5695 - ( مَنْ لَمْ يَرْعَوِ عندَ الشَّيْبِ ، ولم يَسْتَحِ مِنَ العَيْبِ ، ولم يَخْشَ اللهَ بالغَيْبِ ؛ فليسَ للهِ عز وجل فبه حاجةٌ ) .
موضوع .
أخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ ( ص 375 ) , وعنه الذهبي في (( الميزان )) : حدثني يوسف بن إسحاق بـ ( حلب ) قال : حدثنا
محمد بن حماد الطهراني : حدثنا عبد الرازق : أنبأنا معمر ابن طاوي عن أبيه
عن جابر مرفوعًا به .
أورده الذهبي في ترجمة يوسف هذا , قال :
(( الخبر باطل , والآفة من يوسف ؛ فإن الباقين ثقات )) .
وأقره الحافظ في (( اللسان ))
وأما الدكتور تدمري ؛ فلم يزد علي قوله في تعليقه علي ترجمة الشيخ الحلبي
هذا :
لم أجد له ترجمة )) !
وهذا مما يدل علي أن الرجل لا معرفة عنده بعلم الجرح والتعديل , وما
أذكر أني رأيته جرح راويًا لحديث ما ولو كان كذابًا ! وكل ما صنعه في التخريج هذا
الحديث أنه قال :
(( ذكره الديلمي بلا سند عن جابر مرفوعًا . ( تمييز الطيب من الجبيث214 )) .
وصاحب (( التمييز )) تابع فيما قال لأصله (( المقاصد الحسنة )) للسخاوي رقم
( 1177 ) , وتبعهما العجلوني في (( كشف الخفاء )) ( 2611 ) ؛ إلا أنه قال :
(( قال اغبن الفرس : ضعيف )) !
وجاء من بعدهم الشيخ محمد عبد الباقي الزرقاني ليقول في كتابه (( مختصر
المقاصد الحسنة )) ( 1077 ) : (( وارد )) ! !
وفي هذا الاختصار ما لا يخفى من إيهام أن الحديث أصلا , كما هو في
اقتصار ابن الفرس علي تضعيفه , هو حديث باطل بشهادة الحافظ النقاد الإمام
الذهبي , وموافقة العسقلاني عليه . وليت أن أخانا الدكتور محمد الصباغ نقل
ذلك عنهما في مراجعه التي أحال إليها في تعليقه علي (( المختصر )) , وإن كان قد قارب الصواب في قوله : (( والحديث لا اصل له )) ؛ فقد تبين أن له أصلاً ؛ أي
سندًا ؛ ولكن قد عرفت آفته و وهو من الفوائد التي استفدناها من (( معجم ابن جميع )) رحمه الله تعالي .

الكتاب : سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة
المؤلف : محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني