غيره، وليس مشيه كمشيه، ولا هرولته كهرولته، وهكذا غضبه، وهكذا رضاه، وهكذا مجيئه يوم القيامة وإتيانه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده وهكذا استواؤه على العرش، وهكذا نزوله في آخر الليل كل ليلة، كلها صفات تليق بالله جل وعلا، لا يشابه فيها خلقه فكما أن استواءه على العرش، ونزوله في آخر الليل في الثلث الأخير من الليل، ومجيئه يوم القيامة، لا يشابه استواء خلقه ولا مجيء خلقه ولا نزول خلقه؟ فهكذا تقربه إلى عباده العابدين له والمسارعين لطاعته، وتقربه إليهم لا يشابه تقربهم، وليس قربه منهم كقربهم منه، وليس مشيه كمشيهم، ولا هرولته كهرولتهم (بل هو شيء) يليق بالله لا يشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات، فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها عز وجل. وقد أجمع السلف على أن الواجب في صفات الرب وأسمائه إمرارها كما جاءت واعتقاد معناها وأنه حق يليق بالله سبحانه وتعالى، وأنه لا يعلم كيفية صفاته إلا هو، كما أنه لا يعلم كيفية ذاته إلا هو، فالصفات كالذات، فكما أن الذات يجب إثباتها لله وأنه سبحانه وتعالى هو الكامل في ذلك، فهكذا صفاته يجب إثباتها له سبحانه مع الإيمان والاعتقاد بأنها أكمل الصفات وأعلاها، وأنها لا تشابه صفات الخلق، كما قال عز وجل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ

    وقال عز وجل: فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل: 74] . وقال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11]. فرد على المشبهة بقوله: "ليس كمثله شيء" وقوله: "فلا تضربوا لله الأمثال" ورد على (المعطلة) بقوله: "وهو السميع البصير" وقوله: "قل هو الله أحد الله الصمد" "إن الله عزيز حكيم" وقوله: "إن الله سميع بصير" وقوله: "إن الله غفور رحيم" "إن الله على كل شيء قدير" إلى غير ذلك.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك

    قال الشيخ صالح آل الشيخ فى شرحه على الواسطية
    يقول - ذكرت أن الهرولة صفة وهي صفة لم ترد إلا في حديث واحد (وإذا جاءني يمشي أتيته هرولة) ومن المعلوم أن العبد لا يمشي إلى الله وإنما المراد به التقرب إليه ، وليس المراد ظاهره فوجب أن يكون معنى الهرولة على خلاف ظاهر دلالة السياق وقد ذكر هذا بعض أهل العلم فما قولكم في هذا الكلام ؟
    طبعا أهل السنة في الهرولة الأصل فيها أن تُثبت لله جل وعلا فهي من جنس باقي الصفات هذا قول عامة أهل السنة ، لكن شيخ الإسلام رحمه الله ذكر في رده على الرازي في القسم المخطوط الذي لم يطبع لأن الرازي استدل بهذا الحديث على أنه لا يراد بها الصفة بالإجماع .
    شيخ الإسلام قال له هذا لأن الكلام ليس في الصفات فقوله جل وعلا (من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا) قال معلوم أن التقرب لا يكون من العبد إلى الله لا يكون بالمساحة ، يعني ما يكون بالأمتار ما يكون بقطع شيء إلى الذات وعليه يكون مقابله ليس كذلك ، كذلك قوله (ومن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا) معلوم أن التقرب الأول الذي يحصل من العبد لا يكون بالمساحة قال فكذلك ما رتِّب عليه وهو تقرب الله جل وعلا من العبد باعا قال وكذلك قوله (من أتاني يمشي أتيته هرولة) معلوم أن العبد لا يأتي الله جل وعلا ماشيا يعني إلى ذات الله بالمساحة وإنما يكون إتيانه إلى طاعة الله أو حركة روحه إلى الله جل وعلا وقرب روحه من الله جل وعلا فيكون (أتيته هرولة) بمقابلة ذلك .
    هذا الكلام منه من شيخ الإسلام تفصيلي يخالف بعض الكلام الذي أورده في بعض المواضع في الفتاوى على هذه الصفة من جهة أنه أثبت أصل (التقرب) طبعا هو القرب من الله جل وعلا عاما بما يشمل التقرب بالقرب بالذات والقرب بالصفات .
    وعليه فيمكن أن يقال إن كلام شيخ الإسلام رحمه الله إما لأنه في مقام المناظرة ، في مقام الرد ، أو أنه لشيخ الإسلام رحمه الله قول غير ما أصل في الفتاوى ، وفي الفتاوى لم يذكر نص (الهرولة) فيما وقفت عليه ، فنقول له قول في هذا يخالف عموميات أقواله وهو أن لا تكون الهرولة من صفات الله جل وعلا
    وذلك يقول لأن السياق يدل على أنه لم يُرَدْ الصفة (من أتاني يمشي أتيته هرولة) لم يرَد الأول وهو أن العبد يأتي إلى الله ماشيا فإذن الثاني غير مراد .
    هذا كلام شيخ الإسلام في رده على الرازي والكلام فيه نوع إشكال والمقصود أن عامة أهل السنة يثبتون (الهرولة)
    ووقفت على كلام لعثمان بن سعيد رحمه الله في رده على بشر المريسي يقول فيه :
    وقد أجمعنا أو اتفقنا وإياكم على إثبات صفة (الهرولة) وهو من النقول القديمة عن السلف في إثبات هذه الصفة .
    المقصود أن هذا أصل البحث في هذه المسألة ولهذا من أهل العلم من قال يمكن أن يقال في قوله (ومن أتاني يمشي أتيته هرولة) أنه يمكن أن يقال إنه من أتاني يمشي في عبادة تفتقر إلى المشي أتيته بثواب ورحمة سريعين .
    وقد ذكر هذا الشيخ ابن عثيمين في القواعد المثلى ورجَح كما هو قول عامة أهل السنة القول الأول الذي ذكره وهو أنها صفة وهذا هو الصحيح ، فهي من جنس الصفات ، من جنس الحركة والله جل وعلا يتصف بما شاء سبحانه وتعالى وليس له حدود يعني ليس لصفاته حدود والعباد إنما يأخذون ذلك من الكتاب والسنة ولا يخوضون في ذلك بأفهامهم ولا بعقولهم فالمسألة عظيمة

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي رد: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك

    جزاك الله خيرا شيخ محمد عبد اللطيف على ما تعين به إخوانك من الفوائد
    وتبث من العلم
    فتح الله عليك وزادك توفيقا وتسديدا
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2020
    المشاركات
    20

    افتراضي رد: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله
    أثبتها الدارمي في رده على بشر المريسي، وأبو إسحق الحربي في غريب الحديث، وأبو موسى المديني في المجموع المغيث، وممن أثبتها القاضي أبو يعلى حيث قال معلقاً على هذا الحديث: لا يمتنع الاخذ بظاهر الاحاديث في إمرارها على ظواهرها من غير تأويل، وكذلك عبدالله بن محمد الهروي، في كتابه الأربعين في دلائل التوحيد، باب الهرولة لله عزوجل، وهو ظاهر صنيع البخاري رحمه الله حيث أورد الحديث في كتاب التوحيد من صحيحه وهذا الكتاب ذكره مقرراً صفات الباري سبحانه، ويؤكد هذا إيراده له في الرد على أهل التعطيل، وهو ظاهر صنيع ابن حبان في تبويبه على الحديث، وهو قول المباركفوري وغيرهم.

    قال الشيخ عبدالعزيز بن باز في معرض رده على سائل سأله عن الحديث: "ومن تقرب إلى باعا تقربت منه ذراعاً ومن أتاني يبمشي أتيته هرولة" وقد ذكر عبث بعض المحققين بتأويله: "ولا مانع من إجراء الحديث على ظاهره على طريق السلف الصالح، فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعوا هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعترضوه، ولم يسألوا عنه، ولم يتأولوه، وهم صفوة الأمة وخيرها، وهم أعلم الناس باللغة العربية، وأعلم الناس بما يليق بالله وما يليق نفيه عن الله سبحانه وتعالى.

    فالواجب في مثل هذا أن يتلقى بالقبول، وأن يحمل على خير المحامل، وأن هذه الصفة تليق بالله لا يشابه فيها خلقه فليس تقربه إلى عبده مثل تقرب العبد إلى غيره، وليس مشيه كمشيه، ولا هرولته كهرولته، وهكذا غضبه، وهكذا رضاه، وهكذا مجيئه يوم القيامة وإتيانه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده وهكذا استواؤه على العرش، وهكذا نزوله في آخر الليل كل ليلة، كلها صفات تليق بالله جل وعلا، لا يشابه فيها خلقه فكما أن استواءه على العرش، ونزوله في آخر الليل في الثلث الأخير من الليل، ومجيئه يوم القيامة، لا يشابه استواء خلقه ولا مجيء خلقه ولا نزول خلقه؟ فهكذا تقربه إلى عباده العابدين له والمسارعين لطاعته، وتقربه إليهم لا يشابه تقربهم، وليس قربه منهم كقربهم منه، وليس مشيه كمشيهم، ولا هرولته كهرولتهم (بل هو شيء) يليق بالله لا يشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات، فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها عز وجل. وقد أجمع السلف على أن الواجب في صفات الرب وأسمائه إمرارها كما جاءت واعتقاد معناها وأنه حق يليق بالله سبحانه وتعالى، وأنه لا يعلم كيفية صفاته إلا هو، كما أنه لا يعلم كيفية ذاته إلا هو، فالصفات كالذات، فكما أن الذات يجب إثباتها لله وأنه سبحانه وتعالى هو الكامل في ذلك، فهكذا صفاته يجب إثباتها له سبحانه مع الإيمان والاعتقاد بأنها أكمل الصفات وأعلاها، وأنها لا تشابه صفات الخلق، كما قال عز وجل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ

    وقال عز وجل: فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل: 74] . وقال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11]. فرد على المشبهة بقوله: "ليس كمثله شيء" وقوله: "فلا تضربوا لله الأمثال" ورد على (المعطلة) بقوله: "وهو السميع البصير" وقوله: "قل هو الله أحد الله الصمد" "إن الله عزيز حكيم" وقوله: "إن الله سميع بصير" وقوله: "إن الله غفور رحيم" "إن الله على كل شيء قدير" إلى غير ذلك.
    هذا كلام ابو حاتم ابن حبان ممن ذكرت معلقا علي الحديث
    قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : اللَّهُ أَجَلُّ وَأَعْلَى مِنْ أَنْ يُنْسَبَ إِلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِ ، إِذْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، وَهَذِهِ أَلْفَاظٌ خَرَجَتْ مِنْ أَلْفَاظِ التَّعَارُفِ عَلَى حَسَبِ مَا يَتَعَارَفُهُ النَّاسُ مِمَّا بَيْنَهُمْ . وَمَنْ ذَكَرَ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِي نَفْسِهِ بِنُطْقٍ أَوْ عَمَلٍ يَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى رَبِّهِ ، ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي مَلَكُوتِهِ بِالْمَغْفِرَةِ لَهُ تَفَضُّلًا وَجُودًا ، وَمَنْ ذَكَرَ رَبَّهُ فِي مَلَأٍ مِنْ عِبَادِهِ ، ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ بِالْمَغْفِرَةِ لَهُ ، وَقَبُولِ مَا أَتَى عَبْدُهُ مِنْ ذِكْرِهِ ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَى الْبَارِي جَلَّ وَعَلَا بِقَدْرِ شِبْرٍ مِنَ الطَّاعَاتِ ، كَانَ وُجُودُ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ مِنَ الرَّبِّ مِنْهُ لَهُ أَقْرَبَ بِذِرَاعٍ ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَى مَوْلَاهُ جَلَّ وَعَلَا بِقَدْرِ ذِرَاعٍ مِنَ الطَّاعَاتِ كَانَتِ الْمَغْفِرَةُ مِنْهُ لَهُ أَقْرَبَ بِبَاعٍ ، وَمَنْ أَتَى فِي أَنْوَاعِ الطَّاعَاتِ بِالسُّرْعَةِ كَالْمَشْيِ ، أَتَتْهُ أَنْوَاعُ الْوَسَائِلِ وَوُجُودُ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِالسُّرْعَةِ كَالْهَرْوَلَةِ ، وَاللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن العقلاء مشاهدة المشاركة
    هذا كلام ابو حاتم ابن حبان ممن ذكرت معلقا علي الحديث
    قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : اللَّهُ أَجَلُّ وَأَعْلَى مِنْ أَنْ يُنْسَبَ إِلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِ ، إِذْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، وَهَذِهِ أَلْفَاظٌ خَرَجَتْ مِنْ أَلْفَاظِ التَّعَارُفِ عَلَى حَسَبِ مَا يَتَعَارَفُهُ النَّاسُ مِمَّا بَيْنَهُمْ . وَمَنْ ذَكَرَ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِي نَفْسِهِ بِنُطْقٍ أَوْ عَمَلٍ يَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى رَبِّهِ ، ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي مَلَكُوتِهِ بِالْمَغْفِرَةِ لَهُ تَفَضُّلًا وَجُودًا ، وَمَنْ ذَكَرَ رَبَّهُ فِي مَلَأٍ مِنْ عِبَادِهِ ، ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ بِالْمَغْفِرَةِ لَهُ ، وَقَبُولِ مَا أَتَى عَبْدُهُ مِنْ ذِكْرِهِ ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَى الْبَارِي جَلَّ وَعَلَا بِقَدْرِ شِبْرٍ مِنَ الطَّاعَاتِ ، كَانَ وُجُودُ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ مِنَ الرَّبِّ مِنْهُ لَهُ أَقْرَبَ بِذِرَاعٍ ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَى مَوْلَاهُ جَلَّ وَعَلَا بِقَدْرِ ذِرَاعٍ مِنَ الطَّاعَاتِ كَانَتِ الْمَغْفِرَةُ مِنْهُ لَهُ أَقْرَبَ بِبَاعٍ ، وَمَنْ أَتَى فِي أَنْوَاعِ الطَّاعَاتِ بِالسُّرْعَةِ كَالْمَشْيِ ، أَتَتْهُ أَنْوَاعُ الْوَسَائِلِ وَوُجُودُ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِالسُّرْعَةِ كَالْهَرْوَلَةِ ، وَاللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ
    نعم بارك الله فيك -ولكن هنا امر مهم -وهو ان انتقاءك بهذه الدقة والدراية لابن حبان من هؤلاء الائمة دليل معرفتك بالجماعة المسؤل عنها فى سؤالك
    اود ان اسأل من هي الجماعة التي قالت بذلك و ماذا يقصد بحمل الحديث علي الهروله الحقيقية
    أُعِيدْ لكَ أَخِى الْكَرِيمْ ابْن العُقَلاء أَسْمَاءُ العُلَمَاءِ الَّذِينَ أَثْبَتُوا صِفَةِ الهَرْوَلَةِ بِدُونْ إِبْن حِبَانْ؛ وَهُمْ: الإمَامُ البُخَارِيّ، والإمَامُ ابنُ مَنْدَه، والإمَامُ الدَّارِميّ، والإمَامُ ابنُ بَطَّةَ، والإمَامُ ابنُ يَزْدَاد البَغْدَادِيّ، والإمَامُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الهَرَوِيّ، والإمَامُ ابنُ خُزَيْمَةَ، والإمَامُ الكِرْمَانِيُّ والإمَامُ الخَلاّل، والإمَامُ أَبُو إِسْحَاقَ الحَرْبِيّ، والإمَامُ أَبُو مُوسَى المَدِينيُّ، والإمَامُ ابنُ رَجَبٍ، وشَيْخُ الإسْلاَمِ ابنُ تَيْمِيَّة، والإمَامُ ابنُ القَيِّمِ، والإمَامُ ابنُ المُحِبِّ، والإمَامُ البَرْبَهَارِي، والشَّيْخُ ابنُ بَازٍ، والشَّيْخُ ابنُ عُثَيْمِينَ،، والشَّيْخُ الأَلْبَانِيّ،، ، والشَّيْخ عَبْدُ العَزِيزِ الرَّاجِحِي، واللَّجْنَةُ الدَّائِمَة ُللبُحُوثِ العَلْمِيَّةِ والإفْتَاءِ بالسُّعودِيَّة. اتكفى هذه الجماعة
    مع العلم انه سبق القول فى المشاركات السابقة
    معتقد أهل السنة والجماعة إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم.
    وقد يقع خلاف في فهم نص من النصوص: هل هو من نصوص الصفات أم لا؟ أو يختلف في المراد باللفظة الواردة، بحسب السياق، فإن الظاهر هو ما دل عليه اللفظ بحسب السياق الوارد فيه.
    ومن ذلك: الهرولة، فهل هي هرولة حقيقية، أم معنوية بمعنى سرعة الإثابة؟
    ولعل الأقرب هو الثاني. لأن ظاهر اللفظ في حق المخلوق لا يفهم منه المشي الحقيقي، فكيف يفهم منه ذلك في حق الله؟
    ونص الحديث القدسي: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً رواه البخاري (7405) ، ومسلم (2675).
    فليس المراد مشي العبد على قدميه إلى الله، ولا التقرب شبرا أو ذراعا بالمسافة.
    هذا هو المتبادر من السياق، وهذا يعني أن التقرب هنا من العبد بالطاعة، والتقرب من الله بالإثابة.
    وهذا لا يُعد من التأويل الباطل المخالف لطريق السلف الصالح ؛ بصرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه ، لغير قرينة ودليل يوجبه ؛ بل هنا إعمال للظاهر المتبادر للذهن بحسب السياق.
    أو يقال هو تأويل صحيح لوجود القرينة الحسية العقلية الظاهرة ، وهي أن الطرف الآخر (الإنسان) لا يتقرب بالمسافة، وهو يعلم ذلك من نفسه.
    مع أن حمل الحديث على الهرولة الحقيقية ليس محالا، وقد قال به جماعة من أهل العلم، لكنه ليس ظاهر السياق .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رضا الحملاوي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا أخى محمد عبد اللطيف على ما تعين به إخوانك من الفوائد
    وتبث من العلم
    فتح الله عليك وزادك توفيقا وتسديدا

    بارك الله فيك أخى الفاضل رضا الحملاوي وجزاك الله خيرا

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2020
    المشاركات
    20

    افتراضي رد: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    نعم بارك الله فيك -ولكن هنا امر مهم -وهو ان انتقاءك بهذه الدقة والدراية لابن حبان من هؤلاء الائمة دليل معرفتك بالجماعة المسؤل عنها فى سؤالك أُعِيدْ لكَ أَخِى الْكَرِيمْ ابْن العُقَلاء أَسْمَاءُ العُلَمَاءِ الَّذِينَ أَثْبَتُوا صِفَةِ الهَرْوَلَةِ بِدُونْ إِبْن حِبَانْ؛ وَهُمْ: الإمَامُ البُخَارِيّ، والإمَامُ ابنُ مَنْدَه، والإمَامُ الدَّارِميّ، والإمَامُ ابنُ بَطَّةَ، والإمَامُ ابنُ يَزْدَاد البَغْدَادِيّ، والإمَامُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الهَرَوِيّ، والإمَامُ ابنُ خُزَيْمَةَ، والإمَامُ الكِرْمَانِيُّ والإمَامُ الخَلاّل، والإمَامُ أَبُو إِسْحَاقَ الحَرْبِيّ، والإمَامُ أَبُو مُوسَى المَدِينيُّ، والإمَامُ ابنُ رَجَبٍ، وشَيْخُ الإسْلاَمِ ابنُ تَيْمِيَّة، والإمَامُ ابنُ القَيِّمِ، والإمَامُ ابنُ المُحِبِّ، والإمَامُ البَرْبَهَارِي، والشَّيْخُ ابنُ بَازٍ، والشَّيْخُ ابنُ عُثَيْمِينَ،، والشَّيْخُ الأَلْبَانِيّ،، ، والشَّيْخ عَبْدُ العَزِيزِ الرَّاجِحِي، واللَّجْنَةُ الدَّائِمَة ُللبُحُوثِ العَلْمِيَّةِ والإفْتَاءِ بالسُّعودِيَّة. اتكفى هذه الجماعة مع العلم انه سبق القول فى المشاركات السابقةمعتقد أهل السنة والجماعة إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم. وقد يقع خلاف في فهم نص من النصوص: هل هو من نصوص الصفات أم لا؟ أو يختلف في المراد باللفظة الواردة، بحسب السياق، فإن الظاهر هو ما دل عليه اللفظ بحسب السياق الوارد فيه. ومن ذلك: الهرولة، فهل هي هرولة حقيقية، أم معنوية بمعنى سرعة الإثابة؟ ولعل الأقرب هو الثاني. لأن ظاهر اللفظ في حق المخلوق لا يفهم منه المشي الحقيقي، فكيف يفهم منه ذلك في حق الله؟ ونص الحديث القدسي: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً رواه البخاري (7405) ، ومسلم (2675). فليس المراد مشي العبد على قدميه إلى الله، ولا التقرب شبرا أو ذراعا بالمسافة. هذا هو المتبادر من السياق، وهذا يعني أن التقرب هنا من العبد بالطاعة، والتقرب من الله بالإثابة. وهذا لا يُعد من التأويل الباطل المخالف لطريق السلف الصالح ؛ بصرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه ، لغير قرينة ودليل يوجبه ؛ بل هنا إعمال للظاهر المتبادر للذهن بحسب السياق. أو يقال هو تأويل صحيح لوجود القرينة الحسية العقلية الظاهرة ، وهي أن الطرف الآخر (الإنسان) لا يتقرب بالمسافة، وهو يعلم ذلك من نفسه. مع أن حمل الحديث على الهرولة الحقيقية ليس محالا، وقد قال به جماعة من أهل العلم، لكنه ليس ظاهر السياق .
    السلام عليكم و رحمة الله
    هل بالامكان اقتباس ما ذكرت عن الامام البخاري بارك الله فيك فقد قرأت للقسطلاني يشرحه في باب قول الله تعالى: {ويحذركم الله نفسه} حديث رقم 7010
    ​و للحافظ ابن حجر في ( باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه )
    قال اي ابن حجر (قوله ربما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا تقرب العبد مني) كذا للجميع ليس فيه الرواية عن الله تعالى وكذا أخرجه الإسماعيلي من رواية محمد بن خلاد عن يحيى القطان وأخرجه من رواية محمد بن أبي بكر المقدمي عن يحيى فقال فيه عن أبي هريرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل وقال مسلم حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى هو ابن سعيد وابن أبي عدي كلاهما عن سليمان فذكره بلفظ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل (قوله وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا أو بوعا) كذا فيه بالشك وكذا في رواية مسلم والإسماعيلي وقد تقدم في باب قول الله تعالى ويحذركم الله نفسه بغير شك من رواية أبي صالح عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي فذكر الحديث وفيه وان تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وان تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ووقع ذكر الهرولة في حديث أبي ذر الذي أوله رفعه يقول الله تعالى من عمل حسنة فجزاؤه عشر أمثالها وفيه ومن تقرب إليه شبرا الحديث وفي آخره ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ومن أتاني بقراب الأرض خطيئة لم يشرك بي شيئا جعلتها له مغفرة أخرجه مسلم

    يذكر ايضا ان الامام أبو عيسى الترمذي قال هذا حديث حسن صحيح ويروى عن الأعمش في تفسير هذا الحديث من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا يعني بالمغفرة والرحمة وهكذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث قالوا إنما معناه يقول إذا تقرب إلي العبد بطاعتي وما أمرت أسرع إليه بمغفرتي ورحمتي وروي عن سعيد بن جبير أنه قال في هذه الآية فاذكروني أذكركم قال اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي حدثنا عبد بن حميد قال حدثنا الحسن بن موسى وعمرو بن هاشم الرملي عن ابن لهيعة عن عطاء بن يسار عن سعيد بن جبير بهذا

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن العقلاء مشاهدة المشاركة

    هل بالامكان اقتباس ما ذكرت عن الامام البخاري
    نص الحديث القدسي: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً رواه البخاري ( 7405) و[7536]

    1- حديث أبي هريـرة رضي الله عنه: ((... وإن أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَةً)) .رواه البخاري ( التوحيد - 7405) و (7536) و مسلم (2675).
    2- الحديث القدسي: ((يا ابن آدم قم إلي أمشي إليك، وامش إلي أهرول إليك)) حديث إسناده صحيح. رواه أحمد في ((المسند)) (25/273) (15925). والحديث صحح إسناده المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (4/125)، وصححه موقوفاً ابن حجر في ((المطالب العالية)) (3/353)، وصححه مرفوعاً الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (3153) وفي ((صحيح الجامع)) (4340). .
    قال أبو إسماعيل الهروي: (باب الهَرْوَلَةِ لله عزَّ وجلَّ) ثم أورد الحديث.الاربعون فى دلائل التوححيد التوحيد)) (ص79).
    وقال أبو إسحاق الحربي بعد أن أورد حديث أبي هريرة: (قولـه: هَرْوَلَة: مشيٌ سريع) .((غريب الحديث)) (2/684).
    وقال أبو موسى المديني في الحديث عن الله تبارك وتعالى: ((من أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَة: وهي مشي سريع، بين المشي والعدو)) .((المجموع المغيث)) (3/96)
    الإمام ابن بطة في الإبانة
    أورد الحديث المذكور في كتابه في بَابٌ جَامِعٌ مِنْ أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ رَوَاهَا الْأَئِمَّةُ، وَالشُّيُوخُ الثِّقَاتُ، الْإِيمَانُ بِهَا مِنْ تَمَامِ السُّنَّةِ، وَكَمَالِ الدِّيَانَةِ، لَا يُنْكِرُهَا إِلَّا جَهْمِيٌّ خَبِيثٌ:
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ [ص:337] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِيمَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً»
    وذكر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ: «الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ»، «وَمَنِ اقْتَرَبَ مِنِّي شِبْرًااقْتَرَبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنِ اقْتَرَبَ مِنِّي ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَأَطْيَبَ، وَمَنْ جَاءَنِي يَمْشِي جِئْتُهُ أُهَرْوِلُ، وَمَنْ جَاءَنِي يُهَرْوِلُ جِئْتُهُ سَعْيًا».

    وقال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي: (وقد أجمعنا على أن الحركة والنزول والمشي والهرولة والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم، والرضى، والفرح والغضب والحب، والمقت كلها أفعال في الذات للذات، وهي قديمة) (7) .((نقض الدارمي على المريسي)) (1/561).
    الإمام ابن منده رحمه الله
    أورد الحديث في كتابه الرد على الجهمية.

    وقال ابن القيم: (قال تعالى في آلهة المشركين المعطَّلين: أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا، فجعل سبحانه عدم البطش والمشي والسمع والبصر دليلاً على عدم إلهية من عُدِمَتْ فيه هذه الصفات، فالبطش والمشي من أنواع الأفعال، والسمع والبصر من أنواع الصفات، وقد وصف نفسه سبحانه بضد صفة أربابهم وبضد ما وصفه به المعطلة والجهمية) ((الصواعق المرسلة)) (3/915). (8) .
    وقد ورد في فتوى من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية ما يلي:
    (س: هل لله صفة الهَرْوَلَة؟
    ج: الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه... وبعد:
    نعم؛ صفة الهَرْوَلَة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به، قال تعالى: ((إذا تقرب إليَّ العبد شبراً؛ تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إليَّ ذراعاً؛ تقربت منه باعاً، وإذا أتاني ماشياً؛ أتيته هَرْوَلَة)). رواه البخاري، ومسلم.
    وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم) .
    وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز: (... تقربه إلى عباده العابدين له والمسارعين لطاعته، وتقربه إليهم لا يشابه تقربهم، وليس قربه منهم كقربهم منه، وليس مشيه كمشيهم، ولا هرولته كهرولتهم، بل هو شيء يليق بالله لا يشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات، فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها عزَّ وجلَّ.... المعنى يجب إثباته لله من التقرب، والمشي والهرولة، يجب إثباته لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى، من غير أن يشابه خلقه في شيء من ذلك) .
    وقال الشيخ محمد العثيمين: (صفة الهَرْوَلَة ثابتة لله تعالى؛ كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي به... (فذكر الحديث، وفيه: ) وإن أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَة))، وهذه الهَرْوَلَةُ صفة من صفات أفعاله التي يجب علينا الإيمان بها من غير تكييف ولا تمثيل؛ لأنه أخبر بها عن نفسه، فوجب علينا قبولها بدون تكييف، لأنَّ التكييف قول على الله بغير علم، وهو حرام، وبدون تمثيل؛ لأنَّ الله يقول: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) .
    وقال: (من المعلوم أن السلف يؤمنون بأن الله تعالى يأتي إتياناً حقيقياً للفصل بين عباده يوم القيامة على الوجه اللائق به، كما دلَّ على ذلك كتاب الله تعالى، وليس في هذا الحديث القدسي إلا أن إتيانه يكون هرولة لمن أتاه يمشي، فمن أثبت إتيان الله تعالى، حقيقة لم يشكل عليه أن يكون شيء من هذا الإتيان بصفة الهرولة على الوجه اللائق به. وأي مانع يمنع من أن نؤمن بأن الله تعالى يأتي هرولة، وقد أخبر الله تعالى به عن نفسه وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
    وليس في إتيان الله تعالى هرولة على الوجه اللائق به بدون تكييف ولا تمثيل شيء من النقص، حتى يقال: إنه ليس ظاهر الكلام، بل هو فعل من أفعاله يفعله كيف يشاء) .
    وقال: (أما قوله: (وإن أتاني يمشي أتيته هؤولة) فهذا – أيضاً – اختلف فيه العلماء، هل هو على حقيقته، أو لا؟
    فقيل: إنه على حقيقته، ونحن إذا مشينا نعرف كيف نمشي، أما الله عزَّ وجلَّ فإننا لا نعرف كيفية مشية، ولا مانع أن الله يمشي يقابل المتجة إليه، فيقابله إذا أتى يمشي بهرولة.
    ويقال: إن الذي يأتي سيأتي على صفة، ولابد إذا كان الله يأتي حقيقة فإنه لابد أن يأتي على صفة، هرولة أو غير هرولة، فإذا قال عن نفسه: (أتيته هرولة).
    قلنا: ما الذي يمنع أن يكون إتيانه هرولة إذا كنا نؤمن بإتيانه حقيقة، فإذا كان يأتي حقيقة فلابد أن يكون إتيانه على صفة من الصفات، فإذا أخبرنا أنه يأتي هرولة، قلنا: آمنا بالله) . [الموسوعة العقدية - المبحث الثالث صفات الله الواردة فى الكتاب والسنة للشيخ علوى عبد القادرالسقاف -مع مصادر اخرى]
    قال الشيخ عبد العزيز الراجحى
    السؤال: هل الهرولة صفة ثابتة لله وهل هي غير صفة المشي، أرجو الإيضاح، لأنني سمعت في إحدى الإذاعات من يثبت صفة المشي، ثم أوّل صفة الهرولة بالرحمة؟ الإجابة: هذه الصفات التي أضيفت إلى الله عز وجل على لفظ الفعل تبقى على حالها: "من أتاني يمشي أتيته هرولة" رواه البخاري: التوحيد (7405)، ومسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2675)، والترمذي: الزهد (2388) والدعوات (3603)، وابن ماجه: الأدب (3822)، وأحمد (2/251،2/354،2/391،2/405،2/413،2/435،2/445،2/480،2/482،2/500،2/509،2/515،2/517،2/524،2/534،2/540). يثبت لله كما يليق بجلال الله وعظمته، ولكن من أثرها أن الله تعالى أسرع بالخير من العبد، وأن العبد إذا زاد في العمل، زاد الله له في الثواب، وأن الله لا يقطع الثواب من العبد حتى يقطع العمل، والنووي رحمه الله وجماعة يقول: "من أتاني يمشي، أتيته هرولة" رواه البخاري: التوحيد (7405)، ومسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2675)، والترمذي: الزهد (2388) والدعوات (3603)، وابن ماجه: الأدب (3822)، وأحمد (2/251،2/354،2/391،2/405،2/413،2/435،2/445،2/480،2/482،2/500،2/509،2/515،2/517،2/524،2/534،2/540). وقول رسول الله: "إن الله لا يمل حتى تملوا" رواه البخاري: الجمعة (1151)، ومسلم: صلاة المسافرين وقصرها (782،785) والصيام (782)، والنسائي: القبلة (762) وقيام الليل وتطوع النهار (1642) والإيمان وشرائعه (5035)، وابن ماجه: الزهد (4238)، وأحمد (6/199،6/212،6/231). قال معناها: إن الله لا يقطع الثواب، حتى يقطع العبد العمل. هذا تأويل، هذا من أثر الصفة، والصواب أن الملل والهرولة وصف يليق بالله، لكن لا يلزمه النقص، ولا يشابه المخلوقين في شيء من صفاته، لكن من أثره أن الله أسرع بالخير من العبد، وأن الله لا يقطع الثواب عن العبد، حتى يقطع العبد العمل، هذا من أثر الصفة. وهو شيء يليق بجلال الله وعظمته، لا يشابه المخلوقين في شيء من صفاته.
    الالبانى رحمه الله -السائل : فسألتك هل نثبت الهرولة كصفة لله تبارك وتعالى ؟ فقلت : نعم نثبتها صفة تليق بجلاله وعظيم سلطانه
    الشيخ : إي نعم

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Dec 2019
    المشاركات
    303

    افتراضي رد: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك

    ----------------
    مَا رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ المقسطون عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة على مَنَابِر من نور عَن يَمِين الرَّحْمَن // أخرجه مُسلم
    وَقد تَأَول النَّاس ذَلِك على تأولين فَمنهمْ من قَالَ مَعْنَاهُ عَن يَمِين عرش الرَّحْمَن على طَريقَة الْعَرَب فِي الْحَذف والإضمار كَمَا قَالَ الْقَائِل(واستب بعْدك يَا كُلَيْب الْمجْلس ... )يَعْنِي أهل الْمجْلس وكما قَالَ عز وَجل{وأشربوا فِي قُلُوبهم الْعجل} أَي حبه
    ---------------
    هذا الكلام باطل ونبطله من وجهين
    ( الوجه الاول ) ان باقي الحديث يبطل هذا التأويل وهو قوله وكلتا يديه يمين فهل يجوز ان يكون المراد وكلتا يدي عرشه يمين ؟!!! وقد قلت ان هذه التأويلات غير محتملة في اللغة وها قد اتيتنا بمثال ! وقد ثبت في صحيح البخاري ان النبي صلي الله عليه وسلم قال يقبض الله الارض ويطوي السماء بيمينه
    فهل يجوز ان يكون المراد يطويها بيمين عرشه ؟!!
    ثم انه يلزم من كلامك انه يجوز ان يقول الرجل انا عن يمين الله وفلان عن شمال الله فاذا انكر عليه يقول انا قصدت عن يمين خلق الله وعن شمال خلق الله ؟!!!
    (الوجه الثاني ) انه كلام في الغيب بدون دليل لا من الكتاب ولا من السنة فمن اين لك انهم يكونون عن يمين عرش الرحمن هل وجدت ذلك في الكتاب او في في شئ من روايات الحديث

    --------------
    وَقَالَ بَعضهم معنى قَوْله عَن يَمِين الرَّحْمَن أَرَادَ بِهِ الْمنزلَة الرفيعة وَالْمحل الْعَظِيم وَهَذَا سَائِغ فِي لُغَة الْعَرَب وَذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ كَانَ فلَان عندنَا بِالْيَمِينِ اي كَانَ لَهُ عندنَا الْمحل الْجَلِيل والرتبة
    -------------
    اليمين مضافة هاهنا اي قال عن يمين الرحمن ولم يقل باليمين او عن اليمين او باليمين
    وماذا نفعل بباقي الحديث وكلتا يديه يمين
    فهل يجوز ان يكون المراد ان المقسطين بالمنزلة الرفيعة وكلتا يدي المنزلة الرفيعة يمين ؟!!!!!
    وسوف اعلق علي الباقي ان شاء الله

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Apr 2020
    المشاركات
    20

    افتراضي رد: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    نص الحديث القدسي: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً رواه البخاري ( 7405) و[7536]

    1- حديث أبي هريـرة رضي الله عنه: ((... وإن أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَةً)) .رواه البخاري ( التوحيد - 7405) و (7536) و مسلم (2675).
    2- الحديث القدسي: ((يا ابن آدم قم إلي أمشي إليك، وامش إلي أهرول إليك)) حديث إسناده صحيح. رواه أحمد في ((المسند)) (25/273) (15925). والحديث صحح إسناده المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (4/125)، وصححه موقوفاً ابن حجر في ((المطالب العالية)) (3/353)، وصححه مرفوعاً الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (3153) وفي ((صحيح الجامع)) (4340). .
    قال أبو إسماعيل الهروي: (باب الهَرْوَلَةِ لله عزَّ وجلَّ) ثم أورد الحديث.الاربعون فى دلائل التوححيد التوحيد)) (ص79).
    وقال أبو إسحاق الحربي بعد أن أورد حديث أبي هريرة: (قولـه: هَرْوَلَة: مشيٌ سريع) .((غريب الحديث)) (2/684).
    وقال أبو موسى المديني في الحديث عن الله تبارك وتعالى: ((من أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَة: وهي مشي سريع، بين المشي والعدو)) .((المجموع المغيث)) (3/96)
    الإمام ابن بطة في الإبانة
    أورد الحديث المذكور في كتابه في بَابٌ جَامِعٌ مِنْ أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ رَوَاهَا الْأَئِمَّةُ، وَالشُّيُوخُ الثِّقَاتُ، الْإِيمَانُ بِهَا مِنْ تَمَامِ السُّنَّةِ، وَكَمَالِ الدِّيَانَةِ، لَا يُنْكِرُهَا إِلَّا جَهْمِيٌّ خَبِيثٌ:
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ [ص:337] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِيمَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً»
    وذكر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ: «الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ»، «وَمَنِ اقْتَرَبَ مِنِّي شِبْرًااقْتَرَبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنِ اقْتَرَبَ مِنِّي ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَأَطْيَبَ، وَمَنْ جَاءَنِي يَمْشِي جِئْتُهُ أُهَرْوِلُ، وَمَنْ جَاءَنِي يُهَرْوِلُ جِئْتُهُ سَعْيًا».

    وقال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي: (وقد أجمعنا على أن الحركة والنزول والمشي والهرولة والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم، والرضى، والفرح والغضب والحب، والمقت كلها أفعال في الذات للذات، وهي قديمة) (7) .((نقض الدارمي على المريسي)) (1/561).
    الإمام ابن منده رحمه الله
    أورد الحديث في كتابه الرد على الجهمية.

    وقال ابن القيم: (قال تعالى في آلهة المشركين المعطَّلين: أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا، فجعل سبحانه عدم البطش والمشي والسمع والبصر دليلاً على عدم إلهية من عُدِمَتْ فيه هذه الصفات، فالبطش والمشي من أنواع الأفعال، والسمع والبصر من أنواع الصفات، وقد وصف نفسه سبحانه بضد صفة أربابهم وبضد ما وصفه به المعطلة والجهمية) ((الصواعق المرسلة)) (3/915). (8) .
    وقد ورد في فتوى من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية ما يلي:
    (س: هل لله صفة الهَرْوَلَة؟
    ج: الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه... وبعد:
    نعم؛ صفة الهَرْوَلَة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به، قال تعالى: ((إذا تقرب إليَّ العبد شبراً؛ تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إليَّ ذراعاً؛ تقربت منه باعاً، وإذا أتاني ماشياً؛ أتيته هَرْوَلَة)). رواه البخاري، ومسلم.
    وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم) .
    وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز: (... تقربه إلى عباده العابدين له والمسارعين لطاعته، وتقربه إليهم لا يشابه تقربهم، وليس قربه منهم كقربهم منه، وليس مشيه كمشيهم، ولا هرولته كهرولتهم، بل هو شيء يليق بالله لا يشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات، فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها عزَّ وجلَّ.... المعنى يجب إثباته لله من التقرب، والمشي والهرولة، يجب إثباته لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى، من غير أن يشابه خلقه في شيء من ذلك) .
    وقال الشيخ محمد العثيمين: (صفة الهَرْوَلَة ثابتة لله تعالى؛ كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي به... (فذكر الحديث، وفيه: ) وإن أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَة))، وهذه الهَرْوَلَةُ صفة من صفات أفعاله التي يجب علينا الإيمان بها من غير تكييف ولا تمثيل؛ لأنه أخبر بها عن نفسه، فوجب علينا قبولها بدون تكييف، لأنَّ التكييف قول على الله بغير علم، وهو حرام، وبدون تمثيل؛ لأنَّ الله يقول: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) .
    وقال: (من المعلوم أن السلف يؤمنون بأن الله تعالى يأتي إتياناً حقيقياً للفصل بين عباده يوم القيامة على الوجه اللائق به، كما دلَّ على ذلك كتاب الله تعالى، وليس في هذا الحديث القدسي إلا أن إتيانه يكون هرولة لمن أتاه يمشي، فمن أثبت إتيان الله تعالى، حقيقة لم يشكل عليه أن يكون شيء من هذا الإتيان بصفة الهرولة على الوجه اللائق به. وأي مانع يمنع من أن نؤمن بأن الله تعالى يأتي هرولة، وقد أخبر الله تعالى به عن نفسه وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
    وليس في إتيان الله تعالى هرولة على الوجه اللائق به بدون تكييف ولا تمثيل شيء من النقص، حتى يقال: إنه ليس ظاهر الكلام، بل هو فعل من أفعاله يفعله كيف يشاء) .
    وقال: (أما قوله: (وإن أتاني يمشي أتيته هؤولة) فهذا – أيضاً – اختلف فيه العلماء، هل هو على حقيقته، أو لا؟
    فقيل: إنه على حقيقته، ونحن إذا مشينا نعرف كيف نمشي، أما الله عزَّ وجلَّ فإننا لا نعرف كيفية مشية، ولا مانع أن الله يمشي يقابل المتجة إليه، فيقابله إذا أتى يمشي بهرولة.
    ويقال: إن الذي يأتي سيأتي على صفة، ولابد إذا كان الله يأتي حقيقة فإنه لابد أن يأتي على صفة، هرولة أو غير هرولة، فإذا قال عن نفسه: (أتيته هرولة).
    قلنا: ما الذي يمنع أن يكون إتيانه هرولة إذا كنا نؤمن بإتيانه حقيقة، فإذا كان يأتي حقيقة فلابد أن يكون إتيانه على صفة من الصفات، فإذا أخبرنا أنه يأتي هرولة، قلنا: آمنا بالله) . [الموسوعة العقدية - المبحث الثالث صفات الله الواردة فى الكتاب والسنة للشيخ علوى عبد القادرالسقاف -مع مصادر اخرى]
    قال الشيخ عبد العزيز الراجحى
    السؤال: هل الهرولة صفة ثابتة لله وهل هي غير صفة المشي، أرجو الإيضاح، لأنني سمعت في إحدى الإذاعات من يثبت صفة المشي، ثم أوّل صفة الهرولة بالرحمة؟ الإجابة: هذه الصفات التي أضيفت إلى الله عز وجل على لفظ الفعل تبقى على حالها: "من أتاني يمشي أتيته هرولة" رواه البخاري: التوحيد (7405)، ومسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2675)، والترمذي: الزهد (2388) والدعوات (3603)، وابن ماجه: الأدب (3822)، وأحمد (2/251،2/354،2/391،2/405،2/413،2/435،2/445،2/480،2/482،2/500،2/509،2/515،2/517،2/524،2/534،2/540). يثبت لله كما يليق بجلال الله وعظمته، ولكن من أثرها أن الله تعالى أسرع بالخير من العبد، وأن العبد إذا زاد في العمل، زاد الله له في الثواب، وأن الله لا يقطع الثواب من العبد حتى يقطع العمل، والنووي رحمه الله وجماعة يقول: "من أتاني يمشي، أتيته هرولة" رواه البخاري: التوحيد (7405)، ومسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2675)، والترمذي: الزهد (2388) والدعوات (3603)، وابن ماجه: الأدب (3822)، وأحمد (2/251،2/354،2/391،2/405،2/413،2/435،2/445،2/480،2/482،2/500،2/509،2/515،2/517،2/524،2/534،2/540). وقول رسول الله: "إن الله لا يمل حتى تملوا" رواه البخاري: الجمعة (1151)، ومسلم: صلاة المسافرين وقصرها (782،785) والصيام (782)، والنسائي: القبلة (762) وقيام الليل وتطوع النهار (1642) والإيمان وشرائعه (5035)، وابن ماجه: الزهد (4238)، وأحمد (6/199،6/212،6/231). قال معناها: إن الله لا يقطع الثواب، حتى يقطع العبد العمل. هذا تأويل، هذا من أثر الصفة، والصواب أن الملل والهرولة وصف يليق بالله، لكن لا يلزمه النقص، ولا يشابه المخلوقين في شيء من صفاته، لكن من أثره أن الله أسرع بالخير من العبد، وأن الله لا يقطع الثواب عن العبد، حتى يقطع العبد العمل، هذا من أثر الصفة. وهو شيء يليق بجلال الله وعظمته، لا يشابه المخلوقين في شيء من صفاته.
    الالبانى رحمه الله -السائل : فسألتك هل نثبت الهرولة كصفة لله تبارك وتعالى ؟ فقلت : نعم نثبتها صفة تليق بجلاله وعظيم سلطانه
    الشيخ : إي نعم
    السلام عليكم و رحمة الله
    قد ذكرت لك في اي باب ذكر الامام البخاري الحديث
    واما الملل و السَّآمة فمحال و قول القائل لا كمللنا نقض لما قاله فان الملل الضَجَر و السَأَم فاذا قال لا كمللنا نقض ما قال
    قال أبو بكر الإسماعيلي ” قال فيه بعضهم: ” لا يملُّ من الثواب حتى تملوا من العمل”، والله عز وجل لا يوصف بالملال.
    قال القرطبي قيل : حتى بمعنى الواو أي وتملوا . وقيل : المعنى وأنتم تملون . وقيل : المعنى لا يقطع عنكم ثواب أعمالكم حتى تقطعوا العمل .
    قال أبو جعفر الطحاوي أي إنكم قد تملون فتنقطعون، والله بعد مللكم وانقطاعكم على الحال التي كان عليها قبل ذلك، من انتفاء الملل والانقطاع عنه
    قال ابن الجوزي قالوا: يجوز أن الله يوصف بالملل، فجهلوا اللغة، وما علموا أنه لو كانت حتى ها هنا للغاية، لم تكن بمدح؛ لأنه إذا مل حين يمل، فأي مدح؟! وإنما هو كقول الشاعر:
    صليت مني هذيل بخرق ... لا يمل الشر حتى يملوا
    والمعنى: لا يمل وإن ملوا.
    قَالَ الْمَازِرِيّ : قِيلَ إِنَّ حَتَّى هُنَا بِمَعْنَى الْوَاو ، فَيَكُون التَّقْدِير لَا يَمَلّ وَتَمَلُّونَ ، فَنَفَى عَنْهُ الْمَلَل وَأَثْبَتَهُ لَهُمْ
    قال ابن حجر وَالْمَلَالُ اسْتِثْقَالُ الشَّىءِ وَنُفُورُ النَّفْسِ عَنْهُ بَعْدَ مَحَبَّتِهِ وَهُوَ مُحَالٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى بِاتِّفَاقٍ
    قال البغوي معناه لا يمل الله وإن مللتم؛ لأن الملال عليه لا يجوز
    قال الخطابي معناه أن الله سبحانه لا يمل أبدًا وإن مللتم
    قال أبو حاتم ابن حبان قوله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يمل حتى تملوا من ألفاظ التعارف التي لا يتهيأ للمخاطب أن يعرف صحة ما خوطب به في القصد على الحقيقة إلا بهذه الألفاظ ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من قبول ما رخص له بترك التحمل على النفس ما لا تطيق من الطاعات أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا الحسين بن محمد الذارع قال حدثنا أبو محصن حصين بن نمير قال حدثنا هشام بن حسان عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن العقلاء مشاهدة المشاركة

    واما الملل و السَّآمة فمحال و قول القائل لا كمللنا نقض لما قاله فان الملل الضَجَر و السَأَم فاذا قال لا كمللنا نقض ما قال

    اخى ابن العقلاء انت تريد ان تحصرنى فى مسائل وقع الخلاف فيها بين اهل السنة - الخلاف ليس فى هذا - الاختلاف - فى الالحاد فى صفات الله بالتأويل والتفويض - الذى هو دين المعطلة الذين الحدوا فى صفات الله -
    اما الاختلاف الواقع بين علماء أهل السنة الجماعة فى الهرولة فى المشاركة السابقة والممل فى مشاركتك هذه - ليس هو من قبيل الاختلاف المذموم، أن إثبات الملل لله سبحانه على الوجه اللائق بجلاله، أو تفسيره بأحد المعاني السابقة، كله جائز وسائغ، ولا إنكار فيه، وإنما هو من المسائل التي اختلف فيها السلف، ولمن بعدهم سعة في اختيار أحد أقوالهم فيها، ولا حجر على أحد في ذلك، والأمر واسع-
    فالشأن أن تكون من آيات الصفات أو أحاديث الصفات، أما النصوص الأخرى التي قد تدل على الصفة، لكن ليست نصًّا فيها، فخلاف علماء أهل السنة فيها لا يجعل قول من لم يثبت بها صفة دليلًا على تأويل الصفات؛ لأن النص نفسه ليس صريحًا في ذلك. وقد أورد شيخ الإسلام عددًا من الأمثلة على ذلك، وقبل إيراد نماذج منها يحسن ذكر ما قاله في مقدمة أحدها، فقد أورد -رحمه الله- مسألة قربه تعالى من عباده، والخلاف في ذلك، ثم قال: "وإذا كان قرب عباده من نفسه، وقربه منهم، ليس ممتنعًا عند الجماهير من السلف وأتباعهم من أهل الحديث، والفقهاء، والصوفية، وأهل الكلام، لم يجب أن يتأول كل نص فيه ذكر ربه من جهة امتناع القرب عليه، ولا يلزم من جواز القرب عليه أن يكون كل موضع ذكر فيه قربه يراد به قربه بنفسه، بل يبقى هذا من الأمور الجائزة، وينظر في النص الوارد، فإن دل على هذا حمل عليه، وإن دل على هذا حمل عليه، كما تقدم في لفظ الإتيان والمجيء: إن كان في موضع قد دل عندهم على أنه هو يأتي، ففي موضع آخر دل على أنه يأتي بعذابه، كما في قوله تعالى: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِد} (النحل: من الآية26) وقوله تعالى: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} (الحشر: من الآية2). فتدبر هذا؛ فإنه كثير ما يلغط الناس في هذا الموضع، إذا تنازع النفاة والمثبتة في صفة، ودلالة نص عليها: يريد المريد أن يجعل ذلك اللفظ -حيث ورد- دالًّا على الصفة وظاهرًا فيها. ثم يقول النافي: وهناك لم تدل على الصفة فلا تدل هنا. وقد يقول بعض المثبتة: دلت هنا على الصفة فتكون دالة هناك، بل لما رأوا بعض النصوص تدل على الصفة، جعلوا كل آية فهيا ما يتوهمون أنه يضاف إلى الله تعالى -إضافة صفة- من آيات الصفات، كقوله تعالى: {فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} (الزمر: من الآية56). وهذا يقع فيه طوائف من المثبتة والنفاة، وهذا من أكبر الغلط؛ فإن الدلالة في كل موضع بحسب سياقه، وما يحف به من القرائن اللفظية والحالية، وهذا موجود في أمر المخلوقين، يراد بألفاظ الصفات منهم في مواضع كثيرة غير الصفات". انتهى
    ****************************** ********
    ورد في الحديث الصحيح قولـه صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بما تطيقون، فوالله؛ لا يمل اللهُ حتى تملوا)) (2) .
    وفي رواية لمسلم: ((فوالله؛ لا يسأم الله حتى تسأموا)).
    قال أبو إسحاق الحربي: (قولـه: ((لا يَمَلُّ الله حتى تملوا)): أخبرنا سلمة عن الفراء؛ يقال: مللت أمَلُّ: ضجرت، وقال أبو زيد: ملَّ يَمَلُّ ملالة، وأمللته إملالاً، فكأنَّ المعنى لا يملُّ من ثواب أعمالكم حتى تملُّوا من العمل) (3) .
    قلت: وهذا ليس تأويلاً، بل تفسير الحديث على ظاهره؛ لأنَّ الذين أوَّلُوه كالنووي في (رياض الصالحين) (باب الاقتصاد في العبادة)، والبيهقي في (الأسماء والصفات) (فصل ما جاء في المِلال)؛ قالوا: معنى لا يَمَلُّ الله؛ أي: لا يقطع ثوابه، أو أنه كناية عن تناهي حقِّ الله عليكم في الطاعة.
    وقال أبو يعلى الفراء: (اعلم أنه غير ممتنع إطلاق وصفه تعالى بالملل ... فإن قيل: معنى الملل ها هنا الغضب، فيكون معناه لا يغضب عليهم ولا يقطع عنهم ثوابه حتى يتركوا العمل، قيل: هذا غلط، لأن الملل قد يحصل من العبد، فيما لا يقتضي الغضب عليه، وهو ترك النوافل، والخبر على هذا الوجه خرج، ولأنه إن جاز تأويل الملل على الغضب، جاز تأويل الغضب على الملل إذ ليس أحدهما بالتأويل أولى من الآخر، وكلاهما مما قد ورد الشرع بإطلاقه عليه) (4) .
    وقال الشيخ محمد بن إبراهيم: ( ((فإنَّ الله لا يَمَلُّ حتى تملُّوا)): من نصوص الصفات، وهذا على وجه يليق بالباري، لا نقص فيه؛ كنصوص الاستهزاء والخداع فيما يتبادر) (5) .
    وفي جواب للجنة الدائمة عن هذا الحديث: (الواجب هو إمرار هذا الحديث كما جاء، مع الإيمان بالصفة، وأنها حق على الوجه الذي يليق بالله، من غير مشابهة لخلقه ولا تكييف، كالمكر والخداع والكيد الواردة في كتاب الله عزَّ وجلَّ، وكلها صفات حق تليق بالله سبحانه وتعالى على حد قوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.
    وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم) (6) .
    وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز: (قوله في الحث على الأعمال الصالحة: ((فإن الله جل وعلا لا يمل حتى تملوا))، مللٌ يليق بالله لا يشابه صفات المخلوقين في مللهم، فالمخلوقون لديهم نقص وضعف، وأما صفات الله فهي كاملة تليق به سبحانه لا يشابه خلقه، وليس فيها نقص ولا عيب، بل هي صفات تليق بالله سبحانه وتعالى، لا يشابه فيها خلقه جل وعلا) (7) .
    وسئل الشيخ ابن عثيمين: (هل نستطيع أن نثبت صفة الملل والهرولة لله تعالى؟
    فأجاب: جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قولـه: ((فإنَّ الله لا يَمَلُّ حتى تملوا)).
    فمن العلماء من قال: إنَّ هذا دليل على إثبات الملل لله، لكن ملل الله ليس كملل المخلوق؛ إذ إنَّ ملل المخلوق نقص؛ لأنه يدل على سأمه وضجره من هذا الشيء، أما ملل الله؛ فهو كمال وليس فيه نقص، ويجري هذا كسائر الصفات التي نثبتها لله على وجه الكمال وإن كانت في حق المخلوق ليست كمالاً.
    ومن العلماء من يقول: إنَّ قولـه: ((لا يَمَلُّ حتى تملوا))؛ يراد به بيان أنه مهما عملت من عمل؛ فإنَّ الله يجازيك عليه؛ فاعمل ما بدا لك؛ فإنَّ الله لا يمل من ثوابك حتى تمل من العمل، وعلى هذا، فيكون المراد بالملل لازم الملل.
    ومنهم من قال: إنَّ هذا الحديث لا يدل على صفة الملل لله إطلاقاً؛ لأنَّ قول القائل: لا أقوم حتى تقوم؛ لا يستلزم قيام الثاني، وهذا أيضاً: ((لا يمل حتى تملوا))؛ لا يستلزم ثبوت الملل لله عزَّ وجلَّ.
    وعلى كل حال يجب علينا أن نعتقد أنَّ الله تعالى مُنَزَّه عن كل صفة نقص من الملل وغيره، وإذا ثبت أنَّ هذا الحديث دليل على الملل؛ فالمراد به ملل ليس كملل المخلوق)
    ************************
    اما الاختلاف الحقيقى بيننا فهو فى تأويل الصفات وتفويضها -الذى يؤول الى تعطيل صفات الله والالحاد فيها عن الحق الواجب
    لاتخرجنى اخى ابن العقلاء عن اصل الاختلاف بيننا وهذه بعض كلام الائمة فى بيان تلبيسكم لعل الله يهديك الى توحيد الانبياء والمرسلين والايمان بصفات الله على وجه الكمال اللائق بجلال الله وعظمته

    الملاحدة في أسماء الله وصفاته من أهل التعطيل والتحريف الذي سموه تأويلاً، وقعوا في كيد إبليس بشبه واهية . أوقعهم إبليس في هذا الإلحاد بعدة شبه منها ،
    قال شيخ الإسلام – رحمه الله – : «ومنهم من يقول بل تُجرى على ظاهرها، وهؤلاء يشتركون في القول بأن الرسول لم يبين المراد بالنصوص التي يجعلونها مشكلة أو متشابهة، ولهذا يجعل كل فريق المشكل من نصوصه غير ما يجعله الفريق الآخر مشكلاً، ثم منهم من يقول: لم يعلم معانيها أيضاً، ومنهم من يقول علمها ولم يبينها بل أحال في بيانها على الأدلة العقلية»ا.هـ.
    ولهذا سماهم ابن القيم – رحمه الله – أصحاب التجهيل، فقال: «والصنف الثالث: أصحاب التجهيل: الذين قالوا: نصوص الصفات ألفاظ لا تعقل معانيها، ولا ندري ما أراد الله ورسوله منها، ولكن نقرأها ألفاظاً لا معاني لها، ونعلم أن لها تأويلاً لا يعلمه إلا الله... فلو ورد علينا منها ما ورد نعتقد فيه تمثيلاً ولا تشبيهاً ولم نعرف معناه، وننكر على من تأوله ونكل علمه إلى الله...»ا. هـ (
    قال شيخ الإسلام – رحمه الله –: «ومنهم من يقول: بل تُجرى على ظاهرها، وتحمل على ظاهرها، ومع هذا فلا يعلم تأويلها إلا الله، فيتناقضون، حيث أثبتوا لها تأويلاً يخالف ظاهرها، وقالوا: مع هذا إنها تحمل على ظاهرها...»أ. هـ
    ولفساد هذا القول لزم منه لوازم باطلة منها: التعطيل المحض إذ لا فرق بين هذا القول وقول المعتزلة من حيث الأثر، فكلاهما نفى معاني صفات الله وما دلت عليه. ومنها: الطعن في القرآن الذي وصفه الله تعالى بأنه نور وبرهان وهدى وموعظة وكتاب وفرقان، فهم يقولون: إنه احتوى على ألفاظ لا معنى لها، وأنه سبب الحيرة والضلال. ومنها: رد صحيح السنة ومتواترها
    يقول ابن القيم – رحمه الله – مبيناً المنهج الحق في الرد على النفاة والمشبهة: «... المعاني المفهومة من الكتاب والسنة لا ترد بالشبهات، فيكون ردها من باب تحريف الكلم عن مواضعه، ولا يترك تدبرها ومعرفتها فيكون ذلك مشابهة للذين إذا ذكروا بآيات ربهم خروا عليها صماً وعمياناً، ولا يقال هي ألفاظ لا تعقل معانيها ولا يعرف المراد منها فيكون ذلك مشابهة للذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني...»ا. هـ
    ومن هنا فهؤلاء المفوضة يمكن أن يرد عليهم من وجهين: الأول: أن هذا القول لم يقل به أحد من سلف الأمة ولا الأئمة، فمضمون هذا القول: إن أسماء الله وصفاته بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا فهم معناه، وكان يمكن القول: إن خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خالٍ من الفائدة وليس له معنى صحيحاً، وهذا لم ينقل عن أحد من السلف. الثاني: إن كان نفيهم مبنياً على أن العقل لا يدل على إثبات الصفات فيقال لهم: السمع دليل مستقل بنفسه، فيجب الاعتصام به في المضايق، فلماذا تنفون المدلول أو تجعلون الصفات كلها عائدة إلى الإرادة مع أن النصوص لم تفرق
    قال شيخ الإسلام – رحمه الله –: «فعلى قول هؤلاء يكون الأنبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما أنزل الله عليهم من هذه النصوص، ولا الملائكة ولا السابقون الأولون، وحينئذ فيكون ما وصف الله به نفسه في القرآن، أو كثير مما وصف الله به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه، بل يقولون: كلاماً لا يعقلون معناه... ومعلوم أن هذا قدح في القرآن والأنبياء، وعلى هذا التقدير فيقول كل ملحد ومبتدع: الحق في نفس الأمر ما علمته برأيي وعقلي، وليس في النصوص ما يناقض ذلك، لأن تلك النصوص مشكلة متشابهة لا يعلم أحد معناها...» . إلى أن قال: «فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد»
    منَ الإيمانِ بالله، الإيمانُ بما وصفَ به نَفْسَهُ في كتابِه وبما وصَفَهُ به رسولُهُ محمدٌ صلى الله عليه وسلم من غيرِ تحريفٍ ولا تعطيلٍ، ومن غير تكييفٍ ولا تمثيلٍ
    يجب ويتعين الإيمان بكل ما أخبر الله به في كتابه وأخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم إيماناً صحيحاً سالماً من التحريف والتعطيل وسالماً من التكييف والتمثيل بل يثبت ما أثبته الله ورسوله ولا يزيد على ذلك ولا ينقص، فإن الكلام على ذات الباري وصفاته واحد فكما أن لله ذات لا شبه الذوات فله تعالى صفات لا تشبهها الصفات، فمن مال إلى نفي الصِّفات أو بعضها فهو نافٍ معطل محرِّف، ومن كيَّفها أو مثَّلها بصفات الخلق فهو ممثل مشبِّه.
    اما إيمان المعطل بالنص،فهو مجرد دعوى
    فالأشعري والماتريدي والمعتزلي والإباضي والرافضي وأشباههم، يقولون: نؤمن بالنصوص لكنهم يعطلون النصوص عن معانيها ويجعلون هذه المعاني للنصوص في الصفات راجعة إلى الأوصاف التي يثبتونها, فالجهمي: يُرجع كل صفة إلى صفة الوجود, بجعل الأوصاف والأسماء أثرا لصفة الوجود, المعتزلي: يجعل الصفات والأسماء من آثار الصفات الثلاث التي يثبتها, الأشعري والماتريدي والكلابي: يجعل كل صفة راجعة إلى الصفات السبع التي يثبتها، فمثلاً: صفة النـزول لله جل وعلا ينفيها أولئك فالأشعري يفسرها, يقول: نؤمن بأنه ينـزل لكن نزوله ليس نزولاً حقيقياً وإنما هو نزول الرحمة, نزول الإجابة، إجابته جل وعلا للداعين في هذا الوقت المتأخر من الليل، فهم يجعلون الصفة راجعة إلى الصفات التي يثبتونها، فالرحمة مثلاً عندهم: إرادة الإحسان، لما؟ لأنهم يجعلون من الصفات السبع صفة الإرادة. الغضب عندهم: إرادة الانتقام،لم؟ لأن الإرادة عندهم من الصفات السبع وهكذا فكل صفة يعطلونها عن معناها الذي دلت عليه اللغة،
    ،يقولون نؤمن بالنص
    لكن نجعل هذه الصفة معناها أحد الأوصاف السبعة التي أثبتناها.
    ارجع اخى الكريم الى قواعدك لنهدمها ان شاء الله بقواعد اهل السنة فيخر عليكم السقف من فوقكم

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Apr 2020
    المشاركات
    20

    افتراضي رد: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    أن إثبات الملل لله سبحانه على الوجه اللائق بجلاله، أو تفسيره بأحد المعاني السابقة، كله جائز وسائغ، ولا إنكار فيه، وإنما هو من المسائل التي اختلف فيها السلف، ولمن بعدهم سعة في اختيار أحد أقوالهم فيها، ولا حجر على أحد في ذلك، والأمر واسع-
    بارك الله فيك ؛ اريد ان اعرف من اثبت الملل بخلاف اللجنه الدائمه و القاضي ابو يعلي و انا اسئل للمعرفه

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بعض موافقات البيهقي و النووي لابن فورك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن العقلاء مشاهدة المشاركة
    اريد ان اعرف من اثبت الملل بخلاف اللجنه الدائمه
    قال الشيخ محمد بن إبراهيم في ((الفتاوى والرسائل)) (1/209) : (( ((فإنَّ الله لا يَمَلُّ حتى تملُّوا)) : من نصوص الصفات ، وهذا على وجه يليق بالباري ، لا نقص فيه ؛ كنصوص الاستهزاء والخداع فيما يتبادر)).

    سئل الشيخ ابن باز رحمه الله
    حكم إثبات صفة الملل لله عز وجل؟
    السؤال - بعض أهل العلم يُخَطِّئ من قال بإثبات الملل له تعالى؟

    الجواب
    لا هذا غلط، ملل يليق بالله مثل، وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ [آل عمران: 54]، يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ [النساء: 142]، اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ [البقرة: 15] كلها تليق بالله، إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ۝ وَأَكِيدُ كَيْدًا [الطارق: 15 - 16] كلها أوصاف تليق بالله على الوجه الذي يليق به، لا يشبه صفات المخلوقين كسائر الصفات.
    مذهب السلف في صفة الاستهزاء والمكر وما شابهها ونسبتها لله تعالى

    الصواب أن هذه الصفات تكون كمالًا في حال دون حال، ولذلك يوصف الله بها مقيدة بحال، حيث يكون الاتصاف بها حينئذ نوعًا من الكمال اللائق بالله تعالى؛
    قال ابن القيم في (إعلام الموقعين): قال تعالى: {كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله} [يوسف: 76] فنسب الله تعالى هذا الكيد إلى نفسه كما نسبه إلى نفسه في قوله: {إنهم يكيدون كيدًا. وأكيد كيدًا} [الطارق: 15، 16] وفي قوله: {ومكروا مكرًا ومكرنا مكرًا} [النمل: 50] وفي قوله: {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} [الأنفال: 30]. وقد قيل: إن تسمية ذلك مكرًا وكيدًا واستهزاءً وخداعًا من باب الاستعارة ومجاز المقابلة، نحو: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} [الشورى: 40] ، ونحو قوله: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} [البقرة: 194] وقيل -وهو أصوب-: بل تسميته بذلك حقيقة على بابه؛ فإن المكر إيصال الشيء إلى الغير بطريق خفي، وكذلك الكيد والمخادعة، ولكنه نوعان: قبيح وهو إيصال ذلك لمن لا يستحقه، وحسن وهو إيصاله إلى مستحقه عقوبة له؛ فالأول مذموم، والثاني ممدوح، والرب تعالى إنما يفعل من ذلك ما يحمد عليه عدلًا منه وحكمة، وهو تعالى يأخذ الظالم والفاجر من حيث لا يحتسب، لا كما يفعل الظلمة بعباده. اهـ. وهذا الذي استصوبه ابن القيم هو الصواب في هذا الباب، وقد نصره بشدة، وأبان خطأ القول الأول في (الصواعق المرسلة) وفصّل في ذلك، حيث قال: فالجواب: أن هذا الذي ذكرتموه مبني على أمرين: أحدهما معنوي، والآخر لفظي، فأما المعنوي: فهو أن مسمى هذه الألفاظ ومعانيها مذمومة، فلا يجوز اتصاف الرب تعالى بها. وأما اللفظي: فإنه لا تطلق عليه إلا على سبيل المقابلة فتكون مجازًا، ونحن نتكلم معكم في الأمرين جميعا ... اهـ. ثم أفاض في ذلك، فراجعه في (مختصر الصواعق المرسلة ص 305 : 308).
    وقال الإمام الطبري في تفسيره بعد أن فسر الاستهزاء المنسوب لله تعالى بما يليق به: إذا كان معنى الاستهزاء والسخرية والمكر والخديعة ما وصفنا قبل، دون أن يكون ذلك معناه في حالٍ فيها المستهزئ بصاحبه له ظالم، أو عليه فيها غير عادل، بل ذلك معناه في كل أحواله إذا وُجدت، الصفات التي قدَّمنا ذكرها في معنى الاستهزاء وما أشبهه من نظائره. وبنحو ما قلنا فيه رُوي الخبر عن ابن عباس -ثم أسند عنه في قوله تعالى :{الله يَسْتَهْزِئ بِهِمْ} قال: "يسخر بهم للنقمة منهم". وأما الذين زعموا أن قول الله تعالى ذكره: {الله يَسْتَهْزِئ بِهِمْ} إنما هو على وجه الجواب، وأنه لم يكن من الله استهزاء ولا مكرٌ ولا خديعة -فنافُون على الله عز وجل ما قد أثبته الله عز وجل لنفسه وأوجبه لها. وسواءٌ قال قائل: لم يكن من الله جل ذكره استهزاء ولا مكر ولا خديعة ولا سخريةٌ بمن أخبر أنه يستهزئ ويسخر ويمكر به، أو قال: لم يخسف الله بمن أخبر أنه خَسَف به من الأمم، ولم يُغرق من أخبر أنه أغرقه منهم. ويقال لقائل ذلك: إن الله جل ثناؤه أخبرنا أنه مكرَ بقوم مضَوْا قبلنا لم نَرَهُم، وأخبر عن آخرين أنه خَسَف بهم، وعن آخرين أنه أغرقهم، فصدَّقْنا الله تعالى ذكره فيما أخبرنا به من ذلك، ولم نُفَرِّق بين شيء منه. فما بُرهانُك على تفريقك ما فَرَّقت بينه، بزعمك: أنه قد أغرقَ وخَسف بمن أخبر أنه أغرق وخسف به، ولم يمكُرْ بمن أخبر أنه قد مكر به؟ ثم نعكس القول عليه في ذلك، فلن يقول في أحدهما شيئًا إلا ألزِم في الآخَر مثله. فإن لجأ إلى أن يقول: إن الاستهزاء عبثٌ ولعبٌ، وذلك عن الله عز وجل منفيٌّ. قيل له: إن كان الأمر عندك على ما وصفتَ من معنى الاستهزاء، أفلست تقول:{الله يستهزئ بهم} و{سَخِر الله منهم} و"مكر الله بهم"، وإن لم يكنْ من الله عندك هزء ولا سخرية؟ فإن قال: "لا"، كذَّب بالقرآن، وخرج عن ملة الإسلام. وإن قال: "بلى"، قيل له: أفنقول من الوجه الذي قلت: {الله يستهزئ بهم} و{سخر الله منهم} -"يلعب الله بهم" و"يعبث"- ولا لعبَ من الله ولا عبث؟ فإن قال: "نعم"! وَصَف الله بما قد أجمع المسلمون على نفيه عنه، وعلى تخطئة واصفه به، وأضاف إليه ما قد قامت الحجة من العقول على ضلال مضيفه إليه. وإن قال: لا أقول: "يلعب الله بهم" ولا "يعبث"، وقد أقول: "يستهزئ بهم" و"يسخر منهم". قيل: فقد فرقت بين معنى اللعب والعبث، والهزء والسخرية، والمكر والخديعة. ومن الوجه الذي جازَ قِيلُ هذا، ولم يَجُزْ قِيلُ هذا، افترق معنياهُما. فعُلم أن لكل واحد منهما معنى غير معنى الآخر. اهـ.

    وفي هذا جواب على قول من يفسر نحو هذه الصفات بما لا يليق بالله تعالى، ومن يحملها على معنى المقابلة.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الإيمان: كذلك ما ادعوا أنه مجاز في القرآن كلفظ المكر والاستهزاء والسخرية المضاف إلى الله، وزعموا أنه مسمى باسم ما يقابله على طريق المجاز، وليس كذلك، بل مسميات هذه الأسماء إذا فعلت بمن لا يستحق العقوبة كانت ظلمًا له، وأما إذا فعلت بمن فعلها بالمجني عليه عقوبة له بمثل فعله، كانت عدلًا، كما قال تعالى: {كذلك كدنا ليوسف} فكاد له كما كادت إخوته لما قال له أبوه: {لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا}، وقال تعالى: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا} [الطارق: 15، 16]، وقال تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ} [النمل: 50، 51]، وقال تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِين َ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ} [التوبة: 79]، ولهذا كان الاستهزاء بهم فعلًا يستحق هذا الاسم، كما روي عن ابن عباس أنه يفتح لهم باب من الجنة وهم في النار فيسرعون إليه فيغلق، ثم يفتح لهم باب آخر فيسرعون إليه فيغلق، فيضحك منهم المؤمنون؛ قال تعالى: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المطففين: 34: 36] ... وقال بعضهم: استهزاؤه استدراجه لهم. وقيل: إيقاع استهزائهم، ورد خداعهم ومكرهم عليهم. وقيل: إنه يظهر لهم في الدنيا خلاف ما أبطن في الآخرة. وقيل: هو تجهيلهم وتخطئتهم فيما فعلوه. وهذا كله حق وهو استهزاء بهم حقيقة. اهـ.

    وقال الشيخ/ ابن عثيمين في (القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى) في قواعد الصفات:

    القاعدة الأولى: صفات الله تعالى كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والرحمة، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، وغير ذلك. وقد دل على هذا: السمع والعقل والفطرة ... وإذا كانت الصفة كمالًا في حال، ونقصًا في حال، لم تكن جائزة في حق الله ولا ممتنعة على سبيل الإطلاق، فلا تثبت له إثباتًا مطلقًا، ولا تنفى عنه نفيًا مطلقًا، بل لا بد من التفصيل، فتجوز في الحال التي تكون كمالًا، وتمتنع في الحال التي تكون نقصًا، وذلك كالمكر، والكيد، والخداع، ونحوها، فهذه الصفات تكون كمالًا إذا كانت في مقابلة من يعاملون الفاعل بمثلها، لأنها حينئذ تدل على أن فاعلها قادر على مقابلة عدوه بمثل فعله، أو أشد، وتكون نقصًا في غير هذه الحال، ولهذا لم يذكرها الله تعالى من صفاته على سبيل الإطلاق، وإنما ذكرها في مقابلة من يعاملونه ورسله بمثلها، كقوله تعالى: {ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين}، وقوله: {إنهم يكيدون كيدًا وأكيد كيدًا}، وقوله: {والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين}، وقوله: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم}، وقوله: {قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم}. ولهذا لم يذكر الله أنه خان من خانوه، فقال تعالى: {وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم}، فقال: فأمكن منهم، ولم يقل: فخانهم؛ لأن الخيانة خدعة في مقام الائتمان، وهي صفة ذم مطلقًا. اهـ.



    وأخيرًا ننبه على أن صفة الملل لم تثبت في القرآن، ولم تأت في السنة في سياق الإثبات أصلًا، وإنما جاءت في حديث: "إن الله لا يمل حتى تملوا".
    وقد سئل الشيخ/ ابن عثيمين: هل نثبت صفة الملل لله عز وجل؟
    فأجاب بقوله: جاء في الحديث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله: «فإن الله لا يمل حتى تملوا».

    فمن العلماء من قال: إن هذا دليل على إثبات الملل لله، لكن ملل الله ليس كملل المخلوق؛ إذ إن ملل المخلوق نقص، لأنه يدل على سأمه وضجره من هذا الشيء، أما ملل الله فهو كمال وليس فيه نقص، ويجري هذا كسائر الصفات التي نثبتها لله على وجه الكمال، وإن كانت في حق المخلوق ليست كمالًا.
    ومن العلماء من يقول: إن قوله: «لا يمل حتى تملوا» يراد به بيان أنه مهما عملت من عمل فإن الله يجازيك عليه، فاعمل ما بدا لك، فإن الله لا يمل من ثوابك حتى تمل من العمل، وعلى هذا فيكون المراد بالملل لازم الملل.
    ومنهم من قال: إن هذا الحديث لا يدل على صفة الملل لله إطلاقًا؛ لأن قول القائل: لا أقوم حتى تقوم، لا يستلزم قيام الثاني.
    وهذا أيضًا «لا يمل حتى تملوا» لا يستلزم ثبوت الملل لله عز وجل.
    وعلى كل حال يجب علينا أن نعتقد أن الله تعالى منزه عن كل صفة نقص من الملل وغيره، وإذا ثبت أن هذا الحديث دليل على الملل فالمراد به ملل ليس كملل المخلوق. اهـ.

    المصدر الاسلام سؤال وجواب
    اريد ان اعرف من اثبت الملل بخلاف اللجنه الدائمه و القاضي ابو يعلي
    إنزل الى الميدان وناقش ولا تقف على الشاطئ وتقول من اثبت ومن لم يثبت - اذا كنت تجيد السباحة فانزل الى البحر - وان كنت تخشى الغرق فى بحر التجهم والتعطيل
    فالحذر الحذر من اجتماع الجيوش الاسلامية على غزو المعطلة والجهمية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •