قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الجاهلُ يظلم مَن خالطه، ويعتدي على مَن هو دونه، ويتَطاول على مَن هو فَوْقه، ويتَكلّم بغير تَمييز، وإن رَأَى كريمةً أعرض عنها، وإن عَرَضت فتْنة أرْدَتْه وتهوَّر فيها.
ماصحة هذا الحديث؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الجاهلُ يظلم مَن خالطه، ويعتدي على مَن هو دونه، ويتَطاول على مَن هو فَوْقه، ويتَكلّم بغير تَمييز، وإن رَأَى كريمةً أعرض عنها، وإن عَرَضت فتْنة أرْدَتْه وتهوَّر فيها.
ماصحة هذا الحديث؟
ورد هذا في كتاب العقد الفريد (2/225) لابن عبد ربه الأندلسي (246 - 328 هـ) بلا إسناد.
وورد عَنِ [سعيد] ابْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«صِفَةُ الْعَاقِلِ أَنْ يَحْلُمَ عَمَّنْ جَهِلَ عَلَيْهِ , وَيَتَجَاوَزَ عَمَّنْ ظَلَمَهُ , وَيَتَوَاضَعَ لِمَنْ هُوَ دُونَهُ , وَيُسَابِقَ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي طَلَبِ الْبِرِّ , وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فَكَّرَ , فَإِذَا كَانَ خَيْرًا تَكَلَّمَ فَغَنِمَ , وَإِنْ كَانَ شَرًّا سَكَتَ فَسَلِمَ , وَإِذَا عَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ اسْتَعْصَمَ بِاللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى , وَأَمْسَكَ يَدَهُ وَلِسَانَهُ , وَإِذَا رَأَى فَضِيلَةً انْتَهَزَهَا , لَا يُفَارِقُهُ الْحَيَاءُ , وَلَا يَبْدُو مِنْهُ الْحِرْصُ , فَتِلْكَ عَشْرُ خِصَالٍ يُعْرَفُ بِهَا الْعَاقِلُ , وَصِفَةُ الْجَاهِلِ أَنْ يَظْلِمَ مَنْ يُخَالِطُهُ , وَيَعْتَدِيَ عَلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ , وَيَتَطَاوَلَ عَلَى مَنْ فَوْقَهُ , كَلَامُهُ بِغَيْرِ تَدْبِيرٍ , فَإِنْ تَكَلَّمَ أَثِمَ , وَإِنْ سَكَتَ سَهَا , وَإِنْ عَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ سَارَعَ إِلَيْهَا فَأَرْدَتْهُ , وَإِنْ رَأَى فَضِيلَةً أَعْرَضَ عَنْهَا وَأَبْطَأَ عَنْهَا , لَا يَخَافُ ذُنُوبَهُ الْقَدِيمَةَ , وَلَا يَرْتَدِعُ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِهِ عَنِ الذُّنُوبِ , يَتَوَانَى عَنِ الْبِرِّ , وَيُبْطِئُ عَنْهُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ لِمَا فَاتَهُ مِنْ ذَلِكَ أَوْ ضَيَّعَهُ , فَتِلْكَ عَشْرُ خِصَالٍ مِنْ صِفَةِ الْجَاهِلِ الَّذِي حُرِمَ الْعَقْلَ». اهـ.
ورد ذلك في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث (2/815) وإسناده :
حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , ثنا مَيْسَرَةُ , عَنْ غَالِبٍ الْجَزَرِيِّ , عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فذكره.
وإسناد مسلسل بالمعروفين بالوضع إلى غالب الجزري.
- غالب بن عبيد الله الجزري:
قال الحافظ ابن حجر : " متروك". "التلخيص" (4/ 324)، والدارية (2/ 91). "معروف بوضع الحديث". "العجب" (46).
- ميسرة بن عبد ربه الفارسي ثم البصري التراس:
قال الحافظ ابن حجر : " تالف". "القوس" (1/ 307)، "معروف بالوضع". "المطالب" (3/ 97)..
"هذا حديث موضوع والمتهم به ميسرة بن عبد ربه". "المطالب" (2/ 268).
"هذا حديث موضوع، والمتهم به ميسرة لا بورك فيه". "المطالب" (3/ 136).
"هذا حديث موضوع اختلقه ميسرة فقبحه الله فيما افترى". "المطالب" (1/ 135).
- داود بن المحبر الطائي :
قال الحافظ ابن حجر في التقريب (3/200) : " متروك الحديث "، وفي المطالب العالية : "معروف بالوضع" ، ومرة : "متروك الحديث". اهـ.
أحكام العلماء :
قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (٦/٢٩) : ضعيف .
قال الحافظ ابن حجر في المطالب العالية ٣/٢١٥ : موضوع .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــ
وورد في نسخة نبيط (212) :
وَبِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
" لِلْعَاقِلِ خَمْسُ خصال يعرف بها: يعفو عن مَنْ ظَلَمَهُ، وَيَتَوَاضَعُ لِمَنْ دُونَهُ، وَيُسَابِقُ إِلَى الْخَيْرِ مَنْ فَوْقَهُ، فإن رأى باب بر انْتَهَزَهُ، وَلا يُفَارِقُهُ الْخَوْفُ، وَيَتَدَبَّرُ ثُمَّ يَتَكَلَّمُ فَإِنْ تَكَلَّمَ غَنِمَ وَإِنْ سَكَتَ سَلِمَ، وَإِنْ عُرِضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ وَسَكَتَ، وَلِلْجَاهِلِ خِصَالٌ يُعْرَفُ بِهَا: يَظْلِمُ مَنْ يُخَالِطُهُ، وَيَعْتَدِي عَلَى مَنْ دُونَهُ، وَيَتَطَاوَلُ عَلَى مَنْ فَوْقَهُ، وَلا يُنْصِفُ مِنْ نَفْسِهِ، وَيَتَكَلَّمُ بِغَيْرِ تَدْبِيرٍ فَيَنْدَمُ، فَإِنْ تَكَلَّمَ أَثِمَ وَإِنْ سَكَتَ سَهَا، وَإِنْ عُرِضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ أَرْدَتْهُ، وَإِنْ رَأَى بَابَ فَضِيلَةٍ أَعْرَضَ عَنْهَا ". اهـ.
وإسناد هذا الكتاب :
حدثنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط أبو جعفر الأشجعي حدثني أبي إسحاق بن إبراهيم بن نبيط، حَدَّثَنِي أَبِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نُبَيْطٍ، عَنْ جَدِّهِ نُبَيْطِ بْنِ شُرَيْطٍ قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فذكره.
قال الحافظ ابن حجر في اللسان (1/404) ت أبي غدة في ترجمة أحمد بن إسحاق : " كذاب ".
391 - أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط، عن أبيه، عَن جَدِّه بنسخة فيها بلايا.
والله أعلم.
جزاكم الله خيرا .