مناجاة

نور نافع


طــــــير أنا قـــــد بلل المطــــــرُ
آوى لصدر الغصـــن يَســتترُ
متلفـــتاً مـــــن حـــوله هلــــــعاً
وفــــــــؤاده المكـلوم ينفــطـرُ
طير وهل تردى الطـــــــيور إذاً
في أيّ صوب يكمــن الخطــرُ
طـــيرٌ يئن ولم يعــــــــد غـــرداً
متراقصــاً مـــــــيدانه السحــرُ
يصبو وكم يصـبو المحــــبُّ إلى
عليا السمــــاء وقصــده العمرُ
وأنا صــــــبوت وحــيلتي أمــلي هي كلّ مـا قــد كنـتُ أدَّخــــــرُ كفِّي فراغــــاً والرِّحــال عـــــلى
مَرْقى اليدين هــــــناك ينتــظر
وأذوب وجـــــداً أصطلي رهــــباً
مـُذ كنــــت لا أبقـــــي ولا أذرُ
ميَّلت كــــم يُمــــــــنى وميســرة
وهفـا ورف جــناحي العــــطرُ
لم تعـــــرف الوُكنــات أيـــــن أنا
أو كان يفهــم علَّتي الشجـــــرُ
إنِّي شربت جمـــــيـع أقــــــداحي
ورأيت غــاية ما يـــرى البصرُ
ولقــــــــد علـمــــت بأنَّ قافــلتي
نفـــر يــــروح ويفتــدي نفــــرُ
هـذا أنا يا ســــــــيِّدي عفـــــــواً
فالعـلم عـــندك أنت والخــــــبرُ
يا ســيِّدي ها قــــــد غـــــدا ظلِّي
عــــــن جبهــة الأيــام ينحسـرُ
أمــــضي أجيء وموطـــــني قـدم
مـن حـــــــوله يترصَّد القــــدرُ
لُمــْني ولَمــــــــني إن بي مقـــــة
والعاشــق المحـروم يصطــــبر
لُمْني ولُمــــــني فالمحـــــــب له
ما شـاء فوق العــتب يزدجــــر
سَلْ قبضة من طين أرضك هـــــل
هي طــيـــــنة أم أنَّـها حجــــــر
قل أين فـيـــــــك الماء يا كــبــدا
حـرَّى وبين الخــــــوف تســتعر
لِمَ فيك قد وجــــــف الفـؤاد تــرى
لِمَ قــــــــــد جــفا وتقطَّــع الوترُ
لا لا وحقّــــــــــك أنت تعـلمــــها
أنا بعض ماء زخّـــــــه المطــرُ
أنفذت فيـهـــا الروح فانتشــــرت
أبغــــــير أمـــــــر منــك تنتشــرُ
جـــــرَت الليــالي مـــن أعنّتــــها
فُكــــــــــت وفي أعقــابها النُّــذرُ
وأنا أضــــــمُّ عـــــــليّ أشــــــلاءً
شوهــاء عــلى بعــــد أأتـــــــذرُ

إنِّي بقــــــــافــل ة بلا جمــــــــــــل
ولآخـــــــــــ ر الأيـام أعــتـــــــذر
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
* عضو اتحاد كتاب مصر