تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: الفرق بين قول القلب وعمله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الفرق بين قول القلب وعمله

    قال الشيخ صالح الفوزان في شرحه على الواسطية
    قوله‏:‏ ‏(‏ومن أصول أهل السنة والجماعة‏)‏ أي‏:‏ القواعد التي بنيت عليها عقيدتهم ‏(‏أن الدين‏)‏ هو لغة‏:‏ الذل والانقياد‏.‏ وشرعًا‏:‏ هو ما أمر الله به ‏(‏والإيمان‏)‏ لغة‏:‏ التصديق ‏، وشرعًا‏:‏ هو ما ذكره الشيخ بقوله‏:‏ ‏(‏قول وعمل‏:‏ قول القلب واللسان‏.‏ وعمل القلب واللسان والجوارح‏)‏ هذا هو تعريف الإيمان عند أهل السنة والجماعة‏:‏ أنه قول وعمل‏.‏ فالقول قسمان‏:‏ قول القلب وهو الاعتقاد، وقول اللسان هو التكلم بكلمة الإسلام‏.‏ والعمل قسان‏:‏ عمل القلب وهو نية وإخلاص‏.‏ وعمل الجوارح ـ أي‏:‏ الأعضاء ـ كالصلاة والحج والجهاد‏.‏
    والفرق بين أقوال القلب وأعماله‏:‏ أن أقواله هي العقائد التي يعترف بها ويعتقدها، وأما أعمال القلب فهي حركته التي يحبها الله ورسوله، وهي محبة الخير وإرادته الجازمة وكراهية الشر والعزم على تركه‏.‏ وأعمال القلب تنشأ عنها أعمال الجوارح وأقوال اللسان‏.‏ ومن ثم صارت أقوال اللسان وأعمال الجوارح من الإيمان‏.‏[شرح الواسطية ]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الفرق بين قول القلب وعمله

    الاعتقاد عند السلف يتضمن ركنين قلبيين لا يغني أحدهما عن الآخر، ويلزم تحقيقهما مجتمعين في القلب ليدخل صاحبه في مسمى الإيمان:
    الركن الأول: المعرفة والعلم والتصديق. ويطلق عليه (قول القلب).
    الركن الثاني: الالتزام والانقياد والتسليم. ويطلق عليه (عمل القلب).
    أما عن الركن الأول وهو قول القلب، أو معرفة القلب للحق وتصديقه به، فلا نحسب أن أحداً من العقلاء يدفعه أو يجادل فيه فيقول مثلاً: إن الإيمان لا يحتاج إلى المعرفة والتصديق.
    يقول الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله -: (من جحد المعرفة والتصديق فقد قال قولاً عظيماً، فإن فساد هذا القول معلوم من دين الإسلام) اهـ (1) .
    وقد أورد صاحب (معارج القبول) سبعة شروط لمن ينطق بكلمة التوحيد قيد بها انتفاعه بالشهادتين في الدنيا والآخرة من الدخول في الإسلام والفوز بالجنة والنجاة من النار، فوضع بداهة على رأس هذه الشروط شرط المعرفة لحقيقة معناها فقال:
    (العلم بمعناها المراد منها نفياً وإثباتاً، المنافي للجهل بذلك، قال الله – عز وجل -: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [محمد: 19]. وقال تعالى: إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ [الزخرف: 86] أي: بلا إله إلا الله وَهُمْ يَعْلَمُونَ بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم) اهـ .
    ويقول البيضاوي في تفسير قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ [البقرة: 21] في سورة البقرة: (فالمطلوب من الكفار هو الشروع فيها – أي العبادة – بعد الإتيان بما يجب تقديمه من المعرفة والإقرار بالصانع، فإن من لوازم وجوب الشيء وجوب ما لا يتم إلا به) اهـ
    وأما عن الركن الآخر، وهو الالتزام والانقياد والتسليم والخضوع ولوازم ذلك كله من عمل القلب كالمحبة والتعظيم والتوكل والخشية والرجاء، فإن سلف الأمة وأئمتها متفقون على أنه للركن الأول وملازم له ولا يكون العبد مؤمناً إلا بهما.
    وإلا فإن مجرد التصديق بالله ورسوله دون المحبة والتعظيم والانقياد لهما ليس إيماناً باتفاق هؤلاء الأئمة، بل هذا ظاهر ثابت بدلائل الكتاب والسنة وإجماع الأمة، بل ذلك معلوم بالاضطرار من دين الإسلام (4) . والتصديق الذي لا يكون معه شيء من ذلك ليس إيماناً ألبتة، بل هو كتصديق فرعون واليهود وإبليس (5) .
    يقول شيخ الاسلام بن تيمية: (فإن الإيمان أصله الإيمان الذي في القلب، ولا بد فيه من شيئين:
    - تصديق بالقلب، وإقراره ومعرفته، ويقال لهذا قول القلب. قال الجنيد بن محمد: التوحيد قول القلب، والتوكل عمل القلب، فلا بد فيه من قول القلب وعمله، ثم قول البدن وعمله.
    ولا بد فيه من عمل القلب، مثل حب الله ورسوله، وخشية الله، وحب ما يحبه الله ورسوله، وبغض ما يبغضه الله ورسوله، وإخلاص العمل لله وحده، وتوكل القلب على الله وحده، وغير ذلك من أعمال القلوب التي أوجبها الله ورسوله وجعلها من الإيمان) اهـ (6) .
    ويشرح الإمام محمد بن نصر المروزي في كتابه (الصلاة) حديث جبريل عن الإيمان والإسلام والإحسان فيقول: (أما قوله: الإيمان أن تؤمن بالله:
    فأن توحده وتصدق به بالقلب واللسان.
    وتخضع له ولأمره بإعطاء العزم للأداء لما أمر، مجانباً للاستنكاف والاستكبار والمعاندة، فإذا فعلت ذلك لزمت محآبه صلى الله عليه وسلم، واجتنبت مساخطه) اهـ (7)
    .
    ويعلق الإمام ابن القيم على قصة وفد نجران فيقول في الفقه المستفاد من هذه القصة: (ومن تأمل ما في السير والأخبار الثابتة من شهادة كثير من أهل الكتاب والمشركين له صلى الله عليه وسلم بالرسالة وأنه صادق فلم تدخلهم هذه الشهادة في الإسلام، علم أن الإسلام أمر وراء ذلك، وأنه ليس هو المعرفة فقط، ولا المعرفة والإقرار فقط، بل: المعرفة، والإقرار، والانقياد، والتزام طاعته ودينه ظاهراً وباطناً) اهـ (8) .
    إن معرفة القلب وتصديقه بالحق إذا صادفت قلباً سليماً خالياً من الحسد والكبر والانشغال بالشهوات والأهواء وما إلى ذلك، فإن هذا القلب سيخضع للحق حتماً وينقاد له، لأن القلوب مفطورة على حب الحق وإرادته، ولا شيء أحب إلى هذه القلوب السليمة من الله عز وجل (9) .
    ولكن قد يعرض للقلوب ما يفسدها، إما من الشبهات التي تصدها عن التصديق بالحق، وإما من الشهوات التي تصدها عن أتباعه. فالنصارى مثلاً رغم عبادتهم لا علم لهم، واليهود رغم أنهم يعرفون الحق كما يعرفون أبناءهم، لا يتبعونه لما فيهم من الكبر والحسد الذي يوجب بغض الحق ومعاداته. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالون)) (10) ؛ لأن هؤلاء لهم معرفة بلا قصد صحيح، وهؤلاء لهم قصد في الخير بلا معرفة له، فلا يبقى في الحقيقة معرفة نافعة ولا قصد نافع (11) .
    إن أهم عناصر الإيمان التي يجب بحثها وعرضها وتركيز انتباه الناس إليها هو عنصر عمل القلب، فهو صلب قضية الإيمان في كل وقت وحين، وحجر زاوية الدين الذي بعث الله به الأنبياء والمرسلين.
    إن قضية الرسل مع أقوامهم كانت دائماً قضية الخضوع والانقياد والتسليم لله ورسله, ولم تكن أبداً قضية المعرفة والتصديق، مهما حاولوا طمس هذه الحقيقة والتشويش عليها تحت زعم تكذيب الأنبياء والرسل، وصدق الله حيث يقول: فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ [الأنعام: 33].
    ويقول سبحانه وتعالى: بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ [المؤمنون: 70].
    ويقول عز وجل: لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ [الزخرف: 78].

    القضية إذن هي: محبة الحق وابتغاؤه والخضوع له، أو كراهيته والصد عنه والإباء والاستكبار والاستنكاف عن التسليم له والانقياد لحكمه.
    إن الكبر والحسد والتطلع إلى الزعامة والرياسة وحب الشهوات والاستغراق فيها وأمثال ذلك من المكاسب الدنيوية العاجلة، هي التي تصد القلوب ابتداء عن التسليم للحق وإرادته والخضوع له وتعظيمه، بل وربما ران الهوى على القلب تماماً فطمس بصيرته وأعماه، حتى إن القلب ليتعلق تماماً بما دون الله من الأغيار فيستغرقه حبها وإرادتها والاعتقاد بها تماماً، بل وقد يدخله الشك والريبة، بل والتكذيب للحق نفسه.
    إن الحق دائماً واضح أبلج لكل ذي عينين – إلا من شذ ممن أعمى الله بصيرته قبل بصره –
    ولم تكن قضية المعرفة إلا مقدمة يبدأ بها الرسول لتذكير قومه بالحق، ثم لا يلبث أن يعرض عليهم صلب رسالته وجوهر دعوته: اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف: 59] أي أطيعوه، وابتغوا محبته، وعظموه، وانقادوا لشرعه، واستسلموا لرسله، إلى آخر لوازم ذلك كله.
    إن اختلاط هذه القضية في أذهان كثير من المنتسبين لدين الله، وعدم وضوحها يؤدي إلى عدة أمور كلها خطير:
    الأمر الأول: هو إسقاط قيمة عمل القلب - بدرجات متفاوتة - باعتباره ركناً أصلياً لا يتم إلا به، وذلك على المستوى الذهني أو النظري للشخص، مما يبعد به عن إدراك حقيقة دين الله، ويسقط به في دركات متفاوتة من البدع، بعيداً عن منهج السلف، وذلك بقدر ما تبهت في ذهنه قيمة هذا الركن الأصلي للإيمان.
    الأمر الثاني: هو اختلال الموازين التي يزن بها المرء واقعه هو تجاه ربه ودينه ورسوله، مما يؤدي به إلى الإخلال الفعلي بهذا الركن الإيماني من قلبه، فتحت زعم أنه يصدق بالله ورسوله، وطالما أن الإيمان عنده هو مجرد التصديق فقط، يفقد المرء تدريجياً دون أن يدري – وتحت ضغط الشهوات – المحبة الواجبة لله ورسوله، والتعظيم الواجب لهما، والانقياد الواجب لحكمهما، ويمتلئ قلبه بحب الأغيار وتعظيمها والانقياد لها، وينمو النفاق في قلبه ويترعرع حتى يكون في الحال التي قال الله تعالى فيها: هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ [عمران: 167]، وقد يفقد إيمانه تماماً – والعياذ بالله – دون أن يشعر، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ [الحجرات: 2].
    الأمر الثالث: هو اختلال الموازين التي يزن بها المرء واقع الآخرين من حوله، والتي يجب أن تتفق مع منهاج الله وأحكامه، فيخطئ المرء نتيجة لذلك في التعامل مع هذا الواقع وفق منهاج الله ولا يطبق أحكام الله على مناطها الصحيح. فطالما أن هذا الواقع المحيط لم يعلن تكذيبه لله والرسول (بصريح اللفظ)، وطالما أن الإيمان عنده هو التصديق فقط، فإن هذا الواقع عنده واقع مؤمن بالله ورسوله، حتى وإن سب الله ورسوله!. وهذا الواقع عنده مؤمن بالله ورسوله، حتى وإن فسق عن حكم الله ورسوله!. وهذا الواقع عنده مؤمن بالله ورسوله، حتى وإن هزأ بدين الله وسخر من سنة رسوله! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    وقبل أن ننتقل من الكلام في عنصر الاعتقاد القلبي نورد ثلاث ملاحظات هامة:
    الملاحظة الأولى: أن التصديق المقصود هنا هو التصديق الخبري أو العلمي، بمعنى أن يقع في القلب نسبة الصدق إلى المخبر والخبر ذاته، مجرداً عما سوى هذا من جنس عمل القلب من الانقياد والطاعة والمحبة وأمثالها، وإلا فمن أطلق لفظ (التصديق) على التصديق الخبري العلمي وعلى لوازمه وتوابعه من عمل القلب، وقال إن الاعتقاد المطلوب هو التصديق، فإن الخلاف معه خلاف لفظي فقط.
    وقد استخدم كثير من السلف والأئمة لفظ التصديق بهذا المعنى الأخير، ولذلك يقول صاحب (معارج القبول): (ومن هنا يتبين لك أن من قال من أهل السنة في الإيمان هو: التصديق على ظاهر اللغة، أنهم إنما عنوا التصديق الإذعاني المستلزم للانقياد ظاهراً وباطناً بلا شك، لم يعنوا مجرد التصديق) اهـ (12) .) .
    يقول الإمام ابن القيم في مجال شرح عمل القلب: (ونحن نقول: الإيمان هو التصديق، ولكن ليس التصديق مجرد اعتقاد صدق المخبر دون الانقياد له،... فالتصديق إنما يتم بأمرين: أحدهما: اعتقاد الصدق، والثاني: محبة القلب وانقياده)
    ويقول ابن القيم: (فإن الإيمان ليس مجرد التصديق – كما تقدم بيانه – وإنما هو التصديق المستلزم للطاعة والانقياد) اهـ
    الملاحظة الثانية: أن (التصديق) بمعناه الخبري - وهو مجرد أن يقع في القلب نسبة الصدق إلى المخبر والخبر من غير إذعان وقبول - يساوي تماماً عند السلف والأئمة معنى (العلم) أو (المعرفة): إذ لم يتصور هؤلاء الأئمة بل وجمهور العقلاء فرقاً واحداً معقولاً بين العلم والمعرفة، وبين التصديق.
    يقول شيخ الاسلام بن تيمية: (فإن الفرق بين معرفة القلب وبين مجرد تصديق القلب الخالي عن الانقياد الذي يجعل قول القلب، أمراً دقيقاً، وأكثر العقلاء ينكرونه، وبتقدير صحته لا يجب على كل أحد أن يوجب شيئين لا يتصور الفرق بينهما، وأكثر الناس لا يتصورون الفرق بين معرفة القلب وتصديقه، ويقولون إن ما قاله ابن كلاب والأشعري من الفرق كلام باطل لا حقيقة له، وكثير من أصحابه اعترف بعدم الفرق... والمقصود هنا أن الإنسان إذا رجع إلى نفسه عسر عليه التفريق بين علمه بأن الرسول صادق، وبين تصديق قلبه تصديقاً مجرداً عن انقياد وغيره من أعمال القلب بأنه صادق) اهـ (16) .
    والملاحظة الثالثة: أن (المعرفة) أو قول القلب التي اشترطها السلف كركن أصلى للإيمان - غير (المعرفة) التي اشترطها المعتزلة وغيرهم من المتكلمين، - فالمعرفة التي اشترطها السلف هي تحقق العلم المنافي للجهل، أي: أن يعرف المرء حقيقة ما يؤمن به، سواء تحققت هذه المعرفة عن طريق التقليد أو عن طريق النظر والاستدلال.
    وأما المعرفة التي اشترطها المعتزلة وأمثالهم - فهي أن يعرف المرء أصول دينه عن طريق النظر والدليل العقلي وحده، لا عن طريق التقليد أو السماع.
    يقول البدر العيني: (قال أهل السنة: من اعتقد أركان الدين من التوحيد والنبوة والصلاة والزكاة والصوم والحج، تقليداً، فإن اعتقد مع ذلك جواز ورود شبهة عليها وقال: لا آمن ورود شبهة تفسدها، فهو كافر. وإن لم يعتقد جواز ذلك بل جزم على ذلك الاعتقاد، فقد اختلفوا فيه...
    وقال عامة المعتزلة: إنه ليس بمؤمن ولا كافر. وقال أبو هاشم: إنه كافر. فعندهم إنما يحكم بإيمانه إذا عرف ما يجب الإيمان به من أصول الدين، بالدليل العقلي على وجه يمكنه مجادلة الخصوم وحل جميع ما يورد عليه من الشبه، حتى إذا عجز عن شيء من ذلك لم يحكم بإسلامه)[ الموسوعة العقدية -حقيقة الايمان عند اهل السنة والجماعة]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الفرق بين قول القلب وعمله

    يقول شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية: (أجمع السلف أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، ومعنى ذلك: أنه قول القلب وعمل القلب، ثم قول اللسان وعمل الجوارح.
    فأما قول القلب: فهو التصديق الجازم بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، ويدخل فيه الإيمان بكل ما جاء به الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    ثم الناس في هذا على أقسام:
    أ- منهم من صدق به جملةً ولم يعرف التفصيل.
    ب- ومنهم من صدق جملةً وتفصيلاً.
    ثم منهم من يدوم استحضاره وذكره لهذا التصديق -مجملاً أو مفصلاً- ومنهم من يغفل عنه ويذهل، ومنهم من استبصر فيه بما قذف الله في قلبه من النور والإيمان، ومنهم من جزم به لدليل قد تعترض فيه شبهة, أو تقليد جازم.

    قال: وهذا التصديق يتبعه عمل القلب، وهو حب الله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعظيم الله ورسوله وتعزير الله ورسوله وتوقيره، وخشية الله والإنابة إليه والإخلاص له والتوكل عليه، إلى غير ذلك من الأحوال.
    فهذه الأعمال القلبية كلها من الإيمان، وهي مما يوجبها التصديق والاعتقاد إيجاب العلة المعلول.
    ويتبع الاعتقاد قول اللسان، ويتبع عمل القلب عمل الجوارح من الصلاة والزكاة والصوم والحج ونحو ذلك .
    وقال بعد أن نقل عبارات السلف المذكورة....: (وليس بين هذه العبارات اختلاف معنوي، ولكن القول المطلق والعمل المطلق في كلام السلف يتناول قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح، فقول اللسان بدون اعتقاد القلب هو قول المنافقين، وهذا لا يسمى قولاً إلا بالتقييد، كقوله تعالى: يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم ْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ [الفتح: 11] .
    وكذلك عمل الجوارح بدون أعمال القلوب هي من أعمال المنافقين التي لا يتقبلها الله.
    فقول السلف يتضمن القول والعمل الباطن والظاهر (2) .
    قال
    :(وكذلك قول من قال: اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح، جعل القول والعمل اسماً لما يظهر، فاحتاج أن يضم إلى ذلك اعتقاد القلب، ولا بد أن يدخل في قوله: اعتقاد القلب أعمال القلب المقارنة لتصديقه، مثل: حب الله وخشية الله، والتوكل على الله ونحو ذلك.
    فإن دخول أعمال القلب في الإيمان أولى من دخول أعمال الجوارح باتفاق الطوائف كلها
    (3) .
    وقد سبق ضمن كلامه الشبيه بهذا..... قوله: (إن من قال من السلف: الإيمان قول وعمل، أراد قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح (4) .
    وقوله: (فإذا قالوا: قول وعمل، فإنه يدخل في القول قول القلب واللسان جميعاً) (5) وعند هذه العبارة علق المحقق بقوله: وعلى هامش النسخة الهندية: وقول القلب هو إقراره ومعرفته وتصديقه، وعمله هو انقياده لما صدق به.
    ويقول الإمام ابن القيم: (إن الإيمان قول وعمل، والقول قول القلب واللسان, والعمل عمل القلب والجوارح، وبيان ذلك أن من عرف الله بقلبه ولم يقر بلسانه لم يكن مؤمناً كما قال عن قوم فرعون: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْ هَا أَنْفُسُهُمْ [النمل:14].
    وكما قال عن قوم عاد وقوم صالح: وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ [العنكبوت:38].
    وقال موسى لفرعون: قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ [الإسراء:102].
    فهؤلاء حصلوا قول القلب -وهو المعرفة والعلم- ولم يكونوا بذلك مؤمنين، وكذلك من قال بلسانه ما ليس في قلبه لم يكن بذلك مؤمناً، بل كان من المنافقين.
    وكذلك: من عرف بقلبه وأقر بلسانه لم يكن بمجرد ذلك مؤمناً حتى يأتي بعمل القلب من الحب والبغض والموالاة والمعاداة، فيحب الله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويوالي أولياء الله ويعادي أعداءه، ويستسلم بقلبه لله وحده، وينقاد لمتابعة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وطاعته والتزام شريعته ظاهراً وباطناً. وإذا فعل ذلك لم يكف في كمال إيمانه حتى يفعل ما أمر به، فهذه الأركان الأربعة هي أركان الإيمان التي قام عليها بناؤه)
    (6)
    والحاصل أن السلف وعلماء أهل السنة والجماعة في كل عصر إنما يستخدمون في منهج التفكير المنطق الفطري البدهي الذي يقسم عمل الإنسان بحسبه قسمين: ظاهر وباطن.
    فالباطن: قول القلب وعمله، والظاهر: قول اللسان وعمل الجوارح.
    فعلى هذا قالوا: الإيمان قول وعمل، أي: شامل للظاهر والباطن، لا سيما إذا ضممنا إلى ذلك ما هو معروف -بداهةً وفطرةً- من أن حقيقة الإنسان قسمان: قلب وأعضاء، وأعماله قسمان: أقوال وأفعال، فيكون أشمل عبارة أن يقال: قول وعمل بالقلب والأعضاء، وهذا هو مراد السلف قطعاً، وإنما اكتفوا عن آخر الجملة بأولها؛ لأن منهجهم الفطري في التفكير ومنهجهم البليغ في التعبير هو القصد إلى المطلوب بإيجاز دون العروج على ما هو معلوم بداهة.
    وبهذا يظهر أن عبارة قول وعمل على إيجازها جامعة مانعة، لا من جهة أنها حد منطقي -أي تعريف للماهية- ولكن من جهة أنها كشف عن الحقيقة وبيان لها.
    ولذلك فإنني -بعد طول تأمل- أختار هذه العبارة وأفضلها على عبارة: اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان ونحوها، على أن تشرح بما أوضحنا آنفاً، ومن أسباب الاختيار:
    أنها المنقولة عن متقدمي السلف، مع إيجازها وشمولها.
    أن العبارة الأخرى لا تسلم أيضاً من الفهم الخطأ.
    فإن فهم بعض الناس -المرجئة وغيرهم- أن: (قول وعمل) تعني قول اللسان وعمل الجوارح دون قول القلب وعمله أمر تنكره البديهة وترده، ولكن العبارة الأخرى توقع في لبس قلَّ من يفطن له ولا يستطيع كل أحد رده، وهو أن هذه الثلاثة- أي الاعتقاد والقول والعمل- منفصلة بعضها عن بعض، بمعنى أن الطاعات -التي هي فروع الإيمان وشعبه- على ثلاثة أقسام: قسم قلبي، وقسم لساني، وقسم عملي وعلى هذا قد يفهم أنه يمكن أن يتحقق في الإنسان ركنان من ثلاثة بأن يتحقق لديه الاعتقاد والقول مع عدم العمل بالكلية، وهذا الذي جزم السلف باستحالة وقوعه.[الموسوعة العقدية- معنى قول السلف الايمان قول وعمل]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: الفرق بين قول القلب وعمله

    .............................. .....................

    س: أحسن الله إليكم وهذا يقول: عرف العلماء الإيمان بقول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح، فما الفرق بين قول القلب وعمله وقول اللسان وعمله ؟

    ج: أولا إن اللسان بعضهم يقول اللسان مع الجوارح، يقول قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح، فيصير اللسان مع الجوارح هذه سهلة.

    لكن السؤال يقول: ما الفرق بين قول القلب وعمله؟ قول القلب هو الاعتقاد، وعمل القلب عمل ما هو باعتقاد، فمثلا الإيمان يعني تصديق التصديق بأن الله خالق كل شيء، وأنه بيده الخير وبيده العطاء والمنع، الإيمان والتصديق بهذا هذا اعتقاد قول هذا قول اللسان، التوكل على الله هذا عمل القلب، تجد هذا التوكل ثمرة للتصديق الأول، التصديق بأن محمد رسول الله هذا قول القلب، طاعة الرسول أو العزم على متابعة الرسول هذا من عمل القلب، الانقياد انقياد القلب واستسلامه هذا عمل القلب، الإيمان بأن الله شديد العقاب هذا من قول القلب، الخوف من عمل القلب.

    وأما قول اللسان وعمل اللسان قول اللسان هو الإقرار، الإقرار الأول يعني: افرض أن واحد كافر ودعوناه للإسلام فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، هذا قول اللسان وهو الإقرار الذي يدخل به في الإسلام، بعد ذلك إذا قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله هذا عمل اللسان . نعم.

    من شرح حائية ابن داود للشيخ عبد الرحمن البراك



  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الفرق بين قول القلب وعمله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    .............................. .....................

    الإقرار الأول يعني: افرض أن واحد كافر ودعوناه للإسلام فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، هذا قول اللسان وهو الإقرار الذي يدخل به في الإسلام،
    بارك الله فيك
    سئل الشيخ ابن باز رحمه الله
    س: هل يكفي النطق والاعتقاد بهذا الركن من أركان الإسلام، أم لابد من أشياء أخر حتى يكتمل إسلام المرء ويكتمل إيمانه؟
    الجواب:
    هذا الركن يدخل به الكافر في الإسلام، وذلك بأن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، عن صدق وعن يقين، وعن علم بمعناها وعمل بذلك، إذا كان لا يأتي بهما في حال كفره، ثم يطالب بالصلاة وبقية الأركان وسائر الأحكام، ولهذا لما بعث النبي ﷺ معاذا إلى اليمن قال له: ادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم.

    فلم يأمرهم بالصلاة إلا بعد التوحيد والإيمان بالرسول ﷺ، فالكفار أولا يطالبون بالتوحيد والإيمان بالرسول ﷺ، فإذا أقر الكافر بذلك وأسلم صار له حكم المسلمين، ثم يطالب بالصلاة وبقية أمور الدين، فإذا امتنع من ذلك صار له أحكام أخر.
    فمن امتنع عن الصلاة يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافرا، وإن لم يجحد وجوبها في أصح قولي العلماء، وإن امتنع من الزكاة وكابر عليها وقاتل دونها فكذلك يقاتل كما قاتل الصحابة مانعي الزكاة مع أبي بكر  وحكموا عليهم بالردة، فإن لم يقاتل دونها أجبره الإمام على تسليمها وعزره التعزير الشرعي الرادع لأمثاله، وهكذا يطالب المسلم بصوم رمضان، وحج البيت مع الاستطاعة وسائر ما أوجب الله عليه، ويطالب أيضا بترك ما حرم الله عليه لأن دخوله في الإسلام والتزامه به يقتضي ذلك، ومن أخل بشيء مما أوجبه الله أو تعاطى شيئا مما حرم الله عومل بما يستحق شرعا.
    أما إن كان الكافر يأتي بالشهادتين في حال كفره كغالب الكفار اليوم فإنه يطالب بالتوبة مما أوجب كفره ولا يكتفي بنطقه بالشهادتين، لأنه ما زال يقولها في حال كفره لكنه لم يعمل بهما، فإذا كان كفره بعبادة الأموات أو الجن أو الأصنام أو غير ذلك من المخلوقات والاستغاثة بهم ونحو ذلك وجب عليه أن يتوب من ذلك، وأن يخلص العبادة لله وحده وبذلك يدخل في الإسلام، وإذا كان كفره بترك الصلاة وجب عليه أن يتوب من ذلك وأن يؤديها فإذا فعل ذلك دخل في الإسلام.

    وهكذا إذا كان كفره باستحلال الزنا أو الخمر وجب عليه أن يتوب من ذلك؛
    فإذا تاب من ذلك دخل في الإسلام.

    وهكذا يطالب الكافر بترك العمل أو الاعتقاد الذي أوجب كفره؛ فإذا فعل ذلك دخل في الإسلام.

    وهذه مسائل عظيمة يجب على طالب العلم أن يعتني بها،
    وأن يكون فيها على بصيرة وقد أوضحها أهل العلم في باب حكم المرتد، وهو باب عظيم يجب على طالب العلم أن يعتني به وأن يقرأه كثيرا
    من برنامج نور على الدرب رقم الشريط 16، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 7/ 32).

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الفرق بين قول القلب وعمله

    قال الشيخ صالح الفوزان -عن من سألهُ عن معنى لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله لأن لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله ليست مُجرد لفظ يُقال، بل لا بُدَّ أن يقولها المُسلم عارفًا لمعنها عاملًا بمقتضاها
    لا بد من هذا فلها معنى ولها مُقْتضى، ... فيترك عبادة غير الله
    هكذا ما هي مجرد كلمة
    قال-صَلَّى اللهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (أُمِرْت أَنْ أُقَاتِل الَّناس حَتىَّ يَقُولوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله) ... إلا إذا كانوا يقولونها ولا يعملون بها يعبدون القبور وإلا لهم أذكار صباحية ومسائية وترديدات لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله ثم يقولون يا فلان يا فلان من الموتى وأصحاب القبور اقضي حاجتي فرج همي إلى غير ذلك من طلب الحوائج من الأموات وهم يقولون لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله هذا تناقض
    المشركون الأولون أبوا أن يتناقضوا وبقوا على شركهم وآلهتهم
    فهي كلمة عظيمة ولهذا قال إبراهيم –عَلَيْهِ الَّصَلاة وَالَّسلام- لأبيهِ وقومه (إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ* إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي) هذا معنى لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله
    (بَرَاءٌ) هذا لا إله
    (إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي) هذا إلا الله،
    هذا معنى لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله (إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ* إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ* وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ) جعل إبراهيم هذه الكلمة باقية لا يزال في ذرية إبراهيم من يقول لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله حتى بُعيث محمد –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بها بلاَ إِلَهَ إِلاَّ الله ومحمد من ذرية إبراهيم –عَلَيْهِم الَّصَلاة وَالَّسلام- (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) إليها ويتركوا عبادة غير الله -سُبْحَانهُ وَتَعَالى-
    هذه ملة إبراهيم –عَلَيْهِ الَّصَلاة وَالَّسلام- ملة التوحيد والإخلاص لله –عَزَّ وَجَلَّ- فبعث الله محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بهذه الكلمة وهو من ذرية إبراهيم –عَلَيْهِم الَّصَلاة وَالَّسلام-
    فهي كلمةٌ عظيمة
    ولا بد إذا قالها أن يعرف معناها ولا بد إذا عرف معناها أن يعمل بمقتضاها.
    ولا بُدَّ إذا عرف معناها أن يعمل بمقتضاها
    فلا يدعو إلا الله ولا يعبد إلا الله وحده لا شريك له
    هذه لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله كلمةٌ عظيمة هي كلمة التقوى (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً)
    وهي العروة الوثقى
    (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا)
    فيكفر بالطاغوت ويؤمن بالله هذا معنى لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله
    يكفر بالطاغوت هذا معنى النفي
    ويؤمن بالله هذا معنى الإثبات (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)
    فجاءت هذه الكلمة في القرآن لفظًا و جاءت معنى
    جاءت لفظًا في قوله: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ )
    وجاءت معنًا (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
    فهي كلمةٌ عظيمة يجب على المسلم أن يعرفَ معناها وأن يعمل بمقتضاها ظاهرًا وباطنًا
    ولا يقولها وهو باقٍ على عبادة غير الله أو دعوة غير الله
    فإن هذا تناقضٌ باطل تناقضٌ باطل
    إذا عبد غير الله أبطل لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وإن كان يرددها في الصباح والمساء لكن يبطلها
    إذا دعا الحسين وعلي وعبد القادر الجيلاني وفلان يقول هؤلاء أولياء يقربوننا إلى الله زلفى كما قال -جَلَّ وَعَلاَ- (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ) ويقولون أيضًا (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)
    سُبحَان الله يتناقضون يقولون لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله ويعبدون غير الله .
    ما معنى لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله إذًا فالواجب أن يعرف المسلم هذه الكلمة العظيمة يعرف معناها ويعرف مقتضاها يعرف شروطها ويتمسك بها حتى تنفعه تكون له حجة عند الله.
    لما حضرت أبا طالبٍ الوفاة عم الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان الرسول حريصًا على أن يدخل في الإسلام حريص جدًا لكنَّ الله ما أراد لهُ الهداية لمّا حضرته الوفاة جاءه الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو في سكرات الموت وعنده أُناس من المشركين فقال ياعم قل لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله كلمةً أُحاجّ لك بها عند الله فقال له المشركون الحاضرون أتتركُ مِلّة عبد المطلب فقال ياعم قل لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله كلمةً أُحاجّ لك بها عند الله قال المشركون الذين حضروا عنده أتتركُ مِلَّة عبد المطلب (شوف) يفهمون أن معنى لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله ترك عبادة غير الله يفهمون هذا أتتركُ ملة عبد المطلب هو ما قال له أترك ملة عبد المطلب قال له قل لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله
    هم فهموا معنى لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله أتترك ملة عبد المطلب فقال والعياذ بالله آخر كلمة هو على ملة عبد المطلب ومات على ذلك..................قال الامام محمد بن عبد الوهاب
    فلا خير فى رجل جهال الكفار اعلم منه بلا اله الا الله
    قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب تعليقا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله)) ،
    قال:
    وهذا من أعظم ما يبين معنى: لا إله إلا الله،
    فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصماً للمال والدم،
    بل ولا معرفة معناها مع لفظها،
    بل ولا الإقرار بذلك،
    بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده،
    حتى يضيف إلى ذلك: الكفر بما يعبد من دون الله؛
    فإن شك أو تردد،
    لم يحرم ماله ودمه،
    فيالها من مسألة ما أجلها! وياله من بيان ما أوضحه! وحجة ما أقطعها للمنازع!. انتهى
    قال الحفيد الشيخ سليمان بن عبد الله فى التيسير:
    وقد أجمع العلماء على معنى ذلك
    فلا بدّ في العصمة من الإتيان بالتوحيد،
    والتزام أحكامه، وترك الشرك. انتهى
    وقال حفيده الشيخ عبد الرحمن بعد أن ذكر هذا الكلام:
    وهذا الذي ذكره شيخنا هو معنى لا إله إلا الله مطابقة،
    وهو معنى قوله تعالى:
    {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الفرق بين قول القلب وعمله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    .............................. .....................

    فقال: أشهد أن لا إله إلا الله

    قال الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن
    المقصود من الشهادتين ما دلتا عليه من الحقيقة والمعنى ،
    وما اشتملتا عليه من العلم والعمل .

    وأما مجرد اللفظ من غير علم بمعناهما ولا اعتقاد لحقيقتهما
    فهذا لا يفيد العبد شيئاً
    ،
    ولا يخلصه من شعب الشرك وفروعه
    ،
    قال تعالى :
    { فاعلم أنه لا إله إلا الله }
    وقال :
    { إلا من شهد بالحق وهم يعلمون }
    فالإيمان بمعناها والانقياد له لا يتصور ولا يتحقق إلا بعد العلم ،
    والحكم على الشيء فرع عن تصوره ،
    فإذا لم يعلم ولم يتصور
    فهو كالهاذي وكالنائم وأمثالهما ممن لا يعقل ما يقول ،

    بل لو حصل له العلم وفاته الصدق لم يكن شاهداً بل هو كاذب ، وإن أتى بهما صورة
    ،
    قال الله تعالى :
    { إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون } فكذبهم في قيلهم ، ورد شهادتهم وشهد على كذبهم ، وأكد الحكم بإن المؤكدة ولام التعليق ،
    فهل يقول عاقل أنهم يشهدون بكلمتي الإخلاص ، ويعترفون بها ؟
    وهل هذا القول إلا رد لكتاب الله وخروج عن سبيل المؤمنين ؟
    فإنهم مجمعون على اعتبار ما دلت عليه الشهادتان من المعنى المراد ، وأنه هو المقصود ،

    ولم يقل أحد أن الإيمان مجرد اللفظ من غير عقيدة القلب وعلمه وتصديقه ، ومن غير عمل بمدلول الشهادتين ،
    وما سمعت أن أحداً قاله إلا طائفة من المتكلمين من الكرامية نازعوا الجهمية في قولهم إن الإيمان هو التصديق فقط ،
    وقابلوا قولهم بأنه مجرد الإقرار فقط .
    والقولان مردودان عند الأمة
    ولكنهما أحسن وأقرب إلى قول أهل العلم مما أتى به هذا المفتري :
    من عدم اعتبار العلم والمعنى .
    ومن قرأ القرآن أو سمعه وهو عربي اللسان
    فإنه يعلم أن قتل المشركين معلل بنفس الشرك معلق عليه ،
    قال تعالى :
    { وقاتلوا المشركين كافة }
    وقال تعالى : { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار }
    وقال تعالى :
    { براءة من الله ورسوله ... فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم }

    ونحو ذلك من الآيات الدالة على تعليق الحكم على نفس الشرك ،

    وفي الحديث : ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه )
    وفي الحديث الآخر : ( من بدل دينه فاقتلوه )
    وكلام الفقهاء في باب حكم المرتد وقولهم :
    فمن أشرك بالله إلى آخر كلامهم .[مصباح الظلام]
    الإيمان بمعن لا اله الا الله والانقياد لا يتصور ولا يتحقق إلا بعد العلمhttps://majles.alukah.net/t182474/

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الفرق بين قول القلب وعمله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    .............................. .....................



    وأما قول اللسان وعمل اللسان
    قول اللسان هو الإقرار، الإقرار الأول يعني: افرض أن واحد كافر ودعوناه للإسلام
    فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله،
    هذا
    قول اللسان وهو الإقرار الذي يدخل به في الإسلام،
    بعد ذلك إذا قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله
    هذا
    عمل اللسان

    قال الحازمى على شرح الواسطية
    قال : (
    قولٌ وعمل ) . قول القلب واللسان فجعل القول له محلين القلب واللسان ،
    فالقلب له قولٌ ،
    واللسان له قولٌ ،
    وعمل القلب واللسان والجوارح ،
    فجعل للقلب عملاً ،
    وجعل للسان عملاً ،
    وجعل للجوارح عملاً .

    إذًا العمل متعلقه ومحله ثلاث : القلب ، واللسان ، والجوارح . والقول متعلقه ومحله اثنان وهما : اللسان ، والقلب . القلب واللسان . فجعل المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى جعل للقلب قولاً وعملاً ،
    وجعل للسان قولاً وعملاً .
    فاللسان له قول ،
    واللسان له عمل ،
    أما قول القلب فهو الاعتقاد كاعتقاد ما أخبر الله به عن نفسه وأسمائه وصفاته وأفعاله وملائكته وكتبه ورسله ، يعني يعتقد أركان الإيمان الستة ، ومحل هذا الاعتقاد هو القلب ، يعني التصديق الجازم ،
    أو إن شئت قل : إقرار القلب المتضمن للتصديق .
    إذًا إذا قيل : تصديق في هذا المقام . قل : تصديق جازمٌ .
    لأنه مرّ معنا مرارًا ولعله مرّ في أول الرسالة أنه لا يصح أن يكون الإيمان إيمانًا بل ولا العقيدة عقيدةً إلا إذا كانت على جهة الجزم ،
    وأما الشك فلا يقبل في باب المعتقد ، الشك لا يقبل في باب المعتقد ، أليس كذلك ؟ ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ ﴾ قال : ﴿ لاَ رَيْبَ ﴾ فيه قال : ﴿ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ﴾ [ الحجرات : 15] .
    إذًا الإيمان بالله ورسوله يشترط فيه عدم الريب وهو الشك أو إن شئت قل عدم الاطمئنان والاستقرار بالمعاني التي دلت عليها تلك الألفاظ ، حينئذٍ لا يصح أن يقع الإيمان بالشك ، فإذا قلنا : بأن الإيمان اعتقاد القلب فحينئذٍ نقول : الاعتقاد الجازم بمدلول الأركان الستة التي جاءت في حديث جبريل عليه السلام .

    قول القلب وهو الاعتقاد كاعتقاد ما أخبر الله به عن نفسه يعني التصديق مع اعتقاد المعاني الصحيحة عن نفسه وأسمائه وصفاته وأفعاله وملائكته وكتبه ورسله .
    قوله : ( اللسان ) أي قول القلب واللسان ،
    أي قول اللسان كذلك ، وهو التكلم بالشهادتين والقيام بذكره سبحانه وتبليغ أوامره والدعوة إليه والذّبّ عن دينه ونحو ذلك ، يعني كل ما لا يتأتى إلا باللسان ، الكلام والنطق إنما يكون بماذا ؟ يكون باللسان لا يكون بالقلب ولا بالجوارح ،
    فدل ذلك على أن قول اللسان هو ما لا يتأتى إلا باللسان ،
    وأهم ذلك وهو ما يكون أصلاً في باب الإيمان هو النطق بماذا ؟ بالشهادتين .
    هذا أصلٌ لا بد منه ركنٌ فلو لم ينطق بالشهادتين مع القدرة عليهما لا يكون مؤمنًا البتة .

    إذًا القول هنا المراد به ما لا يتأتى إلا باللسان ،
    يعني ليس له وظيفة إلا اللسان ، وذلك محصور في النطق والكلام ،
    ثم هو على مرتبتين كاعتقاد القلب :

    - منه ما يكون أصلاً في صحة الإيمان .
    - ومنه ما يكون زائدًا على ذلك .
    وكذلك القول :
    - منه ما يكون أصلاً في صحة الإيمان .
    - ومنه ما يكون زائدًا على ذلك .
    ولو عبرنا بأن قلنا : جنس الاعتقاد ، وجنس القول ،
    كذلك لا إشكال فيه لأن المراد بالجنس هنا الأصل الذي لا يصح الإيمان إلا به ،
    إذ ليس مراد السلف هنا الإيمان إلا وهو على مراتب ،
    يعني إذا قيل : الإيمان بأن قول القلب قول اللسان وعمل الجوارح
    حينئذٍ هذا على مراتب :

    - منه ما يعبر عنه بأصل الإيمان . - ومنه ما يعبر عنه بكمال الإيمان الواجب . - ومنه ما يعبر عنه بكمال الإيمان المستحب . كل طاعةٍ من قول أو فعل قلبيةٍ لسانيةٍ بالجوارح فهي إيمان ،
    وهي داخلةٌ في مسمى الإيمان
    ، لكن إذا فات بعضها هل يلزم من ذلك فوات الإيمان ؟
    الجواب : لا .
    إلا أو إن شئت أن نقول : هل فوات بعضها فوات للإيمان ؟

    نقول : فيه تفصيل : - من الاعتقاد فواته ما يفوت به الإيمان وهو ما يعبر عنه بأصل الإيمان . - ومنه ما فواته لا يفوت به الإيمان ، هذا في الاعتقاد . كذلك قول اللسان : - منه ما فواته يفوت به الإيمان .
    يعني لا يصح الإيمان كالشهادتين .

    - ومنه ما فواته لا يفوت به الإيمان . إذًا هو على مرتبتين ،
    كذلك الشأن فيما يتعلق بالجوارح والأركان .

    قول اللسان هنا قال :
    (
    وَعَمَلُالْقَلْبِ ) وهو نيته وإخلاصه والتوكل والإنابة والمحبة والانقياد والخوف منه سبحانه والرجاء والإخلاص إخلاص الدين لهُ والصبر ونحو ذلك من أعمال القلوب جميع أعمال القلوب التي يُعبر عنها أهل العلم بأنها أعمال القلوب محلها ماذا ؟ محلها القلب ، وهي عمل القلب :
    - منها ما يفوت الإيمان بفوات بعضها . - ومنه ما لا يفوت . قوله : ( وعمل اللسان والجوارح ) كالصلاةِ والحجِ والجهادِ ونحو ذلك ،
    إذًا هذه كلها أمثلةٌ لهذه الأركان الأربعة :

    قول القلب ، وقول اللسان ، عمل القلب ، وعمل الجوارح .
    هذه أركان أربعة : قول القلب ، وقول اللسان ، عمل القلب ، وعمل الجوارح . وبقي إشكال هنا في (( الواسطية )) وهو حتى في النسخ المحققة وهو قوله : ( عمل اللسان )
    وفرّق بين قول اللسان وعمل اللسان وهو عينه قول القلب قول اللسان ،
    أليس كذلك ؟ عمل القلب عمل اللسان ،
    ما الفرق بين قول اللسان وعمل اللسان ؟ هل بينهما فرقٌ ؟
    قول اللسان وعمل اللسان .

    الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرحه حاول أن يُفرق بينهما لأن شيخ الإسلام قد ذكرها ،
    قال ابن عثيمين في شرحه : وجعل المصنف للسان قولاً وهو النطق ،
    وعملاً وهو حركته وليس هو النطق ،
    بل النطق ناشئٌ عنها إن سَلِمَتْ من الخرس .

    لكن هل مجرد حركة اللسان يكون هو المقصود عند أئمة السنة بقول اللسان في الإيمان
    ، هذا يحتاج إلى نقلٍ .

    وسئل شيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى كما في (( الفتاوى ))
    قيل له :
    جاء في بعض طبعات (( الواسطية )) وعمل اللسان .

    أجاب :
    هذا غلطٌ .
    النسخ الأُخرى ليس فيها عمل اللسان .
    قال : وسمعنا كلام ابن القيم وأردنا حملها عليه ولكن لم يستقم لنا هذا ،
    بل وُجِدَ فيه عباراتٍ أُخَر ما ينافيها . تقريره هو على (( الواسطية )) .

    إذًا عمل اللسان هذا محل إشكالٍ في (( الواسطية )) ،
    ولذلك المشهور المذكور في كتب المعتقد أن الأركان أربعة ،
    حتى ابن القيم رحمه الله تعالى في مواضع عديدة يذكر أركان أربعة :
    قول القلب ،
    وقول اللسان
    عمل القلب ،
    وعمل الجوارح .[حتى يستقيم الكلام]
    فعمل اللسان هو بعينه قول اللسان هذا المشهور عند السلف ،
    فالإيمان عند أهل السنة والجماعة هو ما تقدم أنه قولٌ واعتقادٌ إجمالاً ،
    وعند التفصيل على ما سبق .

    قال ابن القيم رحمه الله تعالى في (( الصلاة وحكم تاركها ))
    قال : حقيقة الإيمان مركبةٌ من قول وعمل
    . حقيقة الإيمان مركبة يعني إذا قيل : حقيقة الإيمان مركبة هذا ردٌّ وصفعة على وجوه الجهمية لأن حقيقة الإيمان عندهم بسيطة وليست مركبة وهي التصديق شيء واحد فقط .
    إذًا إذا قال أئمة السنة :
    حقيقة الإيمان مركبة . هذا أصلٌ تعتمده بمعنى أن الإيمان مركب من أجزاء ،
    من أركان ،
    حينئذٍ ليس هو حقيقة واحدة وليس هو بسيطًا .
    قال ابن القيم : حقيقة الإيمان مركبةٌ من قولٍ وعمل ،
    والقول قسمان - جعله قسمين -
    قول القلب وهو الاعتقاد ، وقول اللسان وهو التكلم بكلمة الإسلام .

    قال : والعمل قسمان عمل القلب وهو نيته وإخلاصه ، وعمل الجوارح .
    إذًا لم يجعل للسان عملاً ،
    وإذا أشكل عليك من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فابحث في مظانه عند ابن القيم رحمه الله تعالى
    فستجد إن شاء الله تعالى حل لمشاكل كثيرة مما قد يكون في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ،
    لأن ابن القيم رحمه الله تعالى في كثيرٍ من المواضع
    إنما هو يُعيد صياغة كتب شيخ الإسلام ،
    هذه حقيقة لا بد من الإقرار بها ،
    وليس هذا فيه طعنٌ في الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى ، هو يزيد لا شك ، يزيد زيادات كثيرة جدًا لكن مضمون رسائله وكتبه هو ما كتبه وسطره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ،
    فإذا كان كذلك فهنا ذكر أن القول للقلب واللسان فحسب ،
    وذكر أن العمل للقلب والجوارح فحسب ، ولم يذكر ماذا ؟ لم يذكر أن للسان عملاً ،
    فدلّ على ذلك على أن ما ذكره شيخ محمد إبراهيم له وجهٌ من الصحة ،
    وهو أن ما جاء في بعض النسخ أو المشهور في إثبات عمل اللسان أنه غلطٌ .
    [شرح الواسطية للحازمى]

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: الفرق بين قول القلب وعمله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    ما الفرق بين قول اللسان وعمل اللسان ؟ هل بينهما فرقٌ ؟
    قول اللسان وعمل اللسان .

    الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرحه حاول أن يُفرق بينهما لأن شيخ الإسلام قد ذكرها ،
    قال ابن عثيمين في شرحه : وجعل المصنف للسان قولاً وهو النطق ،
    وعملاً وهو حركته وليس هو النطق ،
    بل النطق ناشئٌ عنها إن سَلِمَتْ من الخرس .

    لكن هل مجرد حركة اللسان يكون هو المقصود عند أئمة السنة بقول اللسان في الإيمان
    ، هذا يحتاج إلى نقلٍ .

    وسئل شيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى كما في (( الفتاوى ))
    قيل له :
    جاء في بعض طبعات (( الواسطية )) وعمل اللسان .

    أجاب :
    هذا غلطٌ .
    النسخ الأُخرى ليس فيها عمل اللسان .
    قال : وسمعنا كلام ابن القيم وأردنا حملها عليه ولكن لم يستقم لنا هذا ،
    بل وُجِدَ فيه عباراتٍ أُخَر ما ينافيها . تقريره هو على (( الواسطية )) .

    إذًا عمل اللسان هذا محل إشكالٍ في (( الواسطية )) ،

    قال ابن عثيمين رحمه الله فى شرح الواسطية
    قول وعمل، قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح؛
    قال المؤلف: " قول وعمل ".
    وهذا تعريف مجمل فصله المؤلف بقوله:

    " قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح ".
    فجعل المؤلف للقلب قولا وعملا،
    وجعل للسان قولا و عملا .
    أما قول اللسان؛ فالأمر فيه واضح، وهو النطق،
    وأما عمله؛ فحركاته،
    وليست هي النطق، بل النطق ناشئ عنها إن سلمت من الخرس.
    وأما قول القلب، فهو اعترافه وتصديقه.
    وأما عمله؛ فهو عبارة عن تحركه وإرادته؛ مثل الإخلاص في العمل؛ فهذا عمل قلب،
    وكذلك التوكل والرجاء والخوف؛
    فالعمل ليس مجرد الطمأنينة في القلب،
    بل هناك حركة في القلب.
    وأما عمل الجوارح؛ فواضح؛ ركوع، وسجود، وقيام، وقعود، فيكون عمل الجوارح إيمانا شرعا،
    لأن الحامل لهذا العمل هو الإيمان.*
    فإذا قال قائل:
    أين الدليل على أن الإيمان يشمل هذه الأشياء؟
    قلنا:
    قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره» ؛ فهذا قول القلب.
    أما عمل القلب واللسان والجوارح؛
    فدليله قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    " «الإيمان بضع وسبعون شعبة: أعلاها: قول: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان» ؛
    فهذا قول اللسان وعمله وعمل الجوارح،
    والحياء عمل قلبي، وهو انكسار يصيب الإنسان ويعتريه عند وجود ما يستلزم الحياء.فتبين بهذا أن الإيمان يشمل هذه الأشياء كلها شرعا.
    ويدل لذلك أيضا قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة:143] ؛ قال المفسرون: أي: صلاتكم إلى بيت المقدس؛
    فسمى الله تعالى الصلاة إيمانا؛
    مع أنها عمل جوارح وعمل قلب وقول لسان.
    هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة.
    -شرح الواسطية -ابن عثيمين-

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الفرق بين قول القلب وعمله

    الفرق بين القول المطلق وقول القلب
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    الْقَوْلَ الْمُطْلَقَ وَالْعَمَلَ الْمُطْلَقَ فِي كَلامِ السَّلَفِ يَتَنَاوَلُ قَوْلَ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ ، وَعَمَلَ الْقَلْبِ وَالْجَوَارِحِ . فَقَوْلُ اللِّسَانِ بِدُونِ اعْتِقَادِ الْقَلْبِ ، هُوَ قَوْلُ الْمُنَافِقِينَ ، وَهَذَا لا يُسَمَّى قَوْلا إلاَّ بِالتَّقْيِيدِ .
    كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم ْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) ،
    وَكَذَلِكَ عَمَلُ الْجَوَارِحِ بِدُونِ أَعْمَالِ الْقُلُوبِ هِيَ مِنْ أَعْمَالِ الْمُنَافِقِينَ ؛ الَّتِي لا يَتَقَبَّلُهَا اللَّهُ .
    فَقَوْلُ السَّلَفِ : يَتَضَمَّنُ الْقَوْلَ وَالْعَمَلَ الْبَاطِنَ وَالظَّاهِرَ .
    ((مجموع الفتاوى))

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •