أريج مدرسة الإيمان

أنـا ما دخلتُ الرّوض، يا أحبابنا، كُرْهاً وقسْرا

لـكـنّـه قـد أرّج الأجـواء، فاستنشقتُ عطْرا


فـغـلى بيَ الشّوقُ الجموحُ لأكشفَ البستانَ سرّا!



فـدخـلـتُـهُ، كـالعابد المرتاد محراباً وطُهرا



فـوجـدتُ عُـبّـاداً بهِ قد رافقوا الأنوارَ فجرا!


فدخلتُ في الرّكب المضيء، فأمطر البستانُ زهْرا!



هـو زهـر أشجار المحبّة، فاق في التّقدير تِبْرا


هو يُثمر العيش الهنيء، قلا ترى في النّاس شرّا



هـو يُثْمر الخُلق العظيمَ، ولو رماك الدّهر جمرا


لـكـنّ زهـر الـحبّ أنواعٌ تفوق العدّ حصْرا


ولـقـد سـمـا حـبّ الإله ورسْلهِ شَرَفاً وقدْرا


فـاحْرص على حبٍّ ينير الدّربَ، دُنْيانا وأخْرى



والـمهتدي عشق المعارفَ، وهو بالطّلاب أحرى



يـا أيّـهـا الـطّـلابُ، ذقْـنا فيكُمُ حُلواً ومُرّا


يـا أيّـهـا الـطّلابُ، لو ذقتم من الأزهار ثغرا


لـرشـفـتـمُ ذاك الـرّحيقَ، وهمتمُ عشقاً وبِشرا


وحـبـبـتـمُ عـهد الدّراسة حبّ من يجمعُ دُرّا



فـظـفـرتـمُ بـالـعلم والإيمان دستوراً وفكرا


وعـلَـوتـمُ شـمّاً، وعاد المجد يمحو العار قهرا


فـعـسى اللّجَيْنُ مع البريق يكون للسّارين بدْرا
منقول