مناجاة مهاجر
عبد الستار المرسومي




سأَلتُ اللهَ مَقصُودَ البرايا *** يُجنبُ مُهجَتي وِزرَ الخَطَايا
سَألتُ الله أني مَا حَييتُ *** يُباعِدُني وَظَلمَاءَ النَّوايا
فَما عَادَ الهوى سلوىً لقلبي *** سِوى الإسلام ُ لا أَهوى الحَكايا
هوَ الإسلامُ منهاجٌ لعُمري *** فَزِدني مِنْ وَصَاياهُ وَصَايا
إلهُ الكونِ مَولايَ وَحَسْبي *** فَيُنعِمُ بالنَّقاءِ وَبالهدايا
فأشكر هُ وإني كُلَّ حينٍ *** لأبعث ُ في صَلاتي بالتَحايا
إلهُ الناسِ مَعبودي وَرَبي *** إلهُ الكونِ كتّابُ المنايا
أُحشدُ للعبادةِ كُلَّ هَمٍّ *** وللشّيطانِ في حَربي سَرايا
يبثُ الجنَّ تكراراً مراراً *** ليسري في دمائي والحَشَايا
فأُتعِبُ بالعِبادةِ كلَّ جِنٍّ *** وآخذُ مِنْ مَواليهِ سَبَايا
سأبذُلُ في العبادةِ كُلَّ جُهدٍ *** وأُجْهِدُ في محبتِهِ المَطايا
وأطرقُ في الرَجا باباً فباباً *** بجوفِ الليلِ موصول ٌ دُعايَ
فأرجو اللهَ معبوداً كريماً *** هُوَ الرحمنُ مجزالُ العَطايا
وأخشى منْ مُواجهةٍ بيومٍ *** إذ الأشهادُ كُلّهُم ُعرايا
وَيعلَمُ قد تسَربَلتُ المَعاصي *** ويعلمُ كُلَّ أسرارِ الخفايا
َويَعلَمُ أنني دَهراً عَصَيت ُ *** عَصيُّ الدَّمعِ نكَّارُ الهِداية
وَيعلمُ كَم ْ تجاوزتُ حُدوداً *** سَتنطِقُها الجوارحُ والحَوا يا
ولكني رَجِعْتُ بكُلِّ حَزمٍ *** لِباسُ الصّدق ِ والتَقوى كِسَايَ
هُوَ المأمول ُ رَحمنٌ رَحيم *** وَغَيرُ اللهِ أشباهُ النفَايا
أناْ المَطرودُ من بَلدي أُناجي *** وَأرفعُ في مُناجاتِي نِدايَ
وأعلمُ حينَ أدعوكَ كَريماً *** كثيرَ الجُودِ حَتى للبَغَايا
فما نَفِدَتْ عَطاياكَ لِغرٍّ *** وَما خابَتْ بدَعواكَ رَجايَ
وَمَا يَئِسَتْ برُحماكَ بِلادٌ *** وَلا خَارت بنَجواكَ قِوايَ
فَعُذراً إنْ نَسيتُ بذات يوم *** فأنتَ اليومَ هَمّي ياهَوايَ
فسَددني إلهي واعفُ عَني *** بغيرِ العفوِ سَوداءٌ سمايَ
وبالفِردوسِ أسكنّا إلهي *** وللأوطانِِ أرجِعْنا سَوايا
و للأوطانِ من شِعري نَصيبٌ *** ففي الأوطانِ تذكارُ صِبايَ
عِراقُ العزِّ تنشُدُهُ المعالي *** مَهيباً سَامياً فَوقَ الرَبايا
عراقُ الفَخرِ لنْ يُثنيهِ ذُلاً *** دُعاةُ الشرِّ أذنابُ الدَعايا
أتَوهُ بشَرِّهمْ من كلِّ صَوبٍ *** وكانَ لنَحْلِهِم شمعَ الخلايا
فتحزُنُني الدماءُ به تَسيلُ *** ويحزُنُني تملَّكهُ الرَّدايا
ويحزُنُني بأرضهِ كلَّ يومٍ *** رجالُ الخيرِ أشلاءٌ ضَحايا
حبيبي يا عراقَ العزِّ دَوماً *** سَنا الأوطانِ مَحمودَ السَجايا
وإنّي إذ أُسميهِ حَبيباً *** عراقُ الخيرِ يَسري في دِمايَ
أراهُ اليومَ مكسوراً سَليباً *** وكانَ الأمسُ مزهوَ الحنايا
سَيبقى في الدّما وَطناً عزيزاً *** وعُمري في مَحبتهِ شظايا
وأُقسِمُ ما نَسِيتُك لا وَرَبي *** وَهَذا الدَّمعُ يَلهَجُ بالخبايا
فبي شَوقٌ إلى الصَحْبِ الغَوالي *** وَبي شَوقُ الأزقَّةِ والزَوايا
وَ بي شَوقٌ لدجلة َيومَ كنت ُ *** أُسابقُ موجَهُ نزِقَ النوايا
وَبي شَوق ٌ لأمي حَينَ تحَنو *** وَتُرضِعني المُروءَةَ والهِداية