#قصتي (الجزء الأول)*
مرحبا الظاهر أن الله قدّر رحيلي قريبا، أردت أن أشارككم حكايتي لعلها تكون عبرة لمن سار على نهجي
انا فتاه عاشت الدنيا بالطول والعرض كنت شديده التاثر بالثقافات الغربية ونمط حياتهم مما ساقني الى هاويه الالحاد أخذت أنظر إلى الأمور من زاوية صغيرة حتى استقررت عند الربوبيه
تلك الحياة المترفة الخالية من الدين جففت منابع الايمان عندي... رفضتُ الاسلام وخلقت صورة ل لإله تتماشى مع نمط حياتي "المتحرر" من كل قيد مجتمعي
اعتقدتُ حينها انني في الجانب الصحيح للحقيقة
في تلك الفترة اعتنقت النسوية والعلمانية وكل فكر يحارب الاسلام جهلا مني بحقيقته
تاثرت بالشبهات المقولبة مثل الارهاب وحقوق المراة والحرية وغيرها من الشبهات الواهيه
كنت في صميمي اخفي اضطرابا عميقا كاد يقودني الى هاوية الجنون، كنت في أكثر الأحيان عاجزة عن وضع راسي على الوسادة، كنت عاجز تماما عن النوم لم أعرف حينها لماذا لكني كنت أبحث عن الله في نفسي ربما لهذا السبب لم يتخلى الله عني ابدا وكان كلما دعوته استجاب مما نفى عندي ادنى شك في عدم وجوده
أثرت شخصيتي القويه و المحيط الاجتماعي الذي ترعرعت فيه على افكاري ونمط حياتي دون إدراك مني بحجم الخلل الذي إلت إليه
كنت عضوة في اكبر المنظمات النسويه في بلدي اعتقادا مني اني مع من يدافع عن حقوق المراة المسلوبة لكني وجدت محيطا برجوازيا متعفنا يخدم مصالحه الشخصية فقط ولا يعير الكادحات أدنى اهتمام
أخذتني الدنيا وهمومها ومطامعها وملذاتها ولم افكر ابدا اني بعد بضعة سنوات سأحاسب على عمري الذي اهدرته
كنت ككل الناس أرى الموت بعيدا... كنت أراه بعد سبعين او ثمانين سنه وأمنّي نفسي بأنه بعيد... بعيد إلى درج ة أنني قد نسيت نفسي في طيات السنين
كنت امني نفسي ككل الخلق بأن الله غفور رحيم وأنه لن يرضى بعذابي نسيت بأني انا هي التي تعذب نفسها نسيت أنني انا التي تسطر كتابها انا من تقرر مصيريها جنة أو نار خلود أم ضياع
اخذتني الدنيا ولكن ظل لي خيط رفيع مع الله وهو صدق البحث عنه
تواترت الايام ورتب الله لي الاحداث وقادني او ربما اقتادني إليه. سخّر لي من ينقذني من ظلمات الكفر الى نور الايمان وراحه الطاعه ولذة الشوق
بدأت رحلتي عندما سمعت بخبر اسلام بعض أقرب أصدقائي الواحدة تلو الاخرى على يد أحد الاشخاص، أردت الانتقام وإثبات أنهن في الطريق الخطأ
باختصار دخلت في مناظرة مع هذا الرجل، كان اسمه محمد شبيطة في مجموعة الحوار الأيديولوجي التي أتمنى من كل قلبي أن يبحث كل مريد للحق بصدق فيها عن الحقيقة
بعد شد وجذب لا داعي للخوض في تفاصيله، اسلم قلبي واكتشفت كم كنت حمقاء يا الهي كم كنت غبيه
إكتشفت الحقيقه وتداعت شبهاتي كحائط حجري خرّت اركانه وتطايرت صخوره الواحدة تلو الأخرى كانه كان ينتزع الشوك من قلبي إنتزاعا... الشوكه تلو الاخرى بمهارة ولين
طرحتُ عني الكبر والعناد واستسلمت للحقيقة وانقدت إليها
كم كان رحيما ربي إذ هداني و أهداني الفرصه تلو الاخرى كي أقبل عليه
كم كان مضحكا قدري إذ لم أعلم اني راحلة بعد بضعة أشهر كأنها كانت الرحلة الأخيرة ورغم تأخري... أدركتها
كأنها القشه الاخيرة ورغم هشاشتها... تشبثتُ
نعم تشبثت بقشة ربما تكون هي من انقذتني
لا أعلم أأشكرك ام أشكر الله عليك، ولشكر الله أفضل
وإن كنت في قبري سأدعو الله لك بالمغفرة وحسن الدارين على حلمك وعلمك وحسن أدبك سيدي
تلقيت الرساله وكلي عزم على تعويض ما فاتني غيّرتُ محيطي واستبدلت اهتماماتي بأخرى كنت أستعديها في ما مضى
تغيرت حياتي تماما و انزاح عني الالم والحيرة بدأ الين يسري إلى قلبي المتحجر
بد أ النور يضيء غرفه المظلمة والقرآن يسقي صحاريه القاحلة لقد أينعتُ وأزهرتُ بعد سنين عجاف... بعد سنين الضياع و الإضطراب النفسي
لقد آمنت بالخالق وأمِنتُ
بدأت اقرا بنهمٍ من كل المذاهب والفرق اقرا الاقوال والاراء على اختلافها لم أرد معرفة الحق فقط، أردت ان اكون داعية إليه، أردت أن اكون مذياع الخير كما كنت بوقا للباطل
كل متع الدنيا التي لاقيتها في الماضي لم تكن كلذة سجده واحده لذه اغنتني عن الدنيا يا الهي ما احلى الشكوى له وما أرقى التذلل على اعتابه
شعرت بمحبةٍ تحيطني وتحتويني
فجأة ...
أنا مصابة بالسرطان
خبر صادم صحيح لكن عند سماعي الخبر أول ما جال بخاطري كان " يا إلهي لقد كنت مصابة بالسرطان وأنا على الكفر ولم أعلم وأسلمت ولم أعلم، ماذا لو متّ على الكفر"
في تلك اللحظة حمدت ربي على أكبر نعمة أنعم بها عليّ وهي الإسلام
كم كان رحيما ربي إذ هداني قبل قبضي