ألحقوا بإنَّ في العمل (لا) النافية للجنس؛ مثل: لا رجلَ حاضرٌ؛ أي: لا واحد ولا أكثر، وتعمل عمل إنَّ بثلاثة شروط:
(1) أن تكون نافية للجنس.
(2) أن يكون اسمها وخبرها نكرتين.
(3) ألا يتقدم الخبر على الاسم.
فإن تخلَّف الشرط الأول، بأن لم تكن نافية للجنس، بل كانت نافية للوحدة، كانت عاملة عملَ ليس مثل: لا رجلٌ حاضرًا، أي لا رجلٌ واحد حاضرًا، ويمكن أن يكون الحاضرُ اثنين فأكثر، لذلك يصح أن يُقال: لا رجلٌ حاضرًا، بل رجلان أو رجال، ومثل هذا لا يصح في النافية للجنس.
وإن تخلَّف الشرطان الأخيران بأن كان أحد معموليها معرفةً، أو تَقدَّمَ الخبر وجَب إهمالُها وتكرارُها؛ مثل: لا زيدٌ حاضرٌ ولا خالدٌ، ولا في الدار رجلٌ ولا امرأةٌ، وفي القرآن الكريم: ﴿ لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ ﴾ [الصافات: 47].
* أحوال اسم (لا):
1- يُبنى إذا كان مفردًا[1]؛ أي لا مضافًا ولا شبيهًا بالمضاف، فهو مبني على ما يُنصَب به لو كان مُعْرَبًا؛ مثل: لا رجلَ حاضرٌ، فرجل مبني على الفتح؛ لأنه يُنصب بالفتحة، وكذلك مثل: لا رجال حاضرون، فرجال مبني على الفتح؛ لأنه جمع تكسير، وجمع التكسير يُنصب بالفتحة كالمفرد، ومثل: لا رجلين حاضران، ولا مسافِرين عائدون، الاسمان في الجملتين مبنيان على الياء؛ لأن المثنى وجمع المذكر السالم يُنصبان بالياء، ومثل: لا طالباتِ حاضراتٌ، الاسم مبني على الكسر؛ لأن جمع المؤنث السالم يُنصب بالكسرة، ويجوز فيه البناء على الفتح.
2- يُعرب إذا كان مضافًا أو شبيهًا بالمضاف، فالمضاف مثل: لا صاحبَ إحسانٍ مذمومٌ، فصاحب اسم لا منصوب بالفتحة.
والشبيه بالمضاف هو ما اتصل به شيء من تمام معناه، وهذا الشيء إمَّا مرفوع باسم لا مثل: لا قبيحًا فعلُه محمودٌ، فقبيحًا اسم لا منصوب بالفتحة، وهو صفة مشبهة، والفاعل فعلُه.
وإمَّا منصوب باسم لا مثل: لا مُنجزًا عملَه مقصرٌ، منجزًا اسم لا منصوب بالفتحة وهو اسم فاعل، وعملَه مفعول به.
وإمَّـا مجرور متعلق باسم لا مثل: لا أفضلَ منك حاضرٌ، أفضل اسم لا منصوب بالفتحة؛ منك جار ومجرور متعلق بأفضل، حاضر خبرها[2].
المصدر كتاب: توضيح قطر الندى
تأليف: الشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي، بعناية: الدكتور عبدالحكيم الأنيس
----------------------
[1] قد يُقصد بالمفرد ما ليس مثنى ولا مجموعًا، وقـد يُقصد بـه ما ليس مضافًا ولا شبيهًا بـه، وقد سبق هذا في تعليقٍ على أقسام الخبر.
[2] هناك مسألتان من مسائل (لا) ذكرهما صاحب القطر بإيجاز لا يخلو من غموض، ولم أتعرض لهما؛ لأنهما - فيما أرى - يربكان الطالب ذا المستوى المتوسط، وهما مذكورتان في كتب أعلى من هذا المستوى.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/literature_la...#ixzz6JI9KyGLg