الانتكاسة التربوية




معاذ بن خالد المسلَّم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أحبابي..

عندما ننظر إلى عصرنا وما آل إليه من تطور تقني وفكري.. إلخ

ندرك أن الأجيال القادمة.. قد تكون عرضة للتلف إذا لم نحافظ على عقولها..


وإذا لم نحرص على نشر الثقافة التربوية.. اللازمة لهذا العصر وتحديداً في هذا الوقت.. ستكون هناك ما يسمى "نكسة تربوية".




عندما ننظر إلى زمن آبائنا وأجدادنا.. ونتمعن في أساليب التربية التي تربوا عليها ونشأوا على أثرها.. نعلم أن الوقت والزمن وعوامل البيئة والثقافة.. إلخ قد تغيرت عما سبق..


لا أريد أن أتوسع في كلامي.. لكن مقصودي أن أرسل رسائل إلى مشرفي حلقات التحفيظ، وإلى من له صلة بهم.. بأن نعيد حساباتنا..


قد يكون في بعض الحلقات.. أناسٌ تطوعوا للتدريس، وهم كثر وفقهم الله.. وهذا شيٌ يفرح القلب..


لكن كثيراً ما يغفل مشرفو الحلقات.. عن جانب مهم غير جانب صلاح المعلم.. وهو الجانب التربوي وأساليب التعامل من الطلاب..



لنكن واقعيين.. هناك مشكلة كثرت في الآونة الأخيرة.. وهي مشكلة "تسرب الدارسين من حلقات تحفيظ القرآن الكريم".


هل نتوقع أن التقصير من الطالب، أو من أهله، أو من ملهيات الوقت..؟

لقد وقعت هذه المشكلة.. عندما اهتم مشرفو الحلقات بجانب واحد وتركوا بقية الجوانب.. وأقصد الجانب التربوي بالخصوص.. وقعت مشكلة تسرب الدارسين..

لماذا..؟

الجواب هو: غفلتنا عن التربية وأساليب التعامل..

ولا أقصد فقط المعلم.. بل وحتى الإداري وكل من له أثر في صروح الحلقات الشامخة..


لابد وأن ننتبه لنقطه مهمة جداً..


أحبابي... نحن نبني عقولاً.. نبني أجيالاً.. نبني المستقبل.. بكامله..



فعن طريق التعامل يحصل كل شي.. إذا أردت أن أكسب شخصاً فهناك عوامل تساعد على ذلك، إن أردت أن أبني فكراً.. فبالتعامل أبنيه..


قد يقول البعض: إن الوقت قد فات...!!


وأقول: لا.. لقد تبقى الكثير.. إذا كنا سنجمد ولا نتحرك ستكون هناك النكسه التي أشرت إليها من قبل..



هناك حلول كثيرة؛ أدرج لكم بعضاً منها:

- وضع مكتبة في كل إدارات الحلقات.. تضم كتباً من شتى المجالات.. (دينيه - إدارية - تطويرية - تربوية - ثقافية...).
- إقامة الدورات، وتكون دورات إجبارية لمن يريد أن يلتحق بسلك التدريس.. ويكون بعد عدة اختبارات غير مباشرة.. عن طريق طلابه.. كيف..؟ ننظر مثلا إذا شاغب طالب.. ماذا يكون فعله تجاه هذه المشاغبة..؟ هل يذهب به إلى الحل الأخير وهي الإدارة، أو يستطيع كسب قلوب طلابه وتحريكها تحريكاً تربوياً..؟
"تستطيع أن تحرك نفوس من أمامك كما لو كنت تلعب الشطرنج؛ فتعاملك هو محرك اللعبة" (معاذ المسلّم).
- هناك حلول كثيرة.. وأحب أن يكون الموضوع تفاعليا..

أُنبه أيضاً.. على مسألةٍ الإداريين هل كلُ من عمل في إدارة الحلقات له معرفةٌ بجوانب الإدارة وهي لازمة خصوصاً في هذا الوقت.. الذي نعاني فيه (أزماتِ إدارية وقيادية)


.. في ختام هذا الموضوع أرجو من الله أن لا يكون موضوعي ثقيلا عليكم، وأن يفيدكم وأن نتعلم من أخطائنا.. فإن كان من خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان..


والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وأفضل المرسلين...