تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الإيمان بمعن لا اله الا الله والانقياد لا يتصور ولا يتحقق إلا بعد العلم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الإيمان بمعنى لا اله الا الله والانقياد لا يتصور ولا يتحقق إلا بعد العلم

    الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن فى رده على عثمان ابن منصور حين ادعى انه ينفع التلفظ بالشهادتين من غير علم بمعناها ولا عمل بمقتضاها--فكان جوابه رحمه الله-فالجواب أن يقال : هذا الرجل من أبعد الخلق عن الفقه عن الله ورسوله ومعرفة مراده ، وحقائق أحكامه ، ومن أجهل خلق الله بأقوال أهل العلم ومدارك الأحكام ، وكل من عقل عن الله يعلم علماً ضرورياً أن المقصود من الشهادتين ما دلتا عليه من الحقيقة والمعنى ، وما اشتملتا عليه من العلم والعمل . وأما مجرد اللفظ من غير علم بمعناهما ولا اعتقاد لحقيقتهما فهذا لا يفيد العبد شيئاً ، ولا يخلصه من شعب الشرك وفروعه ، قال تعالى : { فاعلم أنه لا إله إلا الله } وقال : { إلا من شهد بالحق وهم يعلمون }فالإيمان بمعناها والانقياد له لا يتصور ولا يتحقق إلا بعد العلم ، والحكم على الشيء فرع عن تصوره ، فإذا لم يعلم ولم يتصور فهو كالهاذي وكالنائم وأمثالهما ممن لا يعقل ما يقول ، بل لو حصل له العلم وفاته الصدق لم يكن شاهداً بل هو كاذب ، وإن أتى بهما صورة ، قال الله تعالى : { إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون } فكذبهم في قيلهم ، ورد شهادتهم وشهد على كذبهم ، وأكد الحكم بإن المؤكدة ولام التعليق ، فهل يقول عاقل أنهم يشهدون بكلمتي الإخلاص ، ويعترفون بها ؟ وهل هذا القول إلا رد لكتاب الله وخروج عن سبيل المؤمنين ؟ فإنهم مجمعون على اعتبار ما دلت عليه الشهادتان من المعنى المراد ، وأنه هو المقصود ، ولم يقل أحد أن الإيمان مجرد اللفظ من غير عقيدة القلب وعلمه وتصديقه ، ومن غير عمل بمدلول الشهادتين ، وما سمعت أن أحداً قاله إلا طائفة من المتكلمين من الكرامية نازعوا الجهمية في قولهم إن الإيمان هو التصديق فقط ، وقابلوا قولهم بأنه مجرد الإقرار فقط . والقولان مردودان عند الأمة ولكنهما أحسن وأقرب إلى قول أهل العلم مما أتى به هذا المفتري : من عدم اعتبار العلم والمعنى . ومن قرأ القرآن أو سمعه وهو عربي اللسان فإنه يعلم أن قتل المشركين معلل بنفس الشرك معلق عليه ، قال تعالى : { وقاتلوا المشركين كافة } وقال تعالى : { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار } وقال تعالى : { براءة من الله ورسوله ... فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم } ونحو ذلك من الآيات الدالة على تعليق الحكم على نفس الشرك ، وفي الحديث : ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه ) وفي الحديث الآخر : ( من بدل دينه فاقتلوه ) وكلام الفقهاء في باب حكم المرتد وقولهم : فمن أشرك بالله إلى آخر كلامهم .[مصباح الظلام]


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الإيمان بمعن لا اله الا الله والانقياد لا يتصور ولا يتحقق إلا بعد العلم

    إذا عَلِم العبد أن الله عز وجل هو المعبود وحده، وأن عبادة غيره باطلة، وعمل بمقتضى ذلك العلم فهو عالِمٌ بمعناها. وضد العلم الجهل؛ وهو الذي أوقع الضلال من هذه الأمة في مخالفة معناها، حيث جهلوا معنى الإله وبالتالي أجازوا عبادة غير الله مع الله، فمن جهل معنى لا إله إلا الله لابد أنه سينقضها إما باعتقاد أو قول أو عمل.
    العلم بمعناها نفيًا وإثباتًا بحيث يعلم القلب ما ينطق به اللسان فإذا عَلِم العبد أن الله عز وجل هو المعبود وحده، وأن عبادة غيره باطلة، وعمل بمقتضى ذلك العلم فهو عالِمٌ بمعناها. وضد العلم الجهل؛ وهو الذي أوقع الضلال من هذه الأمة في مخالفة معناها، حيث جهلوا معنى الإله وبالتالي أجازوا عبادة غير الله مع الله، فمن جهل معنى لا إله إلا الله لابد أنه سينقضها إما باعتقاد أو قول أو عمل. والدليل على صحة هذا الشرط قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد من الآية:19]. وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة» (رواه مسلم).
    مفهوم الحديث: أن من مات وهو لا يعلم التوحيد لا يدخل الجنة، ومن لا يدخل الجنة لا يكون مسلمًا؛ لأن المسلم يدخل الجنة، كما في الحديث المتفق عليه: «لا يدخل الجنة إلا نفسٌ مسلمة». وتأتي أهمية هذا الشرط كذلك من جهة كونه يتقدّم العمل بالتوحيد، وهو لازمٌ له؛ لأن التوحيد لا يمكن العمل به إلا إذا تقدّمه العلم.. فالعلم يتقدّم العمل في كل شيءٍ، ولا يصح العكس في ذلك. وعليه من حُرِم العلم بالتوحيد لزمه تباعًا أن يُحرم العمل به ولا بد،
    لذا كان الصحابة رضي الله عنهم يعنون تعلُّم التوحيد الأهمية والأولوية قبل أي علمٍ آخر. كما في الحديث عن جندب بن عبد الله قال: "كنا مع النبي ونحن فتيان، فتعلمنا الإيمان -أي التوحيد- قبل أن نتعلّم القرآن، ثم تعلّمنا القرآن فازددنا به إيمانًا" (صحيح سنن ابن ماجة: [52]).
    وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرسل أحدًا من أصحابه إلى أي بلدٍ من البلدان يأمره بأن يدعو أهلها أولًا إلى التوحيد قبل أن يدعوهم إلى أي شيءٍ آخر، كما في الحديث المتفق عليه أن رسول الله لما بعث معاذًا إلى اليمن قال: «إنك تقدم على قومٍ أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله -وفي روايةٍ: لا إله إلا الله- فإذا عرفوا الله، فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلواتٍ في يومهم وليلتهم». وقوله: «فإذا عرفوا الله»؛ أي عرفوا الله بأسمائه وصفاته وخصائصه، وعرفوا حقه عليهم من التوحيد وإفراده في العبادة، وأطاعوك في ذلك.. فبعدها أخبرهم أن الله تعالى فرض عليهم خمس صلواتٍ في يومهم وليلتهم إلى آخر ما جاء في الحديث.

    وهذا بخلاف ما عليه كثير من الدعاة المتأخرين، حيث تراهم أول ما يبتدئون به الناس دعوتهم إلى الصلاة والصوم والزكاة قبل أن يدعوهم إلى التوحيد ، ويُعرفهم على معناه .. بل ومن دون أن يدعوهم إلى التوحيد، أو يعنوه اهتمامهم !!
    لذا لا تفاجأ لو رأيت بعض هؤلاء الدعاة يقعون في الشرك ويمارسونه وهم يدرون أولا يدرون ..فالشرك لا يلفت انتباههم ولا يثير حفيظتهم لأنهم لا يعرفونه، كما أن التوحيد لا يُعنى منهم الاهتمام والدراسة لجهلهم لحقيقته وفضله وقيمته .

    قال الإمام البخاري :
    (باب العلم قبل القول والعمل ؛ لقوله تعالى : سورة محمد الآية 19 فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [ محمد : 19] ، فبدأ بالعلم) .

    قال الإمام الشافعي في الرسالة ( 1/42-53 بتحقيق أحمد شاكر ، ط . دار الكتب العلمية
    (فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده ، حتى يشهد به أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، ويتلو به كتاب الله ، وينطق بالذكر فيما افترض عليه من التكبير ، وأمر به من التسبيح والتشهد وغير ذلك ).

    وقال البغوي عند تأويل :
    ( ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق ) "وأراد بشهادة الحق قوله لا إله إلا الله كلمة التوحيد ( وهم يعلمون ) بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم" معالم التنزيل (7/350) سورة الزخرف/آية 86)

    وقَالَ الْقَاضِي عياض في شرح قوله صلى الله عليه وسلم : "مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ " : وَقَدْ يَحْتَجّ بِهِ أَيْضًا مَنْ يُرَى أَنَّ مُجَرَّد مَعْرِفَة الْقَلْب نَافِعَة دُون النُّطْق بِالشَّهَادَتَي ْنِ لِاقْتِصَارِهِ عَلَى الْعِلْم .وَمَذْهَب أَهْل السُّنَّة أَنَّ الْمَعرِقَة مُرْتَبِطَة بِالشَّهَادَتَي ْنِ لَا تَنْفَع إِحْدَاهُمَا وَلَا تُنَجِّي مِنْ النَّار دُون الْأُخْرَى إِلَّا لِمَنْ لَمْ يَقْدِر عَلَى الشَّهَادَتَيْن ِ لِآفَةٍ بِلِسَانِهِ أَوْ لَمْ تُمْهِلهُ الْمُدَّة لِيَقُولَهَا ، بَلْ اِخْتَرَمَتْهُ الْمَنِيَّة . وَلَا حُجَّة لِمُخَالِفِ الْجَمَاعَة بِهَذَا اللَّفْظ ؛ إِذْ قَدْ وَرَدَ مُفَسَّرًا فِي الْحَدِيث الْآخَر :" مَنْ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَه اللَّه وَأَنِّي رَسُول اللَّه " وَقَدْ جَاءَ هَذَا الْحَدِيث وَأَمْثَاله كَثِيرَة فِي أَلْفَاظهَا اِخْتِلَاف ، وَلِمَعَانِيهَا عِنْد أَهْل التَّحْقِيق اِئْتِلَاف ، فَجَاءَ هَذَا اللَّفْظ فِي هَذَا الْحَدِيث ". نقله النووي في شرح مسلم واستحسنه

    وقال الإمام البدر العينتابي في شرح قول الإمام البخاري :
    (باب العلم قبل القول والعمل ؛ لقوله تعالى : سورة محمد الآية 19 فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [ محمد : 19] ، فبدأ بالعلم) .
    (أي هذا باب في بيان أن العلم قبل القول والعمل : أراد أن الشيء يعلم أولًا ، ثم يقال ، ويعمل به ؛ فالعلم مقدم عليهما بالذات ، وكذا مقدم عليها بالشرف ؛ لأنه عمل بالقلب ، وهو أشرف أعضاء البدن ...؛ وقال ابن المنير : أراد : أن العلم شرط في صحة القول والعمل ؛ فلا يعتبران إلا به ؛ فهو متقدم عليهما ؛ لأنه مصحح النية المصححة للعمل ؛ فنبه البخاري على ذلك ) .
    وقال الملا علي القاري :
    (يتعين على كل موقن أن يعتني بشأنها [كلمة التوحيد] مبنى ومعنى ، لينقل من إفادة مبناها * إلى إعادة معناها * ؛ فإنها مفتاح الجنة * * وقد نص الأئمة * من سادات الأمة * : أنه لا بد من فهم معناها * المترتب على علم مبناها * ؛ ليخرج عن ربقة التقليد ، ويدخل في رفعة التحقيق والتأييد ؛ وقد قال تعالى : فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [ محمد : 19] .[منقول]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الإيمان بمعن لا اله الا الله والانقياد لا يتصور ولا يتحقق إلا بعد العلم

    السؤال


    لا إله الا الله، معناها وواجباتها وشروطها ونواقضها وفائدتها، كل ما سبق هل يعذر مسلم بجهله، فأغلب الناس حولنا لا يعلمون شيئا عن هذه التفاصيل الهامة للوازم لا إله إلا الله ومقتضياتها، فهم ببساطة يعيشون حياتهم بعيدا عن الدين ويقتفون الأهواء ولا يعلمون سوى أنهم مسلمون وينطقون التوحيد وعرفوا عنه في المرحلة الابتدائية من التعليم أنه لا يوجد إله في هذا الكون إلا الله وبعض التفاصيل التي أنا متأكد من أن معظمهم لا يتذكرون منها سوى أركان الإسلام الخمسة، وأشياء قليلة قد يتذكرونها، فهل لوازم شهادة التوحيد ومقتضياتها فرض عيني معرفته تجب على كافة المسلمين والبحث عنه؟ ولا يعذرون بعيش دنياهم وحياتهم لهوا هكذا مع جهله؟ بالإضافة إلى هاتين النقطتين، لدي إن شاء الله نية ببدء إفهام ودعوة من حولي، وهم قساة القلوب بشدة وأغلبهم لا يصلون، وقد عرفت أن الدعوة في هذه الحالات تبدأ بالمراتب العليا، فما هي الأولوية التي أبدأ بها معهم؟ وهل أبدأ بالتعريف بلا إله إلا الله ولوازمها؟ أم تحريك استشعار عظمة الله في قلوبهم ليتأثروا مستقبلا بما سأقول؟ وإن كانت الثانية فساعدوني ببعض الوسائل المؤثرة التي أستعملها لتوقظ بداخلهم عظمة الله شبه المنعدمة في القلوب.
    الجواب

    العامة من المسلمين يؤمرون في مسائل الاعتقاد بالجمل الثابتة من الكتاب والسنة والإجماع، ولا يؤمرون بتعلم المسائل التفصيلية الدقيقة في العقائد، ولا يخاطبون بها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: الواجب أمر العامة بالجمل الثابتة بالنص والإجماع، ومنعهم من الخوض في التفصيل الذي يوقع بينهم الفرقة والاختلاف، فإن الفرقة والاختلاف من أعظم ما نهى الله عنه ورسوله. انتهى.
    ولا يجب على عامة الناس حفظ العقيدة بأدلتها، بل ينفعهم اعتقادهم الصحيح، ولو نسوا الدليل بعدما علموه،

    قال الشيخ صالح آل الشيخ
    في شرح ثلاثة الأصول: استدل العلماء بقول هذا المفتون في قبره: سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ـ على أن التقليد لا يصلح في جواب هذه المسائل الثلاث، جواب: من ربك؟ يعني من معبودك؟ جواب: ما دينك؟ جواب: من نبيك؟ ولهذا يذكر الشيخ الإمام ـ رحمه الله تعالى ـ بعد كل مسألة مما سيأتي، يذكر الدليل من القرآن وقد بينا في أول هذا الشرح، أن المؤمن يخرج من التقليد، ويكون مستدلا بما يعلمه، ويعتقده من هذه المسائل بالحق
    إذا علم الدليل عليها مرة في عمره، ثم اعتقد ما دل عليه الدليل، فإن استقام على ذلك حتى موته، فإنه يكون مؤمنا، يعني مات على الإيمان، لأن استمرار استحضار الدليل والاستدلال لا يُشترط، لكن الذي هو واجب أن يكون العبد في معرفته للحق في جواب هذه المسائل الثلاث، أن يكون عن دليل واستدلال ولو لِمرّة في عمره، ولهذا يعلم الصغار والأطفال عندنا رسالة الأصول الثلاثة الأخرى التي فيها جواب أيضا مع بعض الاستدلال بأقصر مما هنا، يُعلَّمون جواب هذه المسائل الثلاث، حتى إذا بلغ الغلام أو الجارية، إذا هو قد عرف عن دليل واستدلال. انتهى.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الإيمان بمعن لا اله الا الله والانقياد لا يتصور ولا يتحقق إلا بعد العلم

    جاء في فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ : قوله: من شهد أن لا إله إلا الله أي: من تكلم بها عارفاً لمعناها، عاملاً بمقتضاها، باطناً وظاهراً، فلا بد في الشهادتين من العلم واليقين والعمل بمدلولهما، كما قال تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الله. {محمد: 19}، وقوله: إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {الزخرف86}.
    أما النطق بها من غير معرفة لمعناها، ولا يقين ولا عمل بما تقتضيه من البراءة من الشرك، وإخلاص القول والعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح ، فغير نافع بالإجماع.
    قال القرطبي في المفهم على صحيح مسلم:- باب لا يكفي مجرد التلفظ بالشهادتين، بل لابد من استيقان القلب ـ هذه الترجمة تنبيه على فساد مذهب غلاة المرجئة، القائلين بأن التلفظ بالشهادتين كافٍ في الإيمان، وأحاديث هذا الباب تدل على فساده. بل هو مذهب معلوم الفساد من الشريعة لمن وقف عليها.
    ولأنه يلزم منه تسويغ النفاق، والحكم للمنافق بالإيمان الصحيح. وهو باطل قطعاً. انتهى.
    وقال أيضاً: وقد أجمع العلماء على أن من قال: لا إله إلا الله ولم يعتقد معناها، ولم يعمل بمقتضاها: أنه يقاتل حتى يعمل بما دلت عليه من النفي والإثبات. اهـ.


    وأما في الدنيا، فإن تحزبت جماعة على هذا المعتقد وامتنعت من أداء ما فرضه الله من شعائر الدين، وجب على الإمام قتالهم، ولم يكفهم تلفظهم بلا إله إلا الله.
    ففي صحيح البخاري أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنْ الْعَرَبِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ قَالَهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ؟
    فَقَالَ وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا. قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَ اللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ. اهـ.
    أن المرء لا يدخل في الإسلام ولا يصير موحد بمجرد إيمانه واعترافه بتوحيد الربوبية ولو أفنا عمره في ذلك حتى يؤمن اعتقادا وقولا وعملا بتوحيد الألوهية ولذا قال تبارك وتعالى ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ).
    أن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى عمل احد ولا يقبله إلا بعد أن يأتي بالتوحيد ولذا بوب البخاري من قوله تعالى : ( فاعلم انه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ) بوب قال : باب العلم قبل القول والعمل وأعظم العلم وأشرفه هو العلم بالتوحيد بما دلت عليه كلمة التوحيد ولذا قال تبارك وتعالى ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولي العلم قائما بالقسط لا اله إلا هو العزيز الحكيم )

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •