زيارة الوداع!
محمد السحيمي



ياساكنَ القُبَّـةِ الخضـراءِ مَعْـذِرةً
إن خانَنِي الشوقُ أو ضَجَّتْ بَدَاواتـي

لَـكَ التَّحيَّـةُ والأَشـواقُ نَذْرِفُهـا
ذَوْبَ المَدَامِعِ يـا أزكـى التَّحيَّـاتِ

المـدحُ بعـدَ كتـابِ اللهِ مَنْقَـصَـةٌ
والشعرُ في مَدحِكُم سُخْفُ السَّخافاتِ

"يا أَحْمَدَ المُرتَجى فـي كـلِّ نائبـةٍ"
مـاذا أَبُثُّـكَ مـن آهٍ وآهــاتِ ؟

لن أفتحَ القبرَ إنَّ القبرَ فـي كَبِـدي
يَقْتَاتُني والهـوى كُبـرى خَطيئاتـي

لكِنَّنِي في حِمـى المُخْتـارِ أَزْفُرُهـا
تَحَرُّقـاتُ فُــؤادي وانْطِفَـاءاتـي

لَمَّا قَضَى "ابنُ سَلولٍ" ضَمَّـهُ كَفَنَـاً
قَمِيصُ طُهْـرِكَ ينـدى بِالرَّجـاءاتِ

خَلَّدْتَهُ بِحَنُـوطِ الصِّـدقِ وانْتَفَضَـتْ
حُمَّـى الوَقِيعَـةِ فِينـا والوِشَايـاتِ

حتى إِذَا مِتَّ لـم يَدفِنْـك وَاعَجَبِـي
بعدَ الصلاةِ سِوى بَعْـضِ الْقَرَابَـاتِ

ما أَذْهَلَ الْقَوْمَ يَومـاً ظَـلَّ يَذْهَلُنَـا
قُـرونَ عــارٍ وذُلٍّ وانْكِـسَـارَات ِ

وَمايَـزَالُ "سلـولٌ" بيـنَ أَظْهُرِنـا
ما يَشْتَهِي الْخِزْيُ من عُهْرِ الغِوَاياتِ

ونحنُإِيَّـاهُ مُـذْ أبْلَـى ضَمَائِرَنـا
نَيْرُ النِّخَاسَةِ في سُـوقِ الضَّـلالاتِ

أَسْتَغْفِرُ اللهَ لولا الزَّيـفُ لانْتَسَبَـتْ
إِلَيـهِ لا لَـكَ حـولاءُ الحضـاراتِ

أَعَنْكَ أمعَنْه صار الظُّلْـمُ شِرْعَتَنـا
والعدلُ أكْـذَبَ بَـرَّاقِ الشعـاراتِ ؟

أَعَنْكَ أم عَنـهُ ذُبْنـا فـي تَخَوِّفِنـا
حتى غَدَا الخوفُ قُرآنَ العِبـاداتِ ؟

أعنـك أمعنـه أخْشَـابٌ مُسَنَّـدَةٌ
رَهْنَ التَّخلُّـفِ فينـا والخُرَافـاتِ ؟

أَفْدِيكَ يا سيِّدي مـا عـادَ يَسْتُرُنـا
حتى قَميصُكَ مـن مَـوْرِ القَـذَارَاتِ

فَلَنْ أَزُورَكَ بَعْـدَ اليـومِ يـا أَمَلِـي
مَهْما طَغى الوجدُ أو صاحتْ جِراحاتي

إنَّ المُتَيَّـمَ إن ضـاقَ الغـرامُ بِـهِ
نَـأى بِصَاحِبِـهِ فـوقَ السمـاواتِ

والقلبُ ينبـضُ والنِّيـرانُ تَصْهَـرُهُ
ما الحبُّ يالَهْفَ نفسي غيـرَ دَقَّـاتِ

ياليتَ قوميَ فـي تاريخِهـم طَلبـوا
بِالكفِّ عن هَجْوِكُم أسْمى الشَّفاعاتِ

أَحْلى الوِصالِ صُدُودٌ عنـك تَعْظِمَـةً
والصَّمْتُ أَشْرفُ من تَزْوِيـرِ آيـاتِ