أسوار الحماية

وفاء بنت محمد العيسى

عندما تكون القلاع محصنة بالأسوار العالية القوية يأمن ساكنوها وتقر عين نائميها ، وتستكين قلوب واجفة ، وتطمئن الأفئدة الخائفة . أما إذا دب الخوار في اللبنات فحينها ترتعش الأوصال وتنتفض العروق من هول الأخطار .
تلك القلعة رمز للمرأة المسلمة القوية بإيمانها , حماها الله بأسوار ثلاثة تحفظ عليها عفتها وتحمي حيائها من خدش الذئاب وتمنع عنها هجمات الكلاب .
أسوار ركبت بعضها فوق بعض لتدرأ الشبهات والزائغ من النظرات ، تنقي السريرة وترد الأقاويل والشائعات .
سور من التقوى تمثل في الحجاب شريعة مطهرة لتدفع مرضى القلوب وتصد وقع الذباب .
لكن هناك فتيات تربت على وضع العباءة دون استشعار للمعنى الحقيقي من حكمها فأضحت عادة من عوائد الزمان ورمزا من طقوس البلاد الرجعية وفق ما يردده أدعياء تحرير المرأة في كل مكان ، فما عادت تلك العباءة وذاك الخمار يشكل لبعض المسلمات عبادة سماوية كبقية الفروض والعبادات !!
اعلمي أخيتي أن الحجاب بسواده وغمره للبدن وخلوه من الزينة يبعث جواً من النقاء والطهارة يتضوع شذاه ويقطع برقة النسيم الطريق على العابثين من الفسقة والمنافقين .
أما السور الثاني فهو عدم الاختلاط بالجنس الآخر مما يبعد المسلمة عن مستنقعات الريب ومواطن الشبهات ويجنبها خطر الهلاك.
فما هو الحال عندما يقترب الوقود من النار ؟! هل نجد نتيجة ذلك ماء عذبا وهدوءا وسكوناً تاماً ؟! كلا بل سنجد ناراً أضرمت فتعالى اللهب وأكل البقية الباقية من ماء الحياء وعذب الإيمان .
إن الله تعالى خلق الجنسين وهو أعلم بهما فما أشد على الرجال من فتنة النساء ، ولا أدل على ذلك من تزايد حالات الاغتصاب والتعدي وغيرها من المشكلات التي تعاني منها الكثير من الدول التي تبيح الاختلاط .
تلك حقيقة ثابتة راسخة منذ القدم فلم التعامي عن إدراك أسباب الفتن والمشكلات القائمة جراء إباحة الاختلاط بين الجنسين في كثير من البلدان ؟!
وأخيرا يبطن السورين حصانة الحياء والعفة ، فكم تدمع الأعين حين نجد من خلعت ربقة الحياء فأضحت دون حياة ، نزعت عنها الشيء الذي تستقي منه جمالها وبهاءها فغدت تصرفاتها مستقبحة مستهجنة .
إن الحياء رمز للخير والفضيلة ولن تتوانى صاحبة الحياء عن غض طرفها وعدم الخضوع بصوتها والتخفي بوقع أقدامها لتستر عرضها وتسمو بنفسها .
تلك بعض أسوار الحماية غلفت المرأة المسلمة لتحمي بريق الجوهرة من نهب المجرمين وتحفظ جمال الوردة من أيدي العابثين ، وشذا الزهرة من سهام الحاقدين .
تلك الأسوار حاميتك بعد الله تعالى فلا تحملي المعول اليوم لتهدمي فضائل جمعت وأخلاق بنيت وأحكام إن انتهكتها فقد هتكت ستر ما بينك وبين الله تعالى .