اولا :
قالَ الشَّيخ الأدِيب *محمودُ شَاكِر* -غفرَ الله لي ولَه-:
《... فكانَ مِن أوَّل همِّ *(الاستشرَاقِ)* أن يبحَث لأوربَّا النَّاهضَةِ عن *سِلاحٍ غير أسلحَةِ القِتالِ*، لتخُوضَ المعرَكةَ معَ هذَا *الكِتابِ* الَّذي سيطَر على الأمَمِ المختلِفةِ الأجنَاسِ والألوانِ والألسِنةِ، وجعلَها *أمَّةً واحِدة*، *تعدُّ العربِيَّة لسانَها*، وتعدُّ *تارِيخ العربِ تارِيخها*.
وبدأَ الغَزوُ *(المسلَّح)*، وسار الاستشراقُ *تحتَ رايَتهِ*، وزادَتْ *الخِبرَة* بهذِه الأُممِ؛
- فمَن كانَ منها *لهُ لسانٌ غير اللِّسانِ العربِيِّ*: أعدَّت له سِياسَة جدِيدة لإِغراقِهِ في لِسانِ الغازِي الأوربيّ حتَّى يسيطِر عليهِ.
- ومَن كانَ *لسانُهُ عربِيًّا*: أعدَّت سِياسَة أخرَى *(لإغراقِهِ في تخلُّفٍ مُمِيتٍ)*، لخَّصها *<وليَام جيفورد بلجراف>* في كلمتهِ المشهُورة:
*((ومتَى توارَى القرآنُ ومدِينة مكَّة عن بلادِ العربِ، يُمكنُنا أن نرى العرَبيَّ يتدرَّج في سبِيل الحضَارة* (يعنِي: الحضارة المسِيحيَّة) *التِي لم يبعِدْه عنها إلا محمَّد وكتابُه))*؛
فكانَ *بيِّنًا* أنه *لا يُمكِن أن يتوارَى القرآن حتَّى تتوارى لُغتُه* 》.
▪[ *《أباطِيل وأسمار》*، (ص: ١٢٩)].