تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: روضة عمارة المساجد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,506

    افتراضي روضة عمارة المساجد

    روضة عمارة المساجد

    نبيل بن عبدالمجيد النشمي

    قال - تبارك وتعالى -: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾ [النور: 36].

    وقال - تبارك وتعالى -: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة: 18].

    وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن تطهَّر في بيته، ثم مضى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضةً من فرائض الله، كانت خطواته، إحداها تحط خطيئةً، والأخرى ترفع درجةً))؛ رواه مسلم[1].

    وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن غدا إلى المسجد أو راح، أعدَّ الله له في الجنة نُزلاً كلما غدا أو راح))؛ متفق عليه.

    وعنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن تطهَّر في بيته، ثم مضى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضةً من فرائض الله، كانت خطواته إحداها تحط خطيئةً، والأخرى ترفع درجةً))؛ رواه مسلم.

    هنيئًا لمن قلبه مُعلَّق بالمساجد طوال العام!! فما أن يأتي رمضان حتى يصبح المسجد بيته ومقره وموطنه من شدة العلاقة بينهما.

    المساجد في رمضان تعيش الأيام الذهبية لها - إن صحَّ التعبير - وتمتلئ فخرًا وعزًّا وشرفًا على سائر العام.

    فها هي في حَفاوة ورعاية ووفادة من الرواد، فقلما تَمر ساعة إلا وفيها قارئ أو ساجد أو راكع يتحقَّق فيها للعيان قول الملك الديان: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾ [النور: 36]، فسبحان من أكرم الزمان والمكان.

    المساجد مأوى السكينة والاطمئنان ومناط الراحة النفسيَّة وهدوء البال وموقِع المحبة والمودة وهي في رمضان في ذلك تبلُغ أعلى الدرجات، يدخل فيها المؤمن بهمومه وأتعابه ليجد عندها الحلَّ ويضع عن كاهله الهمَّ.

    يدخلها المصلون في أي ساعة لا لشيء وإنما ليبتعدوا عما يشغلهم عن ربهم، فيجدوا في المساجد فسحة: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ ﴾ [الجن: 18]، فلا مجال لغير الله - تبارك وتعالى - فيها، فتستقر رحلتهم، وتستسلم نفوسهم؛ فهم في ظِلال سجدات يدعون، وقيام يُثنون، وقراءات يتلون، وتأملات يسبحون ويستغفرون ويُعظِّمون ويهللون ويكبرون.

    روضة المسجد هي عُنوان الصائم في رمضان ومكان وجوده ليبحث عن أعلى المقامات من رب الأرض والسموات، فما أن يجد في وقته فرصة إلا كانت للمسجد لا خيار أمامه غيره، فقد سبقه قلبه فيلحقه بدنه.

    لذا كم من نعيم يفوت من يكون آخر مَن يدخل، وأول من يخرج من المساجد! فكيف بالذي لا يدخل إلا قليلاً؟! كم من لذة وراحة وحلاوة وأجر يُحرَمه مَن حرَم نفسه الارتباط بالمساجد.

    وكم من السعادة والسرور يعيشها قلبُ المرابط في المسجد خاصة في رمضان مع صيام وقُرْب من الله فلا تَحرِم نفسك، فالأيام تذهب ولا تعود.

    محروم من أعطى المسجد وقت الفرض فقط! أو من لم يعطِه وقتًا، فذاك لا حديث لنا معه، فقد غلبنا عليه الشيطان.

    لا بد من مكث يومي للصائم في المسجد يذكر أو يصلي أو يتفكر ليتقرَّب وليريح باله ويُصلِح فؤاده، ويَنعَم بلذيذ المناجاة في بيت مَن يناجيه.

    ولله المثل الأعلى، إن من إكرام الناس أن تزورهم في بيوتهم وتجيب دعوتهم فيه، فهذا بيت ربك ويدعوك إليه، وأنت مَن يستفيد ويربح ويكرم، فخسارة أن تترك ما يكرمك عند ربك ويرفع من درجتك.

    في رمضان المساجد تلبس أبهى حلة، وتتزين بأجمل زينة، وتستقبل الزوار، فحُلَّتها الذِّكر وزينتها النوافل وزوَّارها صوَّام قوام، فهنيئًا لتلك الليالي والأيام حالها، ولمن فاز باستغلالها.

    تعمر المساجد في رمضان أيما عمارة: فالقرآن يتلى فيها بلا حساب، والركعات والسجدات بلا عدد، والمواعظ والوقفات تُجدِّد العهد وتحيي القلب، والدروس والمحاضرات تعين على السير وتبين الخط.

    روضة عمارة بيوت الرحمن أجمل ما تكون في رمضان ومنها نتيقَّن أو نزداد ألا حياة لنا بكرامة إلا بالإسلام ومع الرحمن وفيه وبه، ومن بيوته يَنطلِق الإعلان بلسان الحال (هذا هو الحل) يا عباد الرحمن.

    أيها الصائم بينك وبين المساجد علاقة فلا تُضيِّعها، ومودة فلا تُفسِدها، فاجعل من يومك وليلك أوقاتًا تُلزِم بها نفسك بالجلوس في المسجد، وقليل دائم خير من كثير مُنقطِع، ومَن طلب العلا بذل في سبيله ما غلا.

    والأشغال كثيرة والأعذار أكثر، ولا يقطعها إلا علوُّ الهمة وصِدْق العزيمة وارتقاب الأجر من الكريم العظيم، والناس مع أي مَكرُمة متفاوتون فلا ترضَ لنفسك بالدون، واطلب أعلى الدرجات، وطَلَبُ الكمال كمال.

    عمارة بيوت الرحمن في رمضان ما إن يَنطلِق الأذان وتتلقَّفه الأسماع وتزهو بها المآذن وتَضجُّ به المكبرات حتى يتوافد الناس، وتتحرك الطرقات في اتجاه واحد، وكأن الأرض تمشي بهم في مسارعة عجيبة ومسابقة هادئة ونفوس مطمئنة، من كل حَدَبٍ وصوب تَسبِقهم الأفئدة والأرواح، فهم على أثرها، فالرُّوح تلحقها العينان.

    اللهم اجعلنا ممن تعلَّقت قلوبهم بالمساجد فتُظِلهم في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك، وارزقنا السلامة والعافية في الدنيا والآخرة.

    [1] مسلم (1070).



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2019
    الدولة
    برحمته تعالى في دنيا فانية
    المشاركات
    59

    افتراضي رد: روضة عمارة المساجد

    جزاك الله خير الجزاء ونفع بك.
    اللهم إن في كرمك ما هو فوق الأمل، اللهم أني أسألك يا الله أن تجعل في طريقنا من يعتق رقبة أبني أنك سميع مجيب للدعاء يا ارحم الراحمين.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,506

    افتراضي رد: روضة عمارة المساجد

    آمين جزاكم الله خيرا
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •