تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: فوائد من كتاب الداء والدواء لابن القيم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي فوائد من كتاب الداء والدواء لابن القيم

    فوائد من كتاب الداء والدواء لابن القيم (1-2)


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ


    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله أصحابه أجمعين...أما بعد: فكتاب العلامة ابن القيم رحمه الله " الداء والدواء " والذي اشتهر باسم " الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي " من أنفع وأفضل وأجود الكتب في تزكية النفوس وتهذيبها, ولأهمية الكتاب قد انتقيتُ فوائد منه, لا تغني عن أصله, أسأل الله الكريم أن تكون نافعة للجميع.
    الذنب لا يخلو من عقوبة البتة:
    الذنب لا يخلو من عقوبة البتة, ولكن لجهل العبد لا يشعر بما هو فيه من العقوبة, لأنه بمنزلة السكران والمخدر والنائم الذي لا يشعر بالألم, فإذا استيقظ وصحا أحسَّ بالمؤلم.
    وقد تقارن المضرة للذنب, وقد تتأخر عنه يسيراً وإما مدة, كما يتأخر المرض عن سببه أو يقارنه, وكثيراً ما يقع الغلط للعبد في هذا المقام, ويذنب الذنب فلا يرى أثره عقيبه, ولا يدري أنه يعمل عمله على التدرج شيئاً فشيئاً, كما تعمل السموم والأشياء الضارة حذو القُذة بالقذة, فإن تدارك العبد بالأدوية والاستفراغ والحمية وإلا فهو صائر إلى الهلاك, هذا إذا كان ذنباً واحداً لم يتداركه بما يزيل أثره, فكيف بالذنب على الذنب كل يوم وكل ساعة ؟ والله المستعان.
    حسن الظن بالله يكون بطاعته
    لا ريب أن حسن الظن إنما يكون مع الإحسان, فإن المحسن حسن الظن بربه أنه يجازيه على إحسانه, ولا يخلف وعده, ويقبل توبته, وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات, فإن وحشة المعاصي والظلم والإجرام تمنعه من حسن الظن بربه,...وأحسن الناس الظن ظناً بربه أطوعهم له....وكلما حسن ظنه حسن عمله.
    حسن الظن ينفع من تاب, وندم, وأقلع, وبدل السيئة الحسنة, واستقبل بقية عمره بالخير والطاعة,....فحسن الظن إن حمل على العمل, وحثَّ عليه, وساق إليه, فهو صحيح, وإن دعا إلى البطالة والانهماك في المعاصي فهو غرور.
    الجاهل من اعتمد على رحمة الله مع تضييعه لأمره ونهيه
    كثير من الجهال اعتمدوا على رحمة الله وعفوه وكرمه, وضيعوا أمره ونهيه, ونسوا أنه شديد العقاب, وأنه لا يرد بأسه عن القوم المجرمين.
    قيل للحسن: نراك طويل البكاء ! فقال: أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي.
    قال أبو الوفاء بن عقيل: احذره ولا تغتر, فإنه قطع اليد في ثلاثة دراهم, وجلد الحد في مثل رأس الإبرة من الخمر, وقد دخلت امرأة النار في هرة, واشتعلت الشملة ناراً على من غلها وقد قتل شهيداً.
    وربما اتكل بعض المغترين على ما يرى من نعم الله عليه في الدنيا, وأنه لا يغير به, ويظن أن ذلك من محبة الله له,...وهذا من الغرور, فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيت الله عز وجل يعطى العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب, فإنما هو استدراج, ثم تلا» : {فَلَمّا نَسوا ما ذُكِّروا بِهِ فَتَحنا عَلَيهِم أَبوابَ كُلِّ شَيءٍ حَتّى إِذا فَرِحوا بِما أوتوا أَخَذناهُم بَغتَةً فَإِذا هُم مُبلِسونَ} [[الأنعام:44]
    الصحابة رضي الله عنهم جمعوا بين العمل والخوف
    من تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف, ونحن جمعنا بين التقصير – بل التفريط- والأمن.
    فهذا الصديق كان يمسك بلسانه ويقول: هذا أوردني الموارد.
    وكان يبكي كثيراًَ, ويقول: ابكوا, فإن لم تبكوا فتباكوا.
    وهذا عمر بن الخطاب قرأ سورة الطور حتى بلغ: {إن عذاب ربك لواقع} فبكى, واشتد بكاؤه, حتى مرض وعادوه.
    وكان في وجهه رضي الله عنه خطان أسودان من البكاء.
    وهذا عثمان بن عفان رضي الله عنه كان إذا وقف على القبر يبكي حتى يبل لحيته.
    وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه...كان يشتد خوفه من اثنتين: طول الأمل, واتباع الهوى, قال: فأما طول الأمل فينسي الآخرة, وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق.
    وهذا أبو الدرداء كان يقول: إن أشد ما أخاف على نفسي يوم القيامة أن يقال لي: يا أبا الدرداء قد علمت, فكيف عملت فيما علمت ؟
    وكان عبدالله بن عباس أسفل عينيه مثل الشرك البالي من الدموع.
    وكان أبو ذر يقول: يا ليتني كنت شجرة تعضد, ووددت أني لم أخلق.
    وقرأ تميم الداري ليلة سورة الجاثية, فلما أتى على هذه الآية:{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [ الجاثية: 21] جعل يرددها ويبكى حتى أصبح.
    وهذا باب يطول تتبعه.
    أسباب سوء الخاتمة
    إذا نظرت إلى كثير من المحتضرين وجدتهم يحال بينهم وبين حسن الخاتمة, عقوبة لهم على أعمالهم السيئة, قال الحافظ أبو محمد عبدالحق بن عبدالرحمن الأشبيلي رحمه الله: واعلم أن لسوء الخاتمة – أعاذنا الله منها – أسباباً, ولها طرق وأبواب, أعظمها: الاكباب على الدنيا, والإعراض عن الأخرى, والإقدام والجرأة على معاصي الله عز وجل, وربما غلب على الإنسان ضرب من الخطيئة, ونوع من المعصية, وجانب من الإعراض, ونصيب من الجرأة والإقدام, فملك قلبه, وسبي عقله, وأطفأ نوره, وأرسل عليه حجبه, فلم تنفع فيه تذكرة, ولا نجعت فيه موعظة, فربما جاءه الموت على ذلك.
    ولقد بكى سفيان الثوري ليلة إلى الصباح, فلما أصبح قيل له: كل هذا خوفاً من الذنوب ؟ فأخذ تبنة من الأرض, وقال: الذنوب أهون من هذا, ولكن أبكي من خوف الخاتمة.
    وهذا من أعظم الفقه, أن يخاف الرجل أن تخذله ذنوبه عند الموت, فتحول بينه وبين الخاتمة الحسنى.
    قال: واعلم أن سوء الخاتمة – أعاذنا الله منها – لا تكون لمن استقام ظاهره, وصلح باطنه, ما سمع بهذا ولا علم به, ولله الحمد, وإنما تكون لمن له فساد في العقيدة, أو إصرار على الكبائر, وإقدام على العظائم, فربما غلب ذلك عليه, حتى ينزل به الموت قبل التوبة, فيأخذه قبل إصلاح الطوية, ويُصطلم قبل الإنابة, فيظفر به الشيطان عند تلك الصدمة, ويختطفه عند تلك الدهشة, والعياذ بالله.
    دفع الهموم والغموم بالإقبال على الله وإيثار مرضاته على كل شيء
    أعقل الناس من آثر لذته وراحته الآجلة الدائمة على العاجلة المنقضية الزائلة, وأسفه الخلق من باع نعيم الأبد وطيب الحياة الدائمة واللذة العظمى التي لا تنغيص فيها ولا نقص بوجه ما, بلذة منغصة مشوبة بالآلام والمخاوف, وهي سريعة الزوال وشيكة الانقضاء.
    قال بعض العلماء: فكرت فيما يسعى فيه العقلاء, فرأيت سعيهم كله في مطلوب واحد, وإن اختلفت طرقهم في تحصيله, رأيتهم جميعهم إنما يسعون في دفع الهم والغم عن نفوسهم, فهذا بالأكل والشرب, وهذا بالتجارة والكسب, وهذا بالنكاح, وهذا بسماع الغناء والأصوات المطربة, وهذا باللهو واللعب, فقلت: هذا مطلوب العقلاء, ولكن الطرق كلها غير موصلة إليه, بل لعل أكثرها إنما يوصل إلى ضده, ولم أر في جميع هذه الطرق طريقاً موصلةً إلا الإقبال على الله ومعاملته وحده, وإيثار مرضاته على كل شيء.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: فوائد من كتاب الداء والدواء لابن القيم

    فوائد من كتاب الداء والدواء لابن القيم (2-2)


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ


    {بسم الله الرحمن الرحيم }
    لا شيء على الإطلاق أنفع للعبد من إقباله على الله, واشتغاله بذكره, وتنعمه بحبه:
    كلما كان وجود الشيء أنفع للعبد وهو أحوج إليه, كان تألمه بفقده أشد, وكلما كان عدمه أنفع له كان تألمه بوجوده أشد, ولا شيء على الإطلاق أنفع للعبد من إقباله على الله, واشتغاله بذكره, وتنعمه بحبه, وإيثاره لمرضاته, بل لا حياة ولا نعيم ولا سرور لا بهجة إلا بذلك, فعدمه آلم شيء له, وأشده عذاباً عليه, وإنما يغيب الروح عن شهود هذا الألم والعذاب اشتغالها بغيره, واستغرقها في ذلك الغير, فتغيب به عن شهود ما هي فيه من ألم الفوت بفراق أحبَّ شيء إليها وأنفعها لها.
    أنفع المحبة وأجلها وأعلاها محبة الله جل جلاله
    اعلم أن أنفع المحبة على الإطلاق وأوجبها وأعلاها وأجلها محبة من جلبت القلوب على محبته, وفطرت الخليقة على تألهه, وبها قامت الأرض والسماوات, وعليها فطرت المخلوقات, وهي سر شهادة أن لا إله إلا الله, فإن الإله هو الذي تألهه القلوب بالمحبة والإجلال والتعظيم والذل والخضوع, وتعبدُه, والعبادة لا تصح إلا له وحده, والعبادة هي كمال الحب مع كمال الخضوع والذل, والشرك في هذه العبودية من أظلم الظلم الذي لا يغفره الله, والله تعالى يُحب لذاته من جميع الوجوه, وما سواه فإنما يُحب تبعاً لمحبته.
    وقد دلَّ على وجوب محبته سبحانه جميع كتبه المنزلة, ودعوة جميع رسله, وفطرتُه التي فطر عباده عليها, وما ركب فيهم من العقول, وما أسبغ عليهم من النعم, فإن القلوب مفطورة مجبولة على محبة من أنعم عليها وأحسن إليها, فكيف بمن كل الإحسان منه, وما بخلقه جميعهم من نعمه فمنه وحده لا شريك له, كما قال تعالى: { وَما بِكُم مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللَّـهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيهِ تَجأَرونَ} [النحل:53] وما تعرف به إلى عباده من أسمائه الحسنى وصفاته العلا, وما دلت عليه آثار مصنوعاته من كماله ونهاية جلاله وعظمته.
    وكلُّ ما منه إلى عبده المؤمن يدعوه إلى محبته, مما يحب العبد أو يكره, فعطاؤه ومنعه, ومعافاته وابتلاؤه, وقبضه وبسطه, وعدله وفضله, وإماتته وإحياؤه, ولطفه وبره, ورحمته وإحسانه, وستره وعفوه, وحلمه وصبره على عبده, وإجابته لدعائه, وكشف كربه, وإغاثة لهفته, وتفريج كربته - من غير حاجة منه إليه, بل مع غناه التام عنه من جميع الوجوه – كل ذلك داعٍ للقلوب إلى تألهه ومحبته.
    فلو أن مخلوقاً فعل بمخلوق أدنى شيء من ذلك لم يملك قلبه عن محبته, فكيف لا يحب العبد بكل قلبه وجوارحه من يحسن إليه على الدوام بعدد الأنفاس, مع إساءته؟ فخيره إليه نازل, وشره إليه صاعد, يتحبب إليه بنعمه وهو غني عنه, والعبد يتبغض إليه بالمعاصي وهو فقير إليه, فلا إحسانه وبره وإنعامه عليه يصده عن معصيته, ولا معصية العبد ولؤمُه يقطع إحسان ربه عنه.
    وأيضاً فكلّ من تحبه من الخلق ويحبك إنما يريدك لنفسه وغرضه منك, والله سبحانه وتعالى يريدك لك...فكيف لا يستحي العبد أن يكون ربه له بهذه المنزلة, وهو معرض عنه, مشغول بحب غيره, قد استغرق قلبه محبةُ سواه ؟
    وأيضاً فكل من تعامله من الخلق إن لم يربح عليك لم يُعاملك, ولا بد له من نوع من أنواع الربح, والرب تعالى إنما يعاملك لتربح أنت عليه أعظم الربح وأعلاه, فالدرهم بعشر أمثاله إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة, والسيئة بواحدة, وهي أسرع شيئاً محواً.
    وأيضاً فمطالبك بل مطالب الخلق كلهم جميعاً لديه, وهو أجود الأجودين, وأكرم الأكرمين, وأعطى عبده قبل أن يسأله فوق ما يؤمله.
    يشكر القليل من العمل وينميه, ويغفر الكثير من الزلل ويمحوه, { يسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ }[الرحمن:29] لا يشغله سمع عن سمع, ولا يغلّطه كثرة المسائل, ولا يتبرم بإلحاح الملِحين, بل يحبّ الملحين في الدعاء, ويُحبّ أن يسأل, ويغضب إذا لم يسأل, ويستحي من عبده حيث لا يستحي العبد منه, ويستره حيث لا يستر نفسه, ويرحمه حيث لا يرحم نفسه, دعاه بنعمه وإحسانه وأياديه إلى كرامته ورضوانه فأبى.
    وكيف لا تحب القلوب من لا يأتي بالحسنات إلا هو, ولا يذهب بالسيئات إلا هو, ولا يجيب الدعوات إلا هو, ولا يُقيل العثرات ويغفر الخطيئات ويستر العورات ويكشف الكربات ويُغيث اللهفات ويُنيل الطلبات سواه ؟
    فهو أحقُّ من ذكر, وأحقُّ من شكر, وأحق من عبد, وأحق من حُمد, وأنصر من ابتغي, وأرأف من ملك, وأجود من سئل, وأوسع من أعطى, وأرحم من استرحم, وأكرم من قُصد, وأعزّ من التُجئ إليه, وأكفى من تُوكل عليه, أرحم بعبده من الوالدة بولدها, وأشد فرحاً بتوبة التائب من الفاقد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض المهلكة, إذا يئس من الحياة ثم وجدها.
    وهو الملك لا شريك له, والفرد فلا ند له, كل شيء هالك إلا وجهه, لن يُطاع إلا بإذنه, ولن يُعصى إلا بعلمه, يُطاع فيُشكر, وبتوفيقه ونعمته أطيع, ويُعصى فيغفر ويعفو, وحقُّه أضِيع.
    فهو أقرب شهيد وأجل حفيظ, وأوفي وفي بالعهد,وأعدل قائم بالقسط, حال دون النفوس, وأخذ بالنواصي, وكتب الآثار, ونسخ الآجال, فالقلوب له مفضية, والسر عند علانية, والغيب لديه مكشوف, وكل أحد إليه ملهوف.
    عنت الوجوه لنور وجهه, وعجزت القلوب عن إدراك كنهه, ودلّت الفطر والأدلة كلها على امتناع مثله وشبهه, أشرقت لنور وجهه الظلمات, واستنارت له الأرض والسماوات, وصلحت عليه جميع المخلوقات, لا ينام, ولا ينبغي له أن ينام, يحفظ القسط, ويرفعه, يُرفع إليه عمل الليل قبل النهار, وعمل النهار قبل الليل, حجابه النور, لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه.
    من آثار محبة الله ورسوله:
    كل مسلم في قلبه محبة الله ورسوله لا يدخل الإسلام إلا بها, والناس متفاوتون في درجات هذه المحبة تفاوتاً لا يحصيه إلا الله, فبين محبة الخليلين ومحبة غيرهما ما بينهما.
    فهذه المحبة التي تلطف الروح, وتخفف أثقال التكاليف, وتسخي البخيل, وتشجع الجبان, وتصفى الذهن, وتروض النفس, وتطيّب الحياة على الحقيقة, وهذه المحبة التي تنور الوجه, وتشرح الصدر, وتحيي القلب.
    محبة كلام الله من علامات محبة الله:
    وكذلك محبة كلام الله, فإنه من علامة محبة الله, وإذا أردت أن تعلم ما عندك وعند غيرك من محبة الله, فانظر إلى محبة القرآن من قلبك, والتذاذك بسماعه أعظم من التذاذ أصحاب الملاهي والغناء المطرب بسماعهم, فإنه من المعلوم من أحب محبوباً كان كلامه وحديثه أحبَّ شيء إليه.
    قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله.
    وكيف يشبع المحِبُّ من كلام محبوبه, وهو غاية مطلوبه.

    فلمحبي القرآن من الوجد والذوق واللذة والحلاوة والسرور أضعاف ما لمحبي السماع الشيطاني, فإذا رأيت الرجل: ذوقه ووجده وطربه ونشوته في سماع الأبيات دون سماع الآيات, وفي سماع الألحان دون سماع القرآن...فهذا من أقوى الأدلة على فراغ قلبه من محبة الله وكلامه, وتعلقه بسماع الشيطان, والمغرور يعتقد أنه على شيء.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •