كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : يعرض نفسه على الخلاء قبل النوم.
ما صحة هذا الحديث؟
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : يعرض نفسه على الخلاء قبل النوم.
ما صحة هذا الحديث؟
لم أقفُ عليه، ولم يرد في كتب السنة.
وقد ورد هذا من كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذكره أبو العباس ابن أبي أصيبعة (المتوفى: 668هـ) بضيغة التمريض في عيون الأنباء في طبقات الأطباء (1/165) فقال:
وَرُوِيَ عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ:
"من أَرَادَ الْبَقَاء وَلَا بَقَاء فليجود الْغذَاء وليأكل على نقاء وليشرب على ظمأ وَليقل من شرب المَاء ويتمدد بعد الْغَدَاء ويتمشى بعد الْعشَاء وَلَا يبيت حَتَّى يعرض نَفسه على الْخَلَاء". اهـ.
وورد نحوه دون اللفظ الأخير في كتب الشيعة كالجعفريات (224)، ومستدرك الوسائل (13: 387) (ح15679).
أخبرنا عبد الله بن محمّد، أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال:
"من أراد البقاء ولا بقاء، فليخفّف الرداء، وليباكر الغذاء، وليقلّ الجماع"، فقيل: "يا أمير المؤمنين ما خفّة الرداء؟" قال: "الدين". اهـ.
فضلًا عن صحة نسبة هذا الكتاب بل هذا الكتاب كله على هذا الإسناد وهو إسناد موضوع بالمرة فمحمد بن محمد وهو ابن الأشعث قال ابن عدي:
"النسخة كتبتها عنه وهي قريبة من ألف حديث وكتبت عامتها عنه وهذه الأحاديث وغيرها من المناكير في هذه النسخة وفيها أخبار مما يوافق متونها متون أهل الصدق وكان متهما في هذه النسخة ولم أجد له فيها أصلا كان يخرج إلينا بخط طري وكاغد جديد". اهـ، وذكره ابن الجوزي في المتروكين، وقال الدارقطني: "ضعيف" ، ومرة : "وضع كتاب العلويات".
وورد نحوه اللفظ الأول في أحد كتب الشيعة وهو الخصال (٢٢٩) للشيخ الصدوق (المتوفى: 381 هـ) قال:
حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن يحيى ابن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا عثمان بن عبيد قال: حدثنا هدبة بن خالد القيسي قال: حدثنا مبارك بن فضالة، عن الإصبع بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام للحسن ابنه عليه السلام:
" يا بني ألا أعلمك أربع خصال تستغني بها عن الطب، فقال: بلى يا أمير المؤمنين، قال: لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع، ولا تقم عن الطعام إلا وأنت تشتهيه، وجود المضغ، وإذا نمت فاعرض نفسك على الخلاء. فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب ". اهـ.
وهذا إسناد مظلم أيضًا إلى عثمان بن عبيد فكل من علي بن أحمد بن موسى الدقاق وأبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان وبكر بن عبد الله بن حبيب المزني ذكرهم محمد الجواهري في المفيد من معجم رجال الحديث وهو كتاب يعد من مصادر رجال الحديث عند الشيعة قد ذكرهم على أنهم مجاهيل (ص:50)، (ص:91)، (ص:384).
ونقل السيد الخوائي في معجم رجال الحديث (4/255) أن قال النجاشي: " بكر بن عبد الله بن حبيب المزني، يعرف وينكر، يسكن الري، له كتاب نوادر، ... ". اهـ.
فضلًا أن فضالة بن المبارك قد عنعن فهو مدلس قال أبو زرعة: "يدلس كثيرا ، فإذا قال حدثنا فهو ثقة"، وأن الأصبغ بن نباتة متهم بالكذب ورمي بالرفض قال الحافظ ابن حجر : "متروك رمي بالرفض".
قال ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي (310) :
"وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ أَرَادَ الصِّحَّةَ، فَلْيُجَوِّدِ الْغِذَاءَ، وَلْيَأْكُلْ عَلَى نَقَاءٍ، وَلْيَشْرَبْ عَلَى ظَمَأٍ، وَلْيُقْلِلْ مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ، وَيَتَمَدَّدْ بَعْدَ الْغَدَاءِ، وَيَتَمَشَّ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَلَا يَنَمْ حَتَّى يَعْرِضَ نَفْسَهُ عَلَى الْخَلَاءِ، وَلْيَحْذَرْ دُخُولَ الْحَمَّامِ عَقِيبَ الِامْتِلَاءِ، وَمَرَّةً فِي الصَّيْفِ خَيْرٌ مِنْ عَشْرٍ فِي الشِّتَاءِ، وَأَكْلُ الْقَدِيدِ الْيَابِسِ بِاللَّيْلِ مُعِينٌ عَلَى الْفَنَاءِ، وَمُجَامَعَةُ الْعَجَائِزِ تُهْرِمُ أَعْمَارَ الْأَحْيَاءِ، وَتُسْقِمُ أَبْدَانَ الْأَصِحَّاءِ، وَيُرْوَى هَذَا عَنْ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَا يَصِحُّ عَنْهُ، وَإِنَّمَا بَعْضُهُ مِنْ كَلَامِ الحارث بن كلدة طَبِيبِ الْعَرَبِ، وَكَلَامِ غَيْرِهِ ". اهـ.
وذكره الأقفهسي في آداب الأكل (1/22) فقال: قال أفلاطون: "من عرض نفسه على الخلاء قبل النوم دامت له حسن صورته". اهـ.
والله أعلم.
جزاك الله خيرا مولانا على التوضيح
جزاكم الله خيراً.