عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
" أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ السَّهْمِيَّ قَامَ يُصَلِّي، فَجَهَرَ بِصَلَاتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ : يَا ابْنَ حُذَافَةَ، " لَا تُسْمِعْنِي وَأَسْمِعْ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ ". اهـ.
وفي رواية : " وأسمع الله".
تخريجه
أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" [8127] واللفظ له، والبيهقي في "السنن الكبرى" [2 : 162] وفي "القراءة خلف الإمام"[174]، والمروزي في مختصر قيام الليل [1 : 134]، وابن البختري في الجزء الرابع من حديثه [259].
كلهم رووه من طريق : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ يُحَدِّثُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فذكره.
إسناده فيه النعمان بن راشد وهو الجزري وقد أخرج له مسلم في المتابعات كما في "من تكلم فيه وهو موثق" للذهبي، وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ذكره البخاري والنسائي والعقيلي في "الضعفاء"، وذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات"، واختلف فيه قول ابن معين وأكثر الروايات عنه أنّه ضعفه. [
أنيس الساري ].
وتابعه مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مثله كما في "التوحيد" [399] لابن منده قال :
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الحَسَنُ بْنُ مَنْصُورٍ الْإِمَامُ بِحِمْصَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ إِبْرُاهِيمَ أَبُو تَقِيٍّ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهُ بْنُ سَالِمٍ،
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فذكره.

قلتُ: لكن في الطريق إليه ضعف ففيه عبد الحميد بن إبراهيم الحضرمي روى له النسائي وقال : " أَبُو تَقِيٍّ هَذَا ضَعِيفٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَإِنَّمَا أَخْرَجْتُهُ لِعِلَّةِ الاخْتِلافِ " ومن تحته مجهولان لم أجد من ذكرهما بجرح ولا تعديل.
فالصواب فيه الإرسال :
فقد خالفه
يونس بن يزيد الأيلي فرواه عن الزهري عن أبي سلمة مرسلًا. [
أخرجه ابن سعد (4/ 190)]، وعقيل بن خالد كما ذكر الدارقطني في العلل [1388].
وخالفهما عبد الرزاق في مصنفه [4207] عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، مُرْسَلًا، وَرَوَاهُ أيضًا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ مُرْسَلًا، كما ذكر الدارقطني.
والصواب ما رواه يونس عن الزهري عن أبي سلمة مرسلا، قال الدارقطني : " وَالْقَوْلُ قَوْلُ عُقَيْلٍ، وَيُونُسَ ". اهـ.

فقد رواه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم المدني عن أبيه عن أبي سلمة مرسلًا. [أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 82)]
وإبراهيم بن سعد قال الحافظ في هدي الساري : " ثقة حجة "، وأبوه سعد قال الحافظ في التقريب : " ثقة فاضل عابد "، يروي عن عمه أبي سلمة.
وله شاهدٌ ءاخر :
عن جَهْرٍ قال: قرأت خلف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما انصرفت؛ قال: " جهرُ! أَسْمعْ ربك، ولا تُسْمِعني ". اهـ.

رواه الطبراني في " الكبير "، ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة [1737] :
من طريق عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَهْرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَهْرٍ، قَالَ: فذكره.
قلتُ : وفيه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي قال الحافظ ابن حجر : "متروك الحديث"، وفيه عبد الله بن جهر: لم أجد من ذكره ".
والله أعلم.