استعن بالله، واقرأ كل ما تستطيع الوصول إليه في موضوع بحثك، من كتب كبيرة أو صغيرة، قديمة أو حديثة، من الكتب الورقية أو الكتب الإلكترونية، مثل كتب برنامج المكتبة الشاملة، مبتدئًا بالكتب الأقدم تأليفًا ثم ما يليها في الزمن، ففي ذلك فوائد كثيرة جدًّا، منها:
1- معرفة العلم من مخارجه الأصلية، والاطلاع على مصادره الأولى.
2- تتبع انتقال العلم من طبقة إلى أخرى، ومن كتاب إلى آخر.
3- معرفة طبقات العلماء ومراتبهم في كل علم.
4- معرفة أهمية الكتب ومراتبها في ذلك العلم الذي يكتب فيه الباحث، فمن الكتب ما لا يُستغنى عنها أبدًا، ومنها كتب فيها فوائد كثيرة جدًّا لم يُسبق إليها صاحبها، ومنها كتب فيها فوائد جديدة لكنها قليلة مقارنة مع غيرها، ومنها كتب يستغني عنها الباحث؛ لكونها تجميعًا أو تلخيصًا، ولا جديد فيها، وإن كانت مفيدة لمن قرأها من طلاب العلم والعامة.
5- الاطلاع على أساليب المصنفين في تبيين العلوم، وبحث المسائل، فمنهم من يرجح ويعلل ويناقش ويتعقب ويفيد، ومنهم من يكتفي بالنقل المحض والتجميع من عدة كتب، ومنهم من يعرض المسائل بأسلوبٍ خاص، ومنهم من يُهذِّب ويلخِّص بما يقرب العلم على الطلاب والعامة.
6- معرفة معاني بعض الكلمات الغامضة، فبعض المصنفين قد لا يوضح ما يحتاج إلى توضيح، ثم تجد بعض من جاء بعده يوضحها أكثر أو يذكر لها مثالًا.
7- معرفة من يقصد المتأخر إذا ذكر بعض المصنفين المتقدمين مبهمًا من غير أن يسميه.
8- معرفة التصحيفات في بعض النقول والعبارات، وقد تكون تلك التصحيفات قديمة من المؤلف نفسه أو النساخ، وقد تكون أخطاء مطبعية، لا سيما في الكتب الإلكترونية.
9- معرفة من ذكر بعض الزيادات في بعض النقول خطأً أو وهمًا بما لم يذكره المتقدمون.
10- معرفة من زاد في العلم من المصنفين المتأخرين إبداعًا مفيدًا أو ابتداعًا متكلَّفا، ثم النظر في قبول من جاء بعده لقوله أو رده.
11- معرفة أخطاء بعض المصنفين، فكم من تعقبات للمتأخرين على المتقدمين!
12- معرفة أدب العلماء المتأخرين في التنبيه على خطأ العالم المجتهد من المتقدمين، وكيفية ردهم على المبتدعة المبطلين، والمتكلفين الجاهلين.
13- معرفة من نقل بعض كلام المصنفين المتقدمين الذي أخطؤوا فيه تقليدًا بلا تمحيص، وذكر نفس خطئهم بلا تنبيه.
14- سرعة القراءة والاطلاع؛ لأنه تتكرر على الباحث النقول، وتمر عليه كثير من المعاني بنفس الألفاظ أو بعبارات مختلفة، فيكون مستحضرًا لها مما قرأه من الكتب السابقة، فلا يحتاج إلى إطالة التأمل فيها، فيمر على تلك الصفحات التي في موضوع بحثه بسرعة كبيرة.
15- تثبيت العلم في قلب الباحث؛ لأنه يقرأ نفس المباحث العلمية من عدة كتب قديمة وحديثة بأساليب مختلفة، فيرسخ العلم في قلبه.
والله الموفق.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/social/0/137479/#ixzz672m7jnN2