الموضوع: ما الفرق بين (فتية) و(فتيان)؟

ما الفرق بين (فتية) و(فتيان)؟
كتبه الدكتور حامد حاجي حمزة
تجمع كلمة (فتى) على (فِتْيَة) ، وهو جمع تكسير على وزن (فِعْلَة) وهو جمع تقليل (جَمْعُ الْقِلَّةِ يَصْدُق على ثلاثة إلى عَشَرَةٍ.) وتجمع أيضا جمع تكسير على (فِتْيَان) على وزن (فِعْلَان) وهو جمع تكثير (ما فوق العشرة إلى ما لا نهاية له)
فأما شاهد الفتية فقوله تعالى: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ } [الكهف/ 10] وقوله سبحانه: { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وزدناهم هدى } [الكهف/ 13] وشاهد الفتيان قوله تعالى: ،(( وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)) [يوسف(62) ]
فهل هناك فرق بينهما؟
هناك ثلاثة أوجه:
الأول: لا فرق بينهما ، قَالَ الْكسَائي هما لُغَتَانِ (لهجتان)، مثل: ( إخْوَان وإخوة وصبيان وصبية ) وكلاهما يستعمل في الآخر . وعدد الفتيان لا يختلف .
الثاني: السياق القرأني فرق بينهما، ففي قوله تعالى: ،(( وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ))[يوسف(62) ] فتيانه : هم الخدم و في قوله تعالى: { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وزدناهم هدى } [الكهف/ 13] فإنَّهم شبَّان آمنوا بربهم
الثالث: يفرق بينهما من حيث العدد ، ففي قوله تعالى: ،(( وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ))[يوسف(62) ]
هناك قراءتان: الأولى : قراءة حمزة والكسائي وحفص عن عاصم (لِفِتْيَانِهِ) جمع كثرة، والباقون قرؤوا(لفتيته) جمع قلة ، فوجه البناء للعدد القليل على مراعاة المتناولين وهم الخدمة ، وهم الذين يجعلون البضاعة في رحالهم، وهم يكونون قليلين لأن هذا من باب الأسرار فوجب صونه إلا عن العدد القليل ، ووجه جمع الكثرة على مراعاة المأمورين في الرحل، و (الرحال : جمع رحْل ، وهو ما يوضع على البعير من متاع الراكب.) فوجب أن يكون الذين يباشرون ذلك العمل كثيرين

المصادر
التحرير والتنوير محمد الطاهر بن عاشور التونسي (ت: 1393هـ)
التسهيل لعلوم التنزيل محمد بن أحمد بن محمد الغرناطي (ت741هـ)
التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب فخر الدين الرازي( ت 604)
حجة القراءات لابن زنجلة (المتوفى: حوالي 403هـ)
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية (ت: 542هـ)

موضوع جيد بارك الله لك