السؤال

♦ الملخص:

طالبة تسأل عن تخصُّص يجمع بين الفقه والتفسير في الماجستير، وعن الوظيفة المناسبة لها بهذا التخصص.

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا فتاة مقبلة على مرحلة الماجستير، لديَّ سؤالان؛ أحدهما: هل هناك تخصُّص يجمع بين الفقه والتفسير في الماجستير؟ والآخر: هل ترشحون لي وظيفة معينة تتعلق بالدراسات القرآنية؟ بارك الله فيكم، وجزيتم خيرًا.

الجواب:

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
نشكُر لك ثقتك الغالية بـ"شبكة الألوكة"، ونسأل الله لكِ دوام التوفيق والسداد.
أمَّا بعدُ: فإن من نِعم الله على المسلم أن يوفِّقه لطلب العلم الشرعي، فقد جاء في الحديث عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: «مَن يُرد الله به خيرًا يُفقهه في الدين»، متَّفق عليه من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، والعلوم الشرعية هي ميراث الأنبياء؛ «فإنَّ الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنَّما ورَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر»؛ رواه الإمام أحمد في "المسند" (22058، 22059)، وأبو داود (3641) والترمذي (2682)، وابن ماجة (223) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.
أمَّا بخصوص الشطر الأول من السؤال: هل هناك تخصص يجمع بين الفقه والتفسير في الماجستير؟
فجوابه: من الناحية العلمية كل العلوم الشرعية متصلة مترابطة، فلا يمكن للفقيه أن يستغني عن التفسير وعلوم القرآن، ولا يمكن للمفسر أن يُعرِض عن الفقه ومعرفة الأحكام، وآيات الذكر الحكيم كلها أحكام واستنباطات فقهية، وقد ظهرت تصانيف مستقلة في فن التفسير تعرَف باسم «تفسير آيات الأحكام»، صنَّف فيها غير واحد من أهل العلم، منهم: الإمام أبو جعفر محمد بن سلامة الطحاوي (المتوفى 321هـ)، والإمام أبو بكر الجصاص (المتوفى 370هـ)، والكيا الهراسي (المتوفى 504هـ)، وأبو بكر بن العربي (المتوفى 543هـ)، وغيرهم، وكلها مطبوعة متداولة باسم «أحكام القرآن»، بل إن الإمام الكبير أبو عبدالله القرطبي (المتوفى 671هـ) سمَّى تفسيره «الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمَّنه من السنة وآي الفرقان»، وهو التفسير المشهور بـ«تفسير القرطبي».
وأمَّا من الناحية الأكاديمية والأعراف الجامعية، فلكل جامعة لائحتها في هذا الشأن، وأكثر الجامعات يجعلون التفسير وعلوم القرآن قسمًا والفقه وأصوله قسمًا آخر، وبعضها يجعل قسمًا واحدًا للدراسات الإسلامية يضم العقيدة والتفسير والحديث والفقه وغيرها.
أمَّا بخصوص الوظيفة، فلم تخبرينا في رسالتك بما هو متاح لك؛ لننصحك بالأفضل والأنسب، فهذا أمر يتوقَّف على أشياءَ كثيرة، منها أن نعرِف الخيارات المتاحة لك، والجهات التي رشَّحتك لهذا العمل؛ حتَّى نتمكن مِن نُصحك، لذا يُمكنك إرسال رسالة أخرى أكثر وضوحًا نستطيع من خلالها أن نَنصحك بما نراه مناسبًا، وعلى كل حال، فإنني أغتنم الفرصة بتذكيرك بإخلاص النية لله تعالى، وتخليصها من شوائب الرياء، والصبر على صعوبات التعلم؛ فإن طريق العلم شاقة، وكما قال يحيى بن أبي كثير: «لا يُستطاع العلم براحة البدن».
وفَّقنا الله وإيَّاكِ إلى كلِّ خيرٍ، وصلى الله وسلم على سيد ولد آدم وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz61IKfocJR