تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: حكم زيادة " ثم يردها إليه يوم القيامة " في حديث " ان الله خلق الرحمة ماءة جزء "

  1. #1

    افتراضي حكم زيادة " ثم يردها إليه يوم القيامة " في حديث " ان الله خلق الرحمة ماءة جزء "

    وردت زيادة عند الإمام أحمد في المسند " ثم يردها إليه يوم القيامة " في حديث " إن الله خلق الرحمة مائة جزء "
    وذلك لجزء الرحمة الذي في الدنيا ، ما صحة هذه الزيادة ، ذكرها ابن كثير في تفسير سورة الأعراف
    وجزاكم الله خيرا

  2. #2

    افتراضي رد: حكم زيادة " ثم يردها إليه يوم القيامة " في حديث " ان الله خلق الرحمة ماءة جزء "

    ذكرها ابن كثير في تفسيره (3/263) فقال:
    وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن عاصم بن سليمان، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان في قوله: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} قال:
    "إنا نجد في التوراة عطفتين: أن الله خلق السماوات والأرض، وخلق مائة رحمة -أو: جعل مائة رحمة -قبل أن يخلق الخلق، ثم خلق الخلق، فوضع بينهم رحمة واحدة، وأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة.
    قال فبها يتراحمون، وبها يتعاطفون، وبها يتباذلون وبها يتزاورون، وبها تحن الناقة، وبها تثج البقرة، وبها تثغو الشاة، وبها تتابع الطير، وبها تتابع الحيتان في البحر. فإذا كان يوم القيامة، جمع الله تلك الرحمة إلى ما عنده، ورحمته أفضل وأوسع". اهـ.
    أولا: هذا اللفظ به اختلاف يسير عما في تفسير عبد الرزاق إذ ليس بها لفظة "عطفتين"، فهذا اللفظ إنما أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره [7142] من طريقه.
    ثانيًا: الأيتان وهما: {كتب على نفسه الرحمة} رواية ابن أبي حاتم، وعند عبد الرزاق في تفسيره {كتب ربكم على نفسه الرحمة} كلاهما في سورة الأنعام وليستا في سورة الأعرف.
    قلتُ: والذي أخرجها من تفسير سورة الأعراف هو ابن أبي شيبة في مصنفه [35209 ] فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ ، قَالَ:
    " خَلَقَ اللَّهُ مِائَةَ رَحْمَةٍ فَجَعَلَ مِنْهَا رَحْمَةً بَيْنَ الْخَلَائِقِ، كُلُّ رَحْمَةٍ أَعْظَمُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فِيهَا تَعْطِفُ الْوَالِدَةُ عَلَى وَلَدِهَا، وَبِهَا يَشْرَبُ الطَّيْرُ وَالْوَحْشُ الْمَاءَ،
    فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَبَضَهَا اللَّهُ مِنَ الْخَلَائِقِ فَجَعَلَهَا وَالتِّسْعَ وَالتِّسْعِينَ لِلْمُتَّقِينَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ:
    {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ}". اهـ.
    وهذا إسناده أصح من الذي قبله، فهذا الإسناد مسلسل بالبصريين.
    قال ابن كثير: "وقد روي هذا مرفوعا من وجه آخر". اهـ.
    قلتُ: رواه مسلم في صحيحه برقم [2756] فقال: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
    " إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِائَةَ رَحْمَةٍ، كُلُّ رَحْمَةٍ طِبَاقَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَجَعَلَ مِنْهَا فِي الْأَرْضِ رَحْمَةً، فَبِهَا تَعْطِفُ الْوَالِدَةُ عَلَى وَلَدِهَا وَالْوَحْشُ وَالطَّيْرُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَكْمَلَهَا بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ ". اهـ.
    وله شواهد منها: من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً:
    أخرجه أحمد في مسنده [10292] فقال: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ،
    حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ". اهـ.
    وقال أحمد: "قال محمد [بن جعفر] في حديثه: وحدثني بهذا الحديث محمد بن سيرين وخلاس كلاهما عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله". اهـ.
    وتابع الإمام أحمد على الإسناد الأول أبو زرعة الدمشقي وهو غير الرازي كما في مشيخة ابن حذلم [19] عنه.
    قال الألباني في السلسلة الصحيحة [1643] : "الحديث صحيح على شرطهما من طريقهما". اهـ.
    ومن حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما موقوفا:
    أخرجه الطبري وغيره في تفسيره [9 : 170] بإسناد صحيح، فقال: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:
    " إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَأَهْبَطَ رَحْمَةً إِلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، يَتَرَاحَمُ بِهَا الْجِنُّ، وَالإِنْسُ، وَطَائِرُ السَّمَاءِ، وَحِيتَانُ الْمَاءِ، وَدَوَابُّ الأَرْضِ وَهَوَامُّهَا، وَمَا بَيْنَ الْهَوَاءِ.

    وَاخْتَزَنَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اخْتَلَجَ الرَّحْمَةَ الَّتِي كَانَ أَهْبَطَهَا إِلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، فَحَوَاهَا إِلَى مَا عِنْدَهُ، فَجَعَلَهَا فِي قُلُوبِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَعَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ ". اهـ.
    ومن حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
    أخرجه ابن ماجه في سننه [4294] فقال: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

    " خَلَقَ اللَّهُ عز وجل يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَجَعَلَ فِي الْأَرْضِ مِنْهَا رَحْمَةً، فَبِهَا تَعْطِفُ الْوَالِدَةُ عَلَى وَلَدِهَا، وَالْبَهَائِمُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، وَالطَّيْرُ،
    وَأَخَّرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، أَكْمَلَهَا اللَّهُ بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ ". اهـ.
    قال ابن كثير في البداية والنهاية (30/51) ط هجر: " انْفَرَدَ بِهِ، وَهُوَ عَلَى شَرْطِ " الصَّحِيحَيْنِ ". اهـ.
    قلتُ: لم ينفرد بل تابعه ابن أبي شيبة فأخرج في مصنفه [35210]، فقال: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكره.
    والله أعلم.

  3. #3

    افتراضي رد: حكم زيادة " ثم يردها إليه يوم القيامة " في حديث " ان الله خلق الرحمة ماءة جزء "

    جزاك الله خيرا
    أورد بن كثير هذه الزيادة من طريق المسند عند تفسير الآية 156-سورة الأعراف (ورحمتي وسعت كل شيء ) الآية .

  4. #4

    افتراضي رد: حكم زيادة " ثم يردها إليه يوم القيامة " في حديث " ان الله خلق الرحمة ماءة جزء "

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الغنى السيد مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا
    أورد بن كثير هذه الزيادة من طريق المسند عند تفسير الآية 156-سورة الأعراف (ورحمتي وسعت كل شيء ) الآية .
    وجزاكم الله خيرًا.
    أولًا: لفظة: "ثم يردها إليه يوم القيامة" لم أقفُ عليها في أي من الطرق.
    ثم إنها لا تكون زيادة؛ لما أسلفت من ذكر الشواهد وغيرها، بل يسمى حديث عاصم الذي في مسند أحمد حديثه أتم، كما ذكر الحافظ ابن حجر في الإتحاف (5/207).
    أما ما أورد ابن كثير في تفسيره (3/483) فقال: وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    "لله مائة رحمة، عنده تسعة وتسعون، وجعل عندكم واحدة تتراحمون بها بين الجن والإنس وبين الخلق، فإذا كان يوم القيامة ضمها إليه". اهـ.
    قال ابن كثير: " تفرد به أحمد من هذا الوجه ". اهـ، ولعل ذلك بعد أن وجد ما أخرجه أحمد من طريق ءاخر في مسنده [10429] فقال:
    حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فذكره مرفوعًا، ومؤمل هو ابن إسماعيل العبدي سيء الحفظ؛ لذا ينزل حديثه عن مرتبة الصحيح.
    قلتُ: لم يتفرد أحمد بهذا الإسناد صحيح، بل لها متابعة صحيحة أخرجها البزار في مسنده [9029] فقال:
    حدثنا زيد بن أخزم حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي صالح , عن أبي هريرة رضي الله عنه , قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تبارك وتعالى مئة رحمة فعنده تسعة وتسعون وجعل فيكم رحمة واحدة تراحمون بها فإذا كان يوم القيامة ضمها إليها". اهـ.
    قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أسنده عن حماد إلا عبد الصمد". اهـ.
    وزيد بن أخزم ثقة من شيوخ البخاري روى عنه في صحيحه [3522]، وعبد الصمد هذا هو ابن عبد الوارث.
    والله أعلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •