تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 32

الموضوع: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    مامعنى لا إله إلا الله ؟
    ج/ معناها لا معبود بحق إلا الله، والدليل قوله تعالى : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } فقوله : { ألا تعبدوا } فيه معنى لا إله ، وقوله { إلا إياه } فيه معنى إلا الله .------------------س/ ماهو التوحيد الذي فرضه الله على عباده قبل الصلاة والصوم ؟
    ج/ هو توحيد العبادة، فلا تدع إلا الله وحده لا شريك له، لا تدعو النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره, كما قال تعالى : { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا }---------------ما المقصود بتوحيد الألوهية مع الدليل؟
    الجواب: المقصود بتوحيد الألوهية: هو إفراد الله بالعبادة - قال ـ تعالى ـ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} وعبادة الله وحده هي الغرض من إرسال الرسل، قال ـ تعالى ـ: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} وقال ـتعالى ـ: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} وحديث معاذ: «أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً». وقوله ـ تعالى ـ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}.
    ومعنى الألوهية:العبودية على خلقه أجمعين مأخوذة من تأله القلب وهو أقوى درجات المحبة والرغبة، فلهذا كانت كلمة لا إله إلا الله أفضل الكلمات على الإطلاق وهي أول كلمة بدأ بها الرسول، صلى الله عليه وسلم، دعوته.
    ما هو مفهوم العبادة ؟ - الجواب: مفهوم العبادة: الذل والخضوع وتجريد العبادة من شوائب الشرك ويستلزم ذلك الانقياد له بطاعته وطاعة نبيه فهذا مفهوم العبادة ، فالله هو المدعو والمرجو والمستعان والمختص بالركوع والسجود له، والذبح له، فهذا ما دعت إليه الرسل وآمنت به وقال الله لأمة محمد، صلى الله عليه وسلم: {فَإِنْ آَمَنُوابِمِثْل ِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُ مُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} وصبغة الله دينه، فحياة المؤمن ولحمه وعروقه كلها لله {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ} وقال الله ـ تعالى ـ فيمن عاند في صرف العبادة لغير الله: {قُلْ أَتُحَاجُّونَنَ ا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ}.
    ------------- ما هو اول واجب على المكلف ؟
    الجواب: أن أول واجب يجب على المكلف شهادة أن لا إله إلا الله، لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك، كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم. بل أئمة السلف كلهم متفقون على أن أول ما يؤمر به العبد الشهادتان، فالتوحيد أول ما يدخل في الإسلام وآخر ما يخرج به من الدنيا كما قال، صلى الله عليهوسلم: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة» فهو أول واجب وآخر واجب.-------وما معنى لا اله الا الله ؟-الجواب: معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله، والإله معناه المعبود المتأله إليه. ففيها نفي جميع المعبودات من وثن أو قبر أو شجر أو حجر أو ولي أو هوى، وفي قوله إلا الله إثبات العبادة لله وحده ---------ما معنى التوحيد وما انواعه؟-----التوحيد : هو إفراد الله تعالى بربوبيته و ألوهيته و بأسماءه و صفاته .

    توحيد الربوبية : هو الإعتقاد الجازم بأنّ الله تعالى هو المُتفرّد في جميع أفعاله كالخلق و الرزق و الإحياء والإماتة و التدبير- و غيرها من أفعاله - لا شريك له في ذلك ، قال جل و علا : ( الحمد لله رب العالمين ) و قال جل و علا : ( أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) الأعراف : 54، قال جل و علا : ( قل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. َسيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ. ُقلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ. َسيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ. قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. َسيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ) المؤمنون :84-89 .
    فالرب : هو المالك الذي يُربّي عبده فيُعطيه و يرزقه ثم يهديه إلى جميع أحواله من العبادة و غيرها .
    فلا بد لكل مسلم أن يعتقد أن الله وحده هو الذي يُحيي و يُميت و هو الذي يُعطي و يمنع ، و هو الضار و النافع لا شريك له في ذلك ، فمن اعتقد أنّ النبي عليه الصلاة و السلام و غيره من الرسل أو الأولياء و غيرهم من الصالحين يَقدرون على فعل هذه الأشياء ؛ فهو كافر بالله . و العياذ بالله ، لأنه جعل مع الله شريكاً له في صفاته ، اقرأ قوله جل و علا : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) الروم : 40 ، انظروا رحمكم الله إلى حكم الله في هذه الآية: لقد حكم المولى عز و جل بكفر من أعتقد أنّ غير الله يستطيع أنْ يُحيي أو يُميت أو يرزق.

    و مع أنّ توحيد الربوبية مهم إلا أنّّ الإقرار به وحده لا يكفي ، و في كفار قريش خير مثال ، فقد كانوا يُقِرون بأنّ الله هو الخالق والرازق و المحي و المميت و رب العرش و أنّ بيده ملكوت كل شئ ، لكن مع ذلك فقد حكم القرآن بكفرهم و قاتلهم النبي عليه الصلاة و السلام و استحل دماءهم لأنهم صرفوا العبادة لغير الله ، و إليك إقرار كفار قريش – كأبي جهل و أبي لهب و غيرهم – بتوحيد الربوبية ، قال جل و علا :( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ) العنكبوت : 61 ، قال جل و علا : (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ...) العنكبوت :63 ، و قال جل و علا : ( ُقلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ) يونس :31 و غيرها من الآيات .

    توحيد الألوهية : هو إفراد الله عز و جل بجميع أنواع العبادات كالدعاء و الصلاة و الصيام و الزكاة و الحج و الرجاء و التوكل و الإستغاثة و الإستعانة و الرهبة و التضرع و الذبح و النذر و غيرها لا شريك له في ذلك ، قال جل و علا: ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) الجن : 18 ، و قال جل وعلا: ( إياك نعبد و إياك نستعين ) ، و قال جل و علا: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) البقرة : 21 ، و قال جل وعلا: ( إنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ. ألا لله الدين الخالص...) الزمر :2-3 .

    و الإله : هو الذي يُؤله فيُعبد محبةً مع الاجلال والتعظيم، فلا يجوز أنْ يَصرف الإنسان شيئاً من العبادة لغير الله لا لمَلَك مُقَرّب و لا لنبي مرسل و لا لولي صالح ، لأن الخلق خلقوا لعبادة الله فمن صرفها لغير الله كفر و حبط عمله .
    انظروا إلى تكفير الله سبحانه و تعالى لمن يستغيث و يدعو غير الله ، قال جل و علا: ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ. وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ) الأحقاف: 5- 6 .
    هذا التوحيد دعت إليه الرسل و أُنزلت فيه الكتب ، فإنّ الرسل لم يُبعثوا لإقناع الناس بأنّ للكون رباً و خالقاً – لأن هذا شيئاً بديهياً تَدل عليه الفطرة – و إنما أُرسلوا لدعوة الناس إلى عبادة الله و تحذيرهم من الشرك بالله ، و هذا التوحيد هو الذي خُلقت من أجله الجنة و النار و شُرِع الجهاد لإعلائه، و هو سبب الخصومات التي وقعت بين الرسل و بين أٌممهم. فاعرفوا له قدره و حقّقوه في انفسكم قبل كل شئ .

    توحيد الأسماء و الصفات : هو الإيمان الجازم بأسماء الله و صفاته الواردة في الكتاب و السنة ، و إثباتها دون تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل ، قال جل و علا: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) الشورى : 11 ، و قال جل و علا: ( الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين ) ، و قال جل و علا: ( ُقلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى ) الإسراء: 110 ، و قال جل و علا: ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى ) طه:8 .
    فعلى كل مسلم أنْ يؤمن بأنّ لله سبحانه و تعالى ذاتاً لا تُشبهها الذوات ، و صفاتاً لا تُشبهها الصفات ، و أن لإسمائه معاني حقيقية و دلائل قطعية على ما له سبحانه من صفات الكمال المطلق ، و أنّ سبيل معرفة هذه الأسماء و الصفات هو : الوحي فقط ، فيجب التسليم بما جاء في الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة ، ...........................

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    ما هى اصل العبادة؟---أصل العبادة تجريد الإخلاص لله تعالى وحده، وتجريد المتابعة للرسول – صلى الله عليه وسلم -، قال تعالى: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) -وقوله تعالى: (فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون)------------ما معنى الشرك وما اقسامه وانواعه؟----الشرك ضد التوحيد ؛ --معنى الشرك في اللغة هو : اتخاذ الشريك يعني أن يُجعل واحداً شريكاً لآخر . يقال : أشرك بينهما إذا جعلهما اثنين ، أو أشرك في أمره غيره إذا جعل ذلك الأمر لاثنين .
    واما معنى الشرك في الشرع فهو : اتخاذ الشريك أو الند مع الله جل وعلا في الربوبية أو في العبادة أو في الأسماء والصفات .
    والند هو : النظير والمثيل . ولذا نهى الله تعالى عن اتخاذ الأنداد وذم الذين يتخذونها من دون الله في آيات كثيرة من القرآن فقال تعالى : ( فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) البقرة / 22 .
    وقال جل شأنه : ( وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) إبراهيم / 30 .
    وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار ) رواه البخاري (4497) ومسلم (92)
    أقسام الشرك :
    وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن الشرك والتنديد تارة يكون مخرجاً من الملة ، وتارة لا يكون مخرجاً من الملة ، -
    أولاً : الشرك الأكبر :

    وهو أن يصرف لغير اللهِ ما هو محض حق الله من ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته .
    وهذا الشرك تارة يكون ظاهراً : كشرك عبَّاد الأوثان والأصنام وعبَّاد القبور والأموات والغائبين .
    وتارة يكون خفياً : كشرك المتوكلين على غير الله من الآلهة المختلفة ، أو كشرك وكفر المنافقين ؛ فإنهم وإن كان شركهم أكبر يخرج من الملة ويخلد صاحبه في النار ؛ إلا أنه شرك خفي ، لأنهم يظهرون الإسلام ويخفون الكفر والشرك فهم مشركون في الباطن دون الظاهر .
    كما أن هذا الشرك تارة يكون في الاعتقادات :
    كاعتقاد أن هناك من يخلق أو يحي أو يميت أو يملك أو يتصرف في هذا الكون مع الله تعالى.
    أو اعتقاد أن هناك من يطاع طاعة مطلقة مع الله ، فيطيعونه في تحليل ما شاء وتحريم ما شاء ولو كان ذلك مخالفا لدين الرسل .
    أو الشرك بالله في المحبة والتعظيم ، بأن يُحب مخلوقا كما يحب الله ، فهذا من الشرك الذي لا يغفره الله ، وهو الشرك الذي قال الله فيه : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ) البقرة / 165 .
    أو اعتقاد أن هناك من يعلم الغيب مع الله ، وهذا يكثر لدى بعض الفرق المنحرفة كالرافضة وغلاة الصوفية والباطنية عموما ، حيث يعتقد الرافضة في أئمتهم أنهم يعلمون الغيب ، وكذلك يعتقد الباطنية والصوفية في أوليائهم نحو ذلك . وكاعتقاد أن هناك من يرحم الرحمة التي تليق بالله عزَّ وجل ، فيرحم مثله وذلك بأن يغفر الذنوب ويعفو عن عباده ويتجاوز عن السيئات .
    وتارة يكون في الأقوال :
    كمن دعا أو استغاث أو استعان أو استعاذ بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل ؛ سواء كان هذا الغير نبيا أو وليا أو مَلَكا أو جِنِّياًّ ، أو غير ذلك من المخلوقات ، فإن هذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة .
    وكمن استهزأ بالدين أو مثل اللهَ بخلقه ، أو أثبت مع الله خالقاً أورازقاً أو مدبراً ، فهذا كله من الشرك الأكبر والذنب العظيم الذي لا يغفر .
    وتارة يكون في الأفعال :
    كمن يذبح أو يصلي أو يسجد لغير الله ، أو يسن القوانين التي تضاهي حكم الله ويشرعها للناس ، ويلزمهم بالتحاكم إليها ، وكمن ظاهر الكافرين وناصرهم على المؤمنين ، ونحو ذلك من الأفعال التي تنافي أصل الإيمان ، وتخرج فاعلها من ملة الإسلام . نسأل الله عفوه وعافيته .
    ثانياً : الشرك الأصغر :
    وهو كل ما كان وسيلة إلى الشرك الأكبر ، أو ورد في النصوص أنه شرك ، ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر .
    وهذا يكون في الغالب من جهتين :
    الأولى : من جهة التعلق ببعض الأسباب التي لم يأذن الله جل وعلا بها ، كتعليق الكَفِّ والخرز ونحو ذلك على أنها سبب للحفظ أو أنها تدفع العين والله تعالى لم يجعلها سبباً لذلك لا شرعاً ولا قدراً .
    الثانية : من جهة تعظيم بعض الأشياء التعظيم الذي لا يوصلها إلى مقام الربوبية ، كالحلف بغير الله ، وكقول : لولا الله وفلان ، وأشباه ذلك.
    وقد وضع العلماء ضوابط وقواعد يتميز بها الشرك الأكبر عن الأصغر عند وروده في النصوص الشرعية فمن هذه الضوابط ما يلي :
    1- أن ينص النبي صلى الله عليه وسلم صراحة على أن هذا الفعل من الشرك الأصغر : كما في المسند ( 27742 ) عن مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ؟ قَالَ :الرِّيَاء . إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ تُجَازَى الْعِبَادُ بِأَعْمَالِهِمْ اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ بِأَعْمَالِكُمْ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً " وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (951 )
    2- أن يرد لفظ الشرك في نصوص الكتاب والسنة منكَّراً ـ أي غير مقترن بالألف واللام ـ فهذا في الغالب يقصد به الشرك الأصغر وله أمثلة كثيرة كقوله صلى الله عليه وسلم " إن الرقى والتمائم والتِّوَلَة شرك "
    أخرجه أبو داود ( 3883 ) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 331 )
    فالمقصود بالشرك هنا الأصغر دون الأكبر .
    والتمائم شيء يعلق على الأولاد كالخرز ونحوه يزعمون أن ذلك يحفظه من العين .
    والتولة شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها ، والرجل إلى امرأته .
    3- أن يفهم الصحابة من النصوص الشرعية أن المراد بالشرك في هذا الموضع هو الأصغر دون الأكبر ، ولا شك أن فهم الصحابة معتبر ، فهم أعلم الناس بدين الله عز وجل ، وأدراهم بمقصود الشارع . ومن أمثلة ذلك ما رواه أبو داود (3910 ) عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "الطِّيَرَةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ثَلاثًا ، وَمَا مِنَّا إِلا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّل" فجملة ( وما منا إلا .. ) هذه من كلام ابن مسعود كما بين ذلك جهابذة المحدثين فهذا يدل على أن ابن مسعود رضي الله عنه فهم أن هذا من الشرك الأصغر ، لأنه لا يمكن أن يقصد وما منا إلا ويقع في الشرك الأكبر ، كما أن الشرك الأكبر لا يذهبه الله بالتوكل بل لابد من التوبة .
    4- أن يفسر النبي صلى الله عليه وسلم لفظ الشرك أو الكفر بما يدل على أن المقصود به الأصغر وليس الأكبر كما روى البخاري ( 1038 ) ومسلم (71 ) عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ : صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَ ةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ : "هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ " قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : " أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ "
    فالكفر هنا جاء تفسيره في الرواية الأخرى عن أبي هريرة قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَمْ تَرَوْا إِلَى مَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قَالَ : "مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ يَقُولُونَ الْكَوَاكِبُ وَبِالْكَوَاكِب ِ " فبين هنا أن من نسب إنزال المطر إلى الكواكب باعتبارها سبباً لنزوله ـ والواقع أن الله لم يجعلها سبباً لذلك ـ فكفره كفرٌ بنعمة الله عليه ، ومعلوم أن كفر النعمة كفر أصغر أما من اعتقد أن الكواكب هي التي تتصرف في الكون وأنها هي التي تنزل المطر فهذا شرك أكبر .
    والشرك الأصغر تارة يكون ظاهراً كلبس الحلقة والخيط والتمائم ونحو ذلك من الأعمال والأقوال.
    وتارة يكون خفياً كيسير الرياء .
    كما أنه تارة يكون بالاعتقادات :
    كأن يعتقد في شيء أنه سبب لجلب النفع ودفع الضر ولم يجعله الله سبباً لذلك . أو يعتقد في شيء البركة ، والله لم يجعل فيه ذلك .
    وتارة يكون بالأقوال :
    كمن قال مطرنا بنوء كذا وكذا ؛ دون أن يعتقد أن النجوم هي التي تستقل بإنزال المطر ، أو حلف بغير الله دون أن يعتقد تعظيم المحلوف به ومساواته لله ، أو قال ما شاء الله وشئت . ونحو ذلك .
    وتارة يكون بالأفعال :
    كمن يعلِّق التمائم أو يلبس حلقة أو خيطا ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه، لأن كل من أثبت سبباً لشيء والله لم يجعله سببا له شرعا ولا قدراً، فقد أشرك بالله . وكذلك من يتمسح بشيء رجاء بركته ولم يجعل الله فيه البركة ، كتقبيل أبواب المساجد ، والتمسح بأعتابها ، والاستشفاء بتربتها ، ونحو ذلك من الأفعال .
    هذه نبذة مختصرة عن تقسيم الشرك إلى أكبر وأصغر ، وتفصيلات ذلك لا يمكن استيعابها في هذه الإجابة المختصرة .
    خاتمة :
    وبعد : فالواجب على المسلم أن يحذر الشرك صغيره وكبيره ، فإن أعظم معصية عصي الله بها هي الشرك به ، والتعدي على خالص حقه ؛ وهو عبادته وطاعته وحده لا شريك له .
    ولذا فقد أوجب الخلود في النار للمشركين وأخبر أنه لا يغفر لهم ، وحرَّم الجنة عليهم كما قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ) النساء / 48
    وقال جل شأنه ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ) المائدة / 72 .
    فوجب على كل ذي عقل ودين أن يخشى على نفسه من الشرك وأن يلوذ بربه طالباً منه أن ينجيه من الشرك ؛ كما قال الخليل عليه السلام : ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ) إبراهيم / 35 ، قال بعض السلف : " ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم "
    فلا يسع العبد الصادق إلا أن يَعظُم خوفه من الشرك ، وأن تشتد رغبته إلى ربه في أن ينجيه منه ، داعياً بالدعاء العظيم الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حين قال لهم : " الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ، وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره تقول ‏:‏ ‏"‏ اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم‏" ‏‏.‏ صححه الألباني في صحيح الجامع ( 3731 ) .
    ما سبق هو الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر من حيث الحقيقة ، وتعريف كل قسم وبيان أنواعه .
    وأما الفرق بينهما من حيث الحكم :
    فهو أن الشرك الأكبر مخرج من الإسلام ، فيُحكم على فاعله بالخروج من الإسلام والارتداد عنه فيكون كافراً مرتداً .
    وأما الشرك الأصغر فلا يخرج من الإسلام ، بل قد يقع من المسلم ويبقى على إسلامه ، غير أن فاعله على خطر عظيم ، لأن الشرك الأصغر كبيرة من كبائر الذنوب حتى قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليّ من أن أحلف بغيره صادقاً ) فجعل رضي الله عنه الحلف بغير الله ( وهو شرك أصغر ) أقبح من الحلف بالله كاذباً ومعلوم أن الحلف بالله كاذباً من الكبائر .
    ------

    -- ------------------------س/ ما حكم من ذبح لغير الله
    ج/ حكمه هو كافر مرتد لا تباح ذبيحته ، لأنه يجتمع فيه مانعان .

    الأول : أنها ذبيحه مرتد ، وذبيحه المرتد لا تباح بالإجماع .
    الثاني : أنها مما أهل لغير الله ، وقد حرم الله ذلك في قوله : { قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعمٍ يطعمعه إلا أن يكون ميته أو دما مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به }

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    هل من مزيد بيان للاستفادة؟ - نعم مزيد بيان-الشرك الأكبر: هو تسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله، ويدل على هذا التعريف قوله تعالى: {تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء:97-98]، وقوله تعالى: {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ} [الأنعام:1]، وما رواه الشيخان من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في جواب من سأله أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: «أن تجعل لله نداً وهو خلقك». قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الاستقامة [1/344]): "أصل الشرك - أن تعدل بالله تعالى مخلوقاته في بعض ما يستحقه وحده، فإنه لم يعدل بالله أحد من المخلوقات في جميع الأمور، فمن عبد غيره أو توكل عليه - فهو مشرك". قال ابن القيم في نونيته: والشرك فاحذره فشرك ظاهر *** ذا القسم ليس بقابل الغفران ------- وهو اتخاذ الند للرحمن أيا *** كان من حجر ومن إنسان يدعوه أو يرجوه ثم يخافه *** ويحبه كمحبة الرحمن - --------------- وعرفه الشيخ السعدي - فقال: "إن حدّ الشرك الأكبر وتفسيره الذي يجمع أنواعه وأفراده - أن يصرف العبد نوعاً أو فرداً من أفراد العبادة لغير الله، فكل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص، وصرفه لغيره شرك وكفر فعليك بهذا الضابط للشرك الأكبر الذي لا يشذ عنه شيء(انظر القول السديد [43]، وانظر الحق الواضح المبين[59])

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    هل الشرك الاكبر ينقسم كتقسيم التوحيد الى ثلاثة انواع ؟- الجواب نعم - وهذا مزيد بيان --------------------أنواع الشرك الأكبر: النوع الأول: --شرك في الربوبية. • ويكون بالاعتقاد كمن يعتقد أن هناك من يخلق أو يحيي أو يميت أو يملك أو يتصرف في هذا الكون أحد مع الله، لأن الخلق والإماتة والإحياء والتصرف والملك من خصائص الرب سبحانه فلا تجعل لغيره-------------. ويكون شرك الربوبية في الأعمال كمن يعلق التمائم أو يلبس الحلقة ونحوها ويعتقد أنها بذاتها محصلة للمقصود من التأثير من دون الله تعالى. قال ابن عثيمين في (القول المفيد على كتاب التوحيد[1/207]): "إن اعتقد لابسها أنها مؤثرة بنفسها دون الله فهو مشرك شركاً أكبر في توحيد الربوبية لأنه اعتقد أن مع الله خالقاً غيره-------------------- ويكون شرك الربوبية في الأقوال كمن يقول بوحدة الوجود فيزعمون أن الله تعالى هو عين المخلوق، أو من يقول بإنكار الخالق عز وجل". -------------------------------------- النوع الثاني: شرك في الألوهية. ويكون بالاعتقاد - كمن يعتقد أن هناك من يطاع طاعة مطلقة مع الله فيتبعونهم في ذلك حتى لو أحلُّوا ما حرم الله أو حرموا ما أحل الله، ومنه أيضاً الشرك بالله في المحبة والتعظيم كمن يحب مخلوقاً كمحبة الله تعالى وهو الشرك الذي قال الله فيه: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ} [البقرة:165]، ولذلك قال أصحاب هذا الشرك لآلهتهم {تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ . إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء:97-98]، لأنهم ساووا آلهتهم بالله تعالى في الحب والتأليه والخضوع لهم والتذلل. فمن اعتقد أن لأحد من الناس سواءً كانوا علماء أو حكاماً أو غيرهم حقاً في التشريع (التحليل والتحريم) من دون الله أو مع الله فقد أشرك مع الله إلهاً آخر، وقال الله عز وجل في أولئك: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} [الشورى:21]، وهذا أيضاً يسمى شرك الطاعات. فائدة: والطائع لمن أحل ما حرم الله وحرم ما أحل الله لا يخلو من حالين: الحال الأولى: أن يطيعه في ذلك مع علمه بتبديله لحكم الله ومخالفته للرسل فيعتقد مع ذلك تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم الله إتباعاً له فهذه الحالة شرك أكبر مخرج من الملة. --------------- الحال الثانية: أن يطيعه في ذلك مع اعتقاده تحريم ما حرمه الله وتحليل ما أحل الله ولكن طاعته له في ذلك عن هوى وعصيان مع اعترافه بذنبه وأنه عصى الله في ذلك فهذا حاله حال أهل الذنوب والمعاصي. (انظر مجموع فتاوى ابن تيمية [7/70]). -------------------------- • وقد يكون شرك الألوهية في الأعمال كذلك كمن يصلي لغير الله أو يركع ويسجد لغير الله، أو يذبح لغير الله كأن يذبح للجن أو للقبر كما ذكر المصنف وسبق أن هذا النوع وهو شرك الألوهية أغلب أنواع التوحيد الثلاثة انتشاراً. فمن جعل شيئاً من العبادة لمخلوق كائناً من كان، فقد أشرك بالله تعالى في عبادته، واتخذ مع الله نداً يصرف العبادة إليه.------------------------- • وقد يكون شرك الألوهية في الأقوال - كمن يدعو غير الله سواءً كان دعاء عبادة أو دعاء مسألة أو يستغيث بغير الله أو يستعين بغير الله أو يستعيذ بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل فقد وقع في الشرك سواءً كان هذا الغير نبياً أو ولياً أو ملكاً أو جنياً أو غير ذلك من المخلوقات. ولهذا قال الله تعالى عن الذين يدعون غيره: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت:65]، لأنهم في حال الرخاء والنجاة يدعون غير الله عز وجل فسماهم مشركين، وهذا النوع يسمى شرك الدعوة، أو شرك الدعاء، والدعاء عبادة عظيمة لا يجوز صرفها لغير الله، فمن دعا الله وهو يريد بالدعاء طلب نفع أو دفع ضر فهذا الدعاء يسمى (دعاء مسألة) ومن دعا الله وهو يريد بالدعاء الخضوع والانكسار والذل بين يدي الله عز وجل شأنه فهذا الدعاء يسمى (دعاء عبادة) والدعاء بنوعيه دعاء المسألة ودعاء العبادة لا يجوز صرفه لغير الله تعالى والدعاء أعظم العبادات وأفضل القربات قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186] وقال آمراً بدعائه وسؤاله: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60] وجاء في مسند الإمام أحمد ورواه أهل السنن من حديث بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الدعاء هو العبادة» ثم قرأ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي}. قال ابن القيم في (مدارج السالكين [1/353]) مبيناً شناعة هذا الشرك وعظمه: "ومن أنواعه ـأي الشرك الأكبرـ طلب الحوائج من الموتى، والاستغاثة بهم، والتوجه إليهم، وهذا أصل شرك العالم، فإن الميت قد انقطع عمله، وهو لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً، فضلاً عمن استغاث به، وسأله قضاء حاجته، أو سأله أن يشفع له إلى الله فيها، وهذا من جهله بالشافع، والمشفوع له عنده".----------------------------- النوع الثالث: شرك في الأسماء والصفات. • - ويكون بالاعتقاد - كمن يعتقد أن هناك من يعلم الغيب مع الله تعالى الله عن ذلك علوَّاً كبيرًا، فالله عز وجل من صفاته أنه علام الغيوب، فمن اعتقد أن هناك من يعلم الغيب مع الله فقد أشرك وهذا يكثر لدى بعض الفرق المنحرفة كالرافضة وغلاة الصوفية والباطنية عموماً، حيث يعتقد الرافضة في أئمتهم أنهم يعلمون الغيب وكذلك يعتقد الباطنية والصوفية في أوليائهم نحو ذلك، وكذلك من يعتقد أن هناك من يرحم كالرحمة التي تليق بالله عز وجل إذ أن الرحمة صفة من صفاته جل شأنه والرحمن اسم من أسمائه تقدست أسماؤه فمن اعتقد أن غير الله يرحم كرحمة الله التي تليق بجلاله وذلك بأن يغفر الذنوب ويعفو عن عباده ويتجاوز عن السيئات فقد أشرك لأنه ساوى الخالق بالمخلوق تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.------------------------- وقد يكون شرك الأسماء والصفات في الأعمال أيضاً كمن يتعاظم على الخلق مضاهاة بالله تعالى، وتشبها بصفاته التي منها صفة العظيم. قال ابن القيم في (الجواب الكافي صـ[202]): "فمن تعاظم وتكبر ودعا الناس إلى إطرائه في المدح والتعظيم والخضوع والرجاء، وتعليق القلب به خوفاً ورجاء والتجاء واستعانة، فقد تشبه بالله ونازعه في ربوبيته وإلهيته".---------------------- • وقد يكون شرك الأسماء والصفات في الأقوال أيضاً كمن يطلق اسم الرحمن أو الأحد أو الصمد على غير الله تعالى أو يسمى الأصنام بها-------------------------. ♦ هذه أنواع الشرك الأكبر في أنواع التوحيد الثلاثة الربوبية والألوهية والأسماء والصفات ---على وجه التمثيل لا على وجه العد والحصر --ومرجع ذلك كله تسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله تعالى، ومن أهل العلم من يقسم الشرك إلى أربعة أقسام (وهي داخلة في الأقسام السابقة) إلا أن التقسيم السابق باعتبار أنواع التوحيد الثلاثة، ------------------------ومن قسمها إلى أربعة أقسام قسمها باعتبار أن أنواع الشرك الأكبر كثيرة ومدارها على أربعة أنواع كما ذكر ذلك في كتاب (مجموعة التوحيد صـ[5])------------------- وهذه الأنواع الأربعة هي: -------------النوع الأول: شرك الدعوة أو الدعاء. وهو أن يدعو العبد غير الله كدعاء الله سواء كان دعاء عبادة أو دعاء مسألة، وسبق توضيح هذا النوع تحت شرك الألوهية في الأقوال، فمن دعا غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله كان مشركاً قال تعالى: {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون:117]. -------------------------النوع الثاني: شرك النية والإرادة والقصد. وهو أن يقصد ويريد وينوي بعمله أصلاً غير الله عز وجل، ويدل على هذا النوع من الشرك قوله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ . أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [هود:15-16] والأصل عند ورود إحباط العمل في القرآن أن سببه الشرك والكفر، وجعل هذا النوع شركاً أكبر محمول على من كانت جميع أعماله مراداً بها غير وجه الله، أما من طرأ عليه الرياء في عمل أصله لله فهو شرك أصغر وسيأتي توضيحه إن شاء الله تعالى.---------------------------- النوع الثالث: شرك الطاعة. وهو مساواة غير الله بالله في التشريع والحكم (أي في التحليل والتحريم) وسبق توضيح هذا النوع تحت شرك الألوهية في الاعتقاد، ومما يجدر التنبيه عليه أن هذا النوع من الشرك وهو شرك الطاعة ربما يقع من العالم الذي اتبع هواه وأطاع غير الله من حاكم أو والٍ أو صاحب أو جاه في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله طمعاً في جاه أو متاع أو سلطان أو رئاسة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى [35/372، 373]): "ومتى ترك العالم ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله كان مرتداً كافراً يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة" قال تعالى: {المص . كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ . اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [الأعراف:1-3 ]. ولو ضرب وحبس وأوذي بأنواع الأذى ليدع ما علمه من شرع الله ورسوله الذي يجب إتباعه واتبع حكم غيره كان مستحقاً لعذاب الله بل عليه أن يصبر وإن أوذي في الله فهذه سنة الأنبياء وأتباعهم، قال تعالى: {الم . أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت:1-3]-----------------------. النوع الرابع: شرك المحبة. وهو أن يحب مع الله غيره كمحبة الله أو أشد من ذلك، وسبق توضيح ذلك أيضاً تحت شرك الألوهية، كمن يحب آلهته من صنم ووثن أو قبر وضريح فيغضب إذا امتهنت وأهينت أشد من غضبه لله، أو يُسر لها أشد من سروره لله. فائدة: قال ابن القيم في (أقسام المحبة كما في الجواب الكافي[1/134]): "ها هنا أربعة أنواع من الحب، يجب التفريق بينهما، وإنما ضل من ضل بعدم التمييز بينهما: أحدها: محبة الله، ولا تكفي وحدها في النجاة من عذابه والفوز بثوابه فإن المشركين وعباد الصليب واليهود وغيرهم يحبون الله. الثاني: محبة ما يحبه الله، وهذه هي التي تدخله في الإسلام وتخرجه من الكفر وأحب الناس إلى الله، أقومهم بهذه المحبة وأشدهم فيها. الثالث: الحب لله فيه، وهي من لوازم محبة ما يحب الله ولا يستقيم محبة ما يحب الله إلا بالحب فيه وله. الرابع: المحبة مع الله، وهي المحبة الشركية وكل من أحب شيئاً مع الله لا لله ولا من أجله ولا فيه فقد اتخذه نداً من دون الله وهذه محبة المشركين" أ ـ هـ. وقال رحمه في (كتاب الروح [1/254]): "والفرق بين الحب في الله والحب مع الله وهذا من أهم الفروق وكل أحد محتاج بل مضطر إلى الفرق بين هذا وهذا فالحب في الله هو من كمال الإيمان والحب مع الله هو عين الشرك" أ ـ هـ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    جزاكم الله خيرًا على موضوعك الطيب، لكن حبذا لو كان مختصرًا، وفي كل مشاركة موضوع واحد أو أكثر قليلًا.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرًا على موضوعك الطيب، لكن حبذا لو كان مختصرًا، وفي كل مشاركة موضوع واحد أو أكثر قليلًا.
    نعم بارك الله فيك -----------ما الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية؟

    : توحيد الربوبيه: فعل الرب، مثل الخلق والرزق والإحياء والإماته وإنزال المطر وإنبات النباتات وتدبير الأمور.

    وتوحيد الألوهية: فعل العبد، مثل الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والإنابه والرغبه والرهبه والنذر والإستغاثه وغير ذلك من انواع العبادات.

    - ما هي أنواع العبادات التي لا تصلح إلا لله؟

    من أنواعها: الدعاء، والإستغاثة، والإستعانه، وذبح القربان، والنذر، والخوف، والرجاء، والتوكل، والإنابه، والمحبه، والخشيه، والرغبه، والرهبه، والتأله، والركوع، والسجود، والخشوع، والتذلل، والتعظيم الذي هو من خصائص الألوهية.

    س - فما أجل أمر أمر الله به؟ وأعظم نهي نهى الله عنه؟

    ج: أجل أمر أمر الله به هو توحيده بالعبادة، وأعظم نهي نهى الله عنه هو الشرك به، وهو ان يدعو مع الله غيره أو يقصد بغير ذلك من أنواع العبادة، فمن صرف شيئا من انواع العبادة لغير الله فقد اتخذه ربا وإلها وأشرك مع الله غيره أو يقصده بغير ذلك من أنواع العبادات.

    س: ما المسائل الثلاث التي يجب تعلمها والعمل بها؟

    ج: الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا بل أرسل إلينا رسولا فمن أطاعه دخل الجنه ومن عصاه دخل النار.

    الثانيه: أن الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل.

    الثالثة: أن من اطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب.

    س: ما معني الله؟

    ج : معناه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.

    س: لأي شيء الله خلقك؟

    ج: لعبادته.

    س: ما هي عبادته؟

    ج: توحيده وطاعته.

    س: ما الدليل على ذلك؟

    ج : قوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].

    س - ما هو أول ما فرض الله علينا؟

    ج : الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، والدليل على ذلك قوله تعالى: لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها والله سميع عليم [البقرة:256].

    س - ما هي العروة الوثقي؟

    ج: لا إله إلا الله، ومعني لا إله: نفي، وإلا الله: إثبات.

    س - ما هو النفي والإثبات هنا؟

    ج : نافٍ جميع ما يعبد من دون الله. ومثبت العبادة لله وحده لا شريك له.

    س - ما الدليل على ذلك؟

    ج : قوله تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ [الزخرف:26] هذا دليل نفي، ودليل الإثبات: إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي [الزخرف:27].

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    من كتب الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله
    س - ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟

    ج: معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمد .

    س - من ربك؟

    ج: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه - وهو

    معبودي ليس لى معبود سواه والدليل قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:1] وكل ما سوى الله عالم وأنا واحد من ذلك العالم.


    س - ما معني الرب؟

    ج : المالك المعبود المتصرف وهو المستحق للعبادة.

    س - بم عرفت ربك؟

    ج: أعرفه بآياته ومخلوقات، ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما،
    والدليل قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [فصلت:37]، وقوله تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54].

    س - ما دينك؟

    ج: ديني الإسلام، والإسلام هو الإستسلام والإنقياد لله وحده،

    والدليل عليه قوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ [آل عمران:19]، ودليل آخر قوله تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85]،

    ودليل آخر قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً [المائدة:3].


    س - علي أي شيء بُني هذا الدين؟

    ج: بُني على خمسة أركان، أولها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا.

    س - ما هو الإيمان؟

    ج: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر وتؤمن بالقدر خيره وشره

    والدليل قوله تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُون َ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ [البقرة:85].

    س - وما الإحسان؟

    ج: هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك،

    والدليل عليه قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ [النحل:128].

    س - من نبيك؟

    ج: نبيي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم،

    وهاشم من قريش، وقريش من كنانه، وكنانه من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن ابراهيم، وإسماعيل من نسل إبراهيم، وإبراهيم من ذرية نوح، عليهم الصلاة والسلام.

    س - وبأي شيء نُبئ؟ وبأي شيء أرسل؟

    ج: نبئ باقرأ، وأرسل بالمدثر.

    س - وما هي معجزته؟

    ج: هذا القرآن الذي عجزت جميع الخلائق أن يأتوا بسورة من مثله، فلم يستطيعوا ذلك مع فصاحتهم وشدة حذاقتهم وعداوتهم له ولمن اتبعه،

    والدليل قوله تعالى: وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [البقرة:23].

    وفي الآيه الأخرى: قوله تعالى: قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء:88].

    س - ما الدليل على أنه رسول الله؟

    ج : قوله تعالى: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ [آل عمران:

    144].ودليل آخر قوله تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً [الفتح:29].


    س - ما هو دليل نبوة محمد؟

    ج: الدليل على النبوة قوله تعالى: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب:40]،

    س - ما الذي بعث الله به محمداً ؟

    ج: عبادة الله وحده لا شريك له، وأن لا يتخذون مع الله إلهاً آخر، ونهاهم عن عبادة المخلوقين من الملائكة والأنبياء والصالحين والحجر والشجر، كما قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25]، وقوله تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل:36]، وقوله تعالى: وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ [الزخرف:45]، وقوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].----------س : هل يبعث الله الخلق بعد الموت ؟ ويحاسبهم على اعمالهم خيرها وشرها ؟ ويدخل من اطاعه الجنه ؟ ومن كفر به وأشرك به غيره فهو في النار ؟

    ج: نعم والدليل قوله تعالى : (( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير )) وقوله : (( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخري )) وفي القران ادلة على هذا ما لا تعد ولا تحصي .---------------- ما هي أنواع التوحيد ؟

    ج- توحيد الربوبية : هو الذي اقر به الكفار كما في قوله تعالي : (( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون )).

    2- توحيد الألوهية : هو إخلاص العبادة لله وحده من جميع الخلق، لأن الإله في كلام العرب هو الذي يقصد للعبادة ، وكانوا يقولون أن الله هو إله الآلهة لكن يجعلون معه آلهة أخري مثل الصالحين والملائكة ، وغيرهم يقولون أن الله يرضي هذا ويشفعون لنا عنده .

    3- توحيد الصفات : فلا يستقيم توحيد الربوبية ولا توحيد الألوهية إلا بالإقرار بالصفات لكن الكفار أعقل ممن أنكر الصفات .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    ما الذي يجب علي إذا أمرني الله بأمر ؟

    ج : وجب عليك سبع مراتب :

    الأولى : العلم به ، الثانية : محبته ، الثالثة : العزم على الفعل ، الرابعة : العمل ، الخامسة : كونه يقع على المشروع خالصا صوابا ، السادسة : التحذير من فعل ما يحبطه ، السابعة : الثبات عليه .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    س: إذا عرف الإنسان أن الله أمر بالتوحيد ونهى عن الشرك فلابد ان يعرف مراتب الناس فى العلم والعمل ؟

    ج : المرتبه الأولى : أكثر الناس علم أن التوحيد حق والشرك باطل ، ولكن أعرض عنه ولم يسأل ! وعرف أن الله حرم الربى وباع واشترى ولم يسأل ! وعرف تحريم أكل مال اليتيم وجواز الأكل بالمعروف ويتولى مال اليتيم ولم يسأل !

    المرتبه الثانيه : محبة ما أنزل الله وكفر من كرهه ، فأكثر الناس لم يحب الرسول بل أبغضه وأبغض ما جاء به ، ولو عرف أن الله أنزله .

    المرتبه الثالثة : العزم على الفعل ، وكثير من الناس عرف وأحب ولكن لم يعزم خوفا من تغير دنياه .

    المرتبه الرابعة : العمل وكثير من الناس إذا عزم أو عمل وتبين عليه من يعظمه من شيوخ أو غيرهم ترك العمل .

    المرتبه الخامسه : أن كثير ممن عمل لا يقع خالصا فإن وقع خالصا لم يقع صوابا .

    المرتبة السادسة : أن الصالحين يخافون من حبوط العمل لقوله تعالى : (( أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )) وهذا من أقل الأشياء في زماننا .

    المرتبه السابعة : الثبات على الحق والخوف من سوء الخاتمة وهذا أيضا من أعظم ما يخاف منه الصالحون

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    س - ما هو اول واجب جاء به النبى صلى الله عليه وسلم وما هو اعظم ما حذر منه ؟---الجواب - أعظم ما جاء به وأول ما أمر الناس به توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له، وإخلاص الدين له وحده كما قال عز وجل: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ [المدثر:1-3] ومعنى قوله: وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ أي : عظم ربك بالتوحيد وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له. وهذا قبل الأمر بالصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرهن من شعائر الإسلام.

    ومعنى قُمْ فَأَنذِرْ أي: أنذر عن الشرك في عبادة الله وحده لا شريك له. وهذا قبل الإنذار عن الزنا والسرقة والربا وظلم الناس وغير ذلك من الذنوب الكبار.

    وهذا الأصل هو أعظم أصول الدين وأفرضها، ولأجله خلق الله الخلق، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].

    ولأجله أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، كما قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل:36].
    ولأجله تفرق الناس بين مسلم وكافر، فمن وافى الله يوم القيامة وهو موحد لا يشرك به شيئاً دخل الجنه، ومن وافاه بالشرك دخل النار، وإن كان من أعبد الناس. وهذا معنى قولك: ( لا إله إلا الله )

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    - اسئلة مختارة -من كتب الشيخ حافظ حكمى-------ما هي العبادة؟جـ: العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة والبراءة مما ينافي ذلك ويضاده.

    س: متى يكون العمل عبادة؟

    جـ: إذا أكمل فيه شيئان وهما كمال الحب مع كمال الذل، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: 165] وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ} [المؤمنون: 57] وقد جمع الله تعالى بين ذلك في قوله: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90] .-----------س: بماذا عرف العباد ما يحبه الله ويرضاه؟جـ: عرفوه بإرسال الله تعالى الرسل وإنزاله الكتب، آمرا بما يحبه الله ويرضاه، ناهيا عما يكرهه ويأباه، وبذلك قامت عليهم حجته الدامغة، وظهرت حكمته البالغة، قال الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165] وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31] .---------------س: كم شروط العبادة؟جـ: ثلاثة: الأول صدق العزيمة وهو شرط في وجودها، والثاني إخلاص النية، والثالث موافقة الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به، وهما شرطان في قبولها.



    س: ما هو صدق العزيمة؟

    جـ: هو ترك التكاسل والتواني وبذل الجهد في أن يصدق قوله بفعله، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ - كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2 - 3] .

    س: ما معنى إخلاص النية؟

    جـ: هو أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى، قال الله عز وجل: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5] وقال تعالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى - إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى} [الليل: 19 - 20] وقال تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: 9] وقال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} [الشورى: 20] وغيرها من الآيات.



    س: ما هو الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به؟

    جـ: هي الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام، قال تبارك وتعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19] وقال تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} [آل عمران: 83] وقال تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} [البقرة: 130] وقال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]------------------- ما محل الشهادتين من الدين؟جـ: لا يدخل العبد في الدين إلا بهما، قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} [النور: 62] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله» " (3) . الحديث، وغير ذلك كثير.


    س: ما دليل شهادة أن لا إله إلا الله؟

    جـ: قول الله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَة ُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18] وقوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19] وقوله تعالى: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: 62] وقوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ} [المؤمنون: 91] الآيات، وقوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا} [الإسراء: 42] الآيات، وغيرها.



    س: ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله؟

    جـ: معناها نفي استحقاق العبادة عن كل ما سوى الله تعالى وإثباتها لله عز وجل وحده لا شريك له في عبادته، كما أنه ليس له شريك في ملكه، قال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحج: 62]--------------س: ما هي شروط شهادة أن لا إله إلا الله التي لا تنفع قائلها - إلا باجتماعها فيه؟

    جـ: شروطها سبعة: الأول: العلم بمعناها نفيا وإثباتا. الثاني: استيقان القلب بها، الثالث: الانقياد لها ظاهرا وباطنا. الرابع: القبول لها فلا يرد شيئا من لوازمها ومقتضياتها. الخامس: الإخلاص فيها. السادس: الصدق من صميم القلب لا باللسان فقط. السابع: المحبة لها ولأهلها، والموالاة والمعاداة لأجلها.-------------------------س: ما أول ما يجب على العباد؟

    جـ: أول ما يجب على العباد معرفة الأمر الذي خلقهم الله له، وأخذ عليهم الميثاق به، وأرسل به رسله إليهم وأنزل به كتبه عليهم، ولأجله خلقت الدنيا والآخرة والجنة والنار، وبه حقت الحاقة ووقعت الواقعة، وفي شأنه تنصب الموازين وتتطاير الصحف، وفيه تكون الشقاوة والسعادة، وعلى حسبه تقسم الأنوار، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.



    س: ما هو ذلك الأمر الذي خلق الله الخلق لأجله؟

    جـ: قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ - مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الدخان: 38 - 39] وقال تعالى {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [ص: 27] وقال تعالى: {وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [الجاثية: 22] وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] الآيات.----------------- ما هو توحيد الأسماء والصفات؟جـ: هو الإيمان بما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه ووصف به رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى، وإمرارها كما جاءت بلا كيف، كما جمع الله تعالى بين إثباتها ونفي التكييف عنها في كتابه في غير موضع كقوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه: 110] وقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] وقوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103] وغير ذلك، وفي الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه «أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم - يعنى لما ذكر آلهتهم - أنسب لنا ربك، فأنزل الله تعالى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ - اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص: 1 - 2] » والصمد الذي {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص: 3] ؛ لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث، وإن الله تعالى لا يموت ولا يورث {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4] قال: لم يكن له شبيه ولا عديل، وليس كمثله شيء (1) .

    س: ما دليل الأسماء الحسنى من الكتاب والسنة؟

    جـ: قال الله عز وجل: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} [الأعراف: 180] وقال سبحانه: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء: 110] وقال عز وجل: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [طه: 8]- وغيرها من الآيات، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة» (2) . وهو في الصحيح، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي»-------------كم نوع دلالة الأسماء الحسنى؟جـ: هي على ثلاثة أنواع، دلالتها على الذات مطابقة، ودلالتها على الصفات المشتقة منها تضمنا، ودلالتها على الصفات التي ما اشتقت منها التزاما.

    س: ما مثال ذلك؟

    جـ: مثال ذلك اسمه تعالى الرحمن الرحيم يدل على ذات المسمى، وهو الله عز وجل مطابقة، وعلى الصفة المشتق منها وهي الرحمة
    تضمنا، وعلى غيرها من الصفات التي لم تشتق منها كالحياة والقدرة التزاما، وهكذا سائر أسمائه، وذلك بخلاف المخلوق، فقد يسمى حكيما وهو جاهل، وحكما وهو ظالم، وعزيزا وهو ذليل، وشريفا وهو وضيع وكريما وهو لئيم، وصالحا وهو طالح، وسعيدا وهو شقي، وأسدا وحنظلة وعلقمة وليس كذلك، فسبحان الله وبحمده هو كما وصف نفسه، وفوق ما يصفه به خلقه.

    س: على كم قسم دلالة الأسماء الحسنى من جهة التضمن؟

    جـ: هي على أربعة أقسام، الأول: الاسم العلم المتضمن لجميع معاني الأسماء الحسنى وهو الله، ولهذا تأتي الأسماء جميعها صفات له كقوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} [الحشر: 24] ونحو ذلك، ولم يأت هو قط تابعا لغيره من الأسماء. الثاني: ما يتضمن صفة ذات الله عز وجل كاسمه تعالى السميع المتضمن سمعه، الواسع جميع الأصوات، سواء عنده سرها وعلانيتها، واسمه البصير المتضمن بصره النافذ في جميع المبصرات سواء دقيقها وجليلها، واسمه العليم المتضمن علمه المحيط الذي {لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ} [سبأ: 3] واسمه القدير المتضمن قدرته على كل شيء إيجادا وإعداما، وغير ذلك. الثالث: ما يتضمن صفة فعل الله كالخالق الرازق البارئ المصور وغير ذلك. الرابع: ما يتضمن تنزهه تعالى وتقدسه عن جميع النقائص كالقدوس السلام.---------------- ما ضد توحيد الأسماء والصفات؟

    جـ: ضده الإلحاد في أسماء الله وصفاته وآياته، وهو ثلاثة أنواع: الأول: إلحاد المشركين الذين عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه وسموا بها أوثانهم، فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة من المنان.
    الثاني: إلحاد المشبهة الذين يكيفون صفات الله تعالى، ويشبهونها بصفات خلقه وهو مقابل لإلحاد المشركين، فأولئك سووا المخلوق برب العالمين، وهؤلاء جعلوه بمنزلة الأجسام المخلوقة وشبهوه بها تعالى وتقدس.
    الثالث: إلحاد النفاة المعطلة، وهم قسمان: قسم أثبتوا ألفاظ أسمائه تعالى ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال فقالوا: رحمن رحيم بلا رحمة، عليم بلا علم، سميع بلا سمع، بصير بلا بصر، قدير بلا قدرة، وأطردوا بقيتها كذلك. وقسم صرحوا بنفي الأسماء ومتضمناتها بالكلية، ووصفوه بالعدم المحض الذي لا اسم له ولا صفة، سبحان الله وتعالى عما يقول الظالمون الجاحدون الملحدون علوا كبيرا {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65] {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا}----------------: هل جميع أنواع التوحيد متلازمة فينافيها كلها ما ينافي نوعا منها؟

    جـ: نعم هي متلازمة، فمن أشرك في نوع منها فهو مشرك في البقية، مثال ذلك دعاء غير الله وسؤاله ما لا يقدر عليه إلا الله، فدعاؤه إياه عبادة بل مخ العبادة، صرفها لغير الله من دون الله، فهذا شرك في الإلهية، وسؤاله إياه تلك الحاجة من جلب خير أو دفع شر معتقدا أنه قادر على قضاء ذلك، هذا شرك في الربوبية حيث اعتقد أنه متصرف مع الله في ملكوته، ثم إنه لم يدعه هذا الدعاء من دون الله إلا مع اعتقاده أنه يسمعه على البعد والقرب في أي وقت كان وفي أي مكان ويصرحون بذلك، وهو شرك في الأسماء والصفات حيث أثبت له سمعا محيطا بجميع المسموعات، لا يحجبه قرب ولا بعد، فاستلزم هذا الشرك في الإلهية الشرك في الربوبية والأسماء والصفات.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    ما هوالفرق بين الشرك الاكبر والاصغر



    الشرك الأكبر الشرك الأصغر
    يحبط جميع الأعمال يحبط العمل المقارن
    يخلد صاحبه في النار لا يوجب الخلود في النار
    يخرج من الملة لا يخرج من الملة



  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    هل الرياء ينقسم باعتبار إبطاله للعبادة؟------------------ الجواب نعم اليك التفصيل
    الأول: أن يكون في أصل العبادة ، أي ما قام يتعبد إلا للرياء ، فهذا عمله باطل مردود عليه لحديث أبي هريرة في "الصحيح" مرفوعاً ، قال الله تعال: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه" .
    الثاني: أن يكون الرياء طارئاً على العبادة ، أي أن أصل العبادة لله، لكن طرأ عليها الرياء ، فهذا ينقسم إلى قسمين :
    الأول: أن يدافعه ، فهذا لا يضره . مثاله: رجل صلى ركعة ، ثم جاء أناس في الركعة الثانية ، فحصل في قلبه شيء بأن أطال الركوع أو السجود أو تباكى وما أشبه ذلك ، فإن دافعه ، فإنه لا يضره لأنه قام بالجهاد .
    القسم الثاني: أن يسترسل معه ، فكل عمل ينشأ عن الرياء فهو باطل، كما لو أطال القيام ، أو الركوع ، أو السجود ، أو تباكى ، فهذا كل عمله حابط، .
    ولكن هل هذا البطلان يمتد إلى جميع العبادة أم لا؟
    نقول: لا يخلو هذا من حالين :
    الحال الأولى: أن يكون آخر العبادة مبيناً على أولها ، بحيث لا يصح أولها مع فساد آخرها ، فهذه كلها فاسدة . وذلك مثل الصلاة ، فالصلاة مثلاً لا يمكن أن يفسد آخرها ولا يفسد أولها ، وحينئذ تبطل الصلاة كلها إذا طرأ الرياء في أثنائها ولم يدافعه .
    الحال الثانية: أن يكون أول العبادة منفصلاً عن آخرها ، بحيث يصح أولها دون آخرها ، فما سبق الرياء ، فهو صحيح ، وما كان بعده ، فهو باطل. مثال ذلك: رجل عنده مئة ريال، فتصدق بخمسين بنية خالصة، ثم تصدق بخمسين بقصد الرياء، فالأولى مقبولة، والثانية غير مقبولة، لأن آخرها منفك عن أولها.
    ( القول المفيد -بن عثيمين - ج1/118)

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    هل الدعاء ينقسم الى دعاء عبادة و دعاء مسألة؟ ، - الجواب - نعم الدعاء ينقسم إلى قسمين :
    الأول: دعاء عبادة ، مثاله: الصوم ، والصلاة ، وغير ذلك من العبادات ، فإذا صلى الإنسان أو صام ، فقد دعا ربه بلسان الحال أن يغفر له، وأن يجيره من عذابه ، وأن يعطيه من نواله ، وهذا في أصل الصلاة ، كما أنها تتضمن الدعاء بلسان المقال . ويدل لهذا القسم قوله تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي) [غافر: 60]، فجعل الدعاء عبادة ، وهذا القسم كله شرك ، فمن صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله ، فقد كفر كفراً مخرجاً له عن الملة ، فلو ركع لإنسان أو سجد لشيء يعظمه كتعظيم الله في هذا الركوع أو السجود، لكان مشركاً، ولهذا منع النبي صلى الله عليه وسلم من الانحناء عن الملاقاة لما سئل عن الرجل يلقى أخاه أن يحني له؟ قال: "لا" . خلافاً لما يفعله بعض الجهال إذا سلم عليك انحنى لك ، فيجب على كل مؤمن بالله أن ينكره ، لأنه عظمك على حساب دينه .
    الثاني: دعاء المسألة ، فهذا ليس كله شركاً ، بل فيه تفصيل ، :
    - فإن كان المخلوق قادراً على ذلك ، فليس بشرك ، كقوله: اسقني ماء لمن يستطيع ذلك . قال صلى الله عليه وسلم: "من دعاكم فأجيبوه" ، وقال تعالى: (وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه) [النساء: 8]. فإذا مد الفقير يده ، وقال: ارزقني ، أي: اعطني ، فليس بشرك ، كما قال تعال: (فارزقوهم منه) .
    - وأما أن دعا المخلوق بما لا يقدر عليه إلا الله، فإن دعوته شرك مخرج عن الملة. مثال ذلك : أن تدعو إنساناً أن ينزل الغيث معتقداً أنه قادر على ذلك . والمراد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من مات وهو يدعو من دون لله نداً" المراد الند في العبادة ، أما الند في المسألة ، ففيه التفصيل السابق .---------
    (يدعون)، أي:
    1- دعاء مسألة : كمن يدعو علياً عند وقوعهم في الشدائد ، وكمن يدعو النبي صلى الله عليه وسلم يقول : يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم .
    2- وقد يكون دعاء عبادة : كمن يتذلل لهم بالتقرب ، والنذر ، والركوع ، والسجود .

    ( القول المفيد - بن عثيمين - ج1/120)
    -----------------ودعاء المخلوق ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
    الأول : جائز ، وهو أن تدعو مخلوقاً بأمر من الأمور التي يمكن أن يدركها بأشياء محسوسة معلومة ، فهذا ليس من دعاء العبادة ، بل هو من الأمور الجائزة ، قال صلى الله عليه وسلم: "وإذا دعاك فأجبه" .
    الثاني : أن تدعو مخلوقاً مطلقاً ، سواء كان حياً أو ميتاً فيما لا يقدر عليه إلا الله ، فهذا شرك أكبر لأنك جعلته ندأ لله فيما لا يقدر عليه إلا الله ، مثل: يا فلان! اجعل ما في بطن امرأتي ذكراً .
    الثالث : أن تدعو مخلوقاً ميتاً لا يجيب بالوسائل الحسية المعلومة ، فهذا شرك أكبر أيضاً لأنه لا يدعو من كان هذه حالة حتى يعتقد أن له تصرفاً خفياً في الكون .
    (القول المفيد -ج1/159)

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    ما معنى قوله : ( إننى براء مما تعبدون إلا الذي فطرني) ؟ ----الجواب - : جمع بين النفي والإثبات :
    1- فالنفي: (براء مما تعبدون) .
    2- والإثبات: (إلا الذي فطرنى) .

    فدل على أن التوحيد لا يتم إلا بالكفر بما سوى الله والإيمان بالله وحده ، (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) ]البقرة: 256].
    (ج1/150)
    ----
    وفي قول إبراهيم صلى الله عليه وسلم: (إلا الذي فطرني) ، ولم يقل إلا الله لفائدتان :
    الأولى: الإشارة إلى علة إفراد الله بالعبادة ، لأنه كما أنه منفرد بالخلق فيجب أن يفرد بالعبادة .
    الثانية: الإشارة إلى بطلان عبادة الأصنام ، لأنها لم تفطركم حتى تعبدوها ، ففيها تعليل للتوحيد الجامع بين النفي والإثبات ، وهذه من البلاغة التامة في تعبير إبراهيم عليه السلام .
    يستفاد من الآية أن التوحيد لا يحصل بعبادة الله مع غيره ، بل لا بد من إخلاصه لله، والناس في هذا المقام ثلاثة أقسام :
    1- قسم يعبد الله وحده .
    2- وقسم يعبد غيره فقط .
    3- وقسم يعبد الله وغيره .
    والأول فقط هو الموحد .

    ( القول المفيد بن عثيمين - ج1/151) -------
    الدعاء ينقسم إلى قسمين :
    1- ما يقع عبادة ، وهذا صرفه لغير الله شرك ، وهو المقرون بالرهبة والرغبة ، والحب ، والتضرع .
    2- ما لا يقع عبادة ، فهذا يجوز أن يوجه إلى المخلوق ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من دعاكم فأجيبوه" ، وقال : "إذا دعاك فأجبه" ، وعلى هذا ، فمراد المؤلف بقوله "أو يدعو غيره" دعاء العبادة أو دعاء المسألة فيما لا يمكن للمسؤول إجابته .
    (ج1/261)

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    ما هى أنواع المحبة ؟ -----------------الجواب -
    1- المحبة لله : وهذه لا تنافي التوحيد ، بل هي من كماله ، فأوثق عرى الإيمان : الحب في الله ، والبغض في الله . والمحبة لله هي أن تحب هذا الشيء ، لأن الله يحبه ، سواء كان شخصاً أو عملاً ، وهذا من تمام التوحيد .
    الثاني: المحبة الطبيعية التي لا يؤثرها المرء على محبة الله ، فهذه لا تنافي محبة الله ، كمحبة الزوجة ، والولد ، والمال ، ولهذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم : من أحب الناس إليك ؟ قال : "عائشة" . قيل : فمن الرجال ؟ قال : "أبوها" . ومن ذلك محبة الطعام والشراب واللباس .
    الثالث : المحبة مع الله التي تنافي محبة الله ، وهي أن تكون محبة غير الله كمحبة الله أو أكثر من محبة الله ، بحيث إذا تعارضت محبة الله ومحبة غيره قدم محبة غير الله ، وذلك إذا جعل هذه المحبة نداً لمحبة الله يقدمها على محبة الله أو يساويها بها .
    ( القول المفيد -ج1/156) ------------------
    فالأقسام الأربعة :
    الأول : أن يحب الله حباً أشد من غيره ، فهذا هو التوحيد .
    الثاني : أن يحب غير الله كمحبة الله ، وهذا شرك .
    الثالث : أن يحب غير الله أشد حباً من الله ، وهذا أعظم مما قبله .
    الرابع: أن يحب غير الله وليس في قلبه محبة لله تعالى ، وهذا أعظم وأطم .
    (القول المفيد - ج1/162)

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    ما معنى الذَّبْحِ لِغَيْرِ اللهِ ؟

    الجواب - الذبح" ، أي : ذبح البهائم . قوله : "لغير الله" ، اللام للتعليل ، والقصد : أي قاصداً بذبحه غير الله .
    والذبح لغير الله ينقسم إلى قسمين :
    1- أن يذبح لغير الله تقرباً وتعظيماً ، فهذا شرك أكبر مخرج عن الملة .
    2- أن يذبح لغير الله فرحاً وإكراماً ، فهذا لا يخرج من الملة ، بل هو من الأمور العادية التي قد تكون مطلوبة أحياناً وغير مطلوبة أحياناً ، فالأصل أنها مباحة .
    ومراد المؤلف هنا القسم الأول .
    فلو قدم السلطان إلى بلد ، فذبحنا له ، فإن كان تقرباً وتعظيماً ، فإنه شرك أكبر ، وتحرم هذه الذبائح ، وعلامة ذلك : أننا نذبحها في وجهه ثم ندعها . أما لو ذبحنا له إكراماً وضيافة ، وطبخت ، وأكلت ، فهذا من باب الإكرام ، وليس بشرك .
    ( القول المفيد - ج1/214)

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    ما معنى مِنَ الشِّركِ أنْ يَسْتَغِيثَ بغَيرِ اللهِ أوْ يدْعُو غَيْرَهُ؟ الجواب -----قوله : "من الشرك" ، من : للتبعيض ، فيدل على أن الشرك ليس مختصاً بهذا الأمر .
    والاستغاثة : طلب الغوث ، وهو إزالة الشدة .
    وكلام المؤلف الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ليس على إطلاقه :
    1- بل يقيد بما لا يقدر عليه المستغاث به ، إما لكونه ميتاً ، أو غائباً ، أو يكون الشيء مما لا يقدر على إزالته إلا الله تعالى ، فلو استغاث بميت ليدافع عنه أو بغائب أو بحي حاضر لينزل المطر فهذا كله من الشرك .
    2- ولو استغاث بحي حاضر فيما يقدر عليه كان جائزاً ، قال الله تعالى: (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه) [القصص: 15] .
    وإذا طلبت من أحد الغوث وهو قادر عليه ، فإنه يجب عليك تصحيحاً لتوحيدك أن تعتقد أنه مجرد سبب ، وأنه لا تأثير له بذاته في إزالة الشدة ، لأنك ربما تعتمد عليه وتنسى خالق السبب ، وهذا قادح في كمال التوحيد .
    ( القول المفيد - ج1/260)

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    ما هى صفة الشفاعة المنفية والمثبتة ؟ --الجواب - صفة الشفاعة المنفية ، وهي ما كان فيها شرك ، فكل شفاعة فيها شرك ، فإنها منفية .
    : صفة الشفاعة المثبتة وهي شفاعة أهل التوحيد بشرط :
    1- إذن الله تعالى .
    2- ورضاه عن الشافع .
    3- والمشفوع له .
    ( القول المفيدج1/346)

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسئلة وأجوبة فى التوحيد - متجدد

    ما الفرق بين الصنم والوثن ؟ - الجواب ------الصنم هو ما جعل على صورة إنسان أو غيره يعبد من دون الله .
    أما الوثن : فهو ما عبد من دون الله على أي وجه كان .
    وفي الحديث: "لا تجعل قبري وثناً يعبد" ، فالوثن أعم من الصنم .
    ( القول المفيد - ج1/116)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •