ذكرالله عبودية الكون،فالملائكة يسبحون على الدوام ﴿وإن من شيءإلايسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم) فسائرالكائنات والجمادات تسبح الله


جاء في حديث عمرو بن عبسة –رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما تستقل الشمس فيبقى شيء من خلق الله إلا سبح الله إلا ما كان من الشياطين ، وأغبياء بنى آدم»
قال بقية بن الوليد (راوي الحديث) :فسألت صفوان بن عمرو ما أغبياء ؟ فقال : الغباء شرار خلق الله
واه الطبراني في مسند الشاميين(2/84رقم960) وابن السني في عمل اليوم والليلة(ص/77رقم149) وأبو نعيم في الحلية(6/111)وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير


1- أعلم أن ذكر الله وصية الله عزوجل لعباده المؤمنين
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ الأحزاب: 41


2- ذكر الله علامة لأسباب الفلاح من عند الله
قال سبحانه: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45].


3- من أعظم التمرات أن يذكرك الله في الملأ الأعلى ومن أنت وأنا حتى نذكر؟؟
قال ربنا {فاذكروني أذكركم}البقرة:152


4- في ذكر الله الجزاء من جنس العمل
في الحديث القدسي: «من ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ من الناس، ذكرته في ملأ أكثر منهم وأطيب »مسند أحمد رقم 8650


5-الحصول على معية الله سبحانه وتعالى للذاكر
قال العلماء:هذه المعية الخاصة التأييد والنصرة
حديث أبو هريرة(يقولُ اللَّهُ تعالى : أَنا معَ عَبدي ما ذَكَرَني وتحرَّكَت بي شَفَتاهُ)أخرجه البخاري معلقاً بصيغة الجزم قبل حديث (7524)، وأخرجه موصولاً ابن ماجه (3792)، وأحمد (10968)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (6621) واللفظ له
وحديث الأخر بلفظ(إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يقولُ : أَنا مَعَ عبدي إذا هوَ ذَكَرَني وتحرَّكت بي شفتاهُ) ذكره الألباني في صحيح ابن ماجه ( 3074 )وقال صحيح


6- أن ذكر الله غراس الجنة ،فالبذكر تزيد غرسك بالجنة
حديث عبدالله ابن مسعود (لَقيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْريَ بي فقالَ : يا محمَّدُ ، أقرئ أمَّتَكَ منِّي السَّلامَ وأخبِرْهُم أنَّ الجنَّةَ طيِّبةُ التُّربةِ عذبةُ الماءِ ، وأنَّها قيعانٌ ، وأنَّ غِراسَها سُبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أَكْبرُ)أخرجه الترمذي (3462) واللفظ له، والطبراني (10/214) (10363)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (2/292) باختلاف يسير.والألباني في صحيح الترمذي (3462)


7- ذكر الله من أعظم أسباب المغفرة وعظيم الأجور
يقول تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَات ِ وَالْمُؤْمِنِين َ وَالْمُؤْمِنَات ِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّق ِينَ وَالْمُتَصَدِّق َاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾الأحزاب: 35.


8-ذكر الله خير الأعمال وأزكاها عند الله وأرفع للدرجات وخير لك من إنفاق الذهب والورق
في الحديث: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم»؟ قالوا: بلى. قال: «ذكر الله تعالى»سنن الترمذي رقم 3377 وصححه الألباني


9-ذكر الله نجاة لك من عذاب الله
حديث معاذ بن جبل (ما عمِلَ آدمِيٌّ عمَلًا ، أنْجَى له من عذابِ اللهِ من ذكرِ اللهِ)أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (30065) والألباني في صحيح الجامع ( 5644)


10- ذكر الله علامة براءة قلب العبد المسلم من النفاق
حذرنا الله -عز وجلَّ- من صفات المنافقين، التي منها قلة ذكر الله تعالى والله المستعان، فقال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142]
فمفهموم ذلك أن الذاكر لله عز وجل كثيرا حال المؤمنين
بمفهوم المخالفة لحال المنافقين الذين شأنهم(ولايذكرون اللهَ إِلَّا قَلِيلًا)


11-ذكر الله سبب لانشراح صدرك وطمأنينة قلبك
يقول تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾الرعد: 28


12- ذكر الله وقاية للمسلم من وساوس الشيطان
يقول تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ [الزخرف: 36] يقول ابن عباس - رضي الله عنهما - " الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله خنس".


13- أنت تتعبد بعبادة باقية فذكرالله العبادة التى تبقى من عبادت الدنيالأهل الجنة يتنعمون بها،لأنه نعيم خالص
حديث (« يلهمون التسبيح والتحميد، كما تلهمون النفس)صحيح مسلم رقم 2835


14- ذكر الله خير من الذهب والفضه،ومن الدنيا
عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ) قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ : أُنْزِلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مَا أُنْزِلَ ، لَوْ عَلِمْنَا أَيُّ الْمَالِ خَيْرٌ فَنَتَّخِذَهُ ، فَقَالَ : ( أَفْضَلُهُ لِسَانٌ ذَاكِرٌ ، وَقَلْبٌ شَاكِرٌ ، وَزَوْجَةٌ مُؤْمِنَةٌ تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ .)
رواه الترمذي ( 3094 ) ، وابن ماجه ( 1856 ) وعنده : ( تُعِينُ أَحَدَكُم عَلَى أَمْرِ الآخِرَة ) ، والحديث حسَّنه الترمذي ، وصححه الألباني في ” صحيح الترمذي


15-أعمال جليلة وأجورعظيمة (قيام الليل،والصدقة،و الجهاد)ولكن الاكثار من الذكرأعظم منها لانه يعدلهاجميعها
ن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من عجز منكم عن الليل أن يكابده ، وبخل بالمال أن ينفقه ، وجبن عن العدو أن يجاهده ، فليكثر ذكر الله)
سبحان الله كم هي أعمال جليله وأعمال عظيمة ( قيام الليل، والصدقة، والجهاد ) ولكن الاكثار من الذكر أعظم منها لانه يعدلها جميعها


16-أعلم أن المكثر من ذكر الله لا يسبقه أحد إلى خالقه-جل في علاه-وهو علامة السبق
إنّ الذَّاكرين الله كثيرًا والذَّاكرات همُ المفرِدون السّابقون إلى الخيرات، المحظوظون بأرفع الدرجات وأعلى المقامات، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكّة فمرّ على جبل يقال له جُمْدان فقال: سيروا هذا جُمدان، سبق المفرّدون. قالوا: وما المفرِّدون؟ قال: الذَّاكرون الله كثيرًا والذّاكرات "صحيح مسلم (رقم:2676)


17-مباهاة الله سبحانه للذاكرين بالملائكة
من مَكرُمات الذكر أن الله سبحانه وتعالى يُظهر فضل عبيده الذاكرين ويُبيّن مكانتهم العظيمة لملائكته الكرام، روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال: (ما أجلسكم؟) قالوا: جلسنا نذكر الله, ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومنَّ به علينا، قال: (آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟) قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك, قال: (أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم, ولكنه أتاني جبريل عليه السلام, فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة) رواه مسلم.


18-أن الذكر الله سبب من أسباب زيادة إيمان المسلم
قال سبحانه:(إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِر اللَّهُ وَجِلَت قُلُوبُهُم)


19-أن الذِّكر سبب لتصديق الرّب عز وجل عبدَه، ومن صدّقه الله لم يحشر مع الكاذبين،ورجي له أن يحشر مع الصّادقين
أنّ الذِّكر سببٌ لتصديق الرّبِّ عز وجل عبدَه، فإنّ الذَّاكرَ يُخبرُ عن الله تعالى بأوصاف كماله ونُعوت جلاله، فإذا أخبر بها العبدُ صدَّقه ربُّه، ومن صدّقه اللهُ تعالى لم يُحشَر مع الكاذبين، ورُجي له أن يُحشر مع الصّادقين.
روى ابن ماجه، والترمذي، وابن حبّان، والحاكم، وغيرُهم عن أبي إسحاق، عن الأغرّ أبي مسلم، أنّه شهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أنّهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إذا قال العبدُ: لا إله إلاّ الله والله أكبر، قال: يقول الله تبارك وتعالى: صَدَقَ عبدي لا إله إلاّ أنا وأنا أكبر، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده، قال: صدق عبدي لا إله إلاّ أنا وحدي، وإذا قال: لا إله إلا الله لا شريك له، قال: صدق عبدي لا إله إلاّ أنا لا شريك لي، وإذا قال: لا إله إلا الله له الملكُ وله الحمدُ، قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا لي الملكُ ولي الحمدُ، وإذا قال: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوَّة إلاّ بالله، قال: صدق عبدي لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوَّة إلاّ بي".
ثمّ قال الأغرُّ شيئًا لم أفهمه، قلتُ لأبي جعفر: ما قال؟ قال: "من رُزِقَهُنَّ عند موته لم تمسَّه النَّار".
وقال الترمذي حديث حسن، وصحّحه الحاكم ووافقه الذّهبي، وقال الشيخ الألباني حفظه الله: وهو حديث صحيح
سنن ابن ماجه (3794) ، وسنن الترمذي (رقم:3430) ، وصحيح ابن حبان (رقم:851) ، ومستدرك الحاكم (1/5) ، والسلسلة الصحيحة (رقم:1390)


20-أنّ إدامة الذكر تنوب عن الطّاعات،وتقوم مقامها
أنّ إدامته تنوبُ عن الطّاعات، وتقوم مقامها سواءً كانت بَدَنيَّةً أو ماليّةً، أو بدنيَّةً ماليَّةً كحجِّ التَّطوُّع.
وقد جاء ذلك صريحاً في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله ذهب أهلُ الدُّثور بالأجور والنَّعيم المُقيم، يُصلّون كما نُصلّي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضلُ أموالهم يحُجُّون بها ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدَّقون، فقال: ألا أُعلِّمُكم شيئًا تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدَكم، ولا أحدٌ يكون أفضلَ منكم إلاّ من صنع ما صنعتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: تسبِّحون وتحْمدون وتكبِّرون خلف كلِّ صلاة ... " إلى آخر الحديث، وهو متّفق عليه.
فجعل الذِّكر عوضًا لهم عما فاتهم من الحج والعمرة والجهاد، وأخبر أنَّهم يسبقونهم بهذا الذِّكر، فلما سمع أهلُ الدُّثور بذلك عملوا به، فازدادوا إلى صَدّقتهم وعبادتهم بمالِهم التعبُّدَ بهذا الذِكر، فحازوا الفضيلتين، فنافسهم الفقراء، وأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنَّهم قد شاركوهم في ذلك، فانفردوا عنهم بما لا قدرة لهم عليه، فقال عليه الصلاة والسلام: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ".
وفي حديث عبد الله بن بُسر رضي الله عنه الذي خرّجه الترمذي، وابن ماجه، والحاكم، وغيرهم قال: جاء أعرابيٌّ فقال: يا رسول الله كثُرت عليّ خلالُ الإسلام وشرائعه، فأخبرني بأمرٍ جامعٍ يكفيني. قال: "عليك بذكر الله تعالى". قال: ويكفيني يا رسول الله؟ قال: "نعم، ويفضل عنك"1.
فدلّه الناصح صلى الله عليه وسلم على شيء يعينه على شرائع الإسلام والحِرص عليها، والاستكثار منها، فإنَّه إذا اتّخذ ذكرَ الله تعالى شعارَه، أحبّه وأحبَّ ما يحبّ، فلا شيء أحبُّ إليه من التقرّب بشرائع الإسلام، فدلّه صلى الله عليه وسلم ما يتمكّن به من شرائع الإسلام، وتسهلُ به عليه، فالذِّكرُ من أكبرِ العونِ على طاعة الله، فإنَّه يحبّبُها إلى العبد ويسهِّلها عليه، ويلذِّذُها له بحيث لا يجد لها من الكلفة والمشقة والثقل ما يجده الغافلُ، ثم هو أيضاً يسهل الصعبَ، وييسِّرُ العسيرَ، ويخفّفُ المشاقَّ، فما ذُكر اللهُ على صعبٍ إلا هانَ، ولا على عسيرٍ إلا تيسَّرّ، ولا مشقّةٍ إلا خفَّت، ولا شدّةٍ إلا زالت، ولا كُربَةٍ إلا انفرجت، فذكرُ الله هو الفرجُ بعد الشدّةِ، واليسرُ بعد العسرِ، والفرحُ بعد الغمِّ


21-أن الذكر يعطي الذاكر قوة،حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه
أن الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه، وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في سننه وكلامه وإقدامه وكتابه أمراً عجيباً، فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعه وأكثر، وقد شاهد العسكر من قوته في الحرب أمراً عظيماً، وقد علم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنته فاطمة وعلياً رضي الله عنهما أن يسبحا كل ليلة إذا أخذوا مضاجعهما ثلاثاً وثلاثين ويحمدا ثلاثاً وثلاثين ويكبرا أربعاً وثلاثين لما سألته الخادم وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة، فعلمها ذلك وقال: إنه خير لكما من خادم فقيل أن من داوم على ذلك وجد قوة في يومه مغنيه عن خادم.
فالشاهد حديث(إنه خير لكما من خادم)


22-أن الذكر يترتّب عليه من العطاء والثواب والفضل ما لا يترتَّبُ على غيره من الأعمال، مع أنَّه أيسرُ العبادات
قال عبدالرزاق البدر العباد
من فوائد الذِّكر: أنّه يترتّبُ عليه من العطاء والثّواب والفضل ما لا يترتَّبُ على غيره من الأعمال، مع أنَّه أيسرُ العبادات؛ فإنَّ حركة اللسان أخفُّ حركات الجوارح وأيسرُها، ولو تحرّك عضو من الإنسان في اليوم والليلة بقدر حركة لسانه لشقّ عليه غاية المشقّة، بل لا يمكنُه ذلك، ومع هذا فالأجور المترتِّبة عليه عظيمةٌ والثّوابُ جزيلٌ.
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ في يومٍ مائة مرّة كانت له عدلُ عشر رقاب، وكُتبت له مائة حسنة، ومُحيت عنه مائة سيِّئة، وكانت له حِرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي، ولم يأتِ أحدٌ بأفضل ممّا جاء به إلاّ رجلٌ عمل أكثر منه"
وفي الصّحيحين أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: " من قال سبحان الله وبحمده في يومٍ مائة مرّة حُطَّت خطاياه وإن كانت مثل زَبَدِ البحر"
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأَن أقول سبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر أحبُّ إليَّ ممّا طلعت عليه الشّمسُ "3، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
(فقه الأدعية والأذكار)


23-أن الذكر يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته عليك،ومن صلَّى الله عليه وملائكته فقد أفلح كل الفلاح
من فوائد الذِّكر: أنّه يوجبُ صلاةَ الله عز وجل وملائكتِه على الذّاكر، ومن صلَّى اللهُ عليه وملائِكتُه فقد أفلح كلَّ الفلاح، وفاز كلَّ الفوز، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً، هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالمُؤْمِنِينِ رَحِيماً}
(فقه الأذعية والأذكار)


24-أن الذكر يذكر بك عند عرش الرحمن
حديث النعمان بن نشير (إنَّ ممَّا تذكرونَ من جلالِ اللهِ التسبيحَ والتهليلَ والتحميدَ ينعطِفْنَ حولَ العرشِ لهنَّ دويٌّ كدويِّ النحلِ تُذكِّرُ بصاحبِها أمَا يُحبُّ أحدُكم أن يكونَ له أو لا يزالَ له من يُذكرُ به) الألباني في صحيح ابن ماجه (3086)


25-ن العبد المطيع الذاكر لله تعالى إذا أصابته شدة أو سأل الله تعالى حاجة قالت الملائكة:يا رب صوت معروف،من عبد معروف
أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشده، وقد جاء أثر معناه أن العبد المطيع الذاكر لله تعالى إذا أصابته شدة أو سأل الله تعالى حاجة قالت الملائكة: يا رب صوت معروف، من عبد معروف، والغافل المعرض عن الله عز وجل إذا دعاه وسأله قالت الملائكة: يا رب، صوت منكر، من عبد منكر.
(ابن القيم الوابل الصيب)


26-أن الذكر يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في شعب الإيمان للبيهقي، والحلية لأبي نعيم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنَّه قال: ( ما من ساعة تمرُّ بابن آدم لا يذكر الله تعالى فيها إلاّ تحسّر عليها يوم القيامة) شعب الإيمان (رقم:508) ، الحلية (5/362) ، وحسنه العلامة الألباني في صحيح الجامع (رقم:5720)
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ما من يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان عليهم حسرة» وفي رواية الترمذي «ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم»


27-أن الذاكرله الأكرمية عند الله (حوار الكليم)
ذكر البيهقي عن محمد بن كعب القرظي رحمه الله تعالى قال:
قال موسى عليه السلام: يا رب، أي خلقك أكرم عليك؟ قال: الذي لا يزال لسانه رطباً بذكري.
قال: يا رب، فأي خلقك أعلم؟ الذي يلتمس إلى عمله علم غيره.
قال: يا رب، أي خلقك أعدل؟ قال: الذي يقضي على نفسه كما يقضي على الناس.
قال يا رب، أي خلقك أعظم ذنباً؟ قال الذي يتهمني.
قال: يا رب، وهل يتهمك أحد؟ قال: الذي يستخبرني ولا يرضى بقضائي.
وذكر أيضاً عن أبن عباس قال: لما وقد موسى عليه السلام إلى طور سيناء قال: يا رب، أي عبادك أحب إليك؟ قال الذي يذكرني ولا ينساني.
وقال كعب: قال موسى عليه السلام: يا رب، أقريب أنت فأناجيك، أم بعيد فأناديك؟ فقال تعالى: يا موسى، أنا جليس من ذكرني.
(الوابل الصيب )


28-إن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب
إن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب، كما روى حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن عامر الشعبي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أجد في كتاب الله المنزل أن العبد إذا قال: الحمد لله قالت الملائكة رب العالمين وإذا قال: الحمد لله رب العالمين قالت الملائكة: اللهم اغفر لعبدك، وإذا قال: سبحان الله قالت الملائكة: اللهم اغفر لعبدك، وإذا قال: لا إله إلا الله قالت الملائكة: اللهم اغفر لعبدك.
(الوابل الصيب ص 115)


29-إن الجبال والبقاع تتباهى وتستبشربمن يذكر الله عز وجل عليها
قال ابن مسعود: إن الجبل لينادي الجبل باسمه: أمر بك اليوم أحد يذكر الله عز وجل؟ فإذا قال: نعم، استبشر.
وقال عون بن عبد الله: إن البقاع لينادي بعضها بعضاً: يا جارتاه أمر بك اليوم أحد يذكر الله؟ فقائلة: نعم، وقائلة: لا، فقال الأعمش عن مجاهد: إن الجبل لينادي الجبل باسمه: يا فلان، هل مر بك اليوم ذاكر لله عز وجل؟ فمن قائل: لا، ومن قائل: نعم.
اخرجه الطبراني والبيهقي وابو نعيم في الحلية وذكره ابن كثيروالمناوي وابن القيم


30-أن في دوام الذكر في الطريق والبيت والحضر والسفر والبقاع تكثيرا لشهود العبد يوم القيامة
قال تعالى(يومئذ تحدث أخبارها *بأن ربك أوحى لها)


31-أن الذكر يكسو الوجه نضرة في الدنيا ونوراً في الآخرة
(الوابل الصيب ص 81)