قال العلامة زكريا الأنصاري (ت ٩٢٦) في شرحه (الدقائق المحكمة في شرح المقدمة):
"...و اعلم أن قراء زماننا ابتدعوا في القراءة شيئا يسمى بالترقيص : و هو أن يروم السكت على الساكن ثم ينفر مع الحركة في عدو و هرولة ، و آخر يسمى بالترعيد : و هو أن يرعد صوته كالذي يرعد من برد أو ألم ، و آخر يسمى بالتطريب : و هو أن يترنم بالقراءة فيمد في غير محل المد ، و يزيد في المد ما لم تجزه العربية ، و آخر يسمى بالتحزين : و هو أن يترك طباعه و عادته في التلاوة و يأتي بها على وجه آخر كأنه حزين يكاد يبكي من خشوع و خضوع ، و إنما نهي عنه لما فيه من الرياء . و آخر أحدثه هؤلاء الذين يجتمعون فيقرءون كلهم بصوت واحد ، فيقطعون القراءة و يأتي بعضهم ببعض الكلمة و الآخر ببعضها ، و هو حرام ، و يحافظون على مراعاة الأصوات خاصة ، و سماه بعضهم : التحريف . و الغرض من القراءة : إنما هو تصحيح ألفاظها على ما جاء به القرآن العظيم ، ثم التفكر في معانيه..."