في هذا المبحث نشير على عجالة
من لزم بيته من أهل العلم وكان له فضل
١ )
العز ابن عبد السلام.
لما أرسل *الوزير الغرز* إلى *العز ابن عبد السلام*، ألا يفتي، *ولا يجتمع بأحد، وأن يلزم بيته*.
فأجابه: *يا غرز،* إن هذه الشروط من نعم الله الجزيلة على الموجبة الشكر لله تعالى على الدوام، أما الفتيا فإني كنت والله متبرما منها وأكرهها، وأعتقد أن المفتي على شفير جهنم، ولولا أني أعتقد أن الله أوجبها علي لتعينها علي في هذا الزمان لما كنت تلوثت بها، والآن فقد عذرني الحق، وسقط عني الوجوب وتخلصت ذمتي، ولله الحمد والمنة.
*يا غرز، من سعادتي لزومي لبيتي، وتفرغي لعبادة ربي، والسعيد من لزم بيته، وبكى على خطيئته، واشتغل بطاعة الله تعالى،* وهذا تسليك من الحق، وهدية من الله تعالى إلي، أجراها على يد السلطان وهو غضبان وأنا بها فرحان.
والله يا غرز، لو كانت عندي خلعة تصلح لك على هذه الرسالة المتضمنة لهذا البشارة لخلعت عليك، ونحن على الفتوح، خذ هذه السجادة صل عليها ...
*فقال السلطان لمن حضره*: قولوا لي ما أفعل به، *هذا رجل يرى العقوبة نعمة*، اتركوه بيننا وبين الله.
*طبقات الشافعية الكبرى للسبكي* (8/ 236).