تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: توحيد الانبياء والمرسلين - مقتطفات من كلام الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى على أبيات من نونية ابن القيم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي توحيد الانبياء والمرسلين - مقتطفات من كلام الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى على أبيات من نونية ابن القيم

    قال ابن القيم رحمه الله
    هذا وثاني نوعي التوحيد... توحيد العبادة منك للرحمن
    أن لا تكون لغيره عبدا ولا ... تعبد بغير شريعة الإيمان
    فتقوم بالإسلام والإيمان والـ ... إحسان في سرّ وفي إعلان
    والصدق والإخلاص ركنا ذلك التـ ... ـوحيد كالركنين للبنيان
    وحقيقة الإخلاص توحيد المراد... فلا يزاحمه مراد ثان
    لكن مراد العبد يبقى واحدا ... ما فيه تفريق لدى الإنسان
    إن كان ربك واحدا سبحانه ... فاخصصه بالتوحيد مع إحسان
    أو كان ربك واحدا أنشاك لم ... يشركه إذ أنشاك رب ثان
    فكذاك أيضا وحده فاعبد لا ... تعبد سواه يا أخا العرفان
    قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدى رحمه الله تعليقا على ابيات بن القيم رحمه الله----
    : " وهذا النوع زبدة رسالة الله لرسله، فكل نبي يبعثه الله يدعو قومه، يقول: {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره }(5) . {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}وهو الذي خلق الخلق لأجله، وشرع الجهاد لإقامته، وجعل الثواب الدنيوي والأخروي لمن قام به وحققه والعقاب لمن تركه.
    وبه يحصل الفرق بين أهل السعادة القائمين به، وأهل الشقاوة التاركين له".

    وقال رحمه الله:"فجميع الكتب السماوية وجميع الرسل دعوا إلى هذا التوحيد، ونهوا عن ضده من الشرك والتنديد، وخصوصا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا القرآن الكريم فإنه أمر به وفرضه وقرره أعظم تقرير، وبينه أعظم بيان، وأخبر أنه لا نجاة ولا فلاح ولا سعادة إلا بهذا التوحيد، وأن جميع الأدلة العقلية والنقلية والأفقية والنفسية أدلة وبراهين على الأمر بهذا التوحيد ووجوبه.
    فالتوحيد هو حق الله الواجب على العبيد، وهو أعظم أوامر الدين وأصل الأصول كلها، وأساس الأعمال"
    وقال رحمه الله:"وبالجملة: فكل خير عاجل وآجل، فإنه من ثمرات التوحيد وكل شر عاجل وآجل فإنه من ثمرات الشرك".

    وقال: "فعلى العبد أن يبذل جهده في معرفته وتحقيقه والتحقق به ويعرف حده وتفسيره، ويعرف حكمه ومترتبته، ويعرف آثاره ومقتضياته وشواهده وأدلته وما يقويه وينميه، وما ينقضه، وشروطه ومكملاته، ويعرف نواقضه ومفسداته لأنه الأصل الأصيل الذي لا تصح الأصول إلا به فكيف بالفروع"
    وقال رحمه الله-"فأما حده وتفسيره وأركانه فهو أن يعلم ويعترف على وجه العلم واليقين أن الله هو المألوه وحده المعبود على الحقيقة، وأن صفات الألوهية ومعانيها ليست موجودة بأحد من المخلوقات ولا يستحقها إلا الله تعالى.فإذا عرف ذلك واعترف به حقا أفرده بالعبادة كلها الظاهرة والباطنة فيقوم بشرائع الإسلام الظاهرة كالصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبر الوالدين وصلة الأرحام والقيام بحقوق الله وحقوق خلقه، ويقوم بأصول الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره،ويقوم بحقائق الإحسان وروح الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة مخلصا ذلك كله لله، لا يقصد به غرضا من الأغراض غير رضا ربه وطلب ثوابه، متابعا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فعقيدته ما دل عليه الكتاب والسنة. وأعماله وأفعاله ما شرعه الله ورسوله.
    وأخلاقه وآدابه الاقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم في هديه وسمته وكل أحواله؛ولهذا فإن كمال هذا التوحيد وقوامه بثلاثة أشياء:
    ـ (توحيد الإخلاص لله وحده) فلا يكون للعبد مراد غير مراد واحد وهو العمل لله وحده.
    ـ (وتوحيد الصدق) وهو توحيد إرادة العبد في إرادته وقوة إنابته لربه وكمال عبوديته.
    ـ (وتوحيد الطريق) وهو المتابعة.
    .....فمن اجتمعت له هذه الثلاثة نال كل كمال وسعادة وفلاح ولا ينقص من كمال العبد إلا بنقص واحد من هذه الأشياء"

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: توحيد الانبياء والمرسلين - مقتطفات من كلام الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى على أبيات من نونية ابن القيم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    توحيد الانبياء والمرسلين - مقتطفات من كلام الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى
    قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله :
    (( اعلم أن التوحيد المطلق: العلم والاعتراف بتفرد الرب بصفات الكمال، والإقرار بتوحده بصفات العظمة والجلال، وإفراده وحده بالعبادة.
    وهو ثلاثة أقسام:
    أحدها: توحيد الأسماء والصفات: وهو اعتقاد انفراد الرب- جل جلاله- بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة، والجلال والجمال التي لا يشاركه فيها مشارك بوجه من الوجوه، وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من جميع الأسماء والصفات ومعانيها وأحكامها الواردة في الكتاب والسنة على الوجه اللائق بعظمته وجلاله من غير نفي لشيء منها ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل، ونفي ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من النقائص والعيوب، وعن كل ما ينافي كماله.
    الثاني: توحيد الربوبية: بأن يعتقد أن الله هو الرب المتفرد بالخلق والرزق والتدبير الذي ربى جميع الخلق بالنعم وربيى خواص خلقه- وهم الأنبياء وأتباعهم- بالعقائد الصحيحة، والأخلاق الجميلة، والعلوم النافعة، والأعمال الصالحة، وهذه هي التربية النافعة للقلوب والأرواح المثمرة لسعادة الدارين.
    الثالث: توحيد الإلهية ويقال له توحيد العبادة: وهو العلم والاعتراف بأن الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين، وإفراده وحده بالعبادة كلها وإخلاص الدين لله وحده، وهذا الأخير يستلزم القسمين الأولين ويتضمنهما، لأن الألوهية التي هي صفة تعم أوصاف الكمال وجميع أوصاف الربوبية والعظمة، فإنه المألوه المعبود لما له من أوصاف العظمة والجلال، ولما أسداه إلى خلقه من الفواضل والأفضال، فتوحده تعالى بصفات الكمال وتفرده بالربوبية يلزم منه أن لا يستحق العبادة أحد سواه.
    ومقصود دعوة الرسل من أولهم إلى آخرهم: الدعوة إلى هذا التوحيد.
    فذكر المصنف في هذه الترجمة من النصوص ما يدل على أن الله خلق الخلق لعبادته والإخلاص له، وأن ذلك حقه الواجب المفروض عليهم.
    فجميع الكتب السماوية وجميع الرسل دعوا إلى هذا التوحيد، ونهوا عن ضده من الشرك والتنديد، وخصوصا محمد صلى الله عليه وسلم.
    وهذا القرآن الكريم، فإنه أمر به وفرضه وقرره أعظم تقرير، وبئنه أعظم بيان، وأخبر أنه لا نجاة ولا فلاح ولا سعادة إلا بهذا التوحيد، وأن جميع الأدلة العقلية والنقلية والأفقية والنفسية أدلة وبراهين على هذا الأمر بهذا التوحيد ووجوبه.
    فالتوحيد هو حق الله الواجب على العبيد، وهو أعظم أوامر الدين وأصل الأصول كلها، وأساس الأعمال. ))
    ( القول السديد شرح كتاب التوحيد )

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: توحيد الانبياء والمرسلين - مقتطفات من كلام الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى على أبيات من نونية ابن القيم

    قال الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى فى القول السديد
    أن الله خلق الخلق لعبادته والإخلاص له , وأن ذلك حقه الواجب المفروض عليهم , فجميع الكتب السماوية وجميع الرسل دعوا إلى هذا التوحيد , ونهوا عن ضده من الشرك والتنديد , وخصوصا محمد صلى الله عليه وسلم . وهذا القرآن الكريم فإنه أمر به , وفرضه وقرره أعظم تقرير , وبينه أعظم بيان , وأخبر أنه لا نجاة ولا فلاح ولا سعادة إلا بهذا التوحيد , وأن جميع الأدلة العقلية والنقلية والأفقية والنفسية أدلة وبراهين على الأمر بهذا التوحيد ووجوبه , فالتوحيد هو حق الله الواجب على العبيد , وهو أعظم أوامر الدين , وأصل الأصول كلها , وأساس الأعمال
    القول السديد في مقاصد التوحيد.
    http://islamport.com/w/aqd/Web/4335/7.htm

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: توحيد الانبياء والمرسلين - مقتطفات من كلام الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى على أبيات من نونية ابن القيم

    قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السّعدي رحمه الله :
    قال باب من الشّرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا :
    اعلم أن الإخلاص لله أساس الدين ، و روح التوحيد و العبادة ، و هو أن يقصد العبد بعمله كله وجه الله و ثوابه و فضله ، فيقوم بأصول الإيمان الستة و شرائع الإسلام الخمس ، و حقائق الإيمان التي هي الإحسان ، و بحقوق الله ، و حقوق عباده ، مكمّلًا لها قاصدًا بها وجه الله و الدّار الآخرة ، لا يُريد بذلك رياءً و لا سُمعةً و لا رِياسَةً و لا دُنيا، و بذلك يتمّ إيمانه و توحيده

    و من أعظم ما ينافي هذا مراءاة النّاس و العمل لأجل مدحهم و تعظيمهم ، أو العمل لأجل الدنيا ، فهذا يقدح في الإخلاص و التّوحيد ،
    و اعلم أن الرّياء فيه تفصيل :
    - فإن كان الحامل للعبد على العمل قصد مراءاة الناس ، و استمر على هذا القصد الفاسد ، فعمله حابط و هو شرك أصغر ، و يخشى أن يتذرع به إلى الشّرك الأكبر ،
    - و إن كان الحامل للعبد على العمل إرادة وجه الله مع إرادة مراءاة الناس ، و لم يقلع عن الرياء بعمله ، فظاهر النصوص أيضا بطلان هذا العمل ،
    - و إن كان الحامل للعبد على العمل وجه الله وحده ، و لكن عرض له الرياء في أثناء عمله ، فإن دفعه و خلص إخلاصه لله لم يضره ، و إن ساكنه و اطمأن إليه نقص العمل ، و حصل لصاحبه من ضعف الإيمان و الإخلاص بحسب ما قام في قلبه من الرّياء ، و تقاوم العمل لله و ما خالطه من شائبة الرياء .
    و الرّياء آفة عظيمة ، و يحتاج إلى علاج شديد ، و تمرين النّفس على الإخلاص ، و مجاهدتها في مدافعة خواطر الرّياء و الأغراض الضّارّة ، و الإستعانة بالله على دفعها لعلّ الله يخلص إيمان العبد و يحقّق توحيده .
    و أمّا العمل لأجل الدنيا و تحصيل أغراضها :
    - فإن كانت إرادة العبد كلها لهذا القصد ، و لم يكن له إرادة لوجه الله و الدار الآخرة ، فهذا ليس له في الآخرة من نصيب ،
    و هذا العمل على هذا الوصف لا يصدر من مؤمن ، فإنّ المؤمن و لو كان ضعيف الإيمان ، لا بُدّ أن يريد الله و الدّار الآخرة ،
    - و أما من عمل العمل لوجه الله و لأجل الدّنيا ، و القصدان متساويان أو متقاربان فهذا و إن كان مؤمنا فإنه ناقص الإيمان و التوحيد و الإخلاص ، و عمله ناقص لفقده كمال الإخلاص ،
    - و أما من عمل لله وحده و أخلص في عمله إخلاصا تاما و لكنه يأخذ على عمله جعلا و معلوما يستعين به على العمل و الدين ، كالجعالات التي تُجعل على أعمال الخبر، و كالمجاهد الذي يترتب على جهاده غنيمة أو رزق ، و كالأوقاف التي تُجعل على المساجد و المدارس و الوظائف الدّينية لمن يقوم بها ، فهذا لا يضر أخذه في إيمان العبد و توحيده لكونه لم يرد بعمله الدنيا ، و إنما أراد الدين و قصد أن يكون ما حصل له معينًا له على قيام الدين ،
    و لهذا جعل الله في الأموال الشرعيّة كالزّكوات و أموال الفيء و غيرها جزءًا كبيرًا لمن يقوم بالوظائف الدّينية و الدّنيوية النّافعة ، كما قد عرف تفاصيل ذلك ،
    فهذا التّفصيل يبين لك حكم هذه المسألة كبيرة الشأن و يوجب لك أن تنزّل الأمور منازلها و الله أعلم "

    [ القول السديد شرح كتاب التّوحيد للشيخ السّعدي رحمه الله ]

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: توحيد الانبياء والمرسلين - مقتطفات من كلام الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى على أبيات من نونية ابن القيم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    لأنه الأصل الأصيل الذي لا تصح الأصول إلا به فكيف بالفروع"
    نعم
    قال الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى
    "وهذا الأصل أعظم الأصول على الإطلاق وأكملها وأفضلها وأوجبها وألزمها لصلاح الإنسانية، وهو الذي خلق الله الجن والإنس لأجله وخلق المخلوقات. وشرع الشرائع لقيامه وبوجوده يكون الصلاح وبفقده يكون الشر والفساد، وجميع الآيات القرآنية إما أمر به أو بحق من حقوقه أو نهي عن ضده، أو إقامة حجة عليه، أو بيان جزاء أهله في الدنيا والآخرة، أو بيان الفرق بينهم وبين المشركين.
    ويقال له توحيد الألوهية، فإن الألوهية وصفه تعالى الذي ينبغي أن يؤمن به كل بني آدم، ويوقنوا أنه الوصف الملازم له سبحانه، الدال عليها الاسم العظيم وهو الله، وهو مستلزم جميع صفات الكمال.
    ويقال له: توحيد العبادة باعتبار وجوب ملازمة وصف العبودية بكل معانيها للعبد بصفته الملازمة له من مقتضيات العبودية للربوبية بإخلاص العبادة لله تعالى، وتحقيقها في العبد أن يكون عارفاً بربه مخلصا له جميع عباداته محققا ذلك بترك الشرك صغيرة وكبيرة، وباتباع النبي صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً، والبراءة من كل بدعة وضلالة، والحب في الله والبغض لله"
    ثم قال: "وهذا الأصل الذي هو أكبر الأصول وأعظمها قد قدره شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في رسائل لا تحصى وبالأخص في كتاب التوحيد، وذكر من تقريره وتفاصيله وتحقيقه ونفي كل ما يضاده ما لم يوجد في كتاب غيره"
    وقال في موضع آخر: "وهذان الأمران وهما معرفة الله وعبادته هما اللذان خلق الله الخلق لأجلهما، وهي الغاية المقصودة منه تعالى لعباده، وهما الموصلان إلى كل خير وفلاح وصلاح وسعادة دنيوية وأخروية، وهما أشرف عطايا الكريم لعباده وهما أشرف اللذات على الإطلاق وهما اللذان إن فاتا فات كل خير وحضر كل شر"
    وبين رحمه الله أن الأعمال جميعها متوقفة في قبولها على توفره فقال: " ولا يكون العمل صالحاً إلا إذا كان مع العبد أصل التوحيد والإيمان المخرج عن الكفر والشرك الذي هو شرط لكل عمل صالح"
    وبين أيضاً أن هذا النوع هو خلاصة دعوة الرسل، وأنهم إنما قاتلوا أقوامهم من أجل تحقيقه.
    فقال: " وهذا النوع زبدة رسالة الله لرسله، فكل نبي يبعثه الله يدعو قومه، يقول: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ }(5) . {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت}

    وهو الذي خلق الله لأجله، وشرع الجهاد لإقامته، وجعل الثواب الدنيوي والأخروي لمن قام به وحققه والعقاب لمن تركه.
    وبه يحصل الفرق بين أهل السعادة القائمين به، وأهل الشقاوة التاركين له"
    وقال رحمه الله: "فجميع الكتب السماوية وجميع الرسل دعوا إلى هذا التوحيد، ونهوا عن ضده من الشرك والتنديد، وخصوصاً محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا القرآن الكريم فإنه أمر به وفرضه وقرره أعظم تقرير، وبينه أعظم بيان، وأخبر أنه لا نجاة ولا فلاح ولا سعادة إلا بهذا التوحيد، وأن جميع الأدلة العقلية والنقلية والأفقية والنفسية أدلة وبراهين على الأمر بهذا التوحيد ووجوبه.
    فالتوحيد هو حق الله الواجب على العبيد، وهو أعظم أوامر الدين وأصل الأصول كلها، وأساس الأعمال"

    وقال رحمه الله:"وبالجملة: فكل خير عاجل وآجل، فإنه من ثمرات التوحيد وكل شر عاجل وآجل فإنه من ثمرات الشرك"
    وكما أنه رحمه الله بين هذا التوحيد هذا البيان ونبه عليه هذا التنبيه، فقد حث على تعلمه ومعرفته والعمل به والحذر من مخالفته.
    فقال: "فعلى العبد أن يبذل جهده في معرفته وتحقيقه والتحقق به ويعرف حده وتفسيره، ويعرف حكمه ومترتبته، ويعرف آثاره ومقتضياته وشواهده وأدلته وما يقويه وينميه، وما ينقضه، وشروطه ومكملاته، ويعرف نواقضه ومفسداته لأنه الأصل الأصيل الذي لا تصح الأصول إلا به فكيف بالفروع".

    وقال رحمه الله:
    "فأما حده وتفسيره وأركانه فهو أن يعلم ويعترف على وجه العلم واليقين أن الله هو المألوه وحده المعبود على الحقيقة، وأن صفات الألوهية ومعانيها ليست موجودة بأحد من المخلوقات ولا يستحقها إلا الله تعالى. فإذا عرف ذلك واعترف به حقاً أفرده بالعبادة كلها الظاهرة والباطنة فيقوم بشرائع الإسلام الظاهرة كالصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبر الوالدين وصلة الأرحام والقيام بحقوق الله وحقوق خلقه، ويقوم بأصول الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، ويقوم بحقائق الإحسان وروح الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة مخلصاً ذلك كله لله، لا يقصد به غرضاً من الأغراض غير رضا ربه وطلب ثوابه، متابعاً في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فعقيدته ما دل عليه الكتاب والسنة. وأعماله وأفعاله ما شرعه الله ورسوله.
    وأخلاقه وآدابه الاقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم في هديه وسمته وكل أحواله؛ ولهذا فإن كمال هذا التوحيد وقوامه بثلاثة أشياء:
    ـ (توحيد الإخلاص لله وحده) فلا يكون للعبد مراد غير مراد واحد وهو العمل لله وحده.
    ـ (وتوحيد الصدق) وهو توحيد إرادة العبد في إرادته وقوة إنابته لربه وكمال عبوديته.
    ـ (وتوحيد الطريق) وهو المتابعة.
    .....فمن اجتمعت له هذه الثلاثة نال كل كمال وسعادة وفلاح ولا ينقص من كمال العبد إلا بنقص واحد من هذه الأشياء".


    وبين رحمه الله أدلة هذا النوع من التوحيد:
    فقال ما معناه اجمالا- الأدلة عليه في الكتاب والسنة كثيرة، لأنه كلما كان الأمر مهما كلما كثر إيضاحه وبيانه والحث على العمل به.
    ولقد تضافرت الأدلة في الكتاب والسنة على وجوب إفراد الله بالعبادة بجميع أنواعها، وتنوعت فتارة تأتي النصوص لبيان أن هذا الأمر هو المقصود من خلق الإنس والجن، وتارة تأتي لبيان أنه المقصود من إرسال الرسل وإنزال الكتب، وتارة تأتي للأمر به، والحث عليه، والتحذير من مخالفته، وتارة تأتي لبيان ثواب من عمل به وعقاب من تركه، وعلى هذا فإن النصوص الواردة في الكتاب والسنة جميعها لا تخلو من ذكر هذا النوع أو الإشارة إليه.
    قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}(1) .
    وقال: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً }(2).
    وقال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ }(3).
    وقال: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً}(4).
    وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}(5).
    وقال: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}(6).
    وقال: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً}


    وقال رحمه الله بعد ذكر جملة من هذه الآية:
    "هذه الآيات الكريمة فيها الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له والدخول تحت رق عبوديته التي هي غاية شرف العبد والانقياد لأوامر واجتناب نواهيه محبة له وذلة وإخلاصا لله وإنابة له في جميع الحالات وفي جميع العبادات الظاهرة والباطنة وفيها النهي عن الشرك به شيئاً.
    إلى أن قال: بل الواجب المتعين إخلاص العبادة لمن له الكمال المطلق من جميع الوجوه والتدبير الكامل الشامل الذي لا يشركه ولا يعينه عليه أحد"
    وقال في موضع آخر: "يأمر تعالى عباده بعبادته وحده لا شريك له، وهو الدخول تحت رق عبوديته والانقياد لأوامره ونواهيه محبة وذلاً وإخلاصاً له في جميع العبادات الظاهرة والباطنة وينهى عن الشرك به شيئاً....
    وقال في : "القول السديد في مقاصد التوحيد" بعد ذكره للأدلة التي ساقها الشيخ محمد بن عبد الوهاب للدلالة على هذا التوحيد قال: "ذكر المصنف في هذه الترجمة من النصوص ما يدل على أن الله خلق الخلق لعبادته والإخلاص له، وأن ذلك حقه الواجب المفروض عليهم"
    وقال رحمه الله : "كلما تدبر العاقل في هذه المخلوقات وتغلغل فكره في بدائع المبتدعات، وازداد تأمله للصنعة وما أودع فيها من لطائف البر والحكمة علم بذلك أنها خلقت للحق وبالحق وأنها صحائف آيات وكتب دلالات على ما أخبر به الله عن نفسه ووحدانيته وما أخبرت به الرسل من اليوم الآخر وأنها مسخرات ليس لها تدبير ولا استعصاء على مدبرها ومصرفها.
    فتعرف أن العالم العلوي والسفلي كلهم إليه مفتقرون وإليه صامدون وأنه الغني بالذات عن جميع المخلوقات فلا إله إلا الله ولا رب سواه".

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: توحيد الانبياء والمرسلين - مقتطفات من كلام الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى على أبيات من نونية ابن القيم

    قال الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى رحمه الله:
    1ـ "من فضائل التوحيد أنه السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة ودفع عقوبتهما.
    2ـ ومن فضائله أنه يكفر الذنوب.
    3ـ ومن أجل فوائده أنه يمنع الخلود في النار إن كان في القلب منه أدنى مثقال حبة خردل.
    4ـ وأنه إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية.
    5ـ ومنها: أنه يحصل لصاحبه الهدى الكامل، والأمن التام في الدنيا والآخرة.
    6ـ ومنها: أنه السبب الوحيد لنيل رضا الله وثوابه، وأن أسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه.
    7ـ ومن أعظم فضائله أن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها وفي ترتيب الثواب عليها على التوحيد، فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كلمت هذه الأمور وتمت.
    8 ـ ومن فضائله أنه يسهل على العبد فعل الخير وترك المنكرات ويسليه عن المصيبات. فالمخلص لله في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من ثواب ربه ورضوانه ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي لما يخشى من سخطه وعقابه.
    9ـ ومنها أن التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان وجعله من الراشدين.
    10ـ ومنها أنه يخفف عن العبد المكاره ويهون عليه الآلام، فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرح ونفس مطمئنة وتسليم ورضا بأقدار الله المؤلمة.
    11ـ ومن أعظم فضائله أن يحرر العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم، وهذا هو العز الحقيقي والشرف العالي، ويكون مع ذلك متألها متعبداً لله لا يرجو سواه ولا يخشى إلا إياه ولا ينيب إلا إليه، وبذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه.
    12ـ ومن فضائله التي لا يلحقه فيها شيء إن التوحيد إذا تم وكمل في القلب وتحقق تحققاً كاملاً بالإخلاص التام، فإنه يصير القليل من عمله كثيراً، وتضاعف أعماله وأقواله بغير حصر ولا حساب، ورجحت كلمة الإخلاص في ميزان العبد بحيث لا تقابلها السماوات والأرض، وعمارها من جميع خلق الله".

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: توحيد الانبياء والمرسلين - مقتطفات من كلام الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى على أبيات من نونية ابن القيم

    قال رحمه الله عند تفسيره لآية الكرسي: "فأخبر أنه الله الذي له جميع معاني الألوهية وأنه لا يستحق الألوهية والعبودية إلا هو فألوهية غيره، وعبادة غيره باطلة"
    وقال عند تفسيره لقوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُو....}"فأخبر أنه الله المألوه المعبود، الذي لا إله إلا هو، وذلك لكماله العظيم وإحسانه الشامل وتدبيره العام.
    وكل إله غيره فإنه باطل، لا يستحق من العبادة مثقال ذرة؛ لأنه فقير عاجز ناقص لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً"
    فمن شهد لله بالألوهية ونطق بهذه الكلمة لا بد أن يفرده بالعبادة، وأن يحذر من الوقوع بالإشراك فيه.
    وقال رحمه الله
    "إن الشاهد لله بالوحدانية وعدم الشريك يقتضي كمال اعتقاده ذلك. وكمال الإخلاص لله، والقيام بحقوق العبودية كلها، فإنها من التأله لله تعالى، فإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة والصيام والحج ونحوها داخلة في ألوهية الله تعالى، كما تدخل أعمال القلوب فيها من الإنابة لله خوفاً ورجاءً ومحبةً وتعظيماً ورغبةً ورهباً"
    ولهذا فإن على من أراد أن يحقق معنى لا إله إلا الله أن يفهم معنى العبودية ليفرد الله بها.(78/2)

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: توحيد الانبياء والمرسلين - مقتطفات من كلام الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى على أبيات من نونية ابن القيم

    قال رحمه الله: "مذهب أهل السنة والجماعة أنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن الله متفرد بالخلق والملك والسلطان والتدبير، فليس له في ذلك شريك ولا عوين، وأنه الإله الحق الذي لا معبود سواه، وأن كل من عبد من دونه من ملك مقرب أو نبي مرسل أو غيرهما فعبادته من أبطل الباطل وأعظم الشرك ويقومون بعبودية ربهم بكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، يخلصونها لله ويتابعون فيها رسول الله، ويتقربون بها إلى ربهم على وجه المحبة التامة والذل الكامل، فإن عبادة الله مبنية على هذين الأصلين: الإخلاص والمتابعة، الناشئين عن محبة الله وتعظيمه، فعبودية الله الظاهرة والباطنة تدور على هذا، ولا نجاة ولا فلاح إلا بذلك، ويرون أعظم القربات إلى الله الجد في إحسان الأعمال وإكمالها وإيقاعها على أكمل الوجوه مع استحضار مقام المراقبة لله وقت تلبس العبد بها، فيجتهدون في إتقان العمل وتنقيته من جميع المنقصات، ويعلمون أن هذا مراد الله من عباده كما قال تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً }(1)" (2).
    وقال رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: "أي ليمتحنكم إذ خلق لكم ما في السماوات والأرض بأمره ونهيه، فينظر أيكم أحسن عملاً.
    قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "دين الله أخصله وأصوبه".
    قيل: يا أبا علي "ما أخلصه وأصوبه"؟
    فقال: إن العمل إذا كان صواباً، ولم يكن خالصاً لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً.
    والخالص: أن يكون لوجه الله والصواب: أن يكون متبعاً فيه الشرع والسنة"


    ومن الآيات الجامعة لهذين الشرطين قوله تعالى في آخر سورة الكهف: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}(1).
    وقال رحمه الله في تفسيرها: "فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً وهو الموافق لشرع الله من واجب ومستحب، ولا يشرك بعبادة ربه أحداً أي لا يرائي بعمله بل يعمله خالصاً لوجه الله تعالى.
    فهذا الذي جمع بين الإخلاص والمتابعة وهو الذي ينال ما يرجو، ويطلب، وأما من عدا ذلك فإنه خاسر في دنياه وأخراه وقد فاته القرب من مولاه ونيل رضاه"

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: توحيد الانبياء والمرسلين - مقتطفات من كلام الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى على أبيات من نونية ابن القيم

    قال رحمه الله: " العبودية لله نوعان:
    عبودية لربوبيته: فهذه يشترك فيها سائر الخلق مسلمهم وكافرهم برهم وفاجرهم،
    فكلهم عبيد لله مربوبون مدبرون {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً}(1).
    وعبودية لألوهيته وعبادته ورحمته: وهي عبودية أنبيائه وأوليائه وهي المراده بقوله
    {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً}(2) ؛ ولهذا أضافها إلى اسمه إشارة إلى أنهم إنما وصلوا إلى هذه الحال بسبب رحمته
    قال في بيان أهميته: "أصل التوحيد وروحه وإخلاص المحبة لله وحده وهي أصل التأله والتعبد، بل هي حقيقة العبادة، ولا يتم التوحيد حتى تكمل محبة العبد لربه، وتسبق محبته جميع المحاب وتغلبها ويكون لها الحكم عليها بحيث تكون سائر محاب العبد تبعاً لهذه المحبة التي بها سعادة العبد وفلاحه"(1).
    وقال " العبادة روحها وحقيقتها الحب والخضوع لله، فالحب التام والخضوع الكامل لله هو حقيقة العبادة فمتى خلت العبادة من هذين الأمرين أو من أحدهما فليست عبادة، فإن حقيقتها الذل والانكسار لله، ولا يكون ذلك إلا مع محبته المحبة التامة التي تتبعها المحاب كلها"
    وقال عند تفسيره لقوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ .... }(3) الآية: "وهذه الآية الكريمة أعظم دليل على وجوب محبة الله ورسوله وعلى تقديمها على محبة كل شيء"

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: توحيد الانبياء والمرسلين - مقتطفات من كلام الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى على أبيات من نونية ابن القيم

    كل ما جمعته منتقى من كتاب [ جهود الشيخ عبد الرحمن ابن سعدى فى توضيح العقيدة] فجزاه الله خيرا على جهوده


  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: توحيد الانبياء والمرسلين - مقتطفات من كلام الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى على أبيات من نونية ابن القيم

    ............
    أخى محمد .. التوحيد : كان رسالة جميع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام .. قبل الإسلام ..
    نزل دين الإسلام .. أمر بالتوحيد .. و .. أمر بالفروض والتكاليف التى شرعها الله ..
    ....
    قبل الإسلام .. التوحيد : جزاؤه جنة الخلد والنعيم .
    بعد الإسلام .. التوحيد : دون طاعة ما شرعه الله : عصيان .. إن مات المسلم دون مغفرة من عصيانه .. فجزاؤه نار جهنم وبئس المصير ..
    ...............

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: توحيد الانبياء والمرسلين - مقتطفات من كلام الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى على أبيات من نونية ابن القيم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    ............
    أخى محمد .. التوحيد : كان رسالة جميع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام .. قبل الإسلام ..
    نزل دين الإسلام .. أمر بالتوحيد .. و .. أمر بالفروض والتكاليف التى شرعها الله ..
    ....
    قبل الإسلام .. التوحيد : جزاؤه جنة الخلد والنعيم .
    بعد الإسلام .. التوحيد : دون طاعة ما شرعه الله : عصيان .. إن مات المسلم دون مغفرة من عصيانه .. فجزاؤه نار جهنم وبئس المصير ..
    ...............
    بارك الله فيك اخى السعيد شويل
    الكلام على التوحيد المجمل الكل يشترك في هذا الأمر . وكذلك النهى عن الشرك مجملا من غير تفصيل، لا تجد الخصومة،وأما إذا أخذت في تفصيل التوحيد الذي جاءت به الانبياء والمرسلين_ قامة قيامتهم،و وقعت الخصومة، واذكر لك قصة أخى السعيد شويل حدثت تبين مرادى من كلمة الاجمال
    كان بعض اصحاب الطرق الصوفية مجتمعين فى مسجد به ضريح يصرفون له خالص العبادات من الدعاء والنذر والذبح والتبرك وطلب المدد وغيرها من انواع العبادات- وبعد ذلك تحلقوا فى حلقة ذكر يذكرون الله كعادتهم بالاسم المفرد ثم قام واحد منهم ونادى بأعلى صوته فقال [وحدووه ]فرد عليه جميع من تحلقوا فى صعيد واحد- بصوت واحد - وقالوا لا اله الا الله- الشاهد من ذلك ان هؤلاء القوم مع انهم غارقين فى الشرك الذى هو اعظم من شرك المشركين الاولين نادوا جميعهم بأعلى صوتهم بالاجمال الذى لا يفهمون معناه لا يفهمون من التوحيد الا التوحيد الذى اقر به المشركين الاولين
    اما توحيد الانبياء والمرسلين والذى كانت الخصومة فيه بين الانبياء واقوامهم فكانوا بمنأى عنه تماما
    اما المقصود بتوحيد الانبياء والمرسلين فهو تحقيق معنى شهادة ( أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) ، الذي هو حقيقة دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بدليل وقوع هذه الكلمات و المصطلحات مترادفة ومتناوبة في الكتاب والسنة ففي بعض ألفاظ حديث معاذ السابق : " إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ " أخرجه البخاري ( 1496 ) . وفي رواية لحديث ابن عمر : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " أخرجه مسلم ( 16 )
    هذا التوحيد هو حقيقة شهادة ( أن لا إله إلا الله ) هذا هو بعث الله به نبيه إلى جميع الثقلين من الإنس والجن والذي لن يرضى الله من أحد دينا سواه .
    قال تعالى : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسلام ) آل عمران/19
    وقال جل شأنه : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران/85 .

    ومن هذا تعلم ان التوحيد ثلاثة اقسام
    توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات .
    فتوحيد الربوبية : هو إفراد الله تعالى بأفعاله كالخلق والملك والتدبير والإحياء و الإماتة ، ونحو ذلك .
    وأدلة هذا التوحيد كثيرة جدا في الكتاب والسنة ،
    فمن اعتقد أن هناك خالقا غير الله ، أو مالكا لهذا الكون متصرفا فيه غير الله فقد أخل بهذا النوع من التوحيد ، وكفر بالله .
    وقد كان الكفار الأوائل يقرون بهذا التوحيد إقرارا إجماليا ، وإن كانوا يخالفون في بعض تفاصيله ، والدليل على أنهم كانوا يقرون به آيات كثيرة في القرآن منها :
    قوله تعالى : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُون َ) العنكبوت/61
    وقوله تعالى : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) العنكبوت/63
    وقوله جل شانه : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُون َ) الزخرف/87 ،
    ففي هذه الآيات يبين الله أن الكفار يقرون بأنه سبحانه هو الخالق المالك المدبر ، ومع هذا لم يوحدوه بالعبادة مما يدل على عظيم ظلمهم ، وشدة إفكهم ، وضعف عقلهم . فإن الموصوف بهذه الصفات المنفرد بهذه الأفعال ينبغي ألا يعبد سواه ، ولا يوحد إلا إياه ، سبحانه وبحمده تعالى عما يشركون .
    ولذا فمن أقر بهذا التوحيد إقرارا صحيحا لزمه ضرورة أن يقر بتوحيد الألوهية .

    وتوحيد الألوهية هو : إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة قولا وعملا ، ونفي العبادة عن كل ما سوى الله كائنا من كان
    كما قال تعالى : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) الإسراء/23 ، وقال تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) النساء/36 ، ويمكن أن يعرف بأنه : توحيد الله بأفعال العباد .
    وسمي بتوحيد الألوهية : لأنه مبني على التأله لله وهو التعبد المصاحب للمحبة والتعظيم .

    ويسمى توحيد العبادة لأن العبد يتعبد لله بأداء ما أمره به واجتناب ما نهاه عنه .
    ويسمى توحيد الطلب والقصد والإرادة ؛ لأن العبد لا يطلب ولا يقصد ولا يريد إلا وجه الله سبحانه فيعبد الله مخلصا له الدين .

    وهذا النوع هو الذي وقع فيه الخلل ، ومن أجله بعثت الرسل ، وأنزلت الكتب ، ومن أجله خلق الخلق ، وشرعت الشرائع ، وفيه وقعت الخصومة بين الأنبياء وأقوامهم ، فأهلك المعاندين ونجى المؤمنين .

    فمن أخل به بأن صرف شيئا من العبادة لغير الله فقد خرج من الملة ، ووقع في الفتنة ، وضل عن سواء السبيل .

    وأما توحيد الأسماء والصفات فهو : إفراد الله عز وجل بما له من الأسماء والصفات ، فيعتقد العبد أن الله لا مماثل له في أسمائه وصفاته ، وهذا التوحيد يقوم على أساسين :
    الأول : الإثبات : أي إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو أثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى على وجه يليق بجلال الله وعظمته من غير تحريف لها أو تأويل لمعناها أو تعطيل لحقائقها .أو تكييف لها .
    الثاني : التنزيه : وهو تنزيه الله عن كل عيب ، ونفي ما نفاه عن نفسه من صفات النقص ، والدليل على ذلك قوله تعالى : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) فنزه نفسه عن مماثلته لخلقه ، وأثبت لنفسه صفات الكمال على الوجه اللائق به سبحانه .


    اذا الدعوة الى التوحيد دعوة تفصيلية، وليست إجمالية
    قال الشيخ صالح آل الشيخ :فتكون الدعوة إلى شهادة أن لا اله لا الله،و إلى التوحيد دعوة إلى تفاصيل ذلك.وهذا من المهمات لأن كثيرين من أهل العلم المنتسبين للأمصار يسلمون بالدعوة إلى التوحيد إجمالا ،ولكن إذا جاء التفصيل في بيان مسائل التوحيد،أو جاء التفصيل في بيان أفراد الشرك فإنهم يخالفون في ذلك،وتغلبهم نفوسهم في مواجهة الناس بحقائق التوحيد وأفراد الشرك.[التمهيد ].
    إن الذين يقومون بالدعوة إلى الله _جل وعلا_ إذا دعوا الناس إلى التوحيد المجمل لا تجد خصومه، لان التوحيد المجمل الكل يشترك في الكلام عليه. وكذلك إذا نهى عن الشرك مجملا من غير تفصيل، فإنه لا يجد من يعارض أما إذا أخذت في تفصيل التوحيد الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلموفي تفصيل الشرك وانواعه وقعت الخصومة، وهذه الخصومة قامت بين النبي صلى الله عليه وسلم وقومه حينما دعاهم إلى الله_تبارك وتعالى_بإخلاص العبادة لله تعالى حصلت الخصومة
    قال الشيخ صالح آل الشيخ
    :
    دعوة إلى التوحيد تكون على جهتين:
    الأولى: مجملة.
    والثانية: مفصلة.
    أما المجملة: فهي ببيان معنى التوحيد وحق الله جل وعلا، وبيان أنه سبحانه هو المستحق للعبادة وإقامة الدلائل على توحيد الله جل وعلا، وعلى أن التوحيد أهم المهمات، وعلى أنه دعوة الأنبياء والمرسلين، وعلى أن ذلك فيه من الفضل من تكرير الذنوب ومحو السيئات ما فيه، إلى آخر ما في بيان التوحيد وفضله مجملا بلا تفصيل.
    وهذا القدر وهو الدعوة إلى التوحيد مجملة دون تفصيل يشترك فيها كثيرون من الدعاة في هذا الزمن؛
    لأن الدعوة إلى التوحيد مجملة يتفق عليها الجميع؛
    لأن تفسير التوحيد يكون عند المتلقي وليس من جهة الملقي، وإذا أحيل الكلام على فهم المتلقي كان حمّال أوجه يمكن أن يفسر بحسب ما يتلقاه المتلقي، فطوائف المشركين إذا أمرتهم بتوحيد الله مجملا لم ينتقدوا عليك؛ يعني في هذا الزمن، لأن التوحيد عندهم هو توحيد الربوبية، وطوائف الغلاة في عبادة الأولياء والصالحين إذا أمرتهم بالتوحيد ولم تشخص المسألة التي هم فيها ما أنكروا عليك، فكثيرون دعوا إلى التوحيد في أماكن فيها قبور للصالحين وتعبد من دون الله ولم ينكر عليهم أحد ممن هم في حضرة تلك المشاهد التي شُيدت لعبادتها من دون الله أو مع الله جل وعلا لأنها مجملة. وهذا القدر لا يميّز القائل بأنه من أهل التوحيد أو أنه من الدعاة إلى توحيد الله؛ لأن هذا فيه عموم وإجمال [شرح كشف الشبهات -. مفرغ ].

    قال الإمام ابن القيّم –رحمه الله-:

    وعليك بالتفصيل والتبيين فالـ..... إجمال والإطلاق دون بيان
    قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ.......أذهان و الآراء كلّ زمان

    ، قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله:فالذي تميزت به دعوة الإمام المصلح رحمه الله: أن الدعوة فيها إلى شهادة أن لا إله إلا الله دعوة تفصيلية، وليست إجماليةـ أما الإجمال فيدعو إليه كثيرون ممن يقولون: نهتم بالتوحيد ونبرأ من الشرك،لكن لا يذكرون تفاصيل ذلك.[التمهيد].

    قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله:لكن إن كان الإجمال خطوة في الطريق فإنّ هذا يكون مناسبا، لهذا قلنا الدعوة إلى التوحيد تكون بإجمال وتكون بتفصيل،
    فمن أجمل ثم فصل فكان إجماله خطوة لينقل بها الناس أو ليمهد بها لبيان حق الله جل وعلا، ولو كان التمهيد في أسبوع أو أسبوعين أو شهر، بحسب الحال التي في بلده، فإن هذا مناسب. لكن أن يقال دعا إلى التوحيد، وإنما دعوته بإجمال دون تفصيل هذه ليس من منهجنا ولا من منهج أئمة هذه الدعوة، ولا أئمة الإسلام المتقدمين في الدعوة إلى توحيد الله.[شرح كشف الشبهات للشيخ صالح ال الشيخ]
    منهج ائمة الدعوة النجدية فى الدعوة الى التوحيد والنهى عن الشرك تكون بإجمال وتفصيل -https://majles.alukah.net/t170745/




  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: توحيد الانبياء والمرسلين - مقتطفات من كلام الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى على أبيات من نونية ابن القيم

    لا أختلف معك أخى محمد فى التوحيد الذى أرسل الله به الأنبياء والمرسلين قبل الإسلام
    ما أريد بيانه هو : أن التوحيد ( بعد الإسلام ) .. لن يكون كافياً لدخول الجنة .. إلا بعد العمل بما أمرنا الله به وما نهانا الله عنه .
    لأن دين الإسلام : شريعة
    يجب علينا العمل بما شرعه الله لنا فيها من أداء للأمانة ( من عبادة وفروض وحدود وتعاليم وأحكام ) . وبلاغ للرسالة ( إلى غير المسلمين )
    إن خالفنا ما شرعه الله .. فنحن عاصين لله ورسوله .. وجزاء العصيان هو الخلود فى النار
    ...............

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: توحيد الانبياء والمرسلين - مقتطفات من كلام الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدى على أبيات من نونية ابن القيم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    لا أختلف معك أخى محمد فى التوحيد الذى أرسل الله به الأنبياء والمرسلين قبل الإسلام
    ما أريد بيانه هو : أن التوحيد ( بعد الإسلام ) .. لن يكون كافياً لدخول الجنة .. إلا بعد العمل بما أمرنا الله به وما نهانا الله عنه .
    لأن دين الإسلام : شريعة
    يجب علينا العمل بما شرعه الله لنا فيها من أداء للأمانة ( من عبادة وفروض وحدود وتعاليم وأحكام ) . وبلاغ للرسالة ( إلى غير المسلمين )
    إن خالفنا ما شرعه الله .. فنحن عاصين لله ورسوله .. وجزاء العصيان هو الخلود فى النار
    ...............
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    لا أختلف معك أخى محمد فى التوحيد الذى أرسل الله به الأنبياء والمرسلين قبل الإسلام
    نعم بارك الله فيك
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله-في «بدائع الفوائد»فى شرح حديث

    «الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلَّاتٍ، وَأُمَّهَاتُهُم ْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ»

    أنَّ النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم – شبَّه دين الأنبياء الذين اتفقوا عليه من التوحيد-وهو عبادة الله وحده لا شريك له والإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله ولقائه-بالأبِ الواحد لاشتراك جميعهم فيه وهو الدِّين الذي شرعه الله لأنبيائه كلهم…،

    وهذا هو دين الإسلام الذي أخبر الله أنه دِين أنبيائه ورسله، من أولهم نوح إلى خاتمهم محمد-صلَّى الله عليه وسلَّم-، فهو بمنزلة الأب الواحد، وأما شرائع الأعمال والمأمورات فقد تختلف فهي بمنزلة الأمَّهات الشَّتى،فإنَّ لقاح تلك الأمَّهات من أبٍ واحد، كما أن مادة تلك الشرائع المختلفة من دينٍ واحد متفقٍ عليه. اهـ

    قال الشيخ عبد العزيز الراجحى
    في الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد) فدين الإسلام واحد، ودين الأنبياء واحد، دين الإسلام هو دين آدم، هو دين نوح، وهو دين هود، وهو دين صالح، ودين شعيب، ودين إبراهيم ولوط وموسى وعيسى ومحمد وجميع الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- .
    والمراد بدين الله الذي هو عام في كل زمان ومكان، معناه العام الشامل لجميع أديان الأنبياء، وذلك راجع لأصول العبادات، فدين الإسلام هو دين الأنبياء جميعا؛ لأن أصوله واحدة، وهو توحيد الله في أفعاله وفي أفعال العباد، والإيمان به -سبحانه- بإسمائه وصفاته ونفي الشرك والبعد عنه، فالأنبياء كلهم اتفقوا في أصول العبادات في توحيد الله في ألوهيته وربوببيته وأسمائه وصفاته والإيمان بالأنبياء وتعظيم الأنبياء وتعظيم الأوامر والنواهي، هذا هو دين الإسلام هذا بمعناه العام.
    أما دين الإسلام بمعناه الخاص، فهو خاص بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الشريعة إذا اختلفت الفروع، فالأنبياء دينهم واحد، كما قال: إنا معاشر الأنبياء... كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (إنا معاشر الأنبياء إخوة لعلات ديننا واحد)
    فدين الأنبياء واحد، بمعنى أن الأنبياء كلهم جاءوا بالتوحيد، كلهم جاءوا أمروا بالتوحيد، بتوحيد الله في أسمائه وصفاته وربوبيته، كل الأنبياء جاءوا بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، كل الأنبياء نهوا عن الشرك، كل الأنبياء أمروا بطاعة الله ورسوله،
    بل بطاعة الله كل الأنبياء أمروا بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، كل الأنبياء أمروا بطاعة الأنبياء والرسل .
    أما الشرائع فإنها تختلف، كل شريعة تختلف عن الأخرى في الحلال والحرام .
    مثلا: في شريعة آدم تختلف الشرائع في شريعة آدم يجوز للإنسان أن يتزوج أخته التي جاءت في بطن غير البطن الذي جاء فيه أخته التي تحرم عليه؛ لأن حواء كانت تأتيه بذكر وأنثى، فأخته التي جاءت معه في بطن واحدة هذه حرام عليه، لكن أخته التي في بطن سابق أو لاحق حلال له، حتى تكاثر الناس، ثم بعد ذلك حرم زواج الأخت، في شريعة يعقوب يجوز الجمع بين الأختين في شريعتنا لا يجوز .
    إذن الشرائع تختلف {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً} قال الله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} لكن أصول الأصول واحدة أصول الدين واحدة، كل الأنبياء جاءوا بالتوحيد، أمروا بالتوحيد، كل الأنبياء نهوا عن الشرك كل الأنبياء جاءوا بتعظيم الأوامر وترك النواهي، فدين الإسلام في زمن نوح توحيد الله والبعد عن الشرك والعمل بما جاء به آدم من الشريعة، دين الإسلام في زمن نوح توحيد الله والنهي عن الشرك وتعظيم الأوامر والعمل بشريعة نوح دين الله في زمن هود توحيد الله وطاعة الأنبياء وتعظيم الأوامر والنهي عن الشرك والعمل بشريعة هود، وهكذا كل حتى ختموا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فصار دين الإسلام بمعناه العام توحيد الله والنهي عن الشرك وتعظيم الأوامر، وبمعناه الخاص ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الشريعة، فمعنى تنوع الشرائع معناه أن تفاصيل الدين من التكاليف ومن الأوامر والنواهي تختلف من شريعة لأخرى كالاختلاف في بعض الواجبات أو المحرمات، ودليل ذلك قول الله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    ما أريد بيانه هو : أن التوحيد ( بعد الإسلام ) .. لن يكون كافياً لدخول الجنة .. إلا بعد العمل بما أمرنا الله به وما نهانا الله عنه .
    لأن دين الإسلام : شريعة
    يجب علينا العمل بما شرعه الله لنا فيها من أداء للأمانة ( من عبادة وفروض وحدود وتعاليم وأحكام ) . وبلاغ للرسالة ( إلى غير المسلمين )
    إن خالفنا ما شرعه الله .. فنحن عاصين لله ورسوله .. وجزاء العصيان هو الخلود فى النار
    الإسلام له معنى عام، ومعنى خاص، فالعام: هو الاستسلام لله باتباع رسله في كل حين. والخاص: عَلَم على رسالة النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم واتباع شريعته. وهو بمعناه العام دين جميع الأنبياء والمرسلين. وأما معناه الخاص فمتعلق بأمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهم كل من كان حيا بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم. فلا يسع أحدا من الأنبياء ـ فضلا عن غيرهم ـ أن يتدين بغير شريعته بعد مبعثه، كما قال صلى الله عليه وسلم: لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني. رواه أحمد والدارمي، وحسنه الألباني. ولفظ رواية الدارمي: والذي نفس محمد بيده، لو بدا لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم عن سواء السبيل، ولو كان حيا وأدرك نبوتي لاتبعني. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار. رواه مسلم. وقال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّ هُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ 82) أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)} [آل عمران].
    قال الشيخ صالح الفوزان : الاستسلام لله يتضمن عبادته وحده، وأن يطاع وحده، وذلك بأن يطاع في كل وقت بفعل ما أمر به في ذلك الوقت، فإذا أمر في أول الإسلام بأن يستقبل بيت المقدس، ثم أمر بعد ذلك باستقبال الكعبة؛ كان كل من الفعلين حين أمر به داخلاً في الإسلام .. فكذلك الرسل دينهم واحد، وإن تنوعت الشرعة والمنهاج والوجه والمنسك؛ فإن ذلك لا يمنع أن يكون الدين واحداً؛ كما لم يمنع ذلك في شريعة الرسول الواحد؛ كما مثلنا باستقبال بيت المقدس أولاً ثم استقبال الكعبة ثانيا في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فدين الأنبياء واحد، وإن تنوعت شرائعهم؛ فقد يشرع الله في وقت أمرًا لحكمة، ثم يشرع في وقت آخر أمرًا لحكمة، فالعمل بالمنسوخ قبل نسخه طاعة لله، وبعد النسخ يجب العمل بالناسخ، فمن تمسك بالمنسوخ وترك الناسخ؛ ليس هو على دين الإسلام، ولا هو متبع لأحد من الأنبياء، ولهذا كفر اليهود والنصارى؛ لأنهم تمسكوا بشرع مبدل منسوخ. (الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد)


    يجب علينا العمل بما شرعه الله لنا فيها من أداء للأمانة ( من عبادة وفروض وحدود وتعاليم وأحكام )
    نعم
    إن دين الله واحد، فما أرسل الله رسولا ولا أنزل كتابا منذ البداية، إلا بهذا الدين الواحد الكامل، الذي ارتضاه لعباده ولا يقبل من أحد دينا سواه، وهو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد والإيمان، والإذعان له بالطاعة والعبادة، فهذا هو دين جميع الأنبياء، قال تعالى: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ.
    وأما الشرائع المختلفة من الحلال والحرام وتفاصيل ذلك، فمن رحمة الله وفضله، وحكمته وعدله، أن شرع لكل أمة ما اقتضته حكمته مما يناسبها ويليق بحالها وزمانها ومكانها، مع اتفاق الجميع على الأصول الكبار والقواعد الكلية، إلى أن أرسل الله النبي محمدا صلى الله عليه وسلم للناس كافة، بالشريعة الباقية إلى قيام الساعة، فأكمل الله له الدين، وأتم عليه النعمة، قال عز وجل: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ.
    قال السعدي: هذه الشرائع التي تختلف باختلاف الأمم، هي التي تتغير بحسب تغير الأزمنة والأحوال، وكلها ترجع إلى العدل في وقت شرعتها. وأما الأصول الكبار التي هي مصلحة وحكمة في كل زمان، فإنها لا تختلف، فتشرع في جميع الشرائع ـ ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة.

    تبعا لشريعة واحدة لا يختلف متأخرها ولا متقدمها ـ ولكن ليبلوكم في ما آتاكم.
    فيختبركم وينظر كيف تعملون، ويبتلي كل أمة بحسب ما تقتضيه حكمته ويؤتي كل أحد ما يليق به، وليحصل التنافس بين الأمم، فكل أمة تحرص على سبق غيرها، ولهذا قال: فاستبقوا الخيرات.

    أي: بادروا إليها وأكملوها. هـ.
    التوحيد الذى أرسل الله به الأنبياء والمرسلين قبل الإسلام
    الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله، وما من شك أن جميع الأنبياء والمرسلين كانوا مسلمين، وقد دل على ذلك كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِما [آل عمران: 67]. وقال تعالى: مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ [الحج: 78]. وقال تعالى عن نوح عليه السلام وهو يخاطب قومه: فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ [يونس:72]. وقال تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام وهو يخاطب قومه أيضا: يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ [يونس: 84]. وقال تعالى عن يعقوب لما حضرته الوفاة: أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [البقرة:133]. وكان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام يقولان وهما يبنيان البيت: رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَك [البقرة: 128]. وقال أيضا عن إبراهيم: إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [البقرة:131]. وقد أخبر سبحانه أن إبراهيم وصّى أبناءه بالإسلام، وكذلك يعقوب، فقال تعالى: وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [البقرة:132]. وأخبر سبحانه أنه لا يخالف ملة الإسلام إلا السفيه، فقال تعالى: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَه [البقرة: 130]. أي: ظلم نفسه بسَفَهِهِ وسوء تَدْبِيره. وقال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً [النساء: 125]. وأما في السنة: فقد روى البخاري في صحيحه عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد. فقوله دينهم واحد: هو دين الإسلام الذي أخبر سبحانه وتعالى عنه فقال: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85].
    لأن دين الإسلام : شريعة
    دين الإسلام عقيدة وشريعة، والعقيدة علمية، والشريعة عملية، والعقيدة أصول الدين، والشريعة فروع الدين.
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية تَوَحُّد الملة وتعدد الشرائع وتنوعها، وتوحد الدين المِلِّي دون الشرعي
    وكما تقدم فى كلام الشيخ عبد العزيز الراجحى
    الشرائع تختلف، كل شريعة تختلف عن الأخرى في الحلال والحرام .
    .......... الشرائع تختلف {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً} قال الله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} لكن أصول الأصول واحدة أصول الدين واحدة، كل الأنبياء جاءوا بالتوحيد، أمروا بالتوحيد، كل الأنبياء نهوا عن الشرك كل الأنبياء جاءوا بتعظيم الأوامر وترك النواهي، فدين الإسلام في زمن نوح توحيد الله والبعد عن الشرك والعمل بما جاء به آدم من الشريعة، دين الإسلام في زمن نوح توحيد الله والنهي عن الشرك وتعظيم الأوامر والعمل بشريعة نوح دين الله في زمن هود توحيد الله وطاعة الأنبياء وتعظيم الأوامر والنهي عن الشرك والعمل بشريعة هود، وهكذا كل حتى ختموا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فصار دين الإسلام بمعناه العام توحيد الله والنهي عن الشرك وتعظيم الأوامر، وبمعناه الخاص ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الشريعة، فمعنى تنوع الشرائع معناه أن تفاصيل الدين من التكاليف ومن الأوامر والنواهي تختلف من شريعة لأخرى كالاختلاف في بعض الواجبات أو المحرمات، ودليل ذلك قول الله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} .




الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •