خواطر حول اقتناء الكتب
يعقوب بن مطر العتيبي










الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد :
فهذه تغريدات كنت كتبتها متفرقة في ( تويتر ) ، واقترح بعض الأفاضل أن أجمعها في صعيد واحد ، وها هي بين يديك منثورة كما هي:

1 ـ بين يدي هذه التغريدات: أذكر هنا ما أورده صاحب "النجوم الزاهرة" من أن المعتضد حلّف باعة الكتب ببغداد ألا يبيعوا كتب الفلاسفة والجدل !
2ـ عند شراء الكتاب ينبغي استحضار النية الحسنة من ابتغاء رضوان الله في طلب العلم ونفع الناس ونحو ذلك من المقاصد الحسنة والغايات الجليلة .
3 ـ انتقاء الطبعات الجيدة للكتب لا تقل أهمية عن اختيار الكتب نفسها ، وفي أخبار العابثين من أدعياء التحقيق ما يعظم به الخطب ويجل به المصاب .
4 ـ وكثير من الناشرين أميون لا هم لهم إلا جمع الدراهم ، فلا يجد أحدهم حرجا من أن يسلم الكتاب إلى عابث لا يرقب في مؤلف أو قارئ إلّا ولا ذمة .
5 ـ وفي كتاب "نموذج من الأعمال الخيرية" لمحمد منير الدمشقي رحمه الله وكتاب "أوقفوا هذا العبث بالتراث" لمحمد آل شاكر :نماذج لذلك العبث المؤذي .
6 ـ لا تغرنك حلة الكتاب القشيبة فليس كل ما يلمع ذهبا. وقد كان العلامة الألباني رحمه الله يقول عن مثل ذلك بلهجة شامية : (تغيير شكل من شان أكل)
7 ـ وفي كتاب "قطوف أدبية" للمحقق الكبير عبد السلام هارون رحمه الله طائفة من أسماء المحققين الكبار والمطابع العلمية التي يشرف عليها العلماء .
8 ـ واظفر بما كان من الكتب مخيطا على هيئة مَلازم ، فإن المخيط في الإحرام محظور لكنه في الكتب مستحب استحبابا شديدا !
9ـ قد يحدث أن تشتري كتابا تظن خلو مكتبتك منه ، ثم تفاجأ به منزويا في ركن أو تحت ركام الكتب والأوراق ، وهذا مؤشر على قطيعة فتعاهد كتبك بالصلة!
10ـ من أراد بناء مكتبته الخاصة فليبدأ بأمّات الكتب ككتب التفاسير المعروفة وأصول الاعتقاد وجوامع السنة وفقه المذاهب ومعاجم اللغة والتواريخ.
11ـ في شراء الكتب استعمل القاعدة المعروفة : (خذ شيئا عن كل شيء ، وكل شيء عن شيء) بمعنى أن تتنوع كتبك عن الفنون بعامة لكنها تتكثف في تخصصك.
12ـ حين يثلج صدرك مرأى الكتب الأصلية قد أخذت أماكنها في مكتبتك، فليكن للكتب الأخرى نصيب منها من أمثال كتب التربية والرقائق والمذكرات والفكر.
13ـ إذا كنت مقتدرا فلا عليك أن تجمع من الكتب ما يفيد، ولا تقل : هل سأقرأ ذلك كله ؟ فإن وجود الكتب لديك له فوائد سوى القراءة والبحث منها :
14ـ من فوائد جمع الكتب سوى القراءة والبحث: أن رؤيتها ترسخ أسماء العناوين والمؤلفين في الذاكرة،كما أنك تفيد بها غيرك ،وهي ذخر لك إن أوصيت بها.
15ـ من الكتب ما يصدق عليه وصف : (لا يحتاج إليه الذكي ولا ينتفع به البليد) من أمثال :كثير من كتب الفلسفة وطائفة من الكتب الفكرية وما إليها .
16ـ القارئ الحصيف لا يخدع بشعارات : (الكتاب الأكثر مبيعا) لا سيما في البلاد العربية فقد تعتمد أحيانا على إحصائية موقع لا على واقع .
17ـ ينصح بالاستماع للقاءات شيخنا عبد الكريم الخضير (كيف يبني طالب العلم مكتبته ؟) ، وهي هنا مفرّغة مكتوبة :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23406‏
18ـ قرأت لأحدهم ينصح من أراد أن يعرف مذهب الشافعية أن يقتصر على كتاب : ( الأمّ ) ، وهذا عجيب ! فإنه لا غنى عن كتب أصحاب مذهبه لتحرير قوله !
19ـ في بعض كتابات المعاصرين وأبحاثهم لا سيما الأطاريح العلمية : جمع وتحقيق ، ومن المهم اقتناء المفيد منها .
20ـ ليست الجودة في التأليف صفة حصرية للقدماء ، بل قد يوجد في المعاصرين من يفوق بعض المصنفين منذ قرون ، و (كم ترك الأول للآخر)!؟
21ـ علماء النفس يحذّرون من مرض ( البيبليومانيا ) أو ( هوس جمع الكتب ) ! ومن غريب ما يذكر أن أحد الغربيين بلغ من حبه للكتب أن أكل ديوان شعر !
22ـ لكن ما يسمّيه هؤلاء مرضا هو عند محبي الكتب حالة طبيعية ( أعني جمع الكتب والولَع بها ) إلا حين تتحول إلى إفراط على نحو ما ذكروا من أكلها !
23ـ بعض الكتب يمكنك الاكتفاء بها الكترونيا ؛ لا سيما حين يضيق المكان أو النفقة ! ومن ذلك : بعض الموسوعات والمعاجم التي هي للبحث فحسب ونحوها.
24ـ "خيركم خيركم لأهله" : فأهدهم شيئا من الكتب وإن كان (كتاب طبخ) أو ما شابه ؛ فأنت منتفع من ذلك دنيا وأخرى! وقوّى بعضهم حديث "تهادوا تحابوا".
25ـ انتق لطفلك حين يكون بصحبتك ما يناسب مستواه العمري من الكتب والقصص ، وفي السوق : كتب ومحاضرات حول كيفية تعويد الطفل على القراءة قد تفيدك .
26 ـ ختام هذه التغريدات حول اقتناء الكتب ، وتذكّر أنّك في طلب ( خير جليس ) فإيّاك و ( جلساء السوء ) ، وفّقنا الله وإيّاك لمرضاته .. والسلام.