تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: نبض قلم - الدنيا بخير

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي نبض قلم - الدنيا بخير

    نبض قلم - الدنيا بخير

    فاطمة الياسين




    في يوم وأنا أتصفح (الواتس آب)، وجدت رسالة وصلتني من قناة في (التيليجرام) لتفسير آيات القرآن، ضغطت على الرابط وانتقلت إلى القناة، وعرفت أن فكرتها تقوم على قراءة تفسير آية كل يوم؛ بحيث تنتهي من قراءة تفسير القرآن كاملاً خلال ٣ سنوات.
    في الحقيقة شيء جميل، وفكرة رائعة، والجميل فيها أن قراءة التفسير لن تأخذ من وقتك أكثر من ٧ دقائق يوميًا؛ فأُعجبت بهذه الفكرة كثيرًا، وحمدت الله -تعالى- أن سخّرنا لبعض؛ فالقائمون على هذه القناة قد سخروا إمكاناتهم لتفسير القرآن بطريقة عصرية متناسبة مع عصر السرعة ورغبة الناس اليوم في إنجاز كل شيء بضغطة زر.
    المهم أنني اشتركت في القناة آملة أن أجبر نفسي الشاردة على الالتزام بهذا القدر اليومي البسيط، بغية قراءة تفسير كلام رب العزة، ومن خلال قراءتي بعض تعليمات القناة، وجدت رسالة من القائمين على القناة أنهم قد فتحوا (هاشتاق) في (التويتر) بعنوان: (قراءة تفسير آية يوميًا)؛ فأثارني الفضول إلى الانتقال إلى التويتر، وطبعت مفردات (الهاشتاق)، وإذا بي أرى حسابات عديدة في تفسير آية يوميًا، أغلبها باللغة العربية ومنها باللغة الإنجليزية.
    ولا أخفيكم مدى سروري وفرحتي بهذه الحسابات، وسر سروري وفرحي أن نجد اليوم -والكل منشغل بهمومه واهتماماته- من يجعل تفسير القرآن من أولوياته، بل ويستمر في ذلك يوميًا، وليس ذلك فحسب، بل وينشره باللغة الإنجليزية، فتيقنت أن أبواب الخير مفتوحة ومشرعة على مصراعيها لكل من جعل الآخرة همه، ولكل من أراد أن يشرب من نهر الحسنات؛ فيشرب حتى يرتوي ويروي غيره من هذا الخير، وتيقنت أن الدنيا بخير ما دام أننا نجد من يبدع في إيصال الخير للغير، وحمدت ربي الحميد أن الدنيا بخير طالما أننا نجد من يُخلص ويتخفى حين يفعل الخير؛ لأن أغلب هذه الحسابات لأشخاص غير معروفين، وهم مجرد نقلة للخير، وعرفت أن فعل الخير ذاك فضل ورزق يرزقه الكريم الرزاق لمن يشاء من عباده.
    فقال -عز من قائل-: {ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} الجمعة-٤.
    لذا علينا، أن نجعل همنا فعل الخير، وأن تكون نيتنا خالصة لله -تعالى- وحده؛ فقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجه عن زَيْد بْن ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، يَقُولُ: «مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ، فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ، جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ»؛ فتلك دعوة لمحبي فعل الخير أن يجعلوا مرضاة الله نصب أعينهم، وابتغاء الأجر من الله هو هدفهم .
    ومن فضل الله علينا ومنّه وكرمه، أن جعل أبواب الخير في الإسلام متعددة، يصعب حصرها؛ فمن أبواب الخير التي يمكن للمسلم الإتيان بها، نفع الناس عامة والمسلمين خاصة؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خير الناس أنفعهم للناس»، وقضاء الدين عن المدينين، وتفريج همومهم وكرباتهم حتى ولو بالسؤال عن حالهم، وإدخال السرور على قلب المسلم، وليس ذلك فحسب؛ فتبسمك في وجه أخيك صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق، وفي كل كبد جائعة تطعمها أو تسقيها صدقة، ومن أبواب الخير العظيمة تعليم الناس الخير من تحفيظ للقرآن وتفهيم لما جاء فيه من النور والبينات، وشرح للسنة واستخراج كنوزها، وحتى الغرس الذي يزرعه أحدنا هو عمل خيرٍ له؛ بسبب انتفاع المسلمين بالأكل من ثماره.

    وكفّ المسلم أذاه وشره عن الناس، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبّر الوالدين، واحترام الكبير، ورحمة الصغير، والإحسان إلى الجار، ورعاية الأسرة، وحسن العشرة بين الزوجين، والإصلاح بين المتخاصمين، وإغاثة الملهوف، والقول الحسن، والصدق بالوعد والعهد، والحفاظ على نظافة البيئة ممّا يلوثها، والرفق بالحيوانات.
    ولنراقب أنفسنا بألا يمر علينا يوم يخلو من فعل الخير، مخلصين بنوايانا، محتسبين الأجر والثواب من الله -عزّ وجل- وحده لا شريك له.
    ونختم كلامنا بالحديث الذي رواه ابن ماجه، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ؛ فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ»؛ فكن مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: نبض قلم - الدنيا بخير

    جزاكم الله خيرا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: نبض قلم - الدنيا بخير

    وإياكم
    بارك الله فيكم

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •