مداخل الشيطان على الصالحين
محمود القبطان




من مداخل الشيطان على الصالحين
أولاً: التحريش بين المسلمين، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ)) رواه مسلم والترمذي وأحمد من حديث جابر -رضي الله عنه-.
وجاء عن سليمان بن صرد - رضي الله عنه - أنه قال: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَرَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: (( إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، فَقَالُوا لَهُ إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ فَقَالَ وَهَلْ بِي جُنُونٌ)). رواه البخاري ومسلم وأحمد.
ثانياً: إساءة الظن
عن عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ - رضي الله عنهما - أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَعَهَا يَقْلِبُهَا، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ مَرَّ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: (( عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ، فَقَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنْ الْإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا)) رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة وأحمد.
ثالثاً: تزيين البدعة للإنسان.
رابعاً: تضخيم جانب على حساب جانب آخر.
أ-على المستوى الفردي، مثل:
كمن ارتكب ذنوباً كثيرة، فيهتم بالصلاة دون غيرها من الأعمال الدعوية بحجة أنها عمود الدين، وهي أول الأعمال التي ينظر فيها يوم الحساب.
الاهتمام بالمعاملة مع الناس أكثر من الاهتمام بالمعاملة مع الخالق من صلاة أو نحوها بحجة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( الدين المعاملة)).
الاهتمام بالنية الطيبة دون غيرها.
ب-على المستوى الاجتماعي، مثل:
الاهتمام بالقضايا السياسية والفرق المعاصرة أكثر من الاهتمام بباقي الشريعة.
الاهتمام بقضايا العبادة والجوانب الروحية أكثر من باقي أمور الشريعة.
الاهتمام بوحدة الصف اعتماداً على قوله - تعالى -: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)103 سورة آل عمران، ويجعلون هذا شغلهم دون بيان معايب الجماعات والفرق الأخرى المخالفة للشرع.
خامساً: التسويف والتأجيل.
سادساً: الكمال الزائف مثل: النظر لما دونه من الأعمال الصالحة، الإعجاب بالأعمال التي يقدمها ثم يشغله بالمباحات.
سابعاً: عدم التقدير الصحيح للذات وقدراتها، وذلك من طريقين:
أ-نظرة الإعجاب والغرور بالذات، وأن بعض الأعمال الصالحة يقوم بها من هو دونه لا ترقي لدرجة أعماله.
ب-نظرة التواضع والاحتقار للذات حتى يدفعها لعدم العمل بدعوى أنه ليس بكفء لبعض الأعمال الصالحة.
ثامناً: التشكيك، وذلك مثل:
التشكيك في صحة طريقة التربية مع خلال قلة الأتباع مع أن الله - سبحانه وتعالى - يقول للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) 103 سورة يوسف.
ويقول التابعي نعيم بن حماد: " إن الجماعة ما وافق طاعة الله - عز وجل-، وإذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد، وإن كنت وحدك فإنك أنت الجماعة التشكيك في نيته وإخلاصه، وعلاج هذا قول الحارث بن قيس - رضي الله عنه -: " إذا أتاك الشيطان وأنت تصلى، فقال إنك ترائي، فزدها طولا ً".
تاسعاً: التخويف، وذلك إما بالتخويف من:
أ-أولياء الشيطان، يقول الله - تعالى -: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) 175 سورة آل عمران.
ب-الفقر، يقول الله - تعالى -: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) 26 سورة البقرة.
العوامل التي تساعد الشيطان في أداء وظيفته
أولاً: الجهل.
ثانياً: الهوى وضعف الإخلاص، يقول الله - تعالى -عن الشيطان: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُ مْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) سورة ص.
ثالثاً: الغفلة وعدم التنبه لمداخل الشيطان.
العلاج من كيد الشيطان
1-الإيمان بالله، يقول الله - تعالى -: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)9 9سورة النحل.
2-طلب العلم الشرعي من مصادره الصحيحة.
3-الإخلاص في هذا الدين، يقول الله - تعالى -عن الشيطان: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُ مْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) سورة ص.
ويقول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم من الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم "
وعن الحسن - رضي الله عنه - قال: " لا تلقى المسلم إلا يحاسب نفسه، ماذا أردت تعملين؟ وماذا أردت تأكلين؟ وماذا أردت تشربين؟ والفاجر يمشي قدماً، لا يحاسب نفسه ".
4-ذكر الله والاستعاذة من الشيطان الرجيم، يقول الله - تعالى -: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)200 سورة الأعراف.
وكذلك قراءة المعوذتين وآية الكرسي