تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 17 من 17

الموضوع: لماذا لم تندثر النصرانية ؟؟؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي لماذا لم تندثر النصرانية ؟؟؟

    سأل سائل: من نشر النبي صلى الله عليه وسلم للإسلام ، لماذا لم تندثر الديانة النصرانية ؟؟؟
    بماذا نجيب ؟؟؟
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: لماذا لم تندثر النصرانية ؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    سأل سائل: من نشر النبي صلى الله عليه وسلم للإسلام ، لماذا لم تندثر الديانة النصرانية ؟؟؟
    بماذا نجيب ؟؟؟
    بارك الله فيك اولا نظرة بسيطة للاديان التى اصلها منزل من عند الله - ثم موقف الاسلام منها - وموقف الاسلام من هذه الاديان هو السبب الرئيسى فى بقائها وعدم استئصالها - وهو من أكبر العوامل فى عدم إندثارها- ---- أولا ما معنى الأديان السماوية"، أو "الكتب السماوية" ، ويقصد بها الاعتبار الأول ، أي يقصد أنها سماوية في أصلها المنزل ، وإن مسها التحريف أو النسخ عقب ذلك .
    يقول شيخ الاسلام بن تيمية
    " وأما الكتب السماوية المتواترة عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام : فناطقة بأن الله لا يقبل من أحد دينا سوى الحنيفية ، وهى الإسلام العام: عبادة الله وحده لا شريك له ، والإيمان بكتبه ورسله واليوم الآخر ، كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ وبذلك أخبرنا عن الأنبياء المتقدمين وأممهم قال نوح: فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وقال في إبراهيم: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وقال موسى يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ ... " انتهى من "مجموع الفتاوى" (35/188) .
    وسئل الشيخ ابن عثيمين (ت1421هـ) رحمه الله السؤال الآتي :
    " كلمة " الأديان السماوية " هل يجوز إطلاق هذه الكلمة ، علماً أننا إذا أطلقناها فقد أقررنا بأن هناك أديانا أرضية ، وهل تدخل هذه الكلمة في باب البدع ؛ لأنها لم تؤثر عن المصطفى عليه الصلاة والسلام ؟
    فأجاب رحمه الله تعالى :
    : " نعم ، نقول " الأديان السماوية " لأن هناك أدياناً أرضية ؛ لأن الدين مادان به العبد ربه ، سواء كان من شريعة الله سبحانه وتعالى أم من شرائع البشر ، ومن المعلوم أن هناك أناسا يدينون بغير دين شرعي ، يعتقدون ديانة أن يسجدوا للبقر ، وأن يسجدوا للصنم ، وغير ذلك ، والله تعالى لم يشرع هذا في أي كتاب كان ، ولا على لسان أي رسول كان ، وعلى هذا فهذه الديانة التي يدينون بها ليست من شريعة الله فليست سماوية .
    وأما الأديان السماوية فهي التي شرعها الله عز وجل ؛ لأنها نزلت من السماء ، إلا أنه يجب أن يعلم السائل وغيره أن جميع الأديان السماوية منسوخة بالدين الإسلامي ، وأنها الآن ليست مما يدان به لله عز وجل ؛ لأن الذي شرعها ووضعها ديناً هو الذي نسخها بدين محمد صلى الله عليه وسلم ، وكما أن النصارى مُقرُّون بأن دين المسيح قد نَسَخَ شيئاً كثيراً من دين موسى عليه الصلاة والسلام ، وأنه يجب على أتباع موسى عليه الصلاة والسلام أن يتبعوا عيسى ، فإننا كذلك أيضاً نقول إن الإسلام مُلزِم للنصارى أن يدينوا به ، ولجميع الأمم أن يدينوا بالإسلام ؛ لأن العبرة للمتأخر فالمتأخر ، من شريعة الله ، وقد قال الله تعالى عن عيسى إنه قال لقومه ( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ )
    وهذه البشارة من عيسى عليه الصلاة والسلام بمحمد صلى الله عليه وسلم ، تدل على أنه يجب على بني إسرائيل من النصارى واليهود وغيرهم أن يتبعوه ، إذ إنه لو لم تكن الرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم شاملة لهم ، لم يكن لبشراهم بها فائدة ، فلولا أنهم ينتفعون من هذه الرسالة باتباعها ، ما كان لهم فيها فائدة إطلاقاً .
    والمهم أنني أقول يجب أن يعلم السائل وغيره أننا - وإن عَبَّرنا بالأديان السماوية - فليس معنى ذلك أننا نقر بأنها باقية ، بل نقول إنها منسوخة بدين واحد فقط ، هو دين الإسلام ، وأن الدين القائم الذي يرضى الله تعالى أن يدين به العباد له ، إنما هو دين الإسلام وحده فقط ، قال الله تعالى : ( وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً )، وقال تعالى : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ) والله الموفق .
    فضيلة الشيخ : على هذا يجوز لنا أن نقول الأديان السماوية ؟
    فأجاب رحمه الله تعالى :
    " يجوز لنا أن نقول الأديان السماوية ، ولكن ليس على أنها الآن ثابتة ، إطلاق هذه الكلمة يجوز لكن إذا كان يفهم منها أن هذه الأديان باقية ، وأنها مرضية عند الله : فإنه لا يجوز إطلاقها إلا مقرونة ببيان الحال ، بأن يقال معنى أنها سماوية : يعني : أنها مما أنزله الله تعالى على الرسل ، لكنه نسخ - ماعدا الإسلام – بالإسلام .
    فضيلة الشيخ : ولكن هذه الأرضية على غير حق؟
    فأجاب رحمه الله تعالى :
    وحتى الأديان السماوية التي كانت في وقتها حقاً ، هي الآن منسوخة بالإسلام " .
    انتهى من " فتاوى نور على الدرب للعثيمين " (4/ 2، بترقيم الشاملة آليا) .------------------------------------ اما موقف الاسلام من الاديان عموما والنصرانية خصوصا--- فإن الاسلام ضمن حقوق الاديان السماوية الاخرى هذا هو السبب الرئيسى فى عدم اندثارها--- لان الاسلام لم يسئأصل هذه الاديان بل فرض عليهم الجزية - وأهل الذمة يُقَرُّون في دار الإسلام إذا دفعوا الجزية، والتزموا أحكام الإسلام - وجعل لاهل الذمة احكاما وحقوقا فى ظل دولة الاسلام يتمكنون من خلالها من الحفاظ على دينهم -وتاريخ الإسلام الطويل شاهد على أن الشريعة وأهلها قد كفَلوا لأتباع الأديان الذين يعيشون في ظلِّ الإسلام البقاءَ على عقائدهم ودياناتهم، ولم يُرغَم أحد على اعتناق الإسلام

    - --فالإسلام هو خاتم الرسالات؛ فهو الجامع لما قبله، الناسخ لما سبقه ، الذي لا دين بعده.. فيه من الأخلاق ما يضمن صلاح العباد، ومن التشريعات ما يضمن صلاح الدنيا والآخرةالرسالة التي أنزلها الله على نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، بلغت ذروة الكمال و هي ((الدين)) الكامل الذي أتم الله تعالى به علينا نعمته {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا -إن القرآن الكريم قد جعله الله تعالى مهيمناً على ما سبقه من الكتب السماوية، قال الله تعالى: {وأنزلنآ إليك الكتاب بالحقِّ مصدِّقاً لِّما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه}يقول شيخ الإِسلام ابن تيمية – رحمه الله –: فالسلف كلهم متفقون على أن القرآن هو المهيمن، المؤتمن الشاهد على ما بين يديه من الكتب، ومعلومٌ: أن المهيمن على الشيء أعلى منه مرتبة.وقد أخبر الله سبحانه ووعد بإظهار هذا الدين على سائر الأديان فقال: {هو الَّذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقِّ ليظهره على الدِّين كلِّه ولو كره المشركون} فالله تعالى يعلي هذا الدين ويرفع شأنه على جميع الأديان بالحجة والبرهان والهداية ، ، وكذا السيادة والسلطان، ولم يكن لدين من الأديان مثل هذا التأثير الروحي والعقلي والمادي والاجتماعي والسياسي إلا للإِسلام ---أشار القرآن الكريم أن الله تعالى لم يتكفل بحفظ تلك الكتب السماوية التي سبقت نزول القرآن الكريم وإنما وكل حفظها إلى علماء تلك الديانات ابتلاء لهم، وهو يعلم سبحانه أنهم سيحرفونها ويبدلونها ويكتمون ما فيها من الحق، ويعلم أن رسالة أولئك الرسل مقيدة بز منهم وبقومهم، وأن الرسالة الشاملة هي رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا انتهت تلك الكتب بانتهاء رسالة الرسل الذين أنزلت عليهم.

    والآية التي أشار الله فيها إلى أ نه تعالى وكل حفظ الكتب السابقة إلى علماء تلك الديانات، هي قوله تعالى: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء}.المائدة: 44.

    قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله:{أخبر الله تعالى في هذه الآية أن الأحبار والرهبان استحفظوا كتاب الله-يعني استودعوه-وطلب منهم حفظه،ولم يبين هنا هل امتثلوا الأمر في ذلك وحفظوه،أو لم يمتثلوا الأمر في ذلك وضيعوه؟ ولكنه بين في مواضع أخرى أنهم لم يمتثلوا الأمر ولم يحفظواما استحفظوه بل حرفوه وبدلوه عمدا، كما قال الله تعالى : {يحرفون الكلم عن مواضعه} الآية.. [أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن (2/100)] -----
    و المطلع على نسخ الكتب السماوية الموجودة اليوم على ظهر الأرض، العهد القديم أو الجديد-التوراة والإنجيل-يعلم يقينا أن نصوصها قد حرفت وبدلت، وأنها ليست هي النصوص التي أنزلها الله على أنبيائه و وعلماء تلك الديانات يقرون بأن نصوص العهدين ليست هي التى تلقاها الأنبياء من الله، وإنما كتبها بعد ذ لك بعض أتباعهم-مع اختلافهم في المدة التي مضت قبل كتابتها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يجد القارئ فرقا كبيرا بين النسخ التي مضى عليها زمن طويل وبين النسخ التي كتبت حديثا، كما يجد فرقا كبيرا بين النسخ المكتوبة بلغات مختلفة كالفرنسية والألمانية والإنجليزية واليابانية، والعربية. ----------------
    قال شيخنا العلامة الشنقيطي رحمه الله: (إن قيل ما الفرق بين التوراة والقرآن فإن كلا منهما كلام الله، أنزله على رسول من رسله صلوات الله وسلامه عليهم والتوراة حرفت وبدلت كما بيناه آنفا، والقرآن محفوظ من التحريف والتبديل، لو حرف منه أحد حرفا واحدا فأبدله بغيره، أو زاد فيه حرفا أو نقص فيه آخر لرد عليه آلاف الأطفال من صغار المسلمين فضلا عن كبار هم؟

    فالجواب أن الله استحفظهم التوراة واستودعهم إياها، فخانوا الأمانة ولم يحفظوها، بل ضيعوها عمدا، والقرآن العظيم لم يكل الله حفظه إلى أحد حتى يمكنه تضييعه، بل تولى حفظه جل وعلا بنفسه الكريمة المقدسة، كما أوضحه بقوله: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}. وقوله: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}. الآية إلى غير ذلك من الآيات.) [أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن (2/100)-------------
    والمقصود بحفظ القرآن حفظ الدين كله، ويدخل في ذلك حفظ سنة الرسول صلى لله عليه وسلم، التي هيأ الله لها من حفظ نصوص متونها، وأسانيدها، وبين صحيحها من ضعيفها، كما بين أحوال رواتها من حيث العدالة والفسق، والصدق والكذب، والضبط والتساهل، وغير ذلك مما يعرف به صحة نسبة الحديث إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم صحتها. وحفظ سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، لازم لحفظ القرآن الكريم، لأن كثيرا من الأحكام الواردة في القرآن الكريم لا يمكن أداؤها كما أراد الله إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم ما أجمل فيها، كمواقيت الصلاة، وعدد ركعاتها، والقراءة فيها، وهكذا الحج والزكاة والصيام وغيرها من الأحكام، كما أن أحكاما كثيرة لم تذكر في القرآن الكريم، وبينها الرسول صلى الله عليه، كما قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}. النحل: 16.

    وحفظ نصوص القرآن والسنة إلى يوم القيامة، يضمن للأمة الإسلامية الرجوع إليهما لتصحيح ما قد يطرأ من شوائب وانحرافات في سلوكها ورد ما قد يحاول أعداء هذا الدين، من إدخال ما ليس منه فيه. وهاهو القرآن الكريم قد حفظه الله، فلم يغير منه حرف أو كلمة مع طول المدة من يوم نزوله إلى الآن وسيبقى كذلك إلى يوم الدين. -
    -----------
    فائدة الإيمان بالكتب السابقة
    قد يقال: وما فائدة الإيمان بالكتب السابقة مع كونها قد حرفت وبدلت؟

    والجواب:أن فائدة الإيمان بها مع تحريفها وتبديلها، ومع عدم جواز الاعتماد عليها، مستقلة-ولو سلمت من التغيير-بعد نزول القرآن الكريم، تعود إلى ثلاثة أمور :

    الأمر الأول: أن القرآن الكريم قد أخبرنا عنها، وخبره حق وصدق يجب الإيمان به، ومن كذبه فقد كفر.

    الأمر الثاني: معرفة أن هدى الله تعالى لم ينقطع عن البشر من وقت وجودهم على هذه الأرض إلى اليوم، وسيبقى كذلك إلى يوم القيامة، وذلك يدل على أن هذا القرآن ليس بدعا من الكتب الإلهية، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بدعا من الرسل.

    الأمر الثالث:
    إقامة الحجة على أهل الكتب السابقة بما ثبت فيها من صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    حكم من لم يؤمن بالكتب السماوية السابقة :

    والذي لا يؤمن بأن الله أوحى إلى رسله وأنزل عليهم كتبه، لهداية خلقه قبل أن يأتي محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يكون مسلما-ولو ادعى الإيمان بالقرآن الكريم- فإن القرآن الكريم قد أوجب الإيمان بكتب الله المنزلة على رسله عليهم السلام، قال تعالى: {ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا}. النساء: 136.

    هيمنة القرآن على الكتب السابقة
    القرآن الكريم هو الحجة على الناس ولا حجة في غيره بعد نزوله

    القرآن الكريم هو خاتم الكتب السماوية وآخرها نزولا، والمهيمن عليها، فما أثبته القرآن مما ورد فيها فهو الثابت، لثبوته في القرآن، وما نفاه القرآن مما ورد فيها فلا عبرة به لنفيه في القرآن، فهو الحجة ولا حجة في سواه بعد نزوله، لأن كل الكتب السابقة، قد حرفت وبدلت، وما بقي فيها ثابتا فهو خاضع لحكم القرآن الذي نسخ ما سبقه من الكتب، وقد يكون فيها شيء من الحق، ولكن أهل الكتاب كتموه، حسدا منهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذه الأمة، كما قال الله تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق-إلى قوله-: وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم، وإن كثيرا من الناس الفاسقون أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}. المائدة: 48-50.

    ما ذا يستفاد من الكتب السابقة إقامة الحجة على أهلها بما بقي فيها من الحق؟

    ونحن لسنا في حاجة إلى ما فيها من حق إلا لإقامة الحجة على أهلها إذ نقول لهم كما قال الله لرسوله، صلى الله عليه وسلم: {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين}.آل عمران: 93.

    نص القرآن الكريم على تحريف أهل الكتاب لكتبهم وكتمان ما بقي فيها من الحق

    وقد نص القرآن الكريم على تحريف أهل الكتاب وكتمانهم للحق ولبسه بالباطل، كما قال تعالى: {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه}.النساء: 46

    وقال تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه}. المائدة: 13.

    وقال تعالى: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون}. البقرة: 79.

    وقال تعالى: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون}. البقرة: 75.

    وقال تعالى: {وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون} البقرة: 113.

    وقد رد الله على اليهود والنصارى في قولهم هذا بأنهم كلهم ليسوا على شيء، لعدم إقامتهم ما جاء هم من عنده في التوراة والإنجيل، فقال تعالى: {قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم}ا لمائدة: 68.

    المراد بإقامة التوراة والإنجيل

    والمراد بإقامة التوراة والإنجيل-هنا-الإقرار بما كانوا يعلمونه ويكتمونه، من نعت محمد صلى الله عليه وسلم الدال على رسالته، وليس المراد العمل بما يخالف القرآن مما فيهما، فلا يقبل منهم، بعد نزول القرآن إلا ما جاء فيه.

    قال قاضي القضاة أبو السعود الحنفي رحمه الله: {فلو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل-أي بمراعاة ما فيهما من الأحكام-التي من جملتها شواهد نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ومبشرات بعثته إنما تكون بذلك، لا بمراعاة جميع ما فيهما من الأحكام، لانتساخ بعضها بنزول القرآن، فليست مراعاة الكل من إقامتهما في شيء}. [تفسير أبي السعود: (2/90)]
    --------------------------
    وبضدها تتبين الاشياء- فلا يعرف حسن التوحيد الا بمعرفة قبح الشرك - ولا يعرف الصراط المستقيم الا بمعرفة طرق اصحاب الجحيم من المغضوب عليهم والضالين -قال بن القيم رحمه الله - تظهر للعباد قدرة الرب تعالى على خلق المتضادات المتقابلات، فخلق هذه الذات [ الشيطان]- التي هي أخبث الذوات وشرها، وهي سبب كل شر- في مقابلة ذات جبريل، التي هي أشرف الذوات، وأطهرها وأزكاها، وهي مادة كل خير. فتبارك الله خالق هذا، وهذا. كما ظهرت لهم قدرته التامة في خلق الليل والنهار، والضياء والظلام، والداء والدواء، والحياة والموت، والحر والبرد، والحسن والقبيح، والأرض والسماء، والذكر والأنثى، والماء والنار، والخير والشر. وذلك من أدل الدلائل على كمال قدرته وعزته، وسلطانه، وملكه. فإنه خلق هذه المتضادات، وقابل بعضها ببعض. وسلط بعضها على بعض، وجعلها محال تصرفه وتدبيره، وحكمته. فخلو الوجود عن بعضها بالكلية، تعطيل لحكمته، وكمال تصرفه، وتدبير مملكته. ومنها: ظهور آثار أسمائه القهرية، مثل القهار، والمنتقم، والعدل، والضار، وشديد العقاب، وسريع الحساب، وذي البطش الشديد، والخافض، والمذل. فإن هذه الأسماء والأفعال كمال. فلا بد من وجود متعلقها. ولو كان الخلق كلهم على طبيعة المَلَك، لم يظهر أثر هذه الأسماء والأفعال.
    ومنها: ظهور آثار أسمائه المتضمنة لحلمه وعفوه، ومغفرته وستره، وتجاوزه عن حقه، وعتقه لمن شاء من عبيده. فلولا خلق ما يكره من الأسباب المفضية إلى ظهور آثار هذه الأسماء، لتعطلت هذه الحكم والفوائد. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا بقوله: لو لم تذنبوا، لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم.
    ومنها: ظهور آثار أسماء الحكمة، والخبرة. فإنه سبحانه الحكيم الخبير، الذي يضع الأشياء مواضعها. وينزلها منازلها اللائقة بها، فلا يضع الشيء في غير موضعه، ولا ينزله غير منزله، التي يقتضيها كمال علمه وحكمته، وخبرته. فلا يضع الحرمان والمنع، موضع العطاء والفضل. ولا الفضل والعطاء، موضع الحرمان والمنع. ولا الثواب موضع العقاب، ولا العقاب موضع الثواب، ولا الخفض موضع الرفع، ولا الرفع موضع الخفض، ولا العز مكان الذل، ولا الذل مكان العز، ولا يأمر بما ينبغي النهي عنه، ولا ينهى عما ينبغي الأمر به. فهو أعلم حيث يجعل رسالته. وأعلم بمن يصلح لقبولها. ويشكره على انتهائها إليه ووصولها، وأعلم بمن لا يصلح لذلك، ولا يستأهله. وأحكم من أن يمنعها أهلها، وأن يضعها عند غير أهلها. فلو قدر عدم الأسباب المكروهة البغيضة له، لتعطلت هذه الآثار. ولم تظهر لخلقه، ولفاتت الحكم والمصالح المترتبة عليها. وفواتها شر من حصول تلك الأسباب. فلو عطلت تلك الأسباب - لما فيها من الشر- لتعطل الخير الذي هو أعظم من الشر الذي في تلك الأسباب

    - فالدين الحق براهينه ظاهرة على الاعتقادات الباطلة - كاعتقاد النصارى أن المسيح ابن الله .
    2. اعتقاد النصارى أن المسيح عليه السلام إله مع الله ، بل هو الأقنوم الثاني من الثالوث المقدس عندهم .
    3. اعتقاد أن اللاهوت حلّ في الناسوت .
    4. اعتقاد أن الله يتكون من ثلاثة أقانيم وهو ما يعرف بـ "عقيدة الثليث " .
    5. اعتقاد النصارى أن المسيح عليه السلام صلبته اليهود بأمر بيلاطس النبطي وتوفي على الصليب .
    6. اعتقاد النصارى أن المسيح مات مصلوباً فداءاً للبشرية وكفارة للخطيئة الموروثة.
    7. موقف النصارى من اليهود الذين يكذبون عيسى عليه السلام ، ويزعمون أنهم صلبوه وقتلوه ، ويتهمون أمه " مريم " بالزنى – وهي المبرأة من ذلك - ، ومع هذا فإن موقف النصارى منهم اليوم موقف النصرة والولاء ، وموقفهم من المسلمين الذين يعظمون عيسى عليه السلام وأمه موقف العداء والبراء .
    8. تحريفهم لكتاب الله تعالى الإنجيل ، سواء تحريف اللفظ بالتغيير أو الزيادة أو تحريف المعنى ، وفي ذلك من نسبة السوء والشر لله تعالى ولدينه ما فيه .
    9. عقيدة الخلاص ، وهي اعتقادهم أن الله أرسل ابنه الوحيد ليخلص الناس من إثم ارتكبه أبو البشرية عليه السلام فعجز الله عن مغفرة ذنبه فأرسل ابنه الوحيد الذي لا ذنب له ليضحي بنفسه من أجل زوال الخطيئة .
    وهذا انتقاص لرب العالمين وتكذيب للحقائق من توبة آدم عليه السلام وتنجية الله تعالى للمسيح عليه السلام من القتل .
    10. كفرهم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، مع أنه منصوص عليه في العهدين الجديد والقديم .
    11. إيمانهم بصحة التوراة المحرفة التي بين أيديهم اليوم ، وفيها من سب الله تعالى ووصفه بالنقائص وسب الأنبياء والمرسلين ما يتعاظم المرء أن يتكلم به ، لكننا نذكره ليُعلم شناعة ما هم عليه من الكفر .
    فيصفون الله تعالى أنه بكى ندماً على الطوفان الذي أغرق قوم نوح حتى رمد وعادته الملائكة تعالى الله عز وجل عن ذلك علواً كبيراً .
    ويصفون لوطاً عليه السلام بأنه زنى بأبنيته ، ونوحاً بأنه شرب الخمر حتى ثمل وبدت عورته ، ومخازيهم أكثر من ذلك .
    انظر " هداية الحيارى في أوبة اليهود والنصارى " لابن القيم ، ----اذا
    لماذا لم تندثر الديانة النصرانية ؟؟؟
    الجواب لان شريعة الاسلام لم تستأصل هذه الاديان كما تقدم فعاشت فى ظل وحماية الدولة الاسلامية بشروط اهل الذمة- والحكمة العظيمة التى اقتضتها حكمة الله من وجود الحق والباطل ووجود هذه الاديان كالنصرانية ليكون القرآن شاهد على التحريف والتبديل وأن الله لم يتكفل بحفظ تلك الكتب السماوية التي سبقت نزول القرآن الكريم وإنما وكل حفظها إلى علماء تلك الديانات ابتلاء لهم، وهو يعلم سبحانه أنهم سيحرفونها ويبدلونها ويكتمون ما فيها من الحق، ويعلم أن رسالة أولئك الرسل مقيدة بزمنهم وبقومهم، وأن الرسالة الشاملة هي رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم،

    والآية التي أشار الله فيها إلى أ نه تعالى وكل حفظ الكتب السابقة إلى علماء تلك الديانات، هي قوله تعالى: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء}. --- وقد اخبر النبى صلى الله عليه وسلم - و
    قد ثبت أن عيسى عليه السلام سوف ينزل في آخر الزمان فيقتل المسيح الدجال ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ولا يقبل من أهل الكتاب إلا الإسلام أو السيف ، وقد دلت على هذا مجموعة من النصوص الشرعية .
    قال الله تعالى :( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ) الزخرف /61 .
    قال ابن كثير رحمه الله تعالى :
    " وقوله: ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ ) : تقدم تفسير ابن إسحاق : أن المراد من ذلك : ما بعث به عيسى عليه السلام ، من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ، وغير ذلك من الأسقام ، وفي هذا نظر . وأبعد منه ما حكاه قتادة ، عن الحسن البصري وسعيد بن جبير: أن الضمير في ( وَإِنَّهُ ) عائد على القرآن ، بل الصحيح أنه عائد على عيسى عليه السلام ، فإن السياق في ذكره ، ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة ، كما قال تبارك وتعالى : ( وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ) أي : قبل موت عيسى عليه الصلاة والسلام ، ثم ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ) ، ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى " وإنه لعَلَم للساعة " أي : أمارة ودليل على وقوع الساعة ، قال مجاهد : ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ ) أي : آية للساعة خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة . وهكذا روي عن أبي هريرة ، وابن عباس ، وأبي العالية ، وأبي مالك ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، وغيرهم .
    وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه أخبر بنزول عيسى عليه السلام ، قبل يوم القيامة إماما عادلا ، وحكما مقسطا " انتهى من " تفسير ابن كثير " ( 7 / 236 ) .

    ويظهر أن في نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان ، من الحكم ، والله أعلم بمراده من ذلك :
    أن يجعل من أسباب ظهور الإسلام ، الذي هو دين الأنبياء جميعا ، ظهورا كاملا شاملا على هذه الأرض ؛ أن ينزل عيسى ابن مريم ، بعدما اختلف الناس فيه ، وتحزبوا لأجله على أحزاب وطوائف ، ليدل هؤلاء المختلفين على حقيقة أمره ، ويفصل بينهم فيما اختلفوا فيه من شأنه ؛ فينصر المسلمين ، ويقاتل اليهود ، ويقتل زعيمهم المسيح الدجال ، ويلزم النصارى بالإسلام ، ولا يقبل منهم جزية ، ويبطل مقالتهم ، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير.
    عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا ، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ ، وَيَفِيضَ المَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا . ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : ( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ، وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ) ) رواه البخاري ( 3448 ) ، ومسلم ( 155 ) .
    وفي هذا بيان لإبطال ما سوى الإسلام من الأديان ، وعدم إقرار أهلها عليها ، لا بجزية ولا غيره ، وإظهار أحكام الإسلام ، وشريعته التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم ، وإقامة الحجة على أهل الكتاب ، في بطلان ما هم عليه .
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
    " والمعنى : أن الدين يصير واحدا ، فلا يبقى أحد من أهل الذمة يؤدي الجزية" .
    انتهى من "فتح الباري" (6/568) .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: لماذا لم تندثر النصرانية ؟؟؟

    كتاب الله خالد خلود هذه الحياة .. ورد فيه كل الأديان .. إذن :
    النصرانية لن تندثر .. واليهودية لن تندثر .. وكذلك الكفر لن يندثر .. والإسلام سيظل ظاهراً إلى يوم الدين .
    .....

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: لماذا لم تندثر النصرانية ؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    من أسباب ظهور الإسلام ، الذي هو دين الأنبياء جميعا ، ظهورا كاملا شاملا على هذه الأرض ؛ أن ينزل عيسى ابن مريم ، بعدما اختلف الناس فيه ، وتحزبوا لأجله على أحزاب وطوائف ، ليدل هؤلاء المختلفين على حقيقة أمره ، ويفصل بينهم فيما اختلفوا فيه من شأنه ؛ فينصر المسلمين ، ويقاتل اليهود ، ويقتل زعيمهم المسيح الدجال ، ويلزم النصارى بالإسلام ، ولا يقبل منهم جزية ، ويبطل مقالتهم ، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير.
    عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا ، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ ، وَيَفِيضَ المَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا . ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : ( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ، وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ) ) رواه البخاري ( 3448 ) ، ومسلم ( 155 ) .
    .
    نعم وهنا تندثر الديانة النصرانية بل واليهودية - ويفصل عيسى عليه السلام بين هؤلاء فيما اختلفوا فيه من شأنه - ، و لا يبقى إلا دين واحد هو دين الاسلام و يلزم النصارى بالإسلام - ويقاتل اليهود -((لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله))، وزاد مسلم: ((إلا الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود))؛ متفق عليه.


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: لماذا لم تندثر النصرانية ؟؟؟

    يا أخى الكريم .. رسول الله هو خاتم النبيين .. فكيف ولماذا سينزل سيدنا عيسى عليه السلام .. ؟
    اللهداية .. ؟
    { وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً }
    { وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا .. وَلَكِنْ .. حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }
    .....


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: لماذا لم تندثر النصرانية ؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    كتاب الله خالد خلود هذه الحياة .. والإسلام سيظل ظاهراً إلى يوم الدين .
    .....
    يرفع القرآن الكريم في آخر الزمان عَنْ عبد الله بن مَسْعُودٍ قَالَ : " لَيُسْرَيَنَّ عَلَى الْقُرْآنِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلا يُتْرَكُ آيَةٌ فِي مُصْحَفٍ وَلا فِي قَلْبِ أَحَدٍ إِلا رُفِعَتْ " أخرجه الدارمي بسند صحيح برقم 3209 .

    و ما رواه الطبراني في المعجم الكبير برقم 8698 عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " لَيُنْتَزَعَنَّ هذا القرآن من بين أظهركم ، قيل له : يا أبا عبد الرحمن : كيف يُنتزع وقد أثبتناه في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا ؟ قال : يُسْرَى عليه في ليلة فلا يبقى في قلب عبد ولا مصحف منه شيء ، ويصبح الناس كالبهائم " ثم قرأ قول الله تعالى : ( ولئن شئنا لَنَذْهَبَنَّ بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلاً ) الإسراء / 86 . قال ابن حجر في فتح الباري ( 13 /16 ) : سنده صحيح ولكنه موقوف . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ( 7 / 329 ) : رجاله رجال الصحيح ، غير شداد بن معقل وهو ثقة . وصححه الألباني .
    وهذا الحديث حكمه حكم المرفوع ، لأنه لا يُقال بالرأي .
    قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ( 3 / 198 ) : " فإنه يسرى به فى آخر الزمان من المصاحف والصدور فلا يبقى فى الصدور منه كلمة ، ولا فى المصاحف منه حرف " .
    وقد أنزل الله القرآن هدى للناس وتكفّل بحفظه وهو المعجزة الخالدة للنبي صلى الله عليه وسلم وسيبقى يتعلّم منه ويهتدي عليه الأولون والآخرون ولكن في آخر الزمان قبل قيام الساعة مباشرة يقبض الله أرواح المؤمنين ولا يبقى في الأرض إلا شرار الخلق ولا تكون صلاة ولا صيام ولا حجّ ولا صدقة ، ولا تكون هناك فائدة من وجود الكعبة ولا بقاء القرآن فيقدِّر الله عزّ وجلّ خراب الكعبة على يد كافر من الحبشة ( روى البخاري في صحيحه برقم 1519 أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة " ) ، ويرفع الله عزّ وجلّ القرآن من الأرض فلا تبقى منه آية في المصاحف والصدور ، والله يغار أن يبقى كتابه في الأرض بلا فائدة لا يُعمل به فيحدث هذا الأمر .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: لماذا لم تندثر النصرانية ؟؟؟

    سيدنا عيسى سينزل إلى الإنس .. فمن الذى سينزل إلى الجن .. ؟

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: لماذا لم تندثر النصرانية ؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    .. رسول الله هو خاتم النبيين .. فكيف ولماذا سينزل سيدنا عيسى عليه السلام

    نزول المسيح عليه السلام وهو وإن كان رسولا إلا أنه سيحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم لا بشريعته؛ كما عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم فأمكم منكم؟! فقلت لابن أبي ذئب: إن الأوزاعي حدثنا عن الزهري عن نافع عن أبي هريرة: وإمامكم منكم، قال ابن أبي ذئب: تدري ما أمكم منكم؟ قلت: تخبرني، قال: فأمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم . وفي رواية لمسلم أيضا يقول صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة. قال: فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا؛ إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة وقال الحافظ رحمه الله :

    " قَالَ أَبُو الْحَسَن الْآبِريّ فِي مَنَاقِب الشَّافِعِيّ : تَوَاتَرَتْ الْأَخْبَار بِأَنَّ الْمَهْدِيّ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة وَأَنَّ عِيسَى يُصَلِّي خَلْفه . وَقَالَ أَبُو ذَرّ الْهَرَوِيُّ : حَدَّثَنَا الْجَوْزَقِيّ عَنْ بَعْض الْمُتَقَدِّمِي نَ قَالَ : مَعْنَى قَوْله : " وَإِمَامكُمْ مِنْكُمْ " يَعْنِي أَنَّهُ يَحْكُم بِالْقُرْآنِ لَا بِالْإِنْجِيلِ . وَقَالَ اِبْن التِّين : مَعْنَى قَوْله : " وَإِمَامكُمْ مِنْكُمْ " أَنَّ الشَّرِيعَة الْمُحَمَّدِيَّ ة مُتَّصِلَة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة , وَأَنَّ فِي كُلّ قَرْن طَائِفَة مِنْ أَهْل الْعِلْم .
    وَقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : لَوْ تَقَدَّمَ عِيسَى إِمَامًا لَوَقَعَ فِي النَّفْس إِشْكَال ، وَلَقِيلَ : أَتُرَاهُ تَقَدَّمَ نَائِبًا أَوْ مُبْتَدِئًا شَرْعًا , فَصَلَّى مَأْمُومًا لِئَلَّا يَتَدَنَّس بِغُبَارِ الشُّبْهَة وَجْه قَوْله : " لَا نَبِيّ بَعْدِي "
    انتهى مختصرا .
    وقال علماء اللجنة الدائمة :
    " دلت الأحاديث على نزوله آخر الزمان ، وعلى أنه يحكم بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى أن إمام هذه الأمة ـ في الصلاة وغيرها ، أيام نزول عيسى ـ من هذه الأمة ، وعلى ذلك لا تكون هناك منافاة بين نزوله وبين ختم النبوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
    ؛ حيث لم يأت عيسى برسالة جديدة ، ولله الحكم أولا وآخرا ، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، ولا معقب لحكمه ، وهو العزيز الحكيم " انتهى .
    "فتاوى اللجنة الدائمة" (3 / 301-302)
    وقال علماء اللجنة أيضا :
    " ورد في القرآن نصوص في رفع عيسى ابن مريم حيا إلى السماء ، ونزوله نبيا رسولا ؛ وذلك امتدادا لنبوته ورسالته قبل رفعه ، لكن لا يدعو إلى شريعته ، بل يدعو إلى أصول الإسلام التي دعا إليها الأنبياء والمرسلون جميعا ، وإلى الفروع التي جاء بها خاتم
    الرسل محمد عليه الصلاة والسلام ، فليست نبوة ورسالة جديدة حتى تتنافى مع ختم النبوات برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " انتهى .
    "فتاوى اللجنة الدائمة" (3 / 328-329)

    .
    ولماذا سينزل سيدنا عيسى عليه السلام
    ثبت أن عيسى عليه السلام سوف ينزل في آخر الزمان فيقتل المسيح الدجال ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ولا يقبل من أهل الكتاب إلا الإسلام أو السيف ، وقد دلت على هذا مجموعة من النصوص الشرعية .
    قال الله تعالى :( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ) الزخرف /61 .
    قال ابن كثير رحمه الله تعالى :
    " وقوله: ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ ) الصحيح أنه عائد على عيسى عليه السلام ، فإن السياق في ذكره ، ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة ، كما قال تبارك وتعالى : ( وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ) أي : قبل موت عيسى عليه الصلاة والسلام ، ثم ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ) ، ويؤيد هذا المعنى القراءة الأخرى " وإنه لعَلَم للساعة " أي : أمارة ودليل على وقوع الساعة ، قال مجاهد : ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ ) أي : آية للساعة خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة . وهكذا روي عن أبي هريرة ، وابن عباس ، وأبي العالية ، وأبي مالك ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، وغيرهم .
    وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه أخبر بنزول عيسى عليه السلام ، قبل يوم القيامة إماما عادلا ، وحكما مقسطا " انتهى من " تفسير ابن كثير " ( 7 / 236 ) .
    ولماذا
    ذكرنا السبب سابقا
    في نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان ، من الحكم ، :
    أن يجعل من أسباب ظهور الإسلام ، الذي هو دين الأنبياء جميعا ، ظهورا كاملا شاملا على هذه الأرض ؛ أن ينزل عيسى ابن مريم ، بعدما اختلف الناس فيه ، وتحزبوا لأجله على أحزاب وطوائف ، ليدل هؤلاء المختلفين على حقيقة أمره ، ويفصل بينهم فيما اختلفوا فيه من شأنه ؛ فينصر المسلمين ، ويقاتل اليهود ، ويقتل زعيمهم المسيح الدجال ، ويلزم النصارى بالإسلام ، ولا يقبل منهم جزية ، ويبطل مقالتهم ، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير.

    عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا ، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ ، وَيَفِيضَ المَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا . ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : ( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ، وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ) ) رواه البخاري ( 3448 ) ، ومسلم ( 155 ) .


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: لماذا لم تندثر النصرانية ؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    سيدنا عيسى سينزل إلى الإنس .. فمن الذى سينزل إلى الجن .. ؟
    أن عيسى عليه السلام أرسل ونبّئ سابقا، ونزوله في آخر الزمن ليس إرسالا بشريعة ونبوة، بل ينزل بصفته كما في الحديث " حَكَمًا مُقْسِطًا أي يحكم بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. قال النووي رحمه الله تعالى:
    " وقوله صلى الله عليه وسلم (حَكَمًا) أي ينزل حاكما بهذه الشريعة ، لا ينزل نبيا برسالة مستقلة وشريعة ناسخة؛ بل هو حاكم من حكام هذه الأمة.

    والمقسط العادل، يقال: أقسط يقسط إقساطا، فهو مقسط : إذا عدل " انتهى. من "شرح صحيح مسلم" (2 / 190).

    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
    " قوله: ( حَكَمًا ) أي: حاكما. والمعنى: أنه ينزل حاكما بهذه الشريعة؛ فإن هذه الشريعة باقية لا تنسخ، بل يكون عيسى حاكما من حكام هذه الأمة " انتهى. من "فتح الباري" (6 / 491).

    2- ما ورد في الحديث : ( وَيَضَعَ الجِزْيَةَ ) ، معنى هذه الجملة؛ أنه يخيّر أهل الكتاب بين الإسلام أو القتل، ولا يقبل منهم البقاء على الكفر مقابل دفع الجزية.
    قال النووي رحمه الله تعالى:
    " (ويضع الجزية) فالصواب في معناه: أنه لا يقبلها ولا يقبل من الكفار إلا الإسلام، ومن بذل منهم الجزية ، لم يكفَّ عنه بها ؛ بل لا يقبل إلا الإسلام أو القتل، هكذا قاله الإمام أبو سليمان الخطابي وغيره من العلماء رحمهم الله تعالى " انتهى. من "شرح صحيح مسلم" (2 / 190).
    والجزية مشروعة في دين الإسلام، كما في قوله تعالى:
    ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) التوبة /29.
    وفعل عيسى عليه السلام ليس نسخا منه لمشروعية الجزية؛ للآتي:
    - أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد بيّن بهذا الحديث : أن الجزية مشروعيتها مقيدة بزمن؛ وهو إلى وقت نزول عيسى عليه السلام، وبعد ذلك لا تقبل، فيكون عيسى عليه السلام حاكما بهذا الحديث متبعا لنبينا صلى الله عليه وسلم في هذا التقييد.
    قال بدر الدين العيني رحمه الله تعالى:
    " قوله: (وَيَضَعَ الجِزْيَةَ) ، أي: يتركها فلا يقبلها، بل يأمرهم بالإسلام.
    فإن قلت: هذا يخالف حكم الشرع، فإن الكتابي إذا بذل الجزية ، وجب قبولها ، فلا يجوز بعد ذلك إكراهه على الإسلام ولا قتله؟
    قلت: هذا الحكم الذي كان بيننا ، ينتهي بنزول عيسى عليه الصلاة والسلام.
    فإن قلت: هذا يدل على أن عيسى، عليه الصلاة والسلام، ينسخ الحكم الذي كان في شرعنا، والحال أنه تابع لشرع نبينا صلى الله عليه وسلم.
    قلت: ليس هو بناسخ، بل نبينا صلى الله عليه وسلم هو الذي بيّن بالنسخ. وأن عيسى، عليه الصلاة والسلام، يفعل ذلك بأمر نبينا صلى الله عليه وسلم " انتهى. "عمدة القاري" (13 / 28).
    - من قواعد شريعتنا أن "الحكم يدور مع علته زوالا وعدما".
    فيحتمل أن الجزية فرضت على أهل الكتاب لشبهة ما بأيديهم من التوراة والإنجيل؛ فإذا نزل عيسى عليه السلام وعاينوه زالت هذه العلة، ولم يبق لهم شبه يتعلقون بها، فلم يبق إلا الإسلام أو القتل.
    قال العراقي رحمه الله تعالى:
    " ويظهر لي أن قبول الجزية من اليهود والنصارى لشبهة ما بأيديهم من التوراة والإنجيل ، وتعلقهم ـ بزعمهم ـ بشرع قديم ؛ فإذا نزل عيسى ، زالت تلك الشبهة ، لحصول معاينته ؛ فصاروا كعبدة الأوثان في انقطاع شبهتهم ، وانكشاف أمرهم ؛ فعوملوا معاملتهم في أنه لا يقبل منهم إلا الإسلام، والحكم يزول بزوال علته " انتهى، من "طرح التثريب" (7 / 266 - 267).

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: لماذا لم تندثر النصرانية ؟؟؟

    " حَكَمًا مُقْسِطًا "؛ أي يحكم بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
    ....
    لماذا ينزل إذن والشريعة قائمة .. ؟

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Dec 2019
    المشاركات
    303

    افتراضي رد: لماذا لم تندثر النصرانية ؟؟؟

    الاجابة باختصار
    احد اهم الاسباب التقليد
    قال تعالي
    بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: لماذا لم تندثر النصرانية ؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    " حَكَمًا مُقْسِطًا "؛ أي يحكم بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
    ....
    لماذا ينزل إذن والشريعة قائمة .. ؟
    الحكمة من نزول عيسى عليه السلام
    قال ابن حجر رحمه الله : " قال العلماء : الحكمة في نزول عيسى دون غيره من الأنبياء ؛ الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه ؛ فبين الله تعالى كذبهم ، وأنه الذي يقتلهم .
    أو نزوله لدنو أجله ، ليُدفَن في الأرض .
    وقيل: إنه دعا الله ، لما رأى صفة محمد وأمته ، أن يجعله منهم ، فاستجاب الله دعاءه وأبقاه حتى ينزل في آخر الزمان ، مجدِّدا لأمر الإسلام فيوافق خروج الدجال فيقتله " ، انتهى ، فتح الباري : (6/ 493).
    وقد سبق في جواب السؤال رقم : (222036) ما نصه : " ويظهر أن في نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان ، من الحكم ، والله أعلم بمراده من ذلك :
    أن يجعل من أسباب ظهور الإسلام ، الذي هو دين الأنبياء جميعًا ، ظهورا كاملًا شاملًا على هذه الأرض ؛ أن ينزل عيسى ابن مريم ، بعدما اختلف الناس فيه ، وتحزبوا لأجله على أحزاب وطوائف ، ليدل هؤلاء المختلفين على حقيقة أمره ، ويفصل بينهم فيما اختلفوا فيه من شأنه ؛ فينصر المسلمين ، ويقاتل اليهود ، ويقتل زعيمهم المسيح الدجال ، ويلزم النصارى بالإسلام ، ولا يقبل منهم جزية ، ويبطل مقالتهم ، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ".انتهى.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: لماذا لم تندثر النصرانية ؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن محمود مشاهدة المشاركة
    الاجابة باختصار
    بارك الله فيكم
    حبذا لو ذكرنا الأسباب في نقاط محددة، ولا مانع التفصيل تحتها.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: لماذا لم تندثر النصرانية ؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    احد اهم الاسباب التقليد - حبذا لو ذكرنا الأسباب في نقاط محددة،
    نعم التقليد من اهم الاسباب فى استمرار توارث المذاهب والاديان- فاليهود والنصارى يهودون وينصرون ابنائهم وابنائهم يتبعونهم تقليدا -إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُون- وهكذا تنتقل الاديان وتتوارث عبر التقليد---- واليك مثال لما يحصل اليوم او الليلة أو الآن فى هذه اللحظة خصوصا - بالاحتفال بعيد الكريسمس [رأس السنة] الذى توارثته الاجيال تقليدا عبر قرون طويلة - ومثال اخر لما يستمر ولا يندثر طالما التقليد الاعمى موجود -الاحتفال بالمولد النبوى - انظر كيف توارثته الاجيال عبر قرون طويلة بسبب التقليد الاعمى- فطالما وجد التقليد الاعمى استمر الباطل - فما بالك بالاديان التى عند اصحابها اعظم من اعتقاد وجوب اتباع مذهب معين او اعتقاد وجوب احياء اعياد مبدعة تستمر لآلاف السنين--نعم التقليد من اهم اسباب استمرار وعدم اندثار هذه الاديان كما تفضل به الاخ ابن محمود -
    قال السعدى : مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ{ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا } القول الذي قاله، والدين الذي دعا إليه { فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ } أي: في الوقت الأخير، فلا أدركنا عليه آباءنا، ولا آباؤنا أدركوا آباءهم عليه، فامضوا على الذي مضى عليه آباؤكم، فإنه الحق، وما هذا الذي دعا إليه محمد إلا اختلاق اختلقه، وكذب افتراه، وهذه أيضا شبهة من جنس شبهتهم الأولى، حيث ردوا الحق بما ليس بحجة لرد أدنى قول، وهو أنه قول مخالف لما عليه آباؤهم الضالون، فأين في هذا ما يدل على بطلانه؟.------------- مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ - قوله تعالى : ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة قال ابن عباس والقرظي وقتادة ومقاتل والكلبي والسدي : .يعني : النصرانية . قالوا : لو كان هذا القرآن حقا أخبرتنا به النصارى -- . والنصارى يجعلون مع الله إلها . لأنها آخر الملل وهم لا يوحدون ، بل يقولون : ثالث ثلاثة .وقال العوفي عن ابن عباس : ( ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ) يعني : النصرانية . قالوا : لو كان هذا القرآن حقا أخبرتنا به النصارى

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: لماذا لم تندثر النصرانية ؟؟؟

    وهل يصح هذا التعليل:
    - ليظل الصراع بين الحق والباطل دائم.
    - وليميز الله الخبيث من الطيب.
    - وليظل شاهد على ما كانوا عليه.
    - وليكمل المؤمن إيمانه بالكتب.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: لماذا لم تندثر النصرانية ؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    وهل يصح هذا التعليل:
    - ليظل الصراع بين الحق والباطل دائم.
    - وليميز الله الخبيث من الطيب.
    - وليظل شاهد على ما كانوا عليه.
    - وليكمل المؤمن إيمانه بالكتب.
    نعم بارك الله فيك هذه العلل هى الخلاصة -جَمَعَت اسْتَوْعَبَت الموضوع - جزاك الله خيرا

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: لماذا لم تندثر النصرانية ؟؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    نعم بارك الله فيك هذه العلل هى الخلاصة -جَمَعَت اسْتَوْعَبَت الموضوع - جزاك الله خيرا
    وجزاكم آمين، وفيك بارك الله يالحبيب
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •