قال الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله في درس بعنوان [ من هم العلماء ] :
" وهذه النقطة من الأهمية بمكان ، إذ بسبب عدم إدراكها من الكثيرين تخلل صفوف العلماء من ليس منهم ، فوقعت الفوضى العلمية التي نتجرع الآن غُصَصَها ، ونشاهِد مآسيها بين آونة و أخرى .
إنّ من يستحق أن يطلق عليه لفظ العالم في هذا الزمن - وأقولها بكل صراحة - قليل جداًًََََّ، ولا نبالغ إن قلنا نادر ، وذلك أنّ للعالم صفات قد لا ينطبق كثيرٌ منها على أكثر من ينتسب إلى العلم اليوم .
فليس العالم من كان فصيحا بليغا ، بليغا في خطبه ، بليغا في محاضراته ، ونحو ذلك ، وليس العالم من ألف كتابا ، أو نشر مؤلفا ، أو حقق مخطوطة أو أخرجها ؛ لأن وزْن العالم بهذه الأمور فحسب هو المترسب وللأسف في كثير من أذهان العامة ، وبذلك انخدع العامة بالكثير من الفصحاء والكتاب غير العلماء ، فأصبحوا محل إعجابهم ، فتري العامّي إذا أسمع المتعالم من هؤلاء يُجيش بتعالمه الكذّاب يضرب بيمينه على شماله تعجبا من علمه وطَرَبَه ، بينما العالمون يضربون بأيمانهم على شمائلهم حُزنا وأسفا لانفتاح قبح الفتنة.
فالعالم حقا من تَوَلَّعَ بالعلم الشرعي ، وألَمَّ بمجمل أحكام الكتاب والسنة ، عارفا بالناسخ والمنسوخ ، بالمطلق والمقيد ، بالمجمل والمفسر ، واطلع أيضا على أقاويل السلف فيما أجمعوا عليه واختلفوا فيه ------------
وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين في [ شرح كشف الشبهات ] :
" فلابد من معرفة من هم العلماء حقاً، هم الربانيون الذين يربون الناس على شريعة ربهم حتى يتميز هؤلاء الربانيون عمن تشبه بهم وليس منهم ، يتشبه بهم في المظهر والمنظر والمقال والفعال ، لكنه ليس منهم في النصيحة للخلق وإرادة الحق ، فخيار ما عنده أن يلبس الحق بالباطل ويصوغه بعبارات مزخرفة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ،