السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه (ثلاثاً)
من المسلمين من يقول السلام عليكم فقط ومنهم من يقول سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وقد كتبت مقالة عنوانها السلم والتسليم وكم يسعدني عرضها عليكم
ظن البعيد أني أرقبه
وما كنت أرقب في العتاب إلا حالى .. فجأة إرتعد جسدي واقشعرت فيه جلودي ، وإذ بهم يسألونني ولم العتاب ؟ قلت :أتدرون لماذا؟ لقد كانت تؤنبني نفسي وتقول : يامن تعشقين الحمد سئمتُ فيكِ السلم والتسليم ؛ فانتبهت لما تقول وقد أرعدتني كلمة التسليم فقلت عاتبة لها: نعم التسليم .. ولم لا ؟ إنه تسليم لإرادة من خلقني فسواني ،الذي ضره ونفعه خير لجميع من خلق ؛ فما بالك بمن شكر وصبر ؟ نعم إنه التسليم لرب كل شىء ومليكه ،سلمت له امري من قبل ومن بعد ، وإليه يرجع الأمر كله أناجيه أنا التي ناصيتي بيده وكل ما فىّ ملك له يفعل بي ما يريد وما يشاء ،ويامن تسألونني هيا اتبعوني و انظروا مجلسي الذي افترشت فيه أريكتي بضياء الرضى، وهذا سقاء التقوى و الحياء قد أزهد فىّ عطشى ، وفي حين ذلك شرد فكري يحاورني وما التسليم ؟ فقلت إنه على قدر علمي كمعنى يعني ترك الحرب مع الانقياد إلى إرادة المسلَّم إليه ، ولا يعني التسليم الكف عن السعى أو التواكل ،أما التسليم كفعل فهو استسلام وطاعة لله
فيما أمرنا به وما نهانا عنه ، والسلام إسم من التسليم وهو إسم من أسماء الله الحسنى لسلامته تعالى عن النقص واالعيب والفناء ، والسلام من رب العالمين أمان لنا وسلامة ونجاة وعفو ومغفرة
السلام تسليم مطلق من كل شىء لخالق كل شىء، وظللت أتحدث حتى رأيت نفسي تبكي وتقول :عذراً لجهالتي فقد ضقت ذرعاً لرضاكي حالي ، وإذ بها تسابق الخطى لتتوب عن قريب
وتغتسل بماء الطهور وهى تردد غفران العزيز المجيب، سعدت بالتسليم لربى القدوس السلام نعم المولى ونعم الرقيب ، إجعلنا ربنا من عبادك الذين قلت فيهم {إلا من تاب وآمن وعمل صالحا
فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا60 جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا 61 لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا U]62[/U] تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا 63 [ من سورة مريم]
رباه .. منك السلام وإليك السلام لا إعتراض مع التسليم لك لأنه طاعة وخضوع وتذلل لك يا خالق الأرض والسموات السبع فـَـيارب سـلِّم .. يارب سـلِّم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشر هذا المقال في جريدة اللواء الإسلامي
بالعدد رقم 1350 الخميس 6/12/2007
عفاف عبد الوهاب صديق