قولهم: إنّ فلانًا ابتلاه الله لأنّه فعل كذا وكذا هو تقوّلٌ على الله بغير علم، وكأنّهم اطّلعوا الغيب وإن لم يدّعوا ذلك، وتوزيعٌ لأقدار الله على أهوائهم، بل هو جهلٌ بحديث النبي ﷺ: {إِنّ العبد إِذا سبقت له من الله منزلةٌ لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده}¹
وبقوله ﷺ: {إِنّ عِظَمَ الجزاء مع عظم البلاء، وإنّ الله إِذا أحبّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرّضا ، ومن سَخِطَ فله السَّخَط}²
وبقوله ﷺ: {ما يصيب المؤمن من شوكةٍ فما فوقها إِلّا رفعه الله بها درجةً أو حطّ عنه بها خطيئة}³
فما كلّ مصيبةٍ سببها ذنب، ولا كلّ نعمةٍ سببها طاعة.
وقد روي أنّ عثمان والمقداد تحاكما إلى عمر في مالٍ استقرضه المقداد، فجعل عمرُ اليمين على المقداد، فردّها على عثمان، فافتداها عثمان بمالٍ وقال: أخاف أن يوافق قدر بلاءٍ فيقال: هذا بيمينه.⁴
____________________
1. السلسلة الصحيحة: 2599.
2.السلسلة الصحيحة: 146.
3.رواه البخاري:5641، ومسلم: 2573.
4.الأم، الشافعي: 8/ 89.