ما الفرق بين الرجل والمرأة؟
د. مي علي كشك


- عندما تتعامل مع شريك حياتك، وعند الاختلاف على رأي ما فإنه يبرز إلى الذهن سريعًا أن هناك اختلافًا ما بين حكمك وحكم شريك حياتك على الموضوع نفسه.
- فكل من الرجل والمرأة يتصرف بطريقة مختلفة إزاء المواقف التي تواجهه في حياته، فالمرأة تستطيع الحديث والتعبير جيدًا عما تشعر به، سواء كان ضيقًا أو فرحًا، إذ تشعر أن للكلمة بالإضافة للفعل أيضًا، تأثيرًا فاعلًا، على حين يفضل معظم الرجال الفعل، أو العمل أولًا، ويجد كثيرون منهم صعوبة في التعبير عن مخاوفهم، أو ما يضايقهم، أو يفرحهم.
- وقد أظهرت الدراسات والفحوص - عن طريق الأجهزة الطبية الدقيقة - أن مخ الرجل، ومخ المرأة متشابهان في نواح كثيرة ولكنهما مختلفان مثلًا في الجزء المسؤول عن ترجمة المواقف والعواطف، حيث ظهر أن هذا الجزء عند المرأة يتحكم في الاستجابات العاطفية بصورة أكثر نشاطًا مما عند الرجل.
كما يختلف الرجل عن المرأة في القدرات الإدراكية التي تشمل الذاكرة، والتميز، فمثلًا يجيد الرجل الاختبارات الخاصة المجردة، كالأشكال والرسوم الهندسية، والتغيير أو التبديل فيها، ولكن هذا الاختلاف لا يمنع أن تبدع فيها المرأة أيضًا.
أما مجالات تحديد كل شكل من هذه الاشكال على حدة، مع تذكر اللون، والمكامن فتبرز فيها مهارة المرأة بصفة خاصة، وإن كان الأمر لا ينفي إبداع الرجل في هذا المجال أيضًا.
< وقد أجريت دراسة طريفة على الأزواج والزوجات عندما يكونون في «السوبر ماركت» لتسوق مستلزمات بيتهما، فلوحظ أن الزوجة تربط بين الأشياء في أثناء اختيارها وشرائها لما تحتاج إليه، فمثلًا عندما تتوجه للقسم الخاص بمنظفات الملابس، فهي تتذكر كل ما تحتاج إليه من مزيلات البقع، ومنظفات الأواني، والأرضيات، والموبيليا، وورنيش الأحذية، والفرش أو الفوط الخاصة بهذه المنظفات، مما يدهش الزوج فيما بعد عند دفع ثمن الفاتورة، إذ إن الزوجة لم تذكر من قبل أنها تحتاج لكل هذه الأنواع من المنظفات!!
- على حين يتوجه الزوج في أثناء تجواله بالسوبر ماركت إلى الأشياء التي تستهويه، مثل القسم الخاص بالإلكترونيات أو بالأجهزة، أو بالأقلام (المفكرات) أو الميداليات، أو حافظات النقود والأحزمة الجلدية، وقد يقدم على شراء أي من هذه الأشياء، رغم أنه لم يكن يفكر في شرائها قبل توجهه لهذا القسم.
< التعبير عن العواطف
- يحسن الرجل التعبير عن عواطفه تجاه مخطوبته قبل إتمام الزواج، على حين تشعر المرأة بالحرج من التعبير عن عواطفها في هذه المرحلة، أما بعد الزواج فيختلف الأمر، حيث يعتبر الرجل أن رسالته قد وصلت، وأن زوجته الآن تأكدت من صدق مشاعره، ولم تعد هناك أهمية لتكرار كلمات الحب كما كان يفعل في بداية ارتباطها، هذا في الوقت الذي تؤكد فيه الزوجة أهمية تعبير الزوج عن حبه وعواطفه تجاهها باستمرار، وليس في فترة الخطبة فقط، وذلك لاستمرار الحوار والعلاقة بصورة أفضل، وألا يكون الحوار مقتصرًا فقط على المسؤوليات أو المشكلات.
- لذلك فالحوار والكلام بين الزوجين، يحتاج إلى ذكاء كل منهما، متى يبدأ؟ ومتى يكف؟ وأن يتبادل كل منهما الدور في الكلام، وفي الإنصات، حتى يظل دفء المشاعر بينهما دائمًا.