مواقع التواصل الاجتماعي .. ومسؤولية الكلمة
موقع لها أون لاين



شيوع وسائل الاتصال الجديدة ومواقع التواصل الاجتماعي فتحت مجالات واسعة للتدوين والكتابة لم تكن متوفرة من قبل، وساعدت بشكل كبير على سهولة التواصل بين البشر، فبعض الصفحات على التويتر والفيس بوك يتابعها الملايين، لكن وللأسف الشديد صاحب هذه الطفرة في مواقع التواصل الاجتماعي فوضى كبيرة فيما يدون من كلمات، دون مراعاة لأمانة الكلمة التي تكتب.

لقد أتاحت هذه المواقع مساحات واسعة من حرية التعبير للمواطن البسيط، فلم تعد الكلمة حكرا على الكتاب والصحافيين والخطباء، بل بإمكان الجميع أن يعبر عن موقفه وسيقرأ الآلاف، بل ومئات الآلاف ما يكتب، كما لم تعد الكلمات تخضع لمقص الرقيب أو تقييد سلطة.

غير أن حرية الكلمة وسرعة انتشارها يجب أن تترجم في حس الأفراد إلى مزيد من الشعور بالمسؤولية، وتضاعف من ثقل الإحساس بأمانة الكلمة، وليس الفوضى كما هو واقع الآن.

ولخطورة الكلمة حذر الرسول - صلى الله عليه وسلم - من التسرع في النطق بها، ودعا إلى التفكر فيها قبل أن تخرج من الإنسان؛ حتى لا تكون سببا في نشر الفتن والحرائق داخل المجتمعات، أو تكون سبب هلاك الإنسان نفسه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنّ العبد لَيتكلّم بالكلمة، ما يتبيّن ما فيها، يهوي بها في النار أبعدَ ما بين المشرق والمغرب))[متفق عليه وهذا لفظ مسلم].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت))[متفق عليه].

يقول الإمام النووي -رحمه الله-: ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوي الكلام وتركه في المصلحة؛ فالسنة الإمساك عنه".

إن العناية في اختيار الكلمات، والتثبت في نقل الأخبار، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يسهل قراءتها من ملايين البشر، من كمال إيمان الفرد، ويحفظ المجتمعات من كثير من الشرور. فالكلمة قد تأسر وطنا وأخرى قد تحرره.