نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز - مفتاح العلوم




و في الجملة الأولى التي عنونها بـــ ( في المفردات ) و قسمها إلى عدة أقسام و أبواب ، تحدث عن الدلالة اللفظية ، و المحاسن و المزايا الحاصلة بسبب الألفاظ و ما يتبعها ، وأحكام الدلالات المعنوية ، و أحكام الخبر ، و الحقيقة و المجاز ، و التشبيه ، و الاستعارة ، و الكناية ...............
و جعل عنوان الجملة الثانية ( في النظم ) و فيها تحدث عن حقيقة النظم ، و التقديم و التأخير ، و الفصل و الوصل ، و الحذف و الإضمار و الإيجاز ........
و يلاحظ أن الرازي قد ملأ كتابه بالأقسام ، و فرع من الأقسام فروعا ، ثم شعب هذه الفروع ، و بذلك تكاثرت عنده التقسيمات ، فأصبحت البلاغة في هذا الكتاب كأنها علم من علوم اللغة مع ما يداخلها من أقسية المنطق الصارمة ، و مع ذلك فقد كان الرازي يقف أحيانا وقفات ذوقية عند عدد من القضايا البلاغية .
مفتاح العلوم


( لأبي يعقوب السكاكي : ت 626 هــ )
مؤلف هذا الكتاب هو سراج الدين أبو يعقوب السكاكي ، و قد تحدث فيه عن علم الصرف ، و علم النحو ، و علم المنطق ، و علم العروض و القافية ، و جمع في القسم الثالث من الكتاب خلاصة ما كتبه العلماء قبله في علوم البلاغة ... و في هذا القسم – الذي لخص فيه ما سبقه من كتابات في البلاغة قبله ، لا سيما ما اتى به عبدالقاهر الجرجاني و الزمخشري ، و ما أضافه من أفكار إليه – أعطى للبلاغة العربية صيغة شبه نهائية عكف عليها العلماء من بعده بالشرح أو التلخيص .
و قد أصبحت البلاغة عند السكاكي منضبطة في قوانين و قواعد ذات قوالب منطقية ، كما تميزت بالإحاطة الكاملة للأقسام و الفروع ، فغدت قواعد كقواعد النحو ، و تجردت من التحليلات الفنية الذوقية ، و مالت للمعيارية المجردة .
فتحدث أولا عن علم المعاني ، و بحث فيه الخبر و الطلب ، و التقديم و التأخير ، و الحذف و الذكر ، و الفصل و الوصل ، و الإيجاز و الإطناب و القصر .
ثم تحدث عن علم البيان بما يشمل عليه من تشبيه و مجاز و كناية ، مردفا ذلك بحديث عن البلاغة و الفصاحة .

و تميزت ألوان البديع لديه باستقلال مباحثها ، و جعلها قسمين ، قسما يعود إلى المعنى كالطباق و المقابلة و المشاكلة و مراعاة النظير .... و قسما يرجع إلى اللفظ كالتجنيس و السجع و الترصيع ..........
و قد قام عدد كبير من النقاد و البلاغيين ممن جاءوا بعد السكاكي بشرح كتابه أو تلخيصه .
منقول