من فنون الدعوة.. حريصٌ عليكم
سلطان بن عبد اللّه العمري



إنه رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، الذي يحمل الهمَّ الكبير، والحمل الثقيل، نعم، إنه يفكر في حال الأمة، ويسعى لإنقاذها، ويعمل كل ما فيه صلاحها..
وما أجمل الثناء الرباني لرسوله - صلى الله عليه وسلم – (حريصٌ عليكم)، إنه وصفٌ دقيق لمعنى كبير، يحمل بين طياته أروع صور التضحية، وأعلى صفات المجد والرقي.
والذي يقلب صفحات التاريخ وينظر في بطون الأوراق، يجد حقيقة الحرص النبوي على الأمة، والقصص تطول والأخبار لا تنتهي في بيان حرصه -صلى الله عليه وسلم-.
ولكن لي عتبٌ على كل من سار في قافلة الدعاة! لمَ لا نرى هذا الحرص عندهم في دعوة الناس وتوجيههم والتضحية من أجلهم؟
إننا قد نجد بعض الدعاة الذين يقومون ببعض البرامج والأنشطة ولكنهم يفتقرون إلى هذه الصفة (حريصٌ عليكم)..
قد نسمع عن مشاركات داعية، ولكننا نتفاجأ بتوقف هذه المشاركات، فلمَ يا ترى هذا التوقف؟ وأين الحرص؟
وبعض المساجد تكون فيها برامج، ولكن ما هي إلا أيام، وإذا بالفتور ينزل بساحة القائمين، لكي يتم الإعلان عن توقف هذه البرامج؟
وهذا أحد الدعاة يبدأ في إلقاء الكلمات، ولكن الكسل ينزل ضيفاً عليه أياماً بل شهوراً والله المستعان.
وهذا وذاك، يدخلون "قافلة الدعوة" ولكنهم لم يدخلوا ضمن "حريصٌ عليكم" فإذا بهم يكسلون، ويقفون، والضحية هي "الدعوة".
إننا نحتاج دوماً وأبداً إلى إيقاظ الهمة وتعاهدها وسقيها ليدوم العمل، وتستمر القافلة في المسير.
ومضة: لتعلم أن في الحياة تحديات ولكن أين من يتحداها