وسئل الشيخ صالح الفوزان : س :هناك من يقول : ” الإيمان قول واعتقاد وعمل، لكن العمل شرط كمال فيه ” ، ويقول أيضاً : ” لا كفر إلا باعتقاد ” .. فهل هذا القول من أقوال أهل السنة أم لا؟ الجواب :الذي يقول هذا ما فهم الإيمان ولا فهم العقيدة ، وهذا هو ما قلناه في إجابة السؤال الذي قبله : من الواجب عليه أن يدرس العقيدة على أهل العلم ويتلقاها من مصادرها الصحيحة، وسيعرف الجواب عن هذا السؤال. وقوله : إن الإيمان قول وعمل واعتقاد ، ثم يقول : إن العمل شرط في كمال الإيمان وفي صحته، هذا تناقض !! كيف يكون العمل من الإيمان ثم يقول العمل شرط، ومعلوم أن الشرط يكون خارج المشروط، فهذا تناقض منه . وهذا يريد أن يجمع بين قول السلف وقول المتأخرين وهو لا يفهم التناقض، لأنه لا يعرف قول السلف ولا يعرف حقيقة قول المتأخرين ، فأراد أن يدمج بينهما .. فالإيمان قول وعمل واعتقاد ، والعمل هو من الإيمان وهو الإيمان، وليس هو شرطًا من شروط صحة الإيمان أو شرط كمال أو غير ذلك من هذه الأقوال التي يروجونها الآن . فالإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهو يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

وسئل الشيخ صالح الفوزان : السائل : أثابكم الله هذا سائل يقول ما حكم الشخص الذي يقول أن الأعمال شرط كمال في الإيمان ؟ هل يوصف بأنه من المرجئة ؟

الشيخ : نعم هذا هو الإرجاء ، الذي يقول أن الأعمال ليست من الإيمان و إنما هي شرط ، شرط كمال هذا غلط ، الأعمال أساس في الإيمان ، أساس في الإيمان ، لا إيمان بدون عمل ، كما أنه لا عمل بدون إيمان ، فليست مجرد شرط ، يقول شرط كمال بعد ماهو شرط وجوب ؟! لا هذا غلط ، هذا غلط كبير .[شرح الشيخ لكتاب الإيمان بتاريخ:18-8-1430 هـ/الدرس الثاني من دورة الملك سعود الثالثة عشرلعام 1430 هـ المقامة بجدة]

وسئل : لقد كثر في هذا الوقت الكلام فيمن يقول إن الأعمال في الإيمان شرط كمال وليست أصل فيه، ونريد من فضيلتكم التوجيه الواضح في هذه المسألة. الجواب : نحن شرحنا وشرح الإخوان المشايخ في المدارس وفي المعاهد وفي الكليات أن الأعمال من الإيمان وليست شرطًا فيه وإنما هي منه , من حقيقة الإيمان . الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح . وهذه العقيدة بأن الأعمال ليست من الإيمان ,هذه مجلوبة إلى بلادنا ما هي بعقيدتنا ولا عليها مشايخنا وإنما هي عقيدة مجلوبة وهي باطلة لأنها مذهب الإرجاء مذهب المرجئة .

وسئل : السؤال : هناك من يقول أن تارك جنس العمل بالكلية لا يكفر وأن هذا القول قولٌ ثانٍ للسَّلف لا يستحق الإنكار ولا التبديع فما صحت هذه المقولة؟ الجواب : “هذا كذاب اللي يقول هذا الكلام كذاب كذب على السلف. السلف ما قالوا ان الذي يترك جنس العمل ولا يعمل شئ انه يكون مؤمن من ترك العمل نهائيا من غير عذر ما يصلي ولا يصوم ولا يعمل أي شيء ويقول أنا مؤمن هذا كذاب أما إللي يترك العمل لعذر شي ما تمكن من العمل نطق بالشهادتين بصدق ومات أو قتل في الحال فهذا ما في شك انه مؤمن لأنه ما تمكن من العمل ما تركه رغبة عنه أما الذي يتركه لا يصلي ولا يصوم ولا يزكي ولا يتجنب المحرمات ولا يتجنب الفواحش هذا ليس بمؤمن ولا احد يقول انه مؤمن إلا المرجئة “. [نهاية شريط العقيده الحموية المشروح بتاريخ 22-2-1426 هـ]

وسئل : هناك من يقول: إن ترك عمل القلب كفر، أما ترك عمل الجوارح ليس كذلك، نرجو توضيح هذا، أحسن الله إليكم؟. فأجاب فضيلته: (هذا قول المرجئة، الذي يريد أن يصير مع المرجئة فيقول بهذا الكلام، ومذهب المرجئة باطل، لأن الإيمان عند أهل السنة والجماعة يتكون من أشياء، قول اللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، هذا هو الإيمان. أما أن يقول الإيمان في القلب فقط، ولو ما عمل أي شيء، والعمل لا يدخل في الإيمان، فهو مذهب المرجئة، وأهل الضلال). اهـ

وسئل : هناك بعض الأحاديث التي يستدل بها البعض على أن من ترك جميع الأعمال بالكلية فهو مؤمن ناقص الإيمان . . كحديث لم يعملوا خيرًا قط وحديث البطاقة وغيرها من الأحاديث ؛ فكيف الجواب على ذلك ؟

الجواب : هذا من الاستدلال بالمتشابه ، هذه طريقة أهل الزيغ الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم : فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ، فيأخذون الأدلة المتشابهة ويتركون الأدلة المحكمة التي تفسرها وتبينها . . فلا بد من رد المتشابهة إلى المحكم، فيقال : من ترك العمل لعذر شرعي ولم يتمكن منه حتى مات فهذا معذور ، وعليه تحمل هذه الأحاديث . . لأن هذا رجل نطق بالشهادتين معتقدًا لهما مخلصًا لله عز وجل ، ثم مات في الحال أو لم يتمكن من العمل ، لكنه نطق بالشهادتين مع الإخلاص لله والتوحيد كما قال صلى الله عليه وسلم : من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم دمه وماله .

وقال : فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ، هذا لم يتمكن من العمل مع أنه نطق بالشهادتين واعتقد معناهما وأخلص لله عز وجل، لكنه لم يبق أمامه فرصة للعمل حتى مات ، فهذا هو الذي يدخل الجنة بالشهادتين ، وعليه يحمل حديث البطاقة وغيره مما جاء بمعناه ، والذين يُخرجون من النار وهم لم يعملوا خيرًا قط لأنهم لم يتمكنوا من العمل مع أنهم نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الإسلام، هذا هو الجمع بين الأحاديث .

وسئل : انتشر عندنا في بلادنا من يقول: ” إن تارك أعمال الجوارح مسألة خلافية بين أهل السنة والجماعة ” فهل هذا القول صحيح ؟ الجواب :كذّاب هذا ، ما في خلاف بين أهل السنة والجماعة أن الأعمال من الإيمان أنها من الإيمان ، ولا يصح إيمان بدون عمل ، كما لا يصح عمل بدون إيمان ، فهما متلازمان ، متلازمان ، هذا هو قول أهل السنة والجماعة ، هذا قول أهل السنة والجماعة أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، ولو قدر أن في خلاف من بعض أهل السنة ، فإن العبرة بالذي قام عليه الدليل وعليه الأكثر ، عليه أكثر أهل السنة ، ويعتبر هذا قولًا شاذًا مخالفًا لا يحتج به ، نعم .

وقال : “..ظهر الآن على بعض ألسنة المتعالمين ويقودهم بعض المتعالمين الكبار ويقولون , أظهروا هذه المقالة الآن يقولون الكفر هو التكذيب فقط وأما الأفعال والأقوال فإنها لا تضر مادام القلب مصدق فالأفعال والأقوال لا تضر حتى لو سب الله ورسوله يقول يضرب عصا(كلمة غير واضحة) وبس !!وخلاص !! لأنه أساء الأدب !! , أساء الأدب فقط ! وإلا هو مؤمن بالله ورسوله بقلبه ليس بمكذب وهذا مذهب واضح البطلان وكفر ظاهر والعياذ بالله وهو مذهب غلاة المرجئة من الجهمية لكن لعل هؤلاء المتعالمين ما تفطنوا لهذا الشيء ولا عرفوا مدى خبثه لجهلهم لأنهم لم يتعلموا وإنما علمهم على الأوراق أخذوا علمهم على الأوراق ومطالعات الكتب ، لم يجلسوا في مجالس العلماء ويتعلمون ويتعلموا منهج أهل السنة والجماعة يفهموه إنما عكفوا على أوراق يطالعونها ويعلقون ويكتبون وظنوا أنفسهم أنهم علماء هذه مصيبة على الإسلام ظهور هؤلاء مصيبة على الإسلام بلا شك , هذا هو الإرجاء مذهب خبيث”.[من أحد شروح الشيخ الفوزان لنونية ابن القيم]

وسئل : هل الأعمال ركن في الإيمان وجزء منه أم هي شرط كمال فيه‏؟‏ الجواب ‏:‏ هذا قريب من السؤال الذي قبله، سائل هذا السؤال لا يعرف حقيقة الإيمان‏.‏ فلذلك تردد ‏:‏ هل الأعمال جزء من الإيمان أو أنها شرط له ‏؟‏ لأنه لم يتلق العقيدة من مصادرها وأصولها وعن علمائها‏.‏ وكما ذكرنا أنه لا عمل بدون إيمان ولا إيمان بدون عمل ، فهما متلازمان ، والأعمال هي من الإيمان بل هي الإيمان ‏:‏ الأعمال إيمان، والأقوال إيمان، والاعتقاد إيمان ، ومجموعها كلها هو الإيمان بالله عز وجل، والإيمان بكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره‏.-http://www.alfawzan.-----------------------------------------وسئل -‏بمَ يكون الكفر الأكبر أو الردّة؟ هل هو خاص بالاعتقاد والجحود والتكذيب،أم هو أعم من ذلك؟
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن مسائل العقيدة مهمةجداً ، ويجب تعلم العقيدة بجميع أبوابها وجميع مسائلها وتلقيها عن أهل العلم ، فل ايكفي فيها إلقاء الأسئلة وتشتيت الأسئلة فيها ، فإنها مهما كثرت الأسئلة وأجيب عنها ، فإن الجهل سيكون أكبر . فالواجب على من يريد نفع نفسه ونفع إخوانه المسلمين أن يتعلم العقيدة من أولها إلى آخرها، وأن يلم بأبوابها ومسائلها ، ويتلقاها عن أهل العلم ومن كتبها الأصيلة ، من كتب السلف الصالح .. وبهذا يزول عنه الجهل ولا يحتاج إلى كثرة الأسئلة ، وأيضاً يستطيع هو أن يبين للناس وأن يعلم الجهّال، لأنه أصبح مؤهلاً في العقيدة.
كذلك لا يتلقى العقيدة عن الكتب فقط .. أو عن القراءة والمطالعة ، لأنها لا تؤخذ مسائلها ابتداءً من الكتب ولا من المطالعات ، وإنما تؤخذ بالرواية عن أهل العلم وأهل البصيرة الذين فهموها وأحكموا مسائلها ..
هذا هو واجب النصيحة ..
أما ما يدور الآن في الساحة من كثرة الأسئلة حول العقيدة ومهماتها من أناس لم يدرسوها من قبل، أو أناس يتكلمون في العقيدة وأمور العقيدة عن جهل أو اعتماد على قراءتهم للكتب أو مطالعاتهم ، فهذا سيزيد الأمرغموضاً ويزيد الإشكالات إشكالات أخرى ، ويثبط الجهود ويحدث الاختلاف، لأننا إذا رجعنا إلى أفهامنا دون أخذ للعلم من مصادره، وإنما نعتمد على قراءتنا وفهمنا ، فإن الأفهام تختلف والإدراكات تختلف .. وبالتالي يكثر الاختلاف في هذه الأمور المهمة .وديننا جاءنا بالاجتماع والائتلاف وعدم الفرقة ، والموالاة لأهل الإيمان والمعاداة للكفار .. فهذا لا يتم إلا بتلقي أمور الدين من مصادرها ومن علمائها الذين حملوها عمن قبلهم وتدارسوها بالسند وبلغوها لمن بعدهم .. هذا هو طريق العلم الصحيح في العقيدة وفي غيرها ، ولكن العقيدة أهم لأنها الأساس ، ولأن الاختلاف فيها مجال للضلال ومجال للفرقة بين المسلمين.

والكفر والردّة يحصلان بارتكاب ناقض من نواقض الإسلام ، فمن ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام المعروفة عند أهل العلم فإنه بذلك يكون مرتداً ويكون كافراً ، ونحن نحكم عليه بما يظهر منه من قوله أو فعله،نحكم عليه بذلك لأنه ليس لنا إلا الحكم بالظاهر، أما أمور القلوب فإنه لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. فمن نطق بالكفر أو فعل الكفر، حكمنا عليه بموجب قوله وبموجب نطقه وبموجب فعله إذا كان ما فعله أو ما نطق به من أمور الردّة .