أهمية التوحيد وأنواعه وخطورة الشرك وأقسامه
عدنان محمد العرعور
الحمد لله وحده، وأشهد أن لا إله غيره، وأن محمدًا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
أما بعد:
فهذه رسالة مختصرة في بيان أعظم أمر من أمور الدين، ألا وهو الإيمان والتوحيد، وفيها بيان أخطر شيء في الدين؛ ألا وهو الكفر والشرك، وقد جاهدت نفسي أن تكون سهلة التناول، مفهومة العبارة لدى معظم المسلمين، سائلاً الله - عز وجل - أن ينفعني والمسلمين بها، إنه ولي ذلك وأهله.
أهمية التوحيد، وخطورة الشرك:
من المعلوم في الأديان كلها؛ أن الله ما خلق الخلق إلا ليؤمنوا به، ويوحدوه، ويعبدوه: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
فإذا هم آمنوا به حق الإيمان، وحققوا توحيده حق التوحيد، نجوا من الخلود في النار وكان جزاؤهم الجنة خالدين فيها أبداً،
قال - تعالى -: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا).
وقال - تعالى -: (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون * لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون).
ومن المعلوم بإجماع الأمة كلها؛ أن أعظم شيء يغضب الله، وينقض الإيمان، ويبطل التوحيد، ويفسد العمل، ويُحرّم على صاحبه الجنة، ويخلده في النار، هو الشرك بالله - تعالى -، قال - تعالى -: (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة). وقال - تعالى -: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك).
وإذا كان هذا الخطاب للنبي والأنبياء من قبله عليهم الصلاة والسلام جميعاً فهو من باب أولى لنا.
ولهذا كان على العاقل؛ أن يسارع إلى الإيمان الصحيح الشامل، والالتزام بمقتضياته، وفهم التوحيد، ومعرفة أنواعه، والتمسك به قبل كل شيء، حتى ينال الجائزة الكبرى.
كما أن عليه؛ أن يتعلم معنى الشرك وأنواعه، حتى يجتنبه، ولا يقع فيه، كيلا يخسر آخرته.
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ولا تشرك بالله وإن قطعت وحرقت، ولا تترك صلاة مكتوبة متعمداً، فمن تركها متعمداً فقد برئت منه الذمة، ولا تشرب الخمر فإنها مفتاح لكل شر))([1]).
ومن المعلوم أن علماء الأمة كلها متفقون علة هذا.، ولكن ما هو الإيمان والتوحيد الذي به النجاة، ؟! وما هو الكفر والشرك الذي به الهلاك، ؟! هل يجتمع الإيمان والكفر؟!
أشكل عليّ حين بدأت طلب العلم تكفير الله - عز وجل - لقريش وغيرها، رغم صراحة الآيات الكثيرة؛ التي تؤكد أنهم كانوا يؤمنون بالله، وبكثير من أفعاله - سبحانه - كالخلق والرزق، وأن بيده ملكوت كل شيء، وما شابه ذلك.
فهم يقرون؛ أن الله هو الذي خلق السماوات والأرض، قال - تعالى -: (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله).
وهم يقرون بكثير من أفعال الله في الكون:
قال - تعالى -: (ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون).
وقال - تعالى -: (قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل فأنى تسحرون).
بل؛ ويقرون أن الله هو الذي خلقهم، قال - تعالى -: (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون) فكيف يقر القرآن؛ بأنهم كانوا يؤمنون به وبأفعاله ثم يكفرهم، ثم يأمر نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك بجهادهم،
لقد حاولت جاهداً مع العلماء -وقتئذ- أن يحلوا لي هذا الإشكال، فلم أحصل منهم -وقتئذ- على جواب يشفي غليلي، ويروي ظمئي، وأذكر أني سألت أحد مدرسي قائلاً: كيف يكفر الله إبليس وإبليس مؤمن بوجود الله؟! ولم أعد أستحضر جوابه الآن، لكن لم يكن جواباً يكفي لإزالة الإشكال.
ثم تبين لي بعد طلب العلم؛ أن سبب هذا الإشكال؛ هو سوء فهم كثير منا لمعنى الإيمان والكفر، ولمعنى التوحيد والشرك، وأن بعضنا يفهم؛ أن الإيمان المطلوب: هو مجرد الإيمان بوجود الله - تعالى - فحسب، وأن الكفر؛ هو إنكار وجود الله فحسب، وأن التوحيد؛ أن نعتقد أن الله واحد، وأن الشرك؛ أن نعتقد أن مع الله رباً أو إلهاً آخر فحسب، وهذا ما يعتقده كثير من المسلمين للأسف.
ومما لا شك فيه؛ أن هذا الفهم فهم قاصر وضعيف، دفع كثيراً من المسلمين إلى السقوط في الكفر، وفعل الشرك، وهم لا يعلمون.
فما هو مفهوم الإيمان الصحيح؟! وما هو الكفر؟! وما هو التوحيد الذي به النجاة إذن؟! وما هو الشرك الذي به الهلاك؟!
حقيقة الإيمان والكفر:
إن المتتبع لعقيدة الإسلام الصافية من مصدريها الأساسيين القرآن الكريم والسنة النبوية، وما عليه علماء الأمة من الصحابة الأطهار، وأئمتها الكرام كأبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد وغيرهم - رضي الله عنهم -، وما كتبوه في مسائل الاعتقاد في المذاهب كلها، وفي مقدمتهم الإمام الطحاوي الحنفي الذي كتب عقيدته المشهورة بالعقيدة الطحاوية، وهي عقيدة لكل مسلم.
المتتبع لهذا يجد أن مسألة الإيمان والتوحيد أعمق مما يفهمه كثير من المسلمين وأدق، وأن مسألة الكفر والشرك أوسع مما يعلمه كثير من المسلمين وأعمق.
فالإيمان الواجب يعني: الإيمان بالله، وملائكته وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقضاء والقدر، والإيمان بكل ما أنزل الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وفي كتبه، والتسليم بذلك، والإذعان له، والعمل به، والتصديق بكل ما أخبر به الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
فهذا هو الإيمان الذي أوجبه الله على خلقه وسيحاسبهم عليه.
قال - تعالى -: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير).
وقال - تعالى -: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم).
فالإيمان -إذن- أشمل من أن نؤمن بوجود الله فحسب، بل لابد من الإيمان بلوازمه، مما أخبر الله به، ومما أوجبه الله على خلقه؛ من عقائد كالبعث والحساب والجنة والنار وما أوجبه من أحكام، كالصلاة، والصيام، والحج، والبر، وصلة الرحم، وحجاب المرأة، وستر العورات، وما منعه من المحرمات كالزنى والخمر والقمار، وغير ذلك من المأمورات والمحرمات.
وكذلك الكفر؛ ليس محصوراً في إنكار وجود الخالق فحسب؛ بل من الكفر: إنكار وجود الخالق، أو تكذيبه، أو أحد رسله في أمر، أو جحود أو إنكار أو رد بعض ما أنزل، في كتبه، أو على لسان رسله، أو الاستهزاء به، أو الاستكبار عنه.
وعلى هذا؛ فمن يكذِّب بشيء مما أخبر الله به أو رسله - عليه الصلاة والسلام -، أو ينكر شيئاً من الأحكام الثابتة؛ كالصلاة، أو الزكاة، أو أحد المأمورات التي أمر الله بها -بعد معرفته بذلك- فلا يعد مؤمناً، وكذلك من لم يؤمن بتحريم بعض المحرمات كالربا أو الغش -بعد بلوغه التحريم- فليس بمؤمن، ولو كان يؤمن بوجود الله، بل ولو كان يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، لأن عدم تصديق بعض الأخبار، وعدم الإيمان ببعض الأحكام، يقتضي عدم الإتيان بالشهادة على وجهها الصحيح، وأن عمله هذا قد نقض قوله.
قال - تعالى - عن قوم استهزؤوا ببعض ما أنزل: (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم).
فقد كفَّر الله هؤلاء القوم لأنهم استهزؤوا ببعض الأمر، رغم أنهم يؤمنون بالله - عز وجل - ورسوله، أو يظهرون ذلك.
وقال - تعالى -: (ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم).
ففي هذه الآية دلالة على أنهم كفروا رغم قولهم " لا إله إلا الله، " لأنهم أتوا بما ينقضها، كمن يتوضأ ثم يأتي بناقض، فلا يقال: إنه متوضئ، رغم أنه توضأ قبل نقضه وضوءه
وقد كفَّر الله كذلك الذين يؤمنون ببعض الرسل وينكرون بعضا.
قال - تعالى -: (إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا).
فمن أنكر نبوة موسى، أو عيسى، أو محمد عليهم الصلاة والسلام فقد كفر.
وبهذا نعلم؛ أن الكفر ليس محصوراً في إنكار الخالق فحسب، بل يمكن أن يكفر الإنسان، ولو كان مؤمنا بالله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
وبهذا يعلم -كذلك- لماذا كفَّر الله إبليس رغم إيمانه به؟ وذلك؛ أن إبليس رد على الله أمره بالسجود لآدم، وأبى ذلك واستكبر عنه، فلذلك كفَّره الله - تعالى -.
قال - تعالى -: (إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين).
توحيد الله:
وبهذا نخلص إلى أن الإيمان المقبول هو كما أمر الله، وبما أمر الله، وأن لا يتبع المرء هواه، وأن لا يحكم عقله، وفي هذه القضايا المهمة والخطيرة حتى لا يخسر دنياه وآخرته، ويومئذ لا ينفع الظالمين معذرتهم ولا حسرتهم، وأن أول ما أمر الله به توحيده بأفعاله - سبحانه -، ويعني: الاعتقاد الجازم بتفرد الله وحده بأفعال لا يشاركه فيها أحد، كالخلق والإماتة والبعث وإنزال الماء والرزق وما شابه ذلك، وأن كل ما يجري في هذا الكون من حركة فمن أفعال الله وأذنه وأمره.
قال - تعالى -: (الله الذي رفع السموات بغير عند ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون * وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
وقال - تعالى -: (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير * الذي خلق الموت والحياة) الآية.
وقال - تعالى -: (الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل).
فهذه الآية وما شابهها من الآيات الكثيرة، تشير إلى تفرد الله - عز وجل - بأفعاله في الكون، وهذا ما سماه بعض العلماء: ((توحيد الربوبية)).
وهو مأخوذ من كلمة (الرب) التي تعني: المالك، المربي، الخالق، المدبر.
وعرفه العلماء بأنه: إفراد الله بأفعاله، أي: الاعتقاد الجازم بأن الله هو المتفرد بهذه الأفعال، ولا يشاركه فيها أحد أبداً.
والشرك في هذا النوع أو الكفر فيه: هو الاعتقاد بأن أحداً يشارك الله في هذه الأفعال، وأنه قادر على فعل من أفعال الله، كأن يعتقد أن أحداً يخلق، أو يمطر السماء، أو يرزق، أو ما شابه ذلك، أو أن مخلوقاً ما يتصف بصفة من صفات الله، كأن يعتقد أنه يسمع كما يسمع الله، أو يرى كما يرى الله - عز وجل -، أو يعلم الغيب،
نوع آخر من التوحيد:
كما أن القارئ للقرآن الكريم بتدبر يجد؛ أن ثمة آيات كثيرة جداً توجب على العبد أن يصرف عبادته إلى الله وحده، وتحرم عليه صرف أي جزء من العبادة لغير الله - سبحانه -، كما في قوله - تعالى -: (إياك نعبد وإياك نستعين).
وقوله - تعالى -: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم...). وقوله - تعالى -: (لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون). وقوله - تعالى -: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت). وقال - تعالى -: (ولا تتخذوا إلهين اثنين...).
فهذه الآيات وما شابهها توجب صرف العبادة كلها لله وحده.
والمتدبر يلحظ؛ أن هذا النوع من التوحيد غير النوع الأول الذي يوجب الإيمان بأفعال الله - عز وجل - وتفرُّدَه بها، أما هذا التوحيد؛ فهو يخص أفعال العبد التعبدية، ويوجب عليه توجيهها إلى الله وحده، ويحرم عليه صرفها لغيره.
لذلك؛ سماه بعض العلماء "توحيد الألوهية"، أو "توحيد العبودية أو العبادة" وهو مأخوذ من كلمة "الإله" وتعني: المعبود، المسئول، المُتوكَّل عليه، المستعان والمستغاث به، المطاع، إلى غير ذلك من المعاني التي تشملها لفظة "الألوهية".
ويكون الشرك في هذا النوع؛ بصرف جزء من العبادة أو كلها لغير الله - تعالى -، كمن يسجد لغير الله، أو يسأل غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، أو فيما هو من شأن الله وحده، كمن يقول: يا فلان اشفني، ويا فلان ارزقني، ويا فلان نجح ولدي، أو زوجه وما شابه هذه الطلبات التي لا تطلب إلا من الله - تعالى -، ولا يتضح معنى هذا التوحيد حتى نفهم معنى العبادة.
فما معنى العبادة:
العبادة أيها الإخوة: لا تقتصر -كما يفهم بعض الناس- على الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، بل العبادة أوسع معنى من هذا وأشمل.
فالعبادة تعني: كل عمل يقصد به التعبد، والتعبد هو: الذل، والخضوع، والطاعة لله - تعالى -.
فطاعة الشيطان عبادة له، والسجود لشيء عبادة له، ومحبة الشيء محبة تعبدية عبادة له، والذبح عبادة، والنذر عبادة، والاستغاثة عبادة، والدعاء كله عبادة، وقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((الدعاء هو العبادة))([2]).
وذلك مصداقاً لقوله - تعالى -: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين).
فدلت الآية والحديث دلالة واضحة على أن الدعاء عبادة، وأن صرفه لغير الله شرك بيّن.
ومما يدل على معنى العبادة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمّى من يجري وراء الدرهم والدينار منشغلاً بهما عن عبادة الله عبداً لهما، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم، وعبد الخميصة إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس))([3])، وليس أحد يسجد لدرهم أو دينار، ولكن التعلق بهما، وحبهما إلى درجةٍ عالية وصفها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنها عبادة.
وبناء عليه؛ فليس من المنكر تسمية من يسألون أهل القبور بعبدة القبور، لأنهم يتعلقون بها، ويستغيثون بأهلها، ويدعونهم من دون الله - سبحانه -، وهم أموات لا يسمعون، ولا يستجيبون.
قال - تعالى -: (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين)، فدلت الآية دلالة صريحة على أن دعاء غيره عبادة له: (وكانوا بعبادتهم كافرين).
فإذا عرفنا معنى العبادة وشمولها؛ أدركنا معنى التوحيد الصحيح، ومعنى الشرك القبيح.
وأن توجيهها إلى الله توحيد، وأن صرفها لغير الله شرك.
قال - تعالى - عمن يدعو غيره: (والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير)، فقد بين الله في هذه الآية وفي غيرها أن دعاء غيره شرك: (ويوم القيامة يكفرون بشرككم).
يتبع