٢- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) سنن الترمذي ، كتاب الصلاة ، باب ما جاء في ركعتي الفجر من الفضل برقم ٤١٦
----------------

الجملة الإسمية التي تقع في علم الخبر وتحتمل الصدق والكذب عند البلاغيين أوردها رسول الله خالية من أي توكيد ( خبر ابتدائي ) موجه لمن يثق بكلامه وهذا ليقينه مما أوحى له الله سبحانه وتعالى بأن هذا الخبر يقيناً دالا على الثبات ولا يتطلب أن يثقله بأدوات للتوكيد كي يتلقفه المؤمن كما تلقفه الرسول صلى الله عليه وسلم بسكينة واطمئنان لا يعتريه الشك والانكار
والتركيب في هيئته مبتدأ ( ركعتا الفجر ) مسند إليه وهو مضاف والفجر مضاف إليه وخص الرسول صلى الله عليه وسلم الركعتين بالفجر المضاف إليه
فركعتا : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى والنون حذفت للإضافة ( الفجر ) مضاف إليه.

أما مدار الخطاب ومحوره فهو الوصف ( الخبر ) ( المسند )
وبه إتمام المعنى المراد فورد قائما على إسم التفضيل (خير ) وهو ( أخير ) حذفت الألف لكثرة الاستعمال (١) فهو ( نكرة ) جاء ملازما للافراد والتذكير ليس مضافا ولذلك تلاه جار ومجرور ( من الدنيا )

فالمفضل ( ركعتا الفجر )
أسم التفضيل ( خير )
المفضل عليه ( الدنيا وما فيها )

ان الخبر مكون لفظي أفضى إلى مكون تصويري يتملاه الفكر فيجده صورة فنية تدفعنا أن نتأمل صورة الدنيا زمانا ومكانا على سعتها وبما فيها من صور خلابة بما تشتهيه الأنفس نجد أن هاتين الركعتين القصيرتين فضلهما الله عليها
وذلك الأسلوب يدخل في باب الترغيب ولايخلو من الطلب فإذا تأملنا سنجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بإداء صلاة الفجر .

وأسلوب التفضيل من ملامح أسلوب الرسول صلى الله عليه
وهو مظهر عام في بلاغة الحديث إذ يتناسب أسلوب التفضيل ببنيته المحكمة مع الغاية التعليمية التي تتضمنها(٢)


الدكتور محفوظ فرج ابراهيم

............................

١- ينظر معاني النحو ، الدكتور فاضل صالح السامرائي ص ٦٨٣
٢- هنالك دراسة بعنوان ( التفضيل في أحاديث صحيح البخاري )دراسة أسلوبية مقارنة د . أيمن أبو مصطفى