قال السقاف في "تناقضات الألباني" (ص: 8):
"عاب على الامام المحدث أبي الفضل عبد الله بن الصديق الغماري إيراده في كتابه (الكنز الثمين) حديث أبي هريرة المرفوع الذي فيه:
(أفشِ السلام وأطعم الطعام وصل الأرحام وقم بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام).
فقال في (سلسلته الضعيفة) (3/ 492) بعدما عزاه لأحمد (2/ 295) وغيره:
(قلت: وهذا اسناد ضعيف، قال الدارقطني:
أبو ميمونة عن أبي هريرة، وعنه قتادة: مجهول يترك). اهـ
ثم قال - الألباني - في نفس الصحيفة:
(تنبيه: قد وقع للسيوطي ثم للمناوي خبط في لفظ هذا الحديث وسياقه، بينته في المصدر الآنف الذكر برقم (571) وكذا أخطأ الغماري بإيراده في (كنزه)) اهـ.
أقول: بل أنت وقعت في الخبط والخطأ الأعظم، بل والتناقض الأكبر، والدليل على ذلك أنك صححت هذا الحديث بعينه وبنفس سنده في موضع آخر وأنت لا تدري، حيث قلت في (إرواء غليلك) (3/ 238) ما نصه:
أخرجه أحمد (2/ 295 ... ) والحاكم ... من طريق قتادة عن أبي ميمونة. قلت: وإسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين غير أبي ميمونة وهو ثقة كما في ((التقريب) وقال الحاكم. صحيح الاسناد ووافقه الذهبي) اهـ.
فتأملوا بالله عليكم في هذا التناقض، ومن الذي أخطأ؟! المحدث الغماري أم هو؟! وانظر كيف يعيب على أهل الحديث ثم يقع بما عابهم به!!
وأقول إن أبا ميمونة ثقة والحديث صحيح. أ هـ كلام السقاف.
--------------------------------
قلت: إن الشيخ الألباني رحمه الله تعالى ذكر في نفس المكان الذي انتقد فيه الغماري كلاما لابن كثير يطابق ما قاله في الإرواء، فقال - بعد أن ذكر من فرّق بين أبي ميمونة الفارسي والأبار، وتصحيح الحاكم للحديث وموافقة الذهبي له -:
"ثم رأيت ابن كثير جرى في "التفسير" على عدم التفريق، فقال عقب الحديث وقد ساقه من رواية أحمد (3/ 177):
"وهذا إسناد على شرط الصحيحين، إلا أن أبا ميمونة من رجال "السنن" واسمه سليم، والترمذي يصحح له ... " أ هـ كلام الألباني.
فلم يتعقب ابن كثير بشيء، فكأنه تبنّى هذا القول أخيرًا إذ ذكره بعد قوله (ثم رأيت الحديث في "المستدرك"... الخ ) و (ثم) تفيد التراخي لكن السقاف لا يفقه هذا.
وقال الشيخ في "الكشاف عن ضلالات حسن السقاف" (ص 1):
"أما كتابه - يعني: السقاف - "تناقضات الألباني" فقد وقع فيه في خبط وخلط وتناقض فظيع واضطراب وكذب في النقل فلا يُغتر به...".
كتبه
أبو سامي العبدان حسن التمام