لمائدة طعام الأسرة العديد من الفوائد التربوية التي تعود بالخير والنفع على جميع أفراد الأسرة، فهي منتدى يحقق الترابط، والمحادثات والحوارات المفيدة؛ لذا يحاول هذا المقال (فوائد تربوية لمائدة طعام الأسرة) عرض أبرز الفوائد التربوية لمائدة طعام الأسرة، وهي (غرس القيم في نفوس الأطفال، التعارف الأسري، تحقيق سعادة الأطفال، مدح الأطفال على المائدة)، وفيما يلي عرض موجز لهذه الفوائد:


غرس القيم في نفوس الأطفال:
لمائدة طعام الأسرة دورٌ كبير في غرس القيم في نفوس الأطفال، فهي تعلم الأطفال، وتغرس فيهم الشعور بالحب والأمان والمسؤولية، وتقدير الذات، والترابط بين أفراد الأسرة، وهي فرصة ليعتاد الأطفال التحدث مع الكبار، والاستماع إليهم.

التعارف الأسري: من خلال جلوس أفراد الأسرة حول مائدة الطعام يتحقق التعارف الأسري في أسمى معانيه؛ حيث يتعرف الأطفال على الكثير عن الأب والأم، وعن آرائهم المختلفة في شتى الموضوعات، وما يحبون وما يكرهون، وما يعتبرونه صوابًا، وما يعتبرونه خطأً، وأيضًا يتعرف الأب والأم على آراء وأفكار الأطفال، وما يحبون وما يكرهون، ومن خلال الجلوس حول مائدة طعام الأسرة يمكن لكل من الأب والأم مناقشة أبنائهم الذين هم في سن المراهقة في أي موضوع يشغلهم، وما ينشأ في حياتهم.

ومائدة طعام الأسرة فرصة عظيمة ليعرف أفراد الأسرة بعضهم بعضًا، كما يتعلمون كيف يجلسون معًا للحوار، وهذا لتقارب الذي سيشعرون به تجاه بعضهم سيقلل بشكل كبير وملحوظ من حدوث الجدل والسلوك السيئ فيما بينهم، وحتى وإن حدث خلاف بين أفراد الأسرة، فإنهم يلتقون على الطعام بما يصفي النفوس، ويقرب بين القلوب[1].

تحقيق سعادة الأطفال:
يعد قضاء وقت سعيد حول مائدة طعام الأسرة هو أعظم فائدة ونفع يعود على الأطفال؛ لذا على الأب والأم الحرص على البعد عن مواطن الخلاف، وإذا كان يُحتمل دخول الأطفال في مشاجرة لأتفه الأسباب، يجب على الأب والأم عدم ترك هؤلاء الأطفال يجلسون بجانب بعضهم، والتفكير فيما يمكن التحدث فيه على مائدة الطعام؛ ليشترك فيه الأبناء مهما تكن أعمارهم، فالأطفال لديهم آراء وأفكار؛ لذا يجب على الأب والأم طرح أسئلة لا تتطلب إجابة من كلمة واحدة.

إن وقت الطعام لا بد أن يكون وقتًا سعيدًا، وفرصة سعيدة لاجتماع أفراد الأسرة، والحديث اللطيف، والنقاش حول مختلف الموضوعات والقضايا، ولا يجب أن يكون هذا الوقت وقتًا للتأديب والعتاب والتبكيت والضحك ورفع الصوت، والكلام الجارح، فعندما يكون وقت الطعام مبهجًا لطيفًا وسعيدًا ومريحًا، وخاليًا من الخلاف والنزاعات، يتطلع إليه الأبناء، ويشتاقون للتجمع حول الأب والأم[2].

فوقت مائدة الطعام يحتاج لتخطيط جيد للمحافظة على تلك السعادة والسرور في أوقات اجتماع أفراد الأسرة للطعام؛ حتى يكون هذا الوقت ممتعًا لجميع أفراد الأسرة، فيشعروا بالسعادة والأمان الوجداني، ويعد الضحك من أقوى عوامل الترابط مع الأبناء؛ لذا يجب الضحك على المائدة لفوائده الكبيرة في تعزيز العلاقات الأسرية، وهو أمر لن يكلف الكثير.

مدح الأطفال على المائدة:
يجب على الأب والأم التفكير ولو مرة في الأسبوع في الأشياء التي فعلها الأبناء في الشارع أو في البيت، أو في المدرسة خلال الأسبوع، وتستحق الثناء والمدح، فالأطفال الصغار مثل الكبار ينعمون ويسعدون بالثناء والمدح، فهو يعطيهم ثقة وتشجيعًا للاستمرار في أشياء أفضل، ويجب مدح كل واحد من الأبناء على شيء حقيقي قد فعله دون نسيان أحد منهم.

كما يجب الحرص على عدم توبيخ الطفل أو إهانته على الطعام أمام الآخرين، فهذا يؤلمه ويجرحه، ويجعله يكره تناول الطعام مع مَن وبَّخه[3].

حقًّا إن في مائدة طعام الأسرة قيمًا، وتعارفًا، وسعادة، ومدحًا.

المراجع:
1- بيني بالمانو، المرشد الأساسي لتعليم الأطفال من جميع الأعمار، الرياض، مكتبة جرير، 1426هـ.
2- ستيفن. ر.كوفي، العادات السبع للأسر الأكثر فعالية، الرياض، مكتبة جرير، 1426هـ.
3- عبدالله عبدالمعطي، علِّم ابنك كيف يحب أخاه، القاهرة، دار الأندلس الجديدة للنشر، 1430هـ.




[1] عبدالله عبدالمعطي؛ علم ابنك كيف يحب أخاه، ص 20 بتصرف.



[2] ستيفن .ر .كوفي؛ العادات السبع للأسر الأكثر فعالية، ص 263 بتصرف.



[3] بيني بالمانو، المرشد الأساسي لتعليم الأطفال من جميع الأعمار، ص 61 وما بعدها بتصرف.