الموضوع: أثر أبي هريرة رضي الله عنه (قَالَ: وَيْحَكَ ! وَمَا يُؤَمِّنُنِي، وَإِبْلِيسَ حَيٌّ؟)

ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ :
" اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَزْنِيَ، أَوْ أَعْمَلَ بِكَبِيرَةٍ فِي الإِسْلامِ،
يَقُولُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَمِثْلُكَ يَقُولُ هَذَا، أَوْ يَخَافُهُ، وَقَدْ بَلَغْتَ مِنَ السِّنِّ مَا بَلَغْتَ وَانْقَطَعَتْ عَنْكَ الشَّهَوَاتِ، وَقَدْ شَافَهْتَ النَّبِيَّ صَلَّى لِلَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَايَعْتَهُ، وَأَخَذْتَ عَنْهُ؟
قَالَ: وَيْحَكَ ! وَمَا يُؤَمِّنُنِي، وَإِبْلِيسَ حَيٌّ؟ ". اهـ.
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (2/258) برقم (830)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (67/369)، وذكرها ابن كثير في البداية والنهاية (8/111) ط الفكر وزاد : "وَمُصَرِّفُ الْقُلُوبِ يُصَرِّفُهَا كَيْفَ يَشَاءُ؟" وهذه الزيادة من رواية أخرى بمعناها كما سيأتي بعدُ.
أخرجه البيهقي من طريق الْعَبَّاسِ الدُّورِيِّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ: فذكره.
وإسناده فيه صالح المري "ضعيف الحديث" كذا قال الحافظ ابن حجر في مختصر البزار (١/٣٨٥)، وتلميذه عبد العزيز بن السري الناقد "مقبول" كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب (1 \ 509)، وقال البزار: في كشف الأستار عن زوائد البزار (1/ ص 445) : "بصري، مشهور، ليس به بأس" .
اهـ.قال ابن كثير : " وَرَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ فِي سُجُودِهِ ". اهـ.
فورد عن رجل قال : أتيت على أبي هريرة وهو ساجد يقول : " اللهم لا أزنين اللهم لا أسرقن اللهم لا أنافقن اللهم لا أرتدن "، فسكت عنه حتى فرغ.
وقلت : " يا أبا هريرة أو تخاف هذا وأنت رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) "؟
ثم قال : " أمنت محرف القلوب وما أدرى الرجل إذا أصبح على ما يمسي عليه وأن أمسى على ما يصبح عليه "، ثم قال : " أمنت محرف القلوب ". اهـ.
قال أبو عبيد الهروي في الغريبَين (2/425) : " يعني: المريغ لها والمزيل، وقال بعضهم: المحرك ". اهـ.
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (67/368) فقال:
أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي أنا أبو عبد الله عبد الرحمن بن محمد بن يوسف أنا إسماعيل بن ينال المحبوبي ثنا محمد بن أحمد بن محبوب التاجر نا أبو عثمان سعيد بن مسعود :
نا يزيد بن هارون نا الجريري عن رجل قال: فذكره.
قلت: إسناد فيه رجل لم يسم، وفيه عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن يوسف أبو مُحَمَّد الرازي يعرف بالطرائفي ترجم له الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (11/607)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
ولكن قال الإمام ابن عساكر : " هذا الرجل هو أبو العطاف ". اهـ، ثم ذكر إسناده.
أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى (4/171) من طريق الحجاج بن المنهال الأنماطي، وابن عساكر في تاريخ دمشق (67/368) من طريق عفان بن مسلم الباهلي قالا:
حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَطَّافٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، كَانَ يَقُولُ: " أَيْ رَبِّ لَا أَسْرِقَنَّ وَلَا أَزْنِيَنَّ، فَقِيلَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَتَخَافُ؟ قَالَ: آمَنْتُ بِمُحَرِّفِ الْقُلُوبِ ". اهـ.
وفي الإسناد أبو العطاف [ترجمته اللسان (9/123)] :
قال علي ابن المديني: " ما أعلم أحدا روى عنه غير الجريري ". اهـ، وذكره ابن حبان في الثقات (5/588) على قاعدته في توثيق المجاهيل وقال : " أَبُو عطاف الْأَزْدِيّ يروي عَن أبي هُرَيْرَة روى عَنهُ الْجريرِي ". اهـ.
والله أعلم.

وفي الصحيح ما يغني ما ورد عن أم المؤمنين عائشةَ رضي الله عنها :
أنَّ رسولَ اللهِ كان يُكْثِرُ أن يقولَ:
" يامُثَبِّتَ القلوبِ ثبِّتْ قلبي على دينِكَ "،
قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إِنَّكَ تُكْثِرُ أن تدعوَ بهذا الدعاءِ فهل تخافُ؟
قال : " نعم وما يُؤَمِنِّي أيْ عائشةُ وقلوبُ العبادِ بينَ إصبعينِ من أصابعِ الرحمنِ؟ ". اهـ.
أخرجه النسائي في «السنن الكبرى» (٧٧٣٧) بنحوه، وأحمد (٢٦١٣٣) واللفظ له.
وصححه الألباني في تخريج كتاب السنة (٢٣٣)، وشعيب الأرنؤوط في تخريج المسند (٢٦١٣٣) وقال: " صحيح لغيره ". اهـ.
وجاء في صحيح البخاري [٧١٧١] عن علي بن الحسين بن علي : أنَّ النبيَّ ﷺ قالَ: " إنَّ الشَّيْطانَ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَجْرى الدَّمِ ". اهـ.
والله أعلم.

بارك الله فيكم، ما مراد البزار رحمه الله هنا في قوله: ليس به بأس ؟

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم

بارك الله فيكم، ما مراد البزار رحمه الله هنا في قوله: ليس به بأس ؟

وفيكم بارك الله.
قال الشيخ الوادعي رحمه الله في بعض جواب له على أحد الأسئلة:
" القسم الثاني: لم يُنقل عن أحدٍ من النقاد تجهيل الرواة وقال البزار فيهم "ليس به بأس":ويمثل لهذا القسم بعبد العزيز بن السري
قال البزار في حديث (6692): "مشهور ليس به بأس". بإطلاق.
روى له: أبو داود. وروى عنه جماعة.
قال ابن حجر: "مقبول".
[تهذيب الكمال، تقريب التهذيب].
وتوثيق البزار معتبر بقيود منها أن يروي عن الراوي اثنان فأكثر، كما ذكرت ذلك في المحور الأول.
وهذا الراوي روى عنه جماعة.
ولكن احتياطاً يقال أنه يحتج به في الشواهد والمتابعات، وهذا ما ذهب إليه ابن حجر فقال: "مقبول" أي: يتابع وإلا فهو لين الحديث.. والله أعلم. اهـ.
قلتُ: أخرج له ابن خزيمة في صحيحه، وأيضًا أبو داود ممن لا يروي إلا عن ثقة، فهو صدوق حسن الحديث سيما وقول البزار: "مشهور" قرينة على التعديل.
فلم أقفُ غالبًا فيمن قال في كتابه البحر الزخر عنه: "مشهور" إلا وهو ثقة أو صدوق أو نحوهما إلا إذا كان دلت القرينة على غير ذلك.
والله أعلم.

جزاكم الله خيرا، اعتذر إن خرجت عن الموضوع، سؤال هل الراوي شهر بن حوشب كعبدالعزيز السري عند البراز؟

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم

جزاكم الله خيرا، اعتذر إن خرجت عن الموضوع، سؤال هل الراوي شهر بن حوشب كعبدالعزيز السري عند البراز؟

وجزاكم خيرًا.
قلتُ: بل عبد العزيز بن السري أحسن حالًا منه.
فشهر بن حوشب في الأصل صدوق.
كما قال البزار (10/34) في حديث لشهر بن حوشب : "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي الدرداء من وجه أحسن من هذا الوجه، ولا نعلم له طريقا أعز منه". اهـ.
إلا أنه ميز عنه باثنين وهما:
- الإرسال.
قال البزار (7/103) : "شهر لم يسمع من معاذ". اهـ.
- والوهم.
قال البزار (10/81) : "وقد روى عنه الناس وتكلموا فيه واحتملوا حديثه". اهـ.
لذا قال الحافظ ابن حجر: "حسن الحديث وإن كان فيه بعض الضعف". "الفتح" (3/ 65).
وقال: "فيه مقال لكن حديثه حسن إذا لم يخالف". "النتائج" (1/ 361).
والله أعلم.

بارك الله فيكم

قلتُ: ووقفت على رواية صحيحة شاهدة لما سبق.
ما أخرجه الحاكم في المستدرك (2/347) وصححه من حديث أبي هريرة موقوفًا عليه قال:
قَالَ لِي عُمَرُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّ الإِسْلامِ، خُنْتَ مَالَ اللَّهِ، قَالَ: قُلْتُ: لَسْتُ عَدُوَّ اللَّهِ، وَلا عَدُوَّ الإِسْلامِ، وَلَكِنِّي عَدُوُّ مَنْ عَادَاهُمَا، وَلَمْ أَخُنْ مَالَ اللَّهِ، وَلَكِنَّهَا أَثْمَانُ إِبِلِي، وَسِهَامٌ اجْتَمَعَتْ، قَالَ: فَأَعَادَهَا عَلَيَّ وَأَعَدْتُ عَلَيْهِ هَذَا الْكَلامَ، قَالَ: فَغَرَّمَنِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، قَالَ: فَقُمْتُ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَرَادَنِي عَلَى الْعَمَلِ، فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَلِمَ، وَقَدْ سَأَلَ يُوسُفُ الْعَمَلَ وَكَانَ خَيْرًا مِنْكَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّ يُوسُفَ نَبِيٌّ، ابْنُ نَبِيٍّ، ابْنِ نَبِيٍّ، ابْنِ نَبِيٍّ، وَأَنَا ابْنُ أُمَيْمَةَ وَأَنَا أَخَافُ ثَلاثًا وَاثْنَتَيْنِ، قَالَ: أَوَلا تَقُولُ خَمْسًا؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: فَمَا هُنَّ؟ قُلْتُ: " أَخَافُ أَنْ أَقُولَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَأَنْ أُفْتِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَأَنْ يُضْرَبَ ظَهْرِي، وَأَنْ يُشْتَمَ عِرْضِي، وَأَنْ يُؤْخَذَ مَالِي بِالضَّرْبِ ". اهـ.
أخرجه الحاكم فقال: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُزَكِّي بِمَرْوَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَاينِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: فذكره.
قال الحاكم: "هَذَا حَدِيثٌ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ". اهـ.
وأخرجه البلاذري نحوه في الأنساب (10/367) فقال: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ الآجُرِّيُّ، ثنا أَبُو هِلالٍ الرَّاسِبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: " اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، فَاجْتَمَعَ لِي اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَيْهِ. ... إلخ". اهـ.
وصححه المعلمي في الأنوار الكاشفة (٢١٥) : "إسناده في غاية الصحة". اهـ، وقال (٢٠٦) : "[فيه] ابن سيرين من خيار أئمة التابعين والسند إليه بغاية الصحة". اهـ.
وقال شعيب الأرنؤوط في تخريج سير أعلام النبلاء (٢/٦١٢) : "رجاله ثقات". اهـ.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم

بارك الله فيكم

وفيكم بارك الله.

بارك الله فيكم

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس

بارك الله فيكم

وفيكم بارك الله.

للفائدة.