تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد

    أقسام التوحيد الثلاثة - تشكل بمجموعها جانب الإيمان [ توحيد الله], فلا يكمل لأحد توحيده إلا باجتماع أنواع التوحيد الثلاثة, فهي متكاملة متلازمة, يكمل بعضها بعضاً، ولا يمكن الاستغناء ببعضها عن الآخر، فلا ينفع توحيد الربوبية بدون توحيد الألوهية، وكذلك لا يصح ولا يقوم توحيد الألوهية بدون توحيد الربوبية، وكذلك توحيد الله في ربوبيته وألوهيته لا يستقيم بدون توحيد الله في أسمائه وصفاته، فالخلل والانحراف في أي نوع منها هو خلل في التوحيد كله. (فمعرفة الله لا تكون بدون عبادته، والعبادة لا تكون بدون معرفة الله، فهما متلازمان) (1) .
    وقد أوضح بعض أهل العلم هذه العلاقة بقوله: (هي علاقة تلازم وتضمن وشمول).
    فتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية.
    وتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية.
    وتوحيد الأسماء والصفات شامل للنوعين معاً.
    بيان ذلك: أن من أقر بتوحيد الربوبية وعلم أن الله سبحانه هو الرب وحده لا شريك له في ربوبيته لزمه من ذلك الإقرار أن يفرد الله بالعبادة وحده سبحانه وتعالى؛ لأنه لا يصلح أن يعبد إلا من كان رباً خالقاً مالكاً مدبراً، وما دام كله لله وحده وجب أن يكون هو المعبود وحده.
    ولهذا جرت سنة القرآن الكريم على سوق آيات الربوبية مقرونة بآيات الدعوة إلى توحيد الألوهية، ومن أمثلة ذلك:
    قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة: 21].
    وأما توحيد الألوهية فهو متضمن لتوحيد الربوبية؛ لأن من عبد الله ولم يشرك به شيئاً فهذا يدل ضمناً على أنه قد اعتقد بأن الله هو ربه ومالكه الذي لا رب غيره.
    وهذا أمر يشاهده الموحد من نفسه، فكونه قد أفرد الله بالعبادة ولم يصرف شيئاً منها لغير الله، ما هو إلا لإقراره بتوحيد الربوبية, وأنه لا رب, ولا مالك, ولا متصرف إلا الله وحده.
    وأما توحيد الأسماء والصفات فهو شامل للنوعين معاً، وذلك لأنه يقوم على إفراد الله تعالى بكل ما له من الأسماء الحسنى, والصفات العلى التي لا تنبغي إلا له سبحانه وتعالى، والتي من جملتها: الرب – الخالق – الرازق – الملك، وهذا هو توحيد الربوبية.
    ومن جملتها: الله – الغفور – التواب، وهذا من توحيد الألوهية[الموسوعة العقدية -العلاقة بين اقسام التوحيد ]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد

    العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد

    اعلم أنَّه لا يكمل لأحد توحيدُه إلاَّ باجتماعِ أنواعِ التوحيدِ الثلاثةِ وهي: توحيدُ الربوبيةِ، والأسماءِ والصفاتِ، والألوهيةِ، فلا ينفعُ توحيدُ الربوبيةِ بدونِ توحيدِ الألوهيةِ، ولا يقومُ توحيدُ الألوهيةِ بدونِ توحيدِ الربوبيةِ، ولاَ يَسْتَقيمُ تَوحيدُ الله في رُبُوبيتِهِ وأُلُوهِيَتِهِ بِدُونِ توحيدِه في أسمائِه وصفاتِه، فهذِه الثلاثةُ متلازِمَةٌ يُكَمِّلُ بعضُهَا بعضًا، ولا يَسَعُ الاستِغْناءُ بِبعضِها عن البعْضِ الآخرِ، فالعلاقَةُ الرابطةُ بينَ هذِه الأقسامِ هي علاقةُ تلازُمٍ وتضمُّنٍ وشُمُولٍ.

    وتوحيدُ الربوبيةِ يستلْزِمُ توحيدَ الألوهيةِ، ومَعْنى ذلكَ أنَّ تَوحيدَ الألوهيةِ خَارجٌ عَن مَدلُولِ توحيدِ الربوبيةِ، فلا يتحَقَّقُ توحيدُ الربوبيةِ إلاَّ بتوحيدِ الألوهيةِ، أي: أنَّ تَوحيدَ الربُوبيةِ لا يُدْخِل مَنْ آمن بِه في الإسْلاَمِ، بِخلافِ تَوْحِيدِ الألُوهِيةِ فَإنَّه يَتَضمَّنُ تَوْحيدَ الربوبيةِ، أي: أنَّ توحيدَ الربوبيةِ جزْءٌ مِن معنى توحيدِ الألُوهيةِ فالإيمانُ بتوحيدِ الألُوهيةِ يُدْخِلُ في الإسلامِ.

    فيتقَرَّرُ عِنْدئذٍ أنَّ توْحيدَ الربُوبيةِ عِلْمِيٌّ اعْتِقَادِيٌّ، وتَوحِيدُ الألُوهيةِ عَمَلِيٌّ طَلَبِيٌّ، والعمليُّ متضَمِّنٌ للعِلْمِيِّ؛ ذلك لأنَّ متعلّقاتِ الربوبيةِ الأمورُ الكونيةُ، كالخلقِ والرِّزقِ، والتدبيرِ والإحياءِ، والإمَاتَةِ وغيرِ ذلكِ، بينَمَا مُتعلّقَاتُ تَوحِيدِ الألُوهِيةِ الأوامِرُ والنواهِي، فإذَا عَلِم العَبْدُ أنَّ الله ربُّهُ لا شَرِيكَ لَه في خَلْقِه وأسمائِه وصفاتِه ترتَّبَ عنه أن يعمَلَ عَلى طاعتِه وامتثالِ أوامرِه واجتنابِ نواهِيهِ، أي: يعْمَلُ عَلَى عبادتِه ومنهُ يُفْهَم أنَّ عبادَةَ اللهِ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ هِي نتيجةٌ لاعترافٍ أَوَّليٍّ بأنَّه لا ربَّ غيرُ الله يُشْرِكهُ في خلْقِهِ وأَمْرِه، أي: تَعلّقُ القَلْبِ ابتداءً بتوحيدِ الربوبيةِ ثمَّ يَرتَقِي بعدهَا إلى توحيدِ الألوهيةِ، ولهذا قال ابنُ القيِّم: «والإلهية التي دعت الرسل أُممَهم إلى توحيد الربِّ بها هي العبادة والتأليه، ومن لوازمها توحيد الربوبية الذي أقرّ به المشركون فاحتجَّ الله عليهم به، فإنَّه يلزم من الإقرار به الإقرار بتوحيد الإلهية»، ومعنى كلامِ ابن القيِّمِ أنَّ الله تعالى احتَجَّ على المشْرِكينَ بتوحِيدِ الربوبيةِ عَلى توحيدِ الألوهيةِ والعبادةِ لا العكسُ، ومنْهُ يُفْهمُ -أيضًا- أنَّ توحيدَ الربوبيةِ والأسماءِ والصفاتِ وحدهُ لا يكفِي لإدْخَالِ صاحبِه في الإسلامِ ولا يُنْقِذُه من النَّارِ، ولا يَعْصِمُ مالَه ودَمَهُ إلاَّ بتوحِيدِ الألوهيةِ والعبادةِ.

    أمَّا توحيدُ الأسماءِ والصفاتِ فهو شَاملٌ للنوعينِ معًا (توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية)؛ وذلك لأنَّه يقومُ على إفرادِ الله تعالى بكلِّ مَا لَهُ منَ الأسماءِ الحسْنَى والصِّفاتِ العُلَى التي لا تُبْتَغَى إلاَّ لهُ سبحانَه، والتي من جُمْلتِها: الربُّ، الخالقُ، الرَّازِقُ، الملِكُ وهذا هو توحيدُ الربوبيةِ، وكذلِك من جُمْلتِها: الله، الغفُورُ، الرَّحيمُ، التوَّابُ، وهذا توحيد الألوهيةِ[العلاقة التلازمية بين انواع التوحيد للشيخ فركوس]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد

    تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام راجع إلى اعتبار متعلق التوحيد، وتقسيمه إلى قسمين راجع إلى اعتبار ما يجب على الموحد.
    فمن العلماء من يقول: التوحيد قسمان:
    القسم الأول: توحيد المعرفة والإثبات:
    ويريد به توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وسمي بتوحيد المعرفة، لأن معرفة الله عز وجل إنما تكون بمعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله.
    والإثبات: أي إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات والأفعال.
    القسم الثاني: توحيد القصد والطلب:
    ويراد به الألوهية، وسمي بتوحيد القصد والطلب لأن العبد يتوجه بقلبه
    ولسانه وجوارحه بالعبادة لله وحده رغبة ورهبة، ويقصد بذلك وجه الله وابتغاء مرضاته.
    ومن العلماء من يقسم التوحيد إلى قسمين هما:
    القسم الأول: التوحيد العلمي الخبري:
    والمقصود به توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
    وسمي بالتوحيد العلمي: لأنه يعتني بجانب معرفة الله، فالعلمي أي "العلم بالله".
    والخبري: لأنه يتوقف على الخبر أي: "الكتاب والسنة".
    القسم الثاني: التوحيد الإرادي الطلبي:
    والمقصود به توحيد الألوهية، وسمي بالتوحيد الإرادي لأن العبد له في العبادات إرادة، فهو إما أن يقوم بتلك العبادة أو لا يقوم بها، وسمي بالطلبي، لأن العبد يطلب بتلك العبادات وجه الله ويقصده عز وجل بذلك.
    ومن العلماء من يقسم التوحيد إلى قسمين فيقول2:
    القسم الأول: التوحيد القولي:
    والمراد به توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، وسمي بالقولي لأنه في مقابل توحيد الألوهية الذي يشكل الجانب العلمي من التوحيد، وأما هذا الجانب فهو مختص بالجانب القولي العلمي.
    القسم الثاني: التوحيد العملي:
    والمراد به توحيد الألوهية، وسمي بالعملي، لأنه يشمل كلاًّ من عمل
    القلب وعمل اللسان وعمل الجوارح التي تشكل بمجموعها جانب العمل من التوحيد، فالتوحيد له جانبان: جانب تصديقي علمي، وجانب انقيادي عملي.
    ومن العلماء من يقسم التوحيد إلى قسمين فيقول:
    القسم الأول: توحيد السيادة:
    ويعنى بذلك توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، وسمي بذلك لأن تفرد الله بأفعاله وأسمائه وصفاته يوجب له القيادة المطلقة والتصرف التام في هذا الكون خلقا ورزقا وإحياء وإماتة وتصرفا وتدبيرًا، سبحانه وتعالى. فمن واجب الموحد أن يفرد الله بذلك.
    والقسم الثاني: توحيد العبادة:
    المراد به توحيد الألوهية، وتسميته بذلك واضحة لا تحتاج إلى مزيد تفصيل.
    وهذا ما وقفت عليه من تقسيمات العلماء للتوحيد وهي واحدة من حيث مضمونها كما سبق إيضاح ذلك من خلال ربطها بالتقسيم الأول، ولذا فإن الاختلاف بينها منحصر في الألفاظ فقط. والله أعلم.[
    معتقد أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد

    إن الإيمان بالله جلّ وعلا يتضمّن إيماناً بأنواع التوحيد الثلاثة، وهي: توحيد الربوبيّة، والمقصود به: الإقرارُ بأنَّ ربنا تبارك وتعالى واحدٌ في أفعاله، لا يشاركه فيها أحد ، كالخلق والرّزق والإحياء والإماتة، وتدبير الأمور والتصرّف في الكون، وغيرها من الأفعال الإلهيّة.

    والثاني: توحيد الألوهيَّة، والمقصود به: توحيد الله بأفعال العباد، أي: إفراده بالعبادات، كالدعاء والتضرّع، والخوف والرَّجاء، والاستعانة والاستغاثة، والذبح والنذر، إلى غير ذلك من العبادات التي لا يجوز صرف شيءٍ منها لأحد من الخلق، مهما كانت منزلته أو مكانته.

    والثالث: توحيد الأسماء والصفات، وحدّه وتعريفه كما يذكر علماء العقيدة: إثبات كلِّ ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له نبيّه -صلى الله عليه وسلم- من الأسماء والصفات، على الوجه اللائق به سبحانه، دون أن نحاول ذكر كيفيّةٍ لها، أو أن نمثّل صفات الله بصفات خلقه، أو أن نحرّف أو ننفي صفات الله تعالى أو أسمائه وننكر قيام صفات الله تعالى به، مع تنزيهه عن كلِّ ما لا يليق به سبحانه.

    ولا شك أن هذه الأنواع الثلاثة التي تُشكّل قضيّة الإيمان بالله جلّ وعلا، قد قامت بينها نوعٌ من العلاقة بينها، ونصّ عليها العلماء في كتبهم ومصنّفاتهم، ويمكن تقرير هذه العلاقات وبيانها من خلال المحاور التالية:

    بين توحيد الربوبيّة وتوحيد الألوهيّة

    هناك عبارةٌ يستخدمها علماء العقيدة في بيان وجه العلاقة القائمة بين توحيد الربوبيّة وتوحيد الألوهيّة، يريدون بها بيان تعلّق الأولى بالثانية، فيقولون: "توحيد الربوبيّة مستلزم لتوحيد الألوهيّة"، ومعنى ذلك أن من آمن بتفرّد الله تعالى في الرّبوبيّة، وأنه وحده لا شريك له، المبدئ المعيد، وأنه خلق الأشياء بقدرته، ودبرها بمشيئته، وقهرها بجبروته، وذللها بعزّته، وانفرد عن خلقه بأفعالٍ لا يقدرُ عليها إلا هو، فإن من كان بمثل هذه العظمة والتفرّد كان مستحقّاً للعبادة، وأن هذه الأفعال وغيرها مما لم نذكرها تقود الإنسان إلى وجوب تعظيمه وإفراده بالعبادة دون من سواه من المعبودات الباطلة، التي لا تضرّ ولا تنفع.

    وإننا لنجد هذا التلازم القائم بين الربوبيّة والألوهيّة ماثلاً في كتاب الله تعالى، ومنه قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون* الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون} (البقرة:21-22)، فالله قد جعل الأمر بإفراد العبادة، ونهى عن الشرك الذي يُضادّ مبدأ الألوهيّة، عن طريق الاستدلال بتوحيد الربوبيّة، وقد استدل على وجوب عبادته وحده، بخلقه للناس من العدم، وبما أنعم على الخليقة من النعم المتكاثرة، فالأرض لهم قرار، والسماء بناء، أودع فيها من المنافع ما فيه قيام حياتهم به، من الشمس والقمر والنجوم، ورزقهم بأنواع الثمار والمآكل، فكان انفراده بالخلق والرزق والتدبير يقود الإنسان إلى إفراده بالعبادة، وبطلان عبادة من سواه.

    وقد أنكر الله صنيع الكفّار حين يعبدون ما لا يسمع ولا يُبصر ولا يُغني عنهم شيئاً، فصفات النقص القائمةِ في معبوداتهم تُنافي ربوبيّتهم، فكيف يجعلون لها نصيباً من العبادة؟ قال الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون* ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون* وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون} (الأعراف: 191-193).

    وفي سورة النمل مثالٌ رائع للإلزام الإلهي بإفراد العبادة له استدلالاً بربوبيّتة وذلك في آياتٍ متتاليات: { أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون* أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون* أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون* أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يشركون* أمن يبدؤا الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} (النمل:60-64).

    العلاقة بين توحيد الألوهيّة وتوحيد الربوبيّة

    توحيد الألوهيّة الذي هو إفراد الله تعالى بالعبادة، يتضمّن توحيد الربوبيّة، والمعنى أن في الإفراد بالعبادةٍ إقرارٌ ضمنيّ بوجود ربٍّ واحدٍ متفرّد، ولذلك استحقّ العبادة دون ما سواه من الآلهة الباطلة.

    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: عند تفسير قوله تعالى: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} (البقرة:255): "..فإنه يقتضي انفراده بالألوهية، وذلك يتضمن انفراده بالربوبية، وأن ما سواه عبدٌ له، مفتقرٌ إليه وأنه خالقُ ما سواه، ومعبودُه".

    واستدلّ ابن أبي العز الحنفي على قوله تعالى: {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا} (الإسراء: 42) بإثبات هذه العلاقة فقال: " وتوحيد الإلهية متضمن لتوحيد الربوبية دون العكس. فمن لا يقدر على أن يخلق يكون عاجزا، والعاجز لا يصلح أن يكون إلها".

    فالحاصل أن كل من أقرّ باستحقاق الله تعالى للإفراد بالعبادة فهو مقرٌّ سلفاً بتفرّد الله في الخلق والإماتة والنفع والضرّ، وغير ذلك من الأفعال.

    العلاقة بين توحيد الألوهية والربوبية وبين توحيد الأسماء والصفات

    توحيد الألوهية والربوبية مستلزمٌ لتوحيد الأسماء والصفات، لأن من آمن بتفرّد الخالق في الخلق والملك والتدبير لزمه بأن يُفرد الله بالعبادة، ومن كان كذلك فإنه يلزمه اعتقاد اتصاف معبوده بصفات الجلال ونعوت الكمال، ولذلك استحقّ الاختصاص العبادة، وفي المقابل: فإن من أقر بتوحيد الأسماء والصفات فهو مقرٌّ بوجود خالقٍ متفرّدٍ بالأفعال وأنه لا إله إلا هو، وبذلك اتضحت لنا العلاقات الناشئة بين هذه الأقسام الثلاثhttps://www.islamweb.net



  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد

    علاقة توحيد الألوهية بتوحيد الربوبية

    أنواع التوحيد متلازمة، وبعضها مرتبط ببعض، وفيما يلي يتبين لنا شيء من علاقة توحيد الألوهية؛ بتوحيد الربوبية والعكس:


    1_ توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية؛ بمعنى أن الإقرار بتوحيد الربوبية يوجب الإقرار بتوحيد الألوهية؛ فمن عرف أن الله ربه وخالقه ومدبر أموره، وقد دعاه هذا الخالق إلى عبادته وجب عليه أن يعبده وحده لا شريك له؛ فإذا كان هو الخالق الرازق النافع الضار وحده لزم إفراده بالعبادة.

    2_ توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية بمعنى أن توحيد الربوبية يدخل ضمناً في توحيد الألوهية، فمن عَبَدَ الله وحده لا شريك له فلابد أن يكون معتقداً أنه ربه وخالقه ورازقه؛ إذ لا يعبد إلا من بيده النفع والضر، وله الخلق والأمر.

    3_ الربوبية عمل قلبي لا يتعدى القلب، ولذا سمي توحيد المعرفة والإثبات، أو التوحيد العلمي.

    أما الألوهية فهو عمل قلبي وبدني، فلا يكفي فيه عمل القلب، بل يتعداه إلى السلوك والعمل قصداً لله وحده لا شريك له.

    4_ أن توحيد الربوبية لا يكفي وحده؛ ذلك لأن توحيد الربوبية مركوز في الفطر، فلو كان كافياً لما احتاج الناس إلى بعثة الرسل، وإنزال الكتب، فلا يكفي أن يقر الإنسان بما يستحقه الرب _ تعالى _ من الصفات، وأنه الرب الخالق وحده.

    ولا يكون موحداً إلا إذا شهد أن لا إله إلا الله، فيقر ويعلم بأن الله هو المألوه المعبود وحده، ويعبده بمقتضى هذا الإقرار والعلم.

    5_توحيد الألوهية هو الذي جاءت به الرسل، وهو الذي حصل به النزاع بين الرسل _ عليهم السلام _ وبين أممهم، كما قال قوم هود لنبيهم هود _ عليه السلام _ عندما قال لهم : [اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ](الأعراف: 59) [قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا(70)] (الأعراف).

    وكما قال كفار قريش لما أُمِروا بإفراد الله بالعبادة:[أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ](ص: 5).

    أما توحيد الربوبيةفإنهم لم ينكروه، بل إن إبليس لم ينكره[قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي](الحجر: 39).

    6_ أنهما إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، ومعنى ذلك أنهما إذا ذكرا جميعاً فلكل لفظ ما يراد به، كما في قوله _تعالى_:[قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ(3)] (الناس).

    فيكون معنى الرب: هو المالك المتصرف، وهذا توحيد الربوبية، ويكون معنى الإله: المعبود بحق المستحق للعبادة دون سواه وهذا توحيد الألوهية.

    وتارة يذكر أحدهما مفرداً عن الآخرفيجتمعان في المعنى؛ كما في قول الملكين للميت في القبر: =من ربك؟+، ومعناه: من إلهك؟ وكما في قوله _ تعالى _:[الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ](الحج:40)، وقوله: [قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً](الأنعام: 164)، وقوله: عن الخليل _ عليه السلام _ : [رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ] (البقرة: 258)، وكما في قوله _ تعالى _:[أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ](النمل: 62).

    7_ لابد لسلامة التوحيد، والفوز بالدارين من تحقيق هذين الأمرين.https://knowingallah.com

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ;906270

    سمي دين الإسلام توحيدًا؛ لأن مبناه على أن الله واحد في ملكه وأفعاله لا شريك له، وواحد في ذاته وصفاته لا نظير له، وواحد في إلهيته وعبادته لا ند له، وإلى هذه الأنواع الثلاثة ينقسم توحيد الأنبياء، والمرسلين الذين جاؤوا به من عند الله، وهي متلازمة، كل نوع منها لا ينفك عن الآخر، فمن أتى بنوع منها ولم يأت بالآخر، فما ذاك إلا أنه لم يأت به على وجه الكمال المطلوب.
    القول المفيد سليمان بن عبد الله

    هذا جواب عن تخلف الملزوم ( توحيد الالهية ) عن لازمه ( توحيد الربوبية )

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة

    هذا جواب عن تخلف الملزوم ( توحيد الالهية ) عن لازمه ( توحيد الربوبية )
    بارك الله فيك أخى الفاضل الطيبونى
    ما هو الَّازم المتخلف هنا ؟
    والجواب كما قال الشيخ سليمان ابن عبد الله - أنه لم يأت به[أى توحيد الربوبية] على وجه الكمال المطلوب
    أما توحيد الالوهية فلا يتخلف عنه أصل توحيد الربوبية فلا يمكن أن يجتمع توحيد الالوهية مع الشرك الاكبر فى الربوبية
    كاعتقاد أن هناك من يخلق أو يحي أو يميت أو يملك أو يتصرف في هذا الكون مع الله تعالى. فهذا ينافى ويناقض أصل الايمان بالربوبية- فلا يوجد ولا يتحقق توحيد الالوهية مع الشرك الاكبر فى الربوبية لأن هذا ينقض توحيد الالوهية فاذا تخلف تخلف معه توحيد الالوهية-فتوحيد الالوهية لا يمكن ابداََ ان يتخلف عنه أصل توحيد الربوبية
    فما يقدح فى أصل توحيد الربوبية فشرك أكبر لا يمكن ان يوجد توحيد الالوهية مع تخلف اصل توحيد الربوبية
    ****
    أما توحيد الالوهية فيمكن أن يتخلف عنه الكمال المطلوب فى توحيد الربوبية
    قال ابن عثيمين رحمه الله : لبس الحلقة ونحوها إن اعتقد لا بسها أنها مؤثرة بنفسها دون الله فهو مشرك شركا أكبر في توحيد الربوبية لأنه اعتقد ان مع الله خالقا غيره .
    وإن اعتقد أنها سبب , ولكنه ليس مؤثرا بنفسه فهو مشرك شركا أصغر لأنه لما اعتقد ان ماليس بسبب سببا فقد شارك الله تعالى في الحكم لهذا الشىء بأنه سبب والله تعالى لم يجعله سببا .اه القول المفيد (1/165)
    *************
    قال الشيخ عبد الرحمن ابن قاسم في حاشيته على كتاب التوحيد :
    وإنما كان شركا أي التمائم ـ لما يقوم بقلبه من التعلق على غيرالله في جلب نفع او دفع ضر و كمال التوحيد لايحصل إلا بترك ذلك وكانوا يتلمحون من تعليقها تمام أمر من عُلقت عليه أن يتم له أمره .اهـ
    وقال الشيخ عبد الرحمن ابن القاسم في حاشية على كتاب التوحيد: يعني إذا اعتقد أن للنوء تأثيرا في إنزال المطر فهذا كفر لإنه شرك في الربوبية , وإن لم يعتقد ذلك فهو من الشرك الأصغر , لأنه نسب نعمة الله الى غيره لأن الله لم يجعل النوء سببا لإنزال المطر فيه ودل على أنه لايجوز لاحد يضيف أفعال الله الى غيره .اهـ
    **************
    قال الشيخ ابن عثيمين في القول المفيد (1/577)
    قال صلى الله عليه وسلم ((الطيرة شرك ... )) . : فإنه لايعد مشركا شرك يخرجه من المله لكنه أشرك من حيث أنه اعتمد على هذا السبب الذي لم يجعله الله سببا وهذا يضعف التوكل على الله ويوهن العزيمة وبذلك يعتبر شركا من هذه الناحية
    والقاعدة : (إن كل إنسان اعتمد على سبب لم يجعله الشرع سببا فإنه مشرك شركا أصغر ) وهذا نوع من الإشراك مع الله إما في التشريع إن كان هذا السبب شرعيا وإما في التقدير إن كان هذا السبب كونيا لكن لو اعتقد هذا المتشائم المتطير أن هذا فاعل بنفسه دون الله فهو مشرك شركا أكبر لأنه جعل لله شريكا في الخلق والإجاد .اهـ
    ثالثها : الإستسقاء بالأنواء , قال صلى الله عليه وسلم (( يقول الله جل وعلا : أصبح من عبادي مؤمنا بي وكافر ...الحديث )) .
    *******************
    الطيرة مثلا -،
    منها ما هو كفر أكبر، وذلك إذا اعتقد أن الشيء المتطير به ينفع ويضر بذاته،
    ومنها ما هو كفر دون كفر، وهو ما إذا اعتقد أن هذا الشيء سبب للنفع والضر
    ****
    قال ابن عثيمين في القول المفيد (2/19) : أن ينسب حصول الأمطارالى هذه الأنواء على أنها هي الفاعلة بنفسها دون الله ولولم يدعها فهذا شرك أكبر في الربوبية والأول في العبادة لأن الدعاء من العبادة وهو متضمن للشرك في الربوبية لأنه لم يدعها إلا وهو يعتقد أنها تفعل وتقضي الحاجة .
    القسم الثاني : شرك أصغر وهو أن يجعل هذه الأنواء سببا مع اعتقاده أن الله هو الخالق الفاعل لأن كل من جعل سببا لم يجعله الله سببا لا بوحيه ولا بقدره فهو مشرك شركا أصغر .اهـ
    ***************
    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القول المفيد (2/397) :
    الإيمان بالقدر يتعلق بتوحيد الربوبية خصوصا .اهـ ومن القوادح فى الايمان بالقدر ما ينافى أصل توحيد الربوبية ومنه قوادح تنافى الكمال المطلوب
    **************
    قال الشيخ صالح الفوزان في شرح كتاب التوحيد:
    قال الشيخ رحمه الله((باب قول : ماشاء الله وشئت )) يعني : ماورد في ذلك من النهي , وأنه شرك وتنديد ، لأنك إذا قلت ذلك شركت بين الخالق والمخلوق في المشيئة حيث عطفت بالواو , والواو تقتضي التشريك , فهذا شرك في الربوبية, وهو لايجوز, وإن كان القائل لايعتمد هذا في قلبه , فهو شرك في اللفظ منهي عنه ,فكيف إذا اعتمد هذا في قلبه ؟, فالأمر أشد . اهـ
    **************
    ومن هذا يتبين أخى الطيبونى أن المقصود بكلام الشيخ سليمان ابن عبد الله - تخلف الملزوم عن لازمه هو الكمال الواجب المطلوب فى توحيد الربوبية هذا قد يتخلف- أما الامور التى تقدح فى أصل توحيد الربوبية من الشرك الاكبر فيتخلف معها توحيد الالوهية
    ***** وكذلك الشرك الاكبر فى الاسماء والصفات كشرك الجهمية المعطلة هذا يتخلف معه أيضا توحيد الالوهية
    وهذا هو اعتقاد أهل التوحيد- أن الشرك الاكبر والتوحيد لا يجتمعان-
    أما المجادلين عن أهل الشرك والقبوريين من أنصار داوود ابن جرجيس وورثته المعاصرين تحت غطاء العذر بالجهل عقيدة السلف -نعم هم خلف وسلفهم داوود العراقى عدو الدعوة النجدية الأول-أبو جهل زمانه -فرعون هذه الامة- قائدهم ومقَدَمهم فى مثل هذه المسائل والمقالات- فعندهم يجتمع الشرك الاكبر مع التوحيد والاسلام-تحت شبهة العذر بالجهل-فالخلاف مع كثير من أصحاب قضية العذر بالجهل خلاف عقدى فى أصل توحيد الانبياء والمرسلين-
    وبعضهم الخلاف معه فى تجاذب الادلة ومقالات مخالفة لمنهج علماء الدعوة النجدية- اذا كان يحقق أصل توحيد الانبياء والمرسلين ويتبرأ من الشرك وأهله
    - وأنا أتذكر نقلك أخى الطيبونى من باب الانكار على أحد أدعياء السلفية يقرر إجتماع الشرك الاكبر فى الالوهية مع الاسلام اذا لم يعتقد التأثير والاستقلال- وهؤلاء مستميتين فى الدفاع عن اهل الشرك وشبهاتهم لا تنتهى ولكن نحن والحمد لله نكشف ما ألقاه إبليس على قلب داوود ابن جرجيس- وسبحان الله- وجدت كثير من المعاصرين ينقل من كتب وشبهات داوود العراقى بالحرف والنص كلامه- بل وجدت بعضهم ينقل أدلة العذر بالجهل من كتاب للمناوئين لدعوة علماء الدعوة النجدية وهو كتاب الصواعق الالهية فى الرد على الوهابية ينقل بالحرف والنص
    ولكن
    كما قال تعالى - وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا
    وقل -أيها الرسول- للمشركين:
    جاء الإسلام وذهب الشرك، إن الباطل لا بقاء له ولا ثبات، والحق هو الثابت الباقي الذي لا يزول-و الباطل لا يروج إلا في الأزمان والأمكنه التى تغيب فيها دعوة التوحيد- والباطل قد يكون له صولة وروجان إذا لم يقابله الحق ولكن عند مجيء الحق ونور التوحيد والايمان يضمحل الباطل ويتلاشى
    *****
    ولا يسعنى الا أن أقول كما قال جل وعلا
    ( قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين
    قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له
    وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين
    قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون )

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    قائدهم ومقَدَمهم فى مثل هذه المسائل والمقالات- فعندهم يجتمع الشرك الاكبر مع التوحيد والاسلام-تحت شبهة العذر بالجهل-
    نعم قد وضحت هذه المسألة فى مواضع كثيرة وأنقلها من بعض المواضيع لأهميتها
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    استدل بعض ادعياء السلفية ومنهم صاحب كتاب العذر بالجهل عقيدة السلف فى مباحثه و قواعده التى بناها ريبة -استدل بان من أصول أهل السنة : (ان الرجل قد يجتمع فيه كفر وإيمان وشرك وتوحيد وتقوى وفجور ونفاق وإيمان..)--وكذلك من استدلالاتهم كلام شيخ الاسلام - في مجموع الفتاوى
    بقوله - وحينئذ فقد يجتمع في الإنسان إيمان ونفاق وبعض شعب الإيمان وشعبة من شعب الكفر--وقوله -وقد يجتمع في العبد نفاق وايمان وكفر وايمان فالايمان المطلق عند هؤلاء ما كان صاحبه مستحقا للوعد بالجنة وطوائف اهل الأهواء من الخوارج والمعتزلة والجهمية والمرجئة كراميهم وغير كراميهم يقولون إنه لا يجتمع في العبد ايمان ونفاق ومنهم من يدعى الاجماع على ذلك وقد ذكر أبو الحسن في بعض كتبه الإجماع على ذلك ومن هنا غلطوا فيه وخالفوا فيه الكتاب والسنة وآثار الصحابة والتابعين لهم بإحسان مع مخالفة صريح المعقول بل الخوارج والمعتزلة طردوا هذا الأصل الفاسد وقالوا لا يجتمع في الشخص الواحد طاعة يستحق بها الثواب ومعصية يستحق بها العقاب.............
    فالجواب ان كل ما استدل به صاحب الكتاب هو من شبهات عثمان وداوود العراقى حذو القذة بالقذة فى جميع القواعد التى قعدها بلا استثناء
    فما هى الا شبهات للمناوئين لدعوة التوحيد فى عباءة سلفية
    وكما قال جل وعلا -كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا-- ومن الردود على شبهات هؤلاء - ان قواعد أهل السنة فى هذا الأصل، انهم اعتمدوا في ذلك التفصيل دون الإطلاق، ووضعوا ضوابط وشروطاً حتى تنحصرالمسألة في إطار شرعي متين.وحتى لا تتميع المسألة و يخوض فيها من يشاء كيفما شاء ومن هذه الضوابط:
    1- الحديث عن الشعب وليس عن الأصل:
    إذا قال أهل السنة إن الشخص قد يجتمع فيه إيمان وكفر، أو إيمان ونفاق، فليس مقصودهم أصل الكفر أو أصل النفاق، إنما المقصود شعبهما التي لا تضاد أصل الدين.
    وما استدل به صاحب كتاب العذر بالجهل عقيدة السلف على اسلام وايمان عباد القبور هو من بعض اجوبة العراقى التى رد عليها وفند هذه الشبهة الشيخ العلامة سليمان بن سحمان --- فقول العراقى أن اجتماع الإيمان وبعض شعب الكفر في الشخص الواحد لا يلزم منه كفر هذا الشخص.
    رد عليه الشيخ العلامة سليمان ابن سحمان بقوله: (وأما قوله – أي العراقي – (والمسلم قد يجتمع فيه الكفر والإسلام والشرك والإيمان، ولا يكفر كفراً ينقله عن الملة). قال الشيخ ابن سحمان -: نعم، هذا فيما دون الشرك، والكفر الذي يخرج عن الملة) . ثم سرد بعض الشعب الشركية والكفرية، وبين أنها هي التي قد تجتمع مع الإيمان في شخص واحد، ولا يخرج من الملة بذلك.
    وبين الشيخ سليمان بن سحمان فى رده على العراقي أن ما كان شركاً أكبر، أو كفراً أكبر مما يخرج عن الملة لا يمكن أن يجتمع مع الإيمان الذي ينجو به العبد من الكفر في الدنيا، وينجو به من الخلود في النار يوم القيامة، فإنهما نقيضان، والنقيضان لا يجتمعان.-------حتى ما استدلوا به من كلام شيخ الاسلام وكلام الامام الشوكانى فى عقائد وطرائق الشرك كان من هذا الباب فاهموا القارئ ان كلام شيخ الاسلام والشوكانى فى الجهل بالشرك الاكبر وانه يجتمع الشرك الاكبر مع اصل الاسلام فضلوا واضلو وخابوا وخسروا -- فان شيخ الاسلام لا يذكر كلاما الا ويذكر بعده ما يزيل الاشكال وهذا كلام شيخ الاسلام--قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: (قد يكون في الناس من معه شعبة من شعب الإيمان، وشعبة من شعب الكفر أو النفاق، ويسمى مسلماً كما نص عليه أحمد. وتمام هذا أن الإنسان قد يكون فيه شعبة من شعب الإيمان، وشعبة من شعب النفاق. وقد يكون مسلماً وفيه كفر دون الكفر الذي ينقل عن الإسلام بالكلية، كما قال ابن عباس وغيره: كفر دون كفر. وهذا قول عامة السلف، وهو الذي نص عليه أحمد وغيره قال في السارق والشارب ونحوهم ممن قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: إنه ليس بمؤمن--------------------------------------------------- قال صاحب كتاب العذر بالجهل عقيدة السلف في - المبحث التاسع - نقلا عن ابن القيم رحمه الله : وها هنا أصل آخر وهو أن الرجل قد يجتمع فيه كفر وإيمان وشرك وتوحيد وتقوى وفجور ونفاق وإيمان هذا من أعظم أصول أهل السنة وخالفهم فيه غيرهم من أهل البدع كالخوارج والمعتزلة والقدرية ومسألة خروج أهل الكبائر من النار وتخليدهم فيها مبنية على هذا الأصل وقد دل عليه القرآن والسنة والفطرة وإجماع الصحابة ...
    -الى أن قال : تجد الرجل يصلي ويصوم ويزكي ويحج وقد تنزل به مصيبة يقول يا سيد يا بدوي يدعوا غير الله .. عنده شركيات لكنه جاهل ..!!!
    والجواب - على هذا الافتراء والتحريف لكلام الامام ابن القيم - من المزالق الخطيرة التى ترأس كبرها فى الماضى داوود العراقى فهى صنعته فى تحريف كلام شيخ الاسلام بن تيمية وابن القيم - ولكن علماء الدعوة قديما وحديثا يفندوا هذه الشبهات ويردون عليها - وانا اسأله هو وغيره ؟- - هل الأصل الذي هو من أعظم أصول أهل السنة يدل على اجتماع النقيضين الشرك الاكبر مع اصل الاسلام --هل كلام الامام العلامة ابن القيم يفهم منه
    انه قد يجتمع في الرجل أصل الكفر وأصل الإيمان معا ً!!!
    هل يعد الامام بن القيم الشرك الأكبر من المعاصي التي تجتمع مع أصل الإيمان ؟
    - هل العذر بالجهل يجعل الشرك الأكبر والمكفرات والنواقض من قبيل المعاصي التي تجتمع مع أصل الإيمان ؟
    - وما علاقة العذر بالجهل هنا --بينما نحن نقرر أصلا من أعظم أصول أهل ا لسنة والجماعة في مقابلة أقوال أهل البدع في هذا الباب ؟
    -وإذا كان عذر الجهل له هذا التأثير في تقرير الأصول على هذا الوجه فكيف بالأعذار الأخرى المتفق عليها كالإكراه والخطأ والنسيان والتأويل ....؟
    - إذن لن يبقى لنا من الأصول أصل !
    -إن كلام ابن القيم رحمه الله واضح وضوح الشمس في أن المعاصي شعب للكفر كما أن الطاعات هي شعب للإيمان ، وأن وجود شعبة من شعب الكفر " التي لا يزول الإيمان بها " مع أصل الإيمان لا يصير بها المرء كافرا ، كما أن وجود شعبة من شعب الإيمان مع أصل الكفر لا يصير بها مؤمنا والكلام كله في المعاصي والكبائر وشعب الكفر التي لا يلزم من وجودها زوال الإيمان لا في النواقض والمكفرات المجمع عليها كالشرك الأكبر !!!
    - وأين كلام صاحب كتاب العذر بالجهل عقيدة السلف من كلام ابن القيم بقوله: معرفة الصواب في هذه المسألة مبني على معرفة حقيقة الإيمان والكفر ثم يصح النفي والإثبات بعد ذلك فالكفر والإيمان متقابلان إذا زال أحدهما خلفه الآخر فان الإيمان أصلا له شعب متعددة وكل شعبة منها تسمى إيمانا فالصلاة من الإيمان وكذلك الزكاة والحج والصيام والأعمال الباطنة كالحياء والتوكل والخشية من الله والإنابة إليه حتى تنتهي هذه الشعب إلى إماطة الأذى عن الطريق فإنه شعبة من شعب الإيمان وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعبة الشهادة ومنها ما لا يزول بزوالها كترك إماطة الأذى عن الطريق وبينهما شعب متفاوتة تفاوتا عظيما منها ما يلحق بشعبة الشهادة ويكون إليها أقرب ومنها ما يلحق بشعبة إماطة الأذى ويكون إليها أقرب وكذلك الكفر ذو أصل وشعب فكما أن شعب الإيمان إيمان فشعب الكفر كفر والحياء شعبة من الإيمان وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر والصدق شعبة من شعب الإيمان والكذب شعبة من شعب الكفر والصلاة والزكاة والحج والصيام من شعب الإيمان وتركها من شعب الكفر والحكم بما أنزل الله من شعب الإيمان والحكم بغير ما أنزل الله من شعب الكفر والمعاصي كلها من شعب الكفر كما أن الطاعات كلها من شعب الإيمان قسمان قولية وفعلية وكذلك شعب الكفر نوعان قولية وفعلية ومن شعب الإيمان القولبة شعبة يوجب زوالها زوال الإيمان فكذلك من شعبة الفعلية ما يوجب زوالها زوال الإيمان وكذلك شعب الكفر القولية والفعلية فكما يكفر بالإتيان بكلمة الكفر اختيارا وهي شعبة من شعب الكفر فكذلك يكفر بفعل شعبة من شعبه كالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف فهذا أصل" الصلاة وحكم تاركها ج: 1 ص: 69
    ومما يؤكد هذا المعنى أيضا أن ابن القيم رحمه الله قد ذكر في آخر كلامه - أن هذا الأصل مبني عليه مسألة خروج أهل الكبائر من النار وتخليدهم فيها فالكلام أصالة عن مرتكب الكبائر وأنها قد تجتمع مع أصل الأيمان وإن سميت كفرا فهي شعبة من شعبه لا يزول الإيمان بزوالها وانما صار هلاء الى التحرف والتلبيس لايهام القارئ ان ابن القيم رحمه الله يقرر أنه يجتمع في المرء الكفر الاكبر مع الايمان والشرك الاكبر مع التوحيد ليخلصوا من ذلك الى عذر عباد القبور --هل هذه هى السلفية --نعم هى سلفية ولكن سلفية لمن ؟ --أترك الجواب لمن قرأ الادلة
    https://majles.alukah.net/t178810/

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    فما هى الا شبهات للمناوئين لدعوة التوحيد فى عباءة سلفية
    ومن هذه الشبهات التى لبست عباءه سلفية وهى فى الحقيقة مذهب الجهمية فى الارجاء- وهى نفس ثقافة التلبيس والتمويه والتضليل الذى إتبعوه فى شبهات العذر بالجهل
    وانقله من بعض المواضيع لكى تتضح معالم منهج داوود ابن جرجيس وأنصاره المعاصرين فهم جهمية بلباس سلفية
    ثَمَّ اختلافٌ كبير بين مقالات المرجئة القدامى للتعبير عن فكرة الإرجاء وبين مقالات مرجئة العصر الذين استحدثوا طرقاً جديدة في إثبات مقولاتهم والمجادلة عنها، وهذا الفرق يتجلى بمعرفة مدى درجة التصريح والوضوح بين المقالتين، فمقولات المرجئة المتقدمين على اختلاف أنواعهم تتسم بوضوح الفكرة وبعدها عن الالتواء، بل ومباينة هذه الأفكار لمعتقد السلف السليم الذي أجمعوا عليه وأصلوا له الأدلة والبراهين وجادلوا عنه بالحق؛ ليبطلوا باطل الإرجاء ومعتقد أهله، حتى أن أحدا من هؤلاء المرجئة القدامى لم يكن ليخلط مقولاته بمقولات السلف أو يَلْتبس عليه ذلك أو يُلبِّس ذلك على أتباعه!!، لم يكن هذا ليحدث قط بل كان الأمر يعرض بوضوح وجلاء، وأمانة علمية في النقل، كما كان يسرد الإمام أبو الحسن الأشعري1 وغيره آراء السلف بوضوح ثم ينشأ يذكر رأيه ومذهبه حتى وإن ناقض قول السلف في العديد من القضايا، ويترك الفرصة بعد ذلك للمدقق لينظر في الأدلة ويناقش المسائل المتصلة بعضها ببعض في نظام واحد، حتى يترجح له في النهاية بكل وضوحٍ فضل السلف وعمق علمهم واستدلالهم.

    أما مرجئة العصر فوضعهم مختلف تماماً، فلئن كان ديدن أهل البدع والأهواء في كل وقت هو التلبيس والتناقض، فلقد كان لمرجئة هذا الزمان من هذا التلبيس النصيب الأكبر والحظ الأوفر، حيث غلب على كلامهم الالتواء وعلى معتقدهم الخلط والإيهام، والبحث هنا وهناك عن دليل أو شبهة دليل ليؤيد مسألة من مسائلهم، حتى إذا جمعت هذه الأدلة على هذه المسائل لم تجدها تنتظم في نظام واحد، فالنظام الواحد تكون فيه الفروع مبنية على الأصول والجزئيات مندرجة من الكليات، فلا تنافر ولا تناقض، أما عند هؤلاء فإنها مسائل شتى وفق أصول مختلفة من هنا ومن هناك.

    وذلك يرجع لأنهم وافقوا في الظاهر كلام السلف ولكنهم صرفوا كلامهم أي كلام السلف- عن مرادهم، وأولوه على معنى يوافق مرادهم هم أي مراد المرجئة- من عدم إدخال العمل في الإيمان وعدم التكفير بالأعمال الظاهرة المكفرة وإنما مرد الأمر للتكذيب والجحود فقط، ولذا فإنك ترى أحدهم يقول بكلام أئمة أهل السنة ويوقر مقولاتهم مما يوهم بموافقته لهم وعدم الاختلاف معهم، ثم يعقب على كلامهم بتوضيح معانيه وفك رموزه بكلامه هو ويأتي بمعنى من عنده لا يوافق كلام السلف ولا أرادوه، ويزعم بعد ذلك أن هذا هو مذهب أهل السنة وطريقة أهل الحديث والأثر، ويرمي في الوقت نفسه من يُجري كلام السلف على ظاهره الذي أرادوه منه، ويرميهم بالغلو والتكفير ، وكثيرا ما تجد بعض شيوخهم يقوم بتدريس آحاد كتب المتقدمين من السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين ثم يؤصل لمذهبه هو غير متقيد بالمتن الذي يقوم بشرحه ولا بصاحب المتن أو مراده فتجد المتن هو متن أحد علماء السلف الصالح والشرح شيء آخر بين تخصيص وتقييد، وتأويل وإيهام عن قصد أو عن غير قصد، وأحيانا يلتبس ذلك على المستمع فيظن أن هذا هو مذهب المصنِّف الأصلي ولا يدري أنه من كلام الشارح الملبِّس.

    ومما ساعد في رواج هذه التناقضات والتأويلات لدي العامة والأتباع في الآونة الأخيرة وأدى إلى استفحال أمرهم وانتشار أفكارهم في بقاع شتى، عواملُ التأييد الغربي الصليبي وأذنابهم من أنظمة الاستبداد هنا وهناك ممن دعموا وأيدوا نشوء هذه التيارات الفكرية وإزكاء خرافاتها، بغرض تمييع قضايا الدين وتذويب وصهر المؤمنين في بوتقة روح الأفكار الغربية، ففكر الإرجاء هو أكبر معين على غزو الأمة في سويداء عقيدتها، حيث يتركها كالثوب المهلهل لا يستر عورة فضلا عن أن يكون درعا واقيا لها من سهام أعدائها.

    حقيقة مذهب الإرجاء العصري والفرق بينه وبين مذهب أهل السنة والجماعة

    بالرغم من إظهار المرجئة المعاصرين لقول أهل السنة على مستوى التعريف النظري إلا أنهم لم يصلوا في أفضل حالهم لحال بعض مرجئة الفقهاء القدامى الذين اقتربوا من كلام أهل السنة، فجعلوا الأعمال لازماً من لوازمه، ، ومع كل هذا أنكر عليهم السلف على مستوى النظر والفهم وسموهم بالمرجئة لإخراجهم العمل عن مسمى الإيمان وإن كان الخلاف عندئذ يكون لفظياً، أما مرجئة الزمان فقد كانوا أكثر شططاً من ذلك حتى بلغ الكلام ببعضهم مبلغ الغلاة في الإرجاء، وذلك حين أخرجوا العمل من مسمى الإيمان وافترضوا أن الرجل يكون مسلما وإن لم يأت بأي عمل من أعمال الدين.
    فلم يجرؤ مرجئة العصر بإظهار مخالفة ما استقر عليهم أمر الناس من رجحان طريقة السلف وصحة مذهبهم الذي أجمعوا عليه وبطلان مذاهب مخالفيهم، لذا اعتمدوا هذه الطريقة فأظهروا قولهم في الإيمان وقالوا وأقروا بما أجمع عليه أهل السنة من أن الإيمان "قول وعمل يزيد وينقص"
    ثم عمدوا إلى هذه الأقوال فأظهروا لها معنى مخالف لظاهر كلام السلف مغاير لما قصدوه وموافق لمذهب الإرجاء
    https://majles.alukah.net/t182036/

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد

    .............................. ................

    و يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ( في رسالته الى الاخ حسن )

    فأما توحيد الربوبية فهو الأصل، ولا يغلط في الإلهية إلا من لم يعطه حقه




  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    .............................. ................

    و يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ( في رسالته الى الاخ حسن )

    فأما توحيد الربوبية فهو الأصل، ولا يغلط في الإلهية إلا من لم يعطه حقه



    بارك الله فيك
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    .............................. ................

    فأما توحيد الربوبية فهو الأصل،


    قال الشيخ الشيخ الامام محمد ابن ابراهيم
    المتبادر أَن الشرك في الربوبية أَعظم، ولكن لم يجيء فيه من النصوص مثل ما جاء في الشرك في الإلهية، لأَن أُكثر الخلق لم ينازعوا فيه، وهو أَمره عظيم وإثبات متصرف مع الله تعالى وتقدس ولهذا توحيد الربوبية هو الدليل على توحيد الألوهية، ولا يمكن أَحدًا أَن يقر بتوحيد الإلهية ويجحد توحيد الربوبية أَبد. وقد ذكر الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في بعض مؤلفاته كلامًا معناه:
    أَما توحيد الربوبية فهو الأصل الأَصيل. (تقرير) (7)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    ولا يغلط في الإلهية إلا من لم يعطه حقه


    قال شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب
    فأما توحيد الربوبية فهو الاصل ولا يغلط في الالهية الا من لم يعطه حقه،
    كما قال تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونََ).
    ومما يوضح لك الأمر أن التوكل من أعلا مقامات الدين ودرجات المؤمنين.
    وقد تصدر الانابة والتوكل من عابد الوثن بسبب معرفته بالربوبية
    كما قال تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ) الآية
    وأما عبادته سبحانه وتعالى بالاخلاص دائمًا في الرخاء والشدة فلا يعرفونها وهي نتيجة الالهية، وكذلك الايمان بالله واليوم الآخر، والايمان بالكتب والرسل وغير ذلك.
    وأما الصبر والرضا والتسليم والتوكل والانابة والتفويض والمحبة والخوف والرجافمن نتائج توحيد الربوبية
    وكذلك توحيد الألوهية هو أشهر نتائج توحيد الربوبية.
    (تاريخ نجد للشيخ حسين بن غنام ص 510، 511 ).

    قال الحازمى فى شرح كتاب التوحيد
    . وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في (( الدرر )) :
    فأما توحيد الربوبية فهو الأصل ولا يغلط في الإلهية إلا من لم يعطه حقه
    كما قال الله تعالى فيمن أقر بمسألة منه ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ .
    إذًا لا يقع الغلط في توحيد الإلهية إلا لمن لم يُعط توحيد الربوبية حقه ،
    فإن أتى بشيء منه كالإقرار بأصل الوصف الخلق والرزق والتدبير لا على وجه التمام ولم يوجد لازمها
    فحينئذٍ يكون خللاً في الإقرار بالتوحيد .

    وقال كذلك شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى كما في (( الدرر )) الجزء الأول صفحة اثنين وستين :
    ومن المعلوم أن لله تعالى أفعالاً وللعبيد أفعال .
    الله عز وجل له أفعال نصفه بصفة الفعل ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ [ القصص : 68]
    هذا وصف يخلق ويفعل ما يشاء ، ﴿ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ [ هود : 107]
    فعَّال صيغة مبالغة ﴿ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ إذًا نصفه بالفعل ولا شك ،
    ومن المعلوم أن لله تعالى أفعالاً وللعبيد أفعالاً ،
    فأفعال الله الخلق والرزق والنفع والضر والتدبير وهذا أمر لا يُنازع فيه لا كافر ولا مسلم .
    يعني في أصل الوصف لا ينازع فيه لا كافر ولا مسلم .
    وأفعال العبد العبادة ، عبادة يعني امتثال الأوامر واجتناب النواهي ، كونه ما يدعو إلا الله ، ولا ينذر إلا لله ، ولا يذبح إلا لله ، ولا يخاف خوف السر إلا منه ، ولا يتوكل إلا عليه ،
    وهذا تفريق مهم جدًا احفظه الفرق بين المسلم والمشرك
    وهذا سيأتي أنه قول لبعض السلف في تفسير قوله تعالى :
    ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [ الذاريات : 56] -
    فالمسلم من وحّد الله بأفعاله سبحانه وأفعاله بنفسه .
    قلنا : العبيد لهم أفعال ، والله عز وجل له أفعال ،
    من هو المسلم ؟
    الذي أتى بالتوحيدين وحّد الله في أفعاله جل وعلا ، ووحّد الله في أفعاله هو بنفسه ،
    جمع بين الأمرين .
    والمشرك الذي يوحد الله بأفعاله سبحانه ويشرك بأفعاله بنفسه .
    هذا التفريق جيد يفيدك كثيرًا في فهم الشبه التي يلقيها أهل البدعة والمشركون .
    ونقل الشيخ الإجماع على هذا كما في (( الدرر )) .

    إذًا هذا التوحيد لم يكن ثَمَّ نزاع فيه بين الرسل وأقوامهم ،
    وإنما التوحيد الذي وقع فيه النزاع هو توحيد الألوهية ، هذا ما يتعلق بقوله : التوحيد (( كتاب التوحيد ))

  12. #12

    افتراضي رد: العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد

    السلام علكيم عندي سؤال كيف تسموه توحيد والله يسميه شرك أليس هذا ا لمصطلح مخالف للقرآن الكريم وشكرا

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد عبد الرازق مشاهدة المشاركة
    السلام علكيم عندي سؤال كيف تسموه توحيد والله يسميه شرك أليس هذا ا لمصطلح مخالف للقرآن الكريم وشكرا
    وعليكم السلام
    قال ابن كثير فى تفسير قوله تعالى:
    وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ {يوسف:106}،
    قال ابن عباس: من إيمانهم أنهم إذا قيل لهم: من خلق السموات ومن خلق الأرض ومن خلق الجبال؟ قالوا: الله،
    وهم مشركون به، وكذا قال مجاهد وعطاء وعكرمة والشعبي وقتادة والضحاك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. اهـ.
    فالإقرار بتوحيد الربوبية لا ينقل الإنسان من الكفر إلى الإيمان، إذ أن الإقرار بتوحيد الربوبية أمر فطر الله سبحانه وتعالى عليه الخلائق، فكل الخلق يقرون بأن الله هو المالك، وأنه هو الخالق، وأنه هو المدبر، وأنه هو الرزاق، وإنما اختلف الخلق، وتشعبت طرقهم، وتباينت مذاهبهم؛ في صرف العبادة لله سبحانه وتعالى
    فالمشركين الذين بُعِث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرُّون أن الله تعالى هو الخالق الرازق المحيي المميت؛ ولذلك قال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ [العنكبوت: 61]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ﴾ [المؤمنون: 84 - 89]، ورغم هذا الإقرار منهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قاتَلهم واستحلَّ أموالهم، إلى غير ذلك مما هو مدوَّن في السيرة.
    قال الشيخ الامام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -:
    (فإذا تحققت أنهم مقرّون بهذا، ولم يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة، وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك، ودعاهم إلى إخلاص العبادة لله وحده،
    كما قال تعالى: (فلا تدعوا مع الله أحداً)
    فإقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الإسلام، وإن قصدهم الملائكة والأنبياء، والأولياء، يريدون شفاعتهم، والتقرب إلى الله بذلك هو الذي أحل دماءهم وأموالهم .. وهذا التوحيد هو معنى قولك لا إله الله)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد عبد الرازق مشاهدة المشاركة
    تسموه توحيد والله يسميه شرك أليس هذا ا لمصطلح مخالف للقرآن الكريم
    اليك معنى الاية كما بينها ابن عباس حبر الامة
    معناها: أن المشركين إذا سئلوا عمن خلق السماوات والأرض ومن خلقهم، يقولون: الله، وهم مع هذا يعبدون الأصنام والأوثان؛ كاللات، والعزى، ونحوهما، ويستغيثون بها، وينذرون ويذبحون لها.
    فإيمانهم هذا هو: توحيد الربوبية، ويبطل ويفسد بشركهم بالله تعالى ولا ينفعهم، فأبو جهل وأشباهه يؤمنون بأن الله خالقهم ورازقهم وخالق السماوات والأرض، ولكن لم ينفعهم هذا الإيمان لأنهم أشركوا بعبادة الأصنام والأوثان. هذا هو معنى الآية عند أهل العلم(فتاوى ابن باز )
    ***********
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد عبد الرازق مشاهدة المشاركة
    والله يسميه شرك أليس هذا ا لمصطلح مخالف للقرآن الكريم
    قال صاحب اضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
    سورة يوسف

    قوله تعالى وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون:
    (قال ابنُ عبَّاسٍ، والحَسَنُ، ومجاهِدٌ، وعامِرٌ الشَّعبيُّ، وأكثَرُ المفسِّرينَ: إنَّ معنى هذه الآيةِ أنَّ أكثَرَ النَّاسِ -وهم الكفَّارُ- ما كانوا يؤمِنونَ باللهِ بتَوحيدِهم له في رُبوبيَّتِه إلَّا وهم مُشرِكونَ به غيَره في عبادتِه،
    فالمرادُ بإيمانِهم اعترافُهم بأنَّه ربُّهم الذي هو خالِقُهم، ومُدَبِّرُ شُؤونِهم،
    والمرادُ شِرْكِهم عِبادتُهم غيَره معه)
    والآيات الدالة على هذا المعنى كثيرة جدا ، كقوله : قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون [ ص: 219 ] [ 10 \ 31 ] ، وكقوله : ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون [ 43 \ 87 ] ، وقوله : ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم [ 43 \ 9 ] ، وقوله : ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون [ 29 \ 61 ] ، وقوله : ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون [ 29 \ 63 ] ، وقوله : قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون [ 23 \ 84 - 88 ] إلى غير ذلك من الآيات .
    ومع هذا فإنهم قالوا : أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب [ 38 \ 5 ] .
    وهذه الآيات القرآنية تدل على أن توحيد الربوبية لا ينقذ من الكفر إلا إذا كان معه توحيد العبادة ، أي عبادة الله وحده لا شريك له ، ويدل لذلك قوله تعالى : وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون [ 12 \ 106 ] .
    وفي هذه الآية الكريمة إشكال : وهو أن المقرر في علم البلاغة أن الحال قيد لعاملها وصف لصاحبها ، وعليه فإن عامل هذه الجملة الحالية الذي هو " يؤمن " مقيد بها ، فيصير المعنى تقييد إيمانهم بكونهم مشركين ، وهو مشكل لما بين الإيمان والشرك من المنافاة .
    قال مقيده عفا الله عنه : لم أر من شفى الغليل في هذا الإشكال ، والذي يظهر لي والله تعالى أعلم أن هذا الإيمان المقيد بحال الشرك إنما هو إيمان لغوي لا شرعي ; لأن من يعبد مع الله غيره لا يصدق عليه اسم الإيمان البتة شرعا .
    أما الإيمان اللغوي فهو يشمل كل تصديق ، فتصديق الكافر بأن الله هو الخالق الرازق يصدق عليه اسم الإيمان لغة مع كفره بالله ، ولا يصدق عليه اسم الإيمان شرعا .
    وإذا حققت ذلك علمت أن الإيمان اللغوي يجامع الشرك فلا إشكال في تقييده به ، وكذلك الإسلام الموجود دون الإيمان في قوله تعالى : قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم [ 49 \ 14 ] ، فهو الإسلام اللغوي ; لأن الإسلام الشرعي لا يوجد ممن لم يدخل الإيمان في قلبه ، والعلم عند الله تعالى .
    وقال بعض العلماء : " نزلت آية وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون [ 12 \ 106 ] ، في قول الكفار في تلبيتهم : لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك ، وهو راجع إلى ما ذكرنا .
    ***
    قال السعدى رحمه الله
    { يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ } فهم وإن أقروا بربوبية الله تعالى، وأنه الخالق الرازق المدبر لجميع الأمور، فإنهم يشركون في ألوهية الله وتوحيده،
    **************
    قال ابنُ القَيِّمِ: (توحيدُ الأُلوهيَّةِ هو المنجِّي من الشِّركِ دونَ توحيدِ الرُّبوبيَّةِ بمجَرَّدِه؛ فإنَّ عُبَّادَ الأصنامِ كانوا مُقِرِّين بأنَّ اللهَ وَحْدَه خالِقُ كُلِّ شَيءٍ ورَبُّه ومَلِيكُه، ولكِنْ لَمَّا لم يأتُوا بتوحيدِ الأُلوهيَّةِ -وهو عِبادتُه وَحْدَه لا شَريكَ له- لم ينفَعْهم توحيدُ رُبوبيَّتِه)
    قال سُلَيمانُ بنُ عبدِ اللهِ آل الشَّيخ: (وهذا التَّوحيدُ -أي: توحيدُ الرُّبوبيَّةِ- لا يَكفي العبدَ في حُصولِ الإسلامِ، بل لا بدَّ أن يأتيَ مع ذلك بلازِمِه من توحيدِ الأُلوهيَّةِ؛ لأنَّ اللهَ تعالى حكى عن المُشرِكينَ أنَّهم مُقِرُّون بهذا التَّوحيدِ للهِ وَحْدَه ... الكُفَّارُ يَعرِفونَ اللهَ ويَعرِفونَ رُبوبيَّتَه ومُلكَه وقَهْرَه، وكانوا مع ذلك يَعبُدونَه ويُخلِصون له أنواعًا من العِباداتِ؛ كالحَجِّ، والصَّدَقةِ، والذَّبحِ، والنَّذْرِ، والدُّعاءِ وَقْتَ الاضطرارِ، ونحوِ ذلك، ويدَّعونَ أنَّهم على ملَّةِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ... وبَعضُهم يؤمِنُ بالبَعْثِ والحِسابِ، وبَعْضُهم يؤمِنُ بالقَدَرِ... فوجَبَ على كُلِّ من عَقَل عن اللهِ تعالى أن ينظُرَ ويَبحَثَ عن السَّبَبِ الذي أوجَبَ سَفْكَ دمائِهم، وسَبْيَ نِسائِهم، وإباحةَ أموالِهم، مع هذا الإقرارِ والمَعرِفةِ، وما ذاك إلَّا لإشراكِهم في توحيدِ العِبادةِ الذي هو معنى لا إلهَ إلَّا اللهُ) ((تيسير العزيز الحميد)) (ص: 17).

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •