علو الهمة في الحياء
مساعد بديوي




اعلم -رحمك الله- أنه على حسب حياة القلب يكون خلق الحياء، وقلة الحياء من موت القلب والروح، فكلما كان القلب أحيا كان الحياء أتم.
- قال الجراح: "تركت الذنوب حياء أربعين سنة".
- قال الجنيد في حقيقة الحياء: "خلق يبعث على ترك القبائح، ويمنع من التفريط في حق صاحبه".
- شهد الفضيل الموقف الأشرف في عرفات، فرفع رأسه إلى السماء وقد قبض لحيته، وهو يبكي بكاء الثكلى ويقول: "واسوأتاه منك وإن عفوت، يا خجلة العبد من إحسان سيده، يا حسرة القلب من ألطاف معناه، فكم أسأت وبالإحسان قابلني، واخجلتي واحيائي حين ألقاه".
- لما احتضر الأسود بن يزيد بكى فقيل له: "ما هذا الجزع؟" قال: "مالي لا أجزع! ومن أحق بذلك مني.. والله لو أتيت بالمغفرة من الله - عز وجل - لأهمني الحياء منه مما قد صنعت، إن الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه، ولا يزال مستحييا منه".
- قال الحسن: "لو لم نبك إلا للحياء من ذلك المقام، لكان ينبغي لنا أن نبكي فنطيل البكاء".
- قال الفاروق –رضي الله عنه-: "من قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه".
- وقال أيضاً –رضي الله عنه -: "من استحيا استخفى، ومن استخفى اتقى، ومن اتقى وُقي".
- رأى أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- قوما يقفون عند الماء بغير أزر فقال: "لأن أموت ثم أنشر ثم أموت ثم أنشر ثم أموت ثم أنشر أحب إلي من أن أفعل مثل هذا".
- قال محمد بن الفضل: "أربعين سنة ما نظرت في شيء أستحسنه حياء من الله".
- قال أبو مسلم الخولاني: "من نعمة الله علي أنني منذ ثلاثين سنة ما فعلت شيئاً يستحيى منه إلا قربي من أهلي".
- قال محمد بن سيرين: "ما غشيت امرأة قط لا في يقظة ولا في نوم غير أم عبد الله، وإني لأرى المرأة في المنام فأعلم أنها لا تحل لي فأصرف بصري".
- قال بعضهم: "ليت عقلي في اليقظة كعقل ابن سيرين في المنام".
- قالت عائشة –رضي الله عنها-: "كنت أدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي واضعة ثوبي وأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر فو الله ما دخلته إلا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر".
- وقالت أيضاً –رضي الله عنها-: "الحياء رأس مكارم الأخلاق".
- قال ابن عطاء: "العلم الأكبر: الهيبة والحياء، فإذا ذهبت الهيبة والحياء لم يبق فيه خير -أي القلب-".
- قال وهب بن منبه: "الإيمان عريان ولباسه التقوى وزينته الحياء".
- قال الحسن: "الحياء والتكرم خصلتان من خصال الخير، لم يكونا في عبد إلا رفعه".
- استح من الله في خلواتك، ولا تكن الجرأة على محارم الله في الخلوة هي صفتك.
- فيا سوأتاه والله راء وسامع *** لعبد بعين الله يغشى المعاصيا
- قال مجاهد في قوله - تعالى -: (ولمن خاف مقام ربه جنتان): "هو الرجل يخلو بمعصية الله فيذكر مقام الله فيدعها فرقاً من الله".
- إذا ما خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى الطغيان
فاستح من نظر الإله وقل لها *** إن الذي خلق الظلام يراني