في بيتك صحفي صغير

د . علي أحمد مدكور

"إذا أردت أن تكوني أماً لكاتب أو صحفي كبير، فعليك تنمية الأنشطة الكتابية لطفلك منذ الصغر" هكذا قال التربويون ، فإذا كان طفلك موهوبا ويتمتع بمهارات كتابية فلا تسخري من كتاباته ولا تقللي من قيمتها ولا تملي عليه ما يكتب وما لا يكتب ، ولكن شجعيه ونمي موهبته .
يقول التربويون : تنقسم أنشطة الأطفال الكتابية إلى قسمين :
أولاً : التعبير التحريري (الكتابي)
يهدف التعبير التحريري إلى تعليم الطفل القدرة على السيطرة على اللغة كوسيلة للتفكير والتعبير والاتصال ، وهذا يتم بتدريبه على مجموعة من المهارات منها:
** إدراك نوعية الموضوع المراد الكتابة فيه وحدوده، وتمييز ما هو مناسب أو غير مناسب له من المعلومات والصياغات اللفظية ، وهذا بدوره يتطلب:
- تدريب الطفل على البحث عن المعلومات والرجوع إلى الكتب والمراجع والمجلات والصحف.
- تدريبه على معرفة أهدافه من الكتابة ونوع القراء الذي يكتب لهم .
- تدريبه على انتقاء المعارف وتصنيفها وتنظيمها .
- تدريبه على ارتياد المكتبات وصحبة القرآن والأحاديث النبوية الشريفة .
** سلامة مهارات التحرير العربي (الهجاء والترقيم والخط)
** سلامة الأسلوب نحوياً وصرفياً .
** سلامة المعاني وتكاملها .
** منطقة العرض .
وتتعدد مجالات التعبير الكتابي للطفل فيمكنك تشجيعه على التعبير عن الأفكار والأحاسيس والانفعالات والعواطف ، ووصف مظاهر الطبيعة وأحوال الناس ، وكل ما هو فكر جميل بأسلوب جميل ، كما يمكنك تشجيعه على كتابة بطاقات المعايدة والمجاملة ، وإشراكه في تسجيل المحادثات والمناقشات وعمل الملخصات .
على أنه ينبغي التعرف على ميول الطفل واهتماماته وعدم إجباره على الكتابة في مجالات لا يميل إليها ولا يود الكتابة فيها لأن ذلك يأتي بنتائج عكسية . كذلك يجب تدريبه على الرجوع إلى مصادر المعرفة وارتياد المكتبات والبحث عن المعلومات في المراجع المناسبة . كما يجب تدريبه على استثمار مواد المناهج الأخرى في كتابة التعبير ففيها الكثير مما يعين الطفل على الكتابة الإبداعية .
** خطوات تعليم الأطفال التعبير الكتابي :

(1) : يطلب المربي من الطفل اقتراح الموضوع أو الموضوعات التي يفضل التعبير عنها ثم يرتبها حسب الأولوية من وجهة نظره وذلك تحت إرشاد الأب أو المعلم ثم يبدأ في الإعداد للموضوع الذي يود التعبير عنه .
(2) ً: توجيه الطفل إلى المراجع التي تعينه على جمع المعلومات والحقائق المتصلة بالموضوع الذي اختاره وقد تكون هذه المراجع كتبا مدرسية أو مجلات أو صحفا أو برنامجاً إذاعياً أو شريطاً مسجلاً أو حضور ندوة . ثم يقوم الطفل بتصنيف وتنظيم المعلومات التي جمعها بحيث تكون معدة للكتابة .
(3) : كتابة (مسودة) ثم مناقشة هذه المسودة أو مشروع الموضوع مع أخوته أو زملائه تحت إشراف الأبوين أو المعلم الذي ينظم النقاش ويعمقه .
(4) : الكتابة النهائية للموضوع حيث يقوم الطفل بكتابة الموضوع في صورته النهائية .
(5): يقوم الأب أو المعلم بتقويم الموضوع في حضور الطفل في ضوء المعايير الآتية :
· سلامة التحرير العربي (الهجاء والترقيم والخط) .
· سلامة الأسلوب بتصويب الألفاظ والمفردات وتركيب الجملة وكذلك تصويب الجمل داخل الفقرات، والفقرات داخل الفكرة، والأفكار داخل الموضوع.
· سلامة المعاني بتصويب المعاني المخلوطة أو الناقصة التي أوردها الطفل في موضوعه .
· منطقة العرض بترتيب الأفكار داخل الموضوع .
· المتابعة وتعني أن يسجل الأب أو المعلم الأخطاء الهجائية والأسلوبية والفكرية الشائعة في تعبير الطفل ويعالجها معه أولاً بأول مع التركيز على تصويب الأخطاء التي لا تتسق مع التصور الإسلامي .
&& ثانيا : المهارات اللازمة لعملية الكتابة:
التدريب على مهارات الكتابة (الهجاء وعلامات الترقيم والخط) يجعل الطفل قادراً على تحويل التعبير الشفهي إلى تعبير مكتوب ، وذلك على النحو التالي :
· الهجاء

السيطرة على مهارات الهجاء تعني أن الطفل أصبح قادراً على نطق الحروف وكتابتها منفردة ومتتابعة في كلمات وجمل إذا أراد أن يتصل بالآخرين معبراً عن أفكاره كتابةً . وقد يخطئ الطفل عند كتابة الكلمات الصعبة التي تحتوي على همزات وغيرها، لذا ينبغي على الأب أو المعلم أن يحدد الأخطاء المتكررة والشائعة التي يقع فيها الطفل ويحللها ويسعى لمعالجتها .
· علامات الترقيم

التدريب على علامات الترقيم يساعد الأطفال على القراءة والكتابة الصحيحة ويجعل الآخرين يقرؤون ما كتب بسهولة .
والمدخل الأفضل للتدريب على علامات الترقيم يكون بالنظر إلى الكتابات التي قام بها الطفل وتدريبه على وضع علامات الترقيم في مواضعها الصحيحة .
وهناك مجموعة من الأساليب يمكن استخدامها في هذا المضمار:
· تكليف الطفل بتدوين بعض الموضوعات أو النصوص التي يستمع إليها مع التأكيد على وضع علامات الترقيم ثم تصويب ما كتبه .
· قراءة الطفل ما كتبه بطريقة جهرية مع الاهتمام بإظهار النغمات الصوتية والوقفات والتساؤلات … الخ .
· قراءة الطفل نصوص أو موضوعات غير مرقمة ثم تكليفه بترقيمها .
· قراءة بعض النصوص المرقمة ترقيماً خاطئا وتكليف الطفل بتصويبها .
· الخط

تعليم الطفل فنون الخط في السن المبكرة يعد إضاعة لوقت الطفل وجهده ، فالخط مهارة حركية بالدرجة الأولى ، وهذا يعني تدريب الطفل في البيت أو المدرسة بحيث تصل المواءمة بين عينه ويده إلى درجة تمكنه من كتابة الحروف الهجائية منفردة ومتشابكة بطريقة سهلة وواضحة .

ومن المعلوم أن الوضوح في الخط هو الهدف العام الذي يجب أن نركز عليه في تعليمنا وتدريبنا لأبنائنا في البيوت وفي المدارس ، أما جمال الخط وفنونه فيجب تنميتها لدى الموهوبين في المقام الأول .
ولتدريب الطفل على حسن الخط ووضوحه يمكن للأب أو المعلم اتباع ما يلي:
· قراءة النموذج المكتوب قراءة جهرية ، وتدريب الطفل على قراءته ومناقشة أفكاره ثم كتابته .
· أن يكتب المعلم أو الأب النموذج الخاص به أمام الطفل لمحاكاته .
· محاكاة الطفل للنموذج المكتوب في كراسة الخط ، وذلك تحت إشراف المعلم أو الأب الذي يعالج الصعوبات والأخطاء التي تظهر أثناء ذلك .