غمرت
محمد أحمد الزاملي



يا طيفَ الأمَل، عُدْ، برحيلك ذهَبَ جمال ربيعي، أخَذت سحر ورودي، ما عُدتُ أسمع تغاريدَ طيوري، لقد ترَكت لي صباحًا فيه الصمت مُطبقٌ؛ إذ الشجر في وَحْشة يَبحث عن نسمة، ومَسمعي في شوقٍ لكلمة تَشفي ما في الصدر من جراحٍ.
هل استَنهَضت نسمات المساء الساكنة؛ لتكن مرسالَ مواساةٍ، لتُخَفِّف اللوعة التي بالقلب، وتُجَفِّف الدموع التي بالجَفن؟ أحتاج لأجد قلمي، كلمات هاربة مع رياح الحياة، نفَسي يتقطَّع، حيث إني ذاهبٌ خلفها، مَن يردُّها لي، حتى أذوقَ طعمَ الحياة، وأسكنَ في خَلوتي حيث أنا؟! ليتني أستطيع أن أرفعَ جَفني من غزارة دموعي، أتمنَّى أن آخذَ أنفاسي المحبوسة من أحمال الزمان المُلقاة على صدري، والآهات تَصرخ في وِجْداني الذي يُناظر جراحي المُرتسمة في قلب غروب الشمس، والطَّير يبكي، يَحوم حولها؛ إذ دموعه غَمَرت سفوح الجبال، والزهور تُناديه: ارْحَمني، أذْهَبت جمالي، دَعْني أَهْنَأُ بليلتي، يُناديها: كيف لنا الراحة وصاحب كلماتنا قد هجَر عينَيه النومُ، أظهِري جمالك أيتها الزهرة؛ لعلَّك تكونين بَلسمًا له. يا مَن تَرى ضوءَ القمر، اقرَأ من قلب القمر حنيني للراحة، وضمَّة حُضن والدي؛ لمواساة الصديق والحبيب، يا ألله، لا حبَّ في قلبي سوى حبِّك، وحبِّ نبيِّنا، فلا تَحرمنا حلاوة الإيمان، إلَهنا، سترَك وعفوَك، رحمتَك ورضاك، اجْمَعنا مع نبيِّنا في الفردوس الأعلى، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد - صلى الله عليه وسلم -