لولاكِ.. ياأمي
الكاتب: د. سلمان بن فهد العودة



سـهـاد عـيني يسيرٌ في محبتكم
وخـفـق قـلبي ما ينفك يحفزني

لـو اعترضتِ صلاتي لم يكن لمما
يـا بهجة العمر أنت البدر في أفق

شـوقـي إلـيك تسابيح وأدعية
هـيهات ينسى محب شاب مفرقه

فـي كل رمشة طرف قصة طويت
فـي كل سن وليد بشريات رضى

فـي كـل لثغة حرف في تلعثمها
فـي كل خطـو أهازيج يضج بها

فـي كـل بسمة ثغر فرحة غمرت
كـفّاك وهي سرير الطفل ما فتئت

مـا مـل سمعك تفصيلات معركة
ولا بـطـولات أوهـام يصورها

مـن ذا يـكـافـئ آلاماً يغالبها
مـن ذا يـكـافىء أحزاناً يجاوبها

مـن ذا يـكـافئ أفراحاً أطايبها
جـازاك ربـي على الحسنى بعاليةٍ

صـبراً جميلاً كما يسلو رفيق أسى
تـمـضـي الـليالي بنا كلٌ لغايته

ومـنـهـج الحق مقرونٌ بتضحيةٍ
والأمـن وعد لمن ساروا على أممٍ

والـنـصر آت لجند الله ما صبروا
أمـاه حـقـك لاتـوفيه ملحمة

لـولاك ما فاض شعري من مكامنه

قـد طـالـما هتفت شوقاً لمرآكِ

إلـيك ما كان خفق القلب لولاكِ
فـالله أردف نـجـواه بـنجواك

سبحان من بضروب الحسن حلاكِ
وأدمـع هـي فـيض من عطاياكِ

مـراً تـجرعته من طفلك الباكي
شـهـودهـا قلبك الحاني وعيناكِ

تـجـفو بها عن لذيذ النوم جنباكِ
سـر لطيف رواه الصامت الحاكي

مـن الـمباهج والأحلام مغـناكِ
ولـيـس يـدرك مـا تعنيه إلاكِ

عـن الـتـحـنن والتدليل كفاكِ
من دون معنى رواها الظالم الشاكي!

خـيـالـه بـين فعـّال وترّاك
وميض روحك لو بالروح فدّاك !؟

سـخـي دمعك لو بالعين واراكِ
تنمى إلى دوحة من عمرك الزاكي

مـن الـجنان، وولدان ، وأملاكِ
يـقـيـنـه أن مـا سلاّه سلاّكِ

في صرفها يستوي المشكوّ والشاكي
كالورد في الروض محفوف بأشواكِ

لـم يـلـبـسوا فيه إيماناً بإشراكِ
ولـم يـبـالوا بهـياب وشكاكِ

تـمـدهـا بلطيف السحر ذكراكِ
ولا تـحـركـت الأشجان لولاكِ